الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مَشَاهِدُ مِنَ ٱلْجَحِيمِ ٱلْدِّمَشْقِيِّ: «مَشْهَدُ ٱلْحَيَاةِ» (1)

غياث المرزوق
(Ghiath El Marzouk)

2023 / 1 / 17
الادب والفن


/... اَلْحَيَاةُ،
هٰذِي ٱلْحَيَاةُ، ٱلَّتي لَا تُمْتَحَنْ،
لَا تَسْتَحِقُّ ٱلْعَيْشَ،
لَا فِي ٱلْجِنَانِ وَلَا فِي ٱلْدِّمَنْ!
سقراط


(1)

– «مَشْهَدُ ٱلْحَيَاةِ» –

/... قَالَتْ لَهُ:
«أَرَاكَ كَمَنْ يَحْمِلُ الدُّنْيَا عَلى كَتِفَيْهِ،
وَهْوَ كَظِيمٌ كَظِيمْ.
هَلْ تَخَـافُ مِنْ شَبَحِ المَوتِ، حَقًّا؟».

/... قَالَ لَهَا:
«لَا أَظُنُّ أَنَّ المَوْتَ يُخِيفُنِي كَشَبَحٍ،
إِنْ جِئْتِ للقَوِيمْ:
فَلَا وُجُودَ لَهُ بَتَّةً مَا دُمْتُ مَوْجُودًا،
وَمَا دَامَ مَوْجُودًا، كَذَاكَ، لا وُجُودَ لِي.
لِمَاذَا، إِذَنْ، أَخَافُ مِنْ شَبَحٍ،
لَا وُجُودَ لَهُ بَتَّةً مَا دُمْتُ مَوْجُودًا؟».

***

/... وَلٰكِنْ،
لِمَاذَا شَدَدْتَ الجَنَاحَ وَقَوَّضْتَ
/... عُشَّكَ
فِي غَفْلَةٍ مِنْ دُنَايْ؟
إِذَا كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي بِطَيْفِكَ
أَحْمِلُ نِصْفَ أَنَايْ

***

/... تَمَاهَيْتْ،
تَمَاهَيْتُ فِي نِصْفِكَ البَابِلِيِّ
/... بَعِيدًا
عَنِ الحَافِلاتِ وَحَوْبِ الزَّمَانِ
لِأرْفُو جُرُوحِي
وَهَا أَنْتَ تَسْمُو عَلَى صَخَبِ
/... ٱلْمَوْجِ
كَيْمَا تَلُوذَ بِصَمْتِ المَكَانِ
وَكَيْمَا أَرَاكَ بِمِرْآةِ رُوحِي
/...
كَمَا النَّسْرِ، وَدَّعْتَ
قِمَّتَكَ، الآنَ، قَبْلَ الأوانِ
لِتَبْسُطَ ظِلَّكَ
أَوْسَعَ مِنْ أَيِّ وَقْتٍ مَضَى
فِي فَيَافِي نُزُوحِي

***

/... تَرَكْتَ،
تَرَكْتَ بِلادًا تُرَاوِدُ قَابِيلَ
عَنْ نَفْسِهِ
/... مرَّةً،
مرَّتينِ، وَأَلْفَاْ
وَهَابِيلُ يَعْوِي مَدَى اللَّيْلِ
زُلْفًا، وَزُلْفَاْ
وَيُطْلِقُ أَشْلاءَهُ كَالخَذُوفِ
/... ٱلْأَثِيرَةِ
نَحْوَ رَعِيلِ ذِئَابٍ مُبَرْقَعَةٍ
مِنْ أَمَامٍ
وَسِرْبِ خَنَازِيرَ بَرِّيَّةٍ
مِنْ وَرَاءْ

***

/... تَرَكْتَ
بِلادًا،
بِلادًا،
تُقَدِّمُ قُرْبَانَها لِلشُّمُوسِ
/... ٱلْأَخِيرَةِ:
شَابًّا يَشُبُّ بَرَاكِينَ جِيلٍ
وَشَابَّةَ عَصْفٍ جَمِيـــلٍ
وَزُغْرُودَتَيْنِ مُدَوْزَنَتَيْنِ
صَبَاحَ مَسَاءْ

***

وَكُنْتَ تُشَمِّرُ عَنْ سَاعِدَيْكَ
/... لَجُوجًا
وَتَرْكَبُ ظِلَّكَ رَغْمَ انْشِطَارِ
ٱلْخَلايَاْ
وَتُبْعِدُ عَنْ مَاءِ وَجْهِكَ أَشْبَاهَهُنَّ
/... خَدُوجًا
لِتَكْسِرَ، تَكْسِرَ طَوْقَ المَسَافَةِ بَيْنَ
ٱلرَّعَايَاْ
/...
وَمَا بَيْنَ قَلْبَيْنِ صِنْوَيْنِ مِنْ حَجَرٍ
أَوْ سُحَامٍ يُؤَرِّخُ مَجْزَرَةً،
/... ثُمَّ مَجْزَرَةً،
/... ثُمَّ مَجْزَرَةً،
تَسْتَطِيلُ عَلى بَرْزَخِ الرَّمْلِ،
وَالرَّمْلِ،
وَالرَّمْلِ،
مَسْفُوحَةً
فِي العَرَاءْ

***

دبلن (إيرلندا)








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حلقة خاصة مع المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي وأسرار وكواليس لأ


.. بعد أربع سنوات.. عودة مهرجان عنابة للفيلم المتوسطي بمشاركة 7




.. بدء التجهيز للدورة الـ 17 من مهرجان المسرح المصرى (دورة سميح


.. عرض يضم الفنون الأدائية في قطر من الرقص بالسيف إلى المسرح ال




.. #كريم_عبدالعزيز فظيع في التمثيل.. #دينا_الشربيني: نفسي أمثل