الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مشروعية المقاطعة الدولية لنظام الأبارتهايد ( 2من2)

سعيد مضيه

2023 / 1 / 18
القضية الفلسطينية


الصهيونية، شأن ميديا الاحتكارات،امبريالية ترفض الحوار وتضطهد الرأي الناقد أو المعارض

يسجل المحامي الأميركي، ستانلي كوهين، على الصهيونية ودولة إسرائيل، "يسعى الصهاينة لتحديد سوق الأفكار المقبول بطلسم سحري أو ديني رخيص ابتكروه اسمه اللاسامية. إنها هذه المراجعة الدنيئة المبتذلة لهدف وغرض سياسيين يستمدان القوة من دعوة حقوق الإنسان والعدالة لملايين الفلسطينيين المستهدفين والمشردين، تلك الدعوة التي اوقدت الهجمات الخبيثة ضد ما لا يخرج عن كلام واحتجاج نقيين . وعبر الكرة الأرضية يجري قذف الأصوات المبدئية بما لا يحصى، تم فرزها من أجل المحاكمة وإلحاق الضرر الأقتصادي ليس من أجل العنف ، بل مقاومة محقة لورثة المشروع الكولنيالي العنصري – هذا المحاط بالكراهية اكثر من اي وقت مضى مع حصيلة احدث انتخاباتها.

لنفترض ان الدعوى ضد بيركلي تقف على أرجل، وفي الحقيقة لا تصمد امام حركة نقيض باعتبارها لا أساس لها . فهل يفرض معالجوها الصهاينة نفس الدعوى ويطمسون مئات الحاخامات بالولايات المتحدة باعتبارهم معادين للسامية؟ حقا في وقت قريب أعلن ثلاثمائة رابي ومنظمة وجامعة واحدة على الأقل، الجامعة اليهودية الأميركية ومركزها في لوس أنجيلوس،أعلنوا مقاطعة سوف تحظر المشرعين " اليمينيين المتطرفين" المنتمين للكتلة الصهيونية الدينية في حكومة نتنياهو [تأكيد الكاتب]من التحدث امام جمهورها.
نظرا لشمول المقاطعة مجموعات فئوية مع جامعة تتسلم اموالا فيدرالية مقابل تقديم برامج متعددة يبدو أن ذلك يردف المقاطعة، ضمن محددات العنوان السادس، بما لا يقل عن القضية المرفوعة ضد مدرسة جقوق بيركلي. ورغم ان الغرض المثبت في مقاطعة الحاخامات هو اتخاذ موقف سياسي ضد الصهاينة واليهود المتطرفين الساعين لتغيير "قانون العودة" الإسرائيلي تحدوهم الرغبة لشطب حقوق المثليين؛ والسماح للكنيست بمعارضة أحكام صادرة عن المحكمة العليا ؛ ضم الضفة الغربية؛ وطرد المواطنين "العرب " ممن يعارضون حكومة إسرائيل؛ فهل يقل العداء للسامية من جانب هؤلاء الحاخامات الجسورين على تحدي سياسات إسرائيل وليس عقيدتها بحكم نكهة مقاطعتهم؟
إذن ، يا مجلس تل أبيب وفر علينا سخطك.... فسخطك كناية أو رمز مبني على قَسَم بالخضوع المؤسسي، الذي يقبل طوعا مجموعة خلايا قضائية ضد المساواة والاجتماع والتعبير، وليس اتباع المساواة والعدالة وحمايتهما .. حقا فالمفارقة درامية؛ انها واضحة ، إنها استرخاء.

هل لدى النظام الإسرائيلي ديمقراطية أو ليبرالية ؟!

تزمعون الذهاب الى الولايات المتحدة للاحتجاج على فقدان " حقوق" عملائكم في مدخلات سوق الأفكار؛ لكنكم ، مع ذلك لا تفعلون شيئا لتحدي سرقة فرصة موازية للملايين من الفلسطينيين وأنصارهم داخل إسرائيل والأراضي المحتلة بالضفة وقطاع غزة. نظام يتيح لإسرائيل فرصة وعدالة لاتقوم على مبادئ المساواة والتنوع والتطلعات ، بل على عسكر متوج بجوهرة الكراهية لكنيست يعلن باعتزاز...أنها لليهود فقط.
يروج الصهاينة ديكور زينة ل "ديمقراطية" متخيلة تخفي طوال الوقت امتيازا يستند الى عقيدة لنظام عدالة إسرائيلي تسنده "دولة قومية"... تمجداليهودية على عقائد الآخرين. إنها محمية طبيعية وجدت بتشريع رحب بقرابة 65 قانونا تفضل اليهود وحدهم . رقيب قضائي سامي دعم إبعاد عمرشاكر، مدير منظمة هيومن رايتس ووتش، من إسرائيل لا لشيء إلا لدعوته المؤسسات إنهاء أعمالها داخل المستوطنات.
قبل أسابيع هللت عملية الحكم القضائي ذاتها لطرد صلاح حموري ، محامي حقوق الإنسان الفلسطيني ويحمل الجنسية الفرنسية ، وكان قد اعتقل بدون توجيه تهمة .
يعتبر انحرافا على الأقل القول بان تواصل إسرائيل، ورصيدها بالذات من الديمقراطية ، ممارسة عمرها عقد من الزمن ، إذ تطالب منابر الميديا والكتاب والناشرين إخضاع مقالاتهم "المتعلقة " بالأمن والعلاقات الخارجية للمراقبة العسكرية قبل إرسالها للنشر.
في العام الماضي "منعت المراقبة العسكرية الإسرائيلية نشر 129 مقالة [تأكيد الكاتب]بالميديا، وتدخلت بالمحتوى في 1313 مقالة أخرى". وفي ذات الوقت تحدت مؤسسة الديمقراطية الإسرائيلية وجمعية الانترنت في إسرائيل تنظيما جديدا يتيح للدولة استصدار أمر محكمة يسمح لإسرائيل إغلاق اي خطوط انترنت بما في ذلك على غوغل[ تأكيد الكاتب] تويتر وفيسبوك او أي موقع إخباري في إسرائيل، او تلك المواقع خارج إسرائيل معرضة للشطب من عناوين الأيفون الإسرائيلية
إذا ما حمل الموقع " التحريض على العنف والإرهاب". وفي الوقت الراهن يحظر مئات الكتب في إسرائيل [تأكيد الكاتب] إما بسبب محتوياتها او مكان النشر. ويشمل الحظر الترجمات العربية لمؤلفات جورج أورويل ، جيمس جويس، ويليام شكسبير ؛ وكتب سيلفيا بلاث وسوسان سونتاغ ونيلسون مانديلا ، وأغاثا كريستي وأورفان باموك.

نظام الأبارتهايد الثقافي- التعليمي

في هذا العام أعلنت إسرائيل عن " إجراءات جديدة لدخول الأجانب الى وإقامتهم بمناطق يهودا والسامرة " [تأكيد الكاتب]؛ يتيح القرار للجيش الإسرائيلي سلطة اختيار الأكاديميين والباحثين والطلبة ممن يدرّسون أويدْرُسون بالجامعات الفلسطينية. إذا ما أخذنا بالاعتبار الهجمات العسكرية المتزايدة خلال السنوات الأخيرة على مختلف الجامعات الفلسطينية مثل النجاح وبيرزيت والجامعة التقنية الفلسطينية – خضوري، حيث عشرات الطلبة اعتقلوا او قتلوا بصفتهم" محرضين" قد تبدو محض صدف هذه الأيام ان تقبل طلبات أجانب لدخول فلسطين للتدريس أو عمل أبحاث أوالإشراف على صفوف مدرسية. نظرا لأن جزءا من جهودها هو التحكم في ما يمكن للطلبة الفلسطينيين قراءته في صفوفهم وخارج إسرائيل [ تاكيد الكاتب] فقد صعدت جهودها للتحكم في محتويات ولغة ما يدرس في المدارس الفلسطينية.
في اماكن اخرى تبذل جهود متزايدة على الإنترنت للتحكم في ما ّيدرّس ومن يدرس . في الأونة الأخيرة أغلقت كل من زوم ، فيسبوك ويوتيوب نشاطا اكاديميا نفذ على الانترنت. "رواية من؟ وأي حرية تعبير تتاح للشعب الفلسطيني؟". أشرف على النشاط كل من إثنيسيتي العربية والمسلمة وفي الخارج(آميد) برنامج دراسات بجامعة الدولة في سان فرانسيسكو، مجلس جمعيات كليات يو سي ( سي يو إف سي إيه) مؤسسة أبحاث العلوم الإنسانية بجامعة كاليفورنيا ( يو سي إتش آر أي) .

في هذه الأثناء عشرات المنظمات الفلسطينية أو المناصرة للفلسطينيين ، كليات ، باحثين ومساعدي محاضرين يخضعون للحصار في مختلف الجامعات الأميركية – عطلوا ، رفض تثبيتهم، او فصلوانتيجة ضغوط مورست من أجل إسكاتهم. باتت معروفة جيدا هجمات الهيئات الصهيونية على اكاديميين امثال صلايطة و فينكيلشتاين؛ لم تتردد إسرائيل في محاولاتها لتقرير ما يمكن اولا يمكن تدريسه بمدارس الولايات المتحدة . قضية كايلي بروديريك، الطالبة بجامعة كارولينا لدرجة الدكتوراة تتحدث الكثير عن الجهود المحسوبة للتحكم في محتويات الدراسة الأكاديمية:
نظم موظفو القنصلية الإسرائيلية في جنوب شرقي الولايات المتحدة لقاءات مع عميد جامعة نورث كارولينا في تشابل هيل لمناقشة طالبة خريجة تدرس مساقا دراسيا حول النزاع الإسرائيلي – الفلسطيني. وكما أفاد اثنان من أساتذة الجامعة ممن عرفوا بالاجتماعات، وطلبا عدم ذكر أسميهما ، خشية العقاب، فقد اتهم الموظفون الإسرائيليون طالبة دراسات الدكتوراة باللاسامية وقالوا إنها غير كفؤة لتدريس المساق". ومنذ سنوات عدة والحكومة الإسرائيلية بما لديها من جهات ضغط في العالم وداعمين صهاينة ، تحاول إفشال كل تحد لانتهاكات إسرائيل الصارخة لحقوق الإنسان الأساس وللقانون الدولي باعتبار ذلك "لاسامية".
على الرغم من ان نشطاء عديدين ومنهم يهود تصدوا ليس لليهودية ، إنما لسياسات التفوق العرقي تولد من رحم الإرهاب، تتغذى بالسرقة والعنف ويدفع باتجاهها نظام حاذق للأبارتهايد الإسرائيلي، فإنها لم تبطئ جهودها لتزوير حركة بي دي إس وغيرها من الجهود غير العنفية مواقف أكثر قليلا من كراهية اليهود. على ثباتها : سواء جاءت على شكل ضباب خيّم على مقابر حقوق الإنسان في إسرائيل ، او صرخات فاسدة لمحاربيها ، يسعى الصهاينة لتحديد سوق الأفكار المقبول بطلسم سحري أو ديني رخيص ابتكروه اسمه اللاسامية. إنها هذه المراجعة الدنيئة المبتذلة لهدف وغرض سياسيين يستمدان القوة من دعوة حقوق الإنسان والعدالة لملايين الفلسطينيين المستهدفين والمشردين التي اوقدت الهجمات الخبيثة على ما لا يزيد عن كلام واحتجاج نقيين . وعبر الكرة الأرضية يجري قذف الأصوات المبدئية بما لا يحصى، تم فرزها من أجل المحاكمة وإلحاق الضرر الأقتصادي ليس من أجل العنف ، بل مقاومة محقة لورثة المشروع الكولنيالي العنصري – هذا المحاط بالكراهية اكثر من اي وقت مضى مع حصيلة احدث انتخاباتها.

الهولوكوست للاستثمار


إن تعريف الائتلاف الأممي لتذكر الهولوكوست للاسامية قد باع بالمزاد العلني بوصلة عولمية للكراهية. وإذا تلقى هذه الترنيمة البعض أو ربما الكثيرون فذلك لا يخفف من بشاعة العينة ذاتها أو عدم نزاهتها وملاءمتها؛ فليس لهذه الخدعة التسويقية ادنى علاقة بالقانون الأميركي ، ولا تزيد عن مجرد انزياح . حقا، إنها لمفارقة مثيرة للاهتمام لدرجة ان الكثيرين ممن استهانوا بقرار الجمعية العمومية الذي " اصر على أن الصهيونية احد أشكال العنصرية والتمييز العرقي" قبل قرابة نصف قرن عادوا بدورهم يستخفون بمعارضي الصهيونية ويدمغونهم بالاسامية.
عشرات القوانين بالولايات المتحدة قد أقرت لإدانة المشاركين بحركة بي دي إس او المعارضين لسياسة إسرائيل بوسائل غير عنفية. وعلى ستارة الشعار " من يكرهنا فلأننا يهود"... او " اليهودي الكاره نفسه" جرى ترويع الطلبة والصحفيين والنشطاء السياسيين ورجال الأعمال سواء بسواء او إسكاتهم ؛ فقدوا الوظائف؛ او أجبروا على إنفاق موارد محدودة للدفاع عن أنفسهم ضد هجمات ممولة يشنها دلالون صهاينة وتقترض من الخزائن السياسية او المالية التابعة لإسرائيل.

لنتحدى
إذن، لنمض في دربنا ليس بكلمات فارغة بل بأعين مفتوحة. منذ أكثر من قرن خدمت المقاطعة في أرجاء المعمورة كإنذار للشعب ضد سياسات وممارسات لم تسْتهن وحسب بحقوق الإنسان ومن الكرامة والعدالة، بل اجهزت على حريات وحيوات عشرات ملايين البشر بسبب العقيدة ولون البشرة او المعتقد السياسي. فسواء كان صوت اليهود ضد وصول هتلر الى السلطة؛ الأميركيون الذين اطاحوابقوانين جيم كراو؛ العالم الذي قال لا لحرب البويرفي جنوب إفريقيا؛ او الرفض المبدئي الذي يبديه اليوم العديدون في أنحاء العالم لدولة التفوق العرقي في إسرائيل، فإن المقاطعة كانت وستظل الأساس التاريخي للمقاومة الأممية.
الحق في تقرير المصير الشامل لجميع الأمم والقوميات حجر زاوية أساس للقانون الدولي وحقوق الإنسنان. على هذا لا يختلف شخص مبدئي او علّامة متمرس. في صلب جق تقرير المصير ينتصب عرف جماعي بعمر التاريخ ان بمقدر الشعب والحركات ان تتصدى ، وبالفعل يجب ان تتحدى اي قوة اقتصادية وسياسية مولودة من التفوق العرق الديني او الثقافي او التاريخي. وخلاف ذلك هو الخضوع لطغيان قاتل لحكم الأغلبية المصطنعة، وفي نهاية المطاف يفضي الى التطهير العرقي. ليست هذه الدعوة ملحة اليوم في مكان ما بقدر ما هي داخل إسرائيل، مشروع كولنيالي عنصري.
الفوضوية الأسطورية، إيما غولدمان، المولودة في أسرة يهودية أرثوذكسية(متعصبة) في ليتوانيا لم تكن معارضة لهجرة اليهود الى فلسطين، كملاذ من تنامي غيوم القومية الاجتماعية في اوروبا . كانت على كل حال معارضة متحمسة للصهيونية ، ترى " الصهيونية حلم اليهود الرأسمالييين في أنحاء العالم من أجل دولة بكل ذيولها ، مثل الحكومة والقوانين والشرطة والجيش ... وبكلمات آلة دولة يهودية ضد الناس الكثر".
غولدمان سجنت بالولايات المتحدة في مناسبات عدة، بسبب التحريض على التمرد، تحض على المقاومة ونشر المعلومات بصورة غير مشروعة حول تحديد النسل ونفيت الى روسيا بسبب الدعوة للعصيان إثر بالمر ريدز ، وادركت جيدا ان المقاومة المبدئية تشترط ثمنا شخصيا باهظا، بكل تأكيد. وبالنسبة لمن يكافح الصهيونية كل هذه السنوات ، سواء من خلال حركة بي دي إس، أو بأشكال مقاومة اخرى فقد تركت غولدمان تراثا من الكلمات الملهمة التي تنطلق أصداء لدرب المقاومة." إن تاريخ التقدم مدون بدماء الرجال والنساء ممن تجاسروا على طرح قضية غير شعبية. وحينئذ ، إذا كان الجديد من زمن قديم خلا يقابل بالمعارضة والتنديد ، فلماذا تستثنى معتقداتي من تاج من الأشواك."








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الرئيس الروسي يؤدي اليمين الدستورية ويتعهد بوضع مصالح روسيا


.. مشاهد توثق لحظة إصابة صاروخ لمبنى بمستوطنة المطلة جنوب لبنان




.. 7 شهداء و14 مصابا في قصف إسرائيلي استهدف شقة سكنية في حي الز


.. الأردن يحذر من تداعيات اقتحام إسرائيل لمدينة رفح




.. أمريكا تفتح تحقيقا مع شركة بوينغ بعد اتهامها بالتزوير