الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
المواطنة والثقافة
كاظم لفته جبر
كاتب وباحث عراقي
(Kadhim Lafta Jabur)
2023 / 1 / 18
مواضيع وابحاث سياسية
![](https://ahewar.net/Upload/user/images/6dc17958-6af4-40bf-b90f-cebd36d8ddb2.jpg)
يعد مفهوم المواطنة كما تطرقنا له في مقالات سابقة مفهوماً مرناً ، كونه لا يمكن أن يوجد بذاته ، الا اذا كان محمولاً لموضوع آخر ، فالمواطنة حق لكل مواطن في البلد الذي يعيش فيه ، اذا كان ملتزما بشروط المواطنة مع الآخر ، ويطبق القانون ويعي مصالحه ، ويحترم ثقافة البلد وتاريخه، فالمواطنة لا يمكن أن تقوم بدون هوية ثقافية ، والهوية الثقافية هي مجموع ما يمتلكه الفرد والمجتمع من عادات وتقاليد وأعراف ، وطقوس دينية , وفن , ورقص وموسيقى ، وغيرهما مما تتميز به جماعة عن أخرى ، فالثقافة تكوّن الهوية الوطنية وتُفرد الأفراد عن غيرهم ، كما ان كلاهما يدلان ( المواطنة والثقافة ) على تَمثل الفرد للوطن سواء كان وطنا أصيلا أو مستوطنا فيه ، اذ أن المواطنة تعبير سياسي جمعي يعبر عن فعل الالتزام وفق ثقافة الجماعة ، وقانون البلد ، لأن الثقافة هي التي تفرد الأفراد وتصنفهم أصناف ،وبما أن المواطنة تشترك مع الثقافة في التعبير عن طبيعة المجتمعات ، لكن الثقافة ذات وجود اجتماعي ، بعكس المواطنة ذات الوجود السياسي ، لذلك لا يمكن قيام نظام سياسي دون تمثيل اجتماعي ، كلاهما يعتمد على الآخر في بناء المجتمعات ، إلا ان ممارسة المواطنة تواجه مشاكلا سوى في الدول الديمقراطية أو غيرها من أنظمة الحكم ذات التنوع القومي ، او العرقي ، أو الطائفي ، فالدول التي تعتمد الثقافة لرسم حدود الوطنية عند الأفراد تجدها دول ممزقه داخلياً يسود فيها الفساد ، والإرهاب ، والكراهية نتيجة المحاصصة ، وانعدام الأمن والنظام ، بسبب تعدد الهويات الثقافية ، و يؤدي كذلك لسيطرة فكر الأكثرية من الجماعات على الأقلية ، ويحجم دور الأقليات السياسي والاجتماعي ، وهذا يؤدي لضياع هوياتهم وبالتالي هجرتهم . ولغرض بناء نظام سياسي قوي ، ومجتمع موحد يؤمن بالمواطنة والمساواة وقبول الآخر ، يجب البحث عن قواسم وطنية أساسية ،وثوابت مشتركة وبثها بين أفراد الوطن الواحد ، بعيدا عن هوياتهم الثقافية . كما ان التطور التكنولوجي والمعرفي في العالم ، أدى إلى تثاقف الشعوب و خلق ثقافات فرعية جديدة مركبة ، وفي خضم هذا التداخل الثقافي نجد عسراً في تحقيق مفهوم المواطنة ، ولكي يتم إيجاد وتحقيق واقع سليم لمفهوم المواطنة يتحتم على الدول ايجاد ثقافة وطنية مشتركة بين أطياف المجتمع ، وهي ما سعت له بعض الدول الكبرى مثل الملكة المتحدة بريطانيا ، أو الولايات المتحدة الأمريكية ، او الهند وغيرها من الدول ذات الثقافات المتعددة ، أو الديانات المتعددة ،أو متعددة الجنسيات مثل دولة الإمارات ، حيث سعت هذه الدول إلى ابتكار خطاب سياسي وطني يبث الوطنية في وعي الأفراد .
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. هل يستطيع بايدن ان يجذب الناخبين مرة اخرى؟
![](https://i4.ytimg.com/vi/cOQtZAcztLo/default.jpg)
.. القصف الإسرائيلي يدمر بلدة كفر حمام جنوبي لبنان
![](https://i4.ytimg.com/vi/I8kQd6h4cjU/default.jpg)
.. إيران.. المرشح المحافظ سعيد جليلي يتقدم على منافسيه بعد فرز
![](https://i4.ytimg.com/vi/MpsoVOnUWsI/default.jpg)
.. بعد أدائه -الضغيف-.. مطالبات داخل الحزب الديمقراطي بانسحاب ب
![](https://i4.ytimg.com/vi/_bgrky_UE5E/default.jpg)
.. إسرائيل تعاقب السلطة الفلسطينية وتوسع استيطانها في الضفة الغ
![](https://i4.ytimg.com/vi/iAfC8p76lYM/default.jpg)