الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


موت للتبادل!..حياة للتبادل

علي عبد السادة

2006 / 10 / 14
كتابات ساخرة


أبدل كل أسماء أهلك، ومعارفك، المسجلين على قائمة هاتفك الخلوي، ربما أنهم مسجلون على قائمة اغتيالات. وأبدل أسمك، وقتما تشاء، أو ما تشاء أحجية المخالفات الشرعية للأسماء، في هذه المنطقة المقفلة لهذه الملة، أو تلك التي في طريقها للأقفال.
أبدل محل عملك، ربما انه مسجل على قائمة الأعمال غير الشرعية، وفكر في زاوية ضيقة بشارع لا يمر فيه أحد، وأمكث هناك..
أبدل ملابسك، وغير ملامح وجهك، وأحلق ذقنك، او أطلقه، ولا تكتب شيئا في الصحف وأحرق صورك القديمة والحديثة، ولاتمر من إمام باب مركز الشرطة، وأبدل شهادة الميلاد بأخرى للوفاة، وغير محل الولادة، وتاريخها، وأقترح لنفسك لقبا مسموحا به في بلد لا لقب له.
مزق كل رسائلك لحبيبتك الأولى، وفواتير الكهرباء، وقوائم التموينية...
لحظة..
أحتفظ بورقة التهجير التي أجبرتك على ان تترك بضع "أحجار" كنت وقد وضعتها واحدة فوق الأخرى، عند بدايات أحلامك الأولى..الوقت مناسب ألان للاستفادة منها.
أغلب المكالمات الهاتفية التي تجري هذه الأيام بين أناس، لا يعرف أحدهم الأخر، بل لم يلتقو في يوم من الأيام، وهم اليوم يستخدمون أقصى درجات السرية في الأحاديث..
- أنا حيدر
- وأنا عمر.. أتشرف بمعرفتك.
- كلانا مهجران.. هل نتبادل البيوت
- نلتقي في مكان محايد لنتفق
أننا نتبادل المنازل، والأثاث والذكريات، ولحظات الفرح والحزن المرسومة، شفويا، على جدران منازلنا، اننا نتبادل أمكنة النشوء والولادة والممات، بطريقة أسهل من لحظات طردنا العلني من مهاجعنا، إننا نتبادل كراماتنا في وضح النهار، وربما سنتصل ببعضنا لنتفق سرا على مبادلة الاكفان والمقابر، وسننشأ دائرتين للطب العدلي، لكي لا نتزاحم على واحدة فقط.
كلكم تتفرجون، وتعلمون مايجري
أننا نتبادل كل شيء، حتى تلك الذكريات التي نحفرها على حائط المنزل العتيق، وانتم تتبادلون، بتهجيرنا حصص الأمكنة والكراسي والأشجار والأنهار.
نحن نتبادل ما نملك، وانتم تتبادلون ما لا تملكون..
لعلي أقترح، ما ينفعكم، أبدلو دجلة محل الفرات، او العكس، فهذا أرث لهذه الملة، وذاك أرث لتلك.
أو لتبادلوننا، مقايضةً، بقطع بلاستيكية معادة، حتى لا نشعر بأي شيء، حتى ضياع الكرامات الشخصية، سوى تلك الحروق التي تصيبنا في مفخخة يصنعونها في بيوتنا المبادلة. او اجعلوا منا أعلانا تلفزيونا، يروج لمشاريعكم المستقبلية، وأكتبوا على قمصاننا:" مواطنون على قيد الوفاة"، وخطوا على جدران منازلنا :" خرجوا في نزهة"، للدواعي الامنية.
أو...
أقترح شيئا أخر..
لم لا نتبادل مع شعب مسكين أخر، لنرحل إليه، ويحلون هم محلنا..
نترككم، وحدكم، تتقاسمون، وتأكلون، إلا أنكم لن تكتفون








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لقاء خاص مع الفنان حسن الرداد عن الفن والحياة في كلمة أخيرة


.. كلمة أخيرة -درس من نور الشريف لـ حسن الرداد.. وحكاية أول لقا




.. كلمة أخيرة -فادي ابن حسن الرداد غير حياته، ومطلع عين إيمي سم


.. إبراهيم السمان يخوض أولى بطولاته المطلقة بـ فيلم مخ فى التلا




.. VODCAST الميادين | أحمد قعبور - فنان لبناني | 2024-05-07