الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تاجر خائب وبضاعة فاسدة 2 --4

نسيب عادل حطاب

2023 / 1 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


وبغية عرض نماذج لبعض تخرصات ومغالطات وسموم المفكر والعلامة لبيب سلطان التي امتلأت بها مقالاته سأورد نماذجا منها وانقلها نصا لأبين وأشير الى خطلها وتهافتها وكذبها
- في مقاله الموسوم 9 نيسان اليوم الوطني لأسقاط ديكتاورية صدام يصب لبيب سلطان جام غضبه على أولئك الذين ينظرون الى 9 نيسان 2003 باعتباره تاريخا للغزو الامريكي !! بدلا من ان يكون تاريخا لتأسيس الدولة العراقية كما يرى ذلك .. ولاأدري الى اي مدى من الصلافة يذهب اليه السيد الكاتب ليتحدى ويخطأ حتى المؤرخين والمحللين الغربيين في تسميتهم العملية العسكرية الامريكية بعملية غزو العراق .. يبدو أن السيد لبيب هنا متأمرك اكثر من الامريكان أنفسهم وفخورا بعملية تبين للعالم لاحقا وساختها وزيف شعاراتها وكذب مبرراتها واهدافها وفداحة نتائجها على العراق والعراقيين .. ثم تعال ياسيد لبيب عن اي تأسيس للدولة العراقية في ذلك التاريخ تتحدث وكأن العراق قبل ذلك اليوم الاسود كان قبائل متنافرة أو دويلات مدن أو دولة متفككة وهو العكس تماما لأنك ببساطة رغم كل ضجيجك الفارغ هذا لاتعرف ان الديكتاتورية بغض النظر عن مساوئها وفداحة خسائرها ترسخ وتفرض مبدأ التماسك والوحدة خلف قيادة وشخص الديكتاتور . لقد كان واضحا لكل من عاش تلك الايام انه رغم ديكتاتورية صدام حسين واختزال مؤسسات الدولة العراقية بشخصه فقد كان العراق دولة تملك أرثا كبيرا من مقومات الدولة المدنية الراسخة ولم يكن ذلك بفضل صدام انما بفضل نضال وعمل دؤوب لكل العراقيين جميعهم بكل انتمائاتهم ومواقعهم وقومياتهم واديانهم من كان منهم في الحكم ومن كان منهم معارضا و على امتداد عمر الدولة العراقية ومنذ تأسيسها . كان هذ الانجاز الكبير قد تحقق كثمرة مباشرة لثورة العشرين التي أجبرت بريطانيا على انشاء مجلس تأسيسي وتشكيل أول حكومة برئاسة عبد الرحمن الكيلاني . صحيح ان صدام كونه ديكتاتورا اختزل العراق بشخصه فتجاوز شخصية الدولة أو صادرها احيانا لكنه مع هذا لم يجرأ أبدا على المساس بوجودها و تصفيتها . ولهذا ياسيد لبيب سيبقى الشعب العراقي يحمل في ذاكرته تاريخ 9 نيسان 2003 باعتباره تاريخا مشؤوما أستهدف كيان العراق ووحدة شعبه وأرضه وأفقده أستقلاله السياسي والاقتصادي . أما تاريخ سقوط بغداد وبداية الاحتلال البريطاني ايها المؤرخ العتيد فلم يكن في عام 1920 كما ذكرت وانما كان في عام 1917 ...و يستمر السيد لبيب في تدليسه فيقول لولا أمريكا لما كان أحد قادرا على ازاحة صدام وأن امريكا ارادت ان تكفر عن سيئاتها بجلب البعثيين وصدام الى السلطة فتحملت وزر عملية أسقاط صدام لوحدها .... الله الله أبعد كل هذا الزمن وبعد انكشاف الغرض الحقيقي للعملية وتداعيات نتائجها ومازلت ياأستاذ لبيب جذلاً مغتبطاً و فرحاناً تمجد بمن كان السبب في الوصول الى المستنقع الحالي الذي لايقل وساخة عن مستنقع الديكتاتورية . أنك هنا تقدم قراءة مزورة للحدث لاتدعيها حتى امريكا نفسها ودعاية رخيصة لن تستطيع ان تقنع بها أحد لقد حلت أمريكا دون مبرر كل مؤسسات ودوائر الدولة العراقية حتى جهاز الشرطة وشرطة المرور ودوائر البلدية ومؤسسات النقل العام (حتى بلاشفة روسيا ألذين لم تتوان حضرتك عن شتمهم في كل حين والذين كان من ضمن اهدافهم ذات البعد الايديولوجي الغاء مؤسسات الدولة الطبقية القديمة واستبدالها لم يقوموا بالغاء الدولة الروسية بكاملها مثل مافعل الامريكان في العراق ) لقد الغى الأمريكان الدوله بكاملها وبقي العراق لما يقارب السنة بعد السقوط يعيش بلا حكومة ولاشرطة معتمدا على أرثه من الاخلاق والبناء الاجتماعي وكشاهد عيان ومتابع للاحداث فقد شجعت امريكا ورعت عملية فرهدة وسرقة المال العام والتجاوز عليه كما دفع كثير من المدنيين والابرياء من الاطفال والنساء والكبار حياتهم نتيجة لأرهاب الجنود الامريكان الذين كانوا يلجأون لاطلاق النار دون مبرر ربما لنقص (الجرعه) . ثم ان أدارة الاحتلال قامت بفتح الحدود امام اعضاء القاعدة والتنظيمات السلفية السنية للتجمع في العراق و في المقابل عملت وشجعت على كتابة واقرار دستور متخلف شرعن للاحزاب الدينية و اسس للطائفية السياسية وسهل للاحزاب الشيعية الوصول الى السلطة ليصبح العراق ساحة للصراع الشيعي السني والصراع الاقليمي بين دول المنطقة وليدخل الوطن في رحى الارهاب والحرب الاهلية التي حصدت كثيرا من الارواح و بددت الاموال وأضاعت فرصا حقيقية للبناء ولنصل الى مانحن عليه الان حيث العراق دولة فاشلة بكل المقاييس .كل هذا بفضل الغزو الامريكي والسياسة الامريكية التي لاتزال ترسم الملامح الرئيسية لسياسات الحكومات العراقية المتعاقبة والتي لايزال العراق بفضلها لايستطيع حتى حل مشكلة الطاقة الكهربائية وتوفيرها وهو الشرط الاساسي للتنمية مثلما لايستطيع مواجهة النفوذ والتدخلات الايرانية والاقليمية الاخرى .على أن المضحك حقا هو ذلك التساؤل الذي يسوقه السيد لبيب سلطان ظنا منه انه يدعم منطقه فيتسائل هل كان بامكان حزب الدعوة ان يمارس العمل و يحكم العراق لولا الامريكان ؟ لا أظن ان السيد لبيب كان صادقا الا في هذا الموقع ومن خلال هذا التساؤول ... فلولا الامريكان لما حصلت الاحزاب الدينية على شرعية العمل والتنظيم كما لايفترض أن يكون فهل تقبل امريكا مثلا أو أية دولة غربية لنفسها ان تشرعن لقيام أحزاب مكونات وجماعات طائفية ذات أجندات عنصرية أو دينية ولها ارتباطات أجنبية أو تتبع مرجعيات دينية خارج حدودها .. كما فعلت في العراق ياسيد لبيب ؟ أما أدعاء أمريكا من ان الدستور العراقي كان جهدا عراقيا خالصا لم تتدخل في كتابته فلا أظن ان أحدا بما فيهم محبي امريكا أومواليها يصدقون هذا الامر سيما وان رجال المخابرات الامريكان المتسترين تحت اسماء اكاديمية ومعاهد دراسات كمعهد السلام العالمي وغيره كان لهم جهدا وحضورا واضحا في اعداد مسودة الدستور ... نعود الى ماتسميه سيادتك بشرف الدافع والغاية من أزاحة صدام التي تدعي انه كان وراء قرار الغزو والذي عزاه جنابك لأحساس أمريكا بالذنب وتكفيرا عن أثمها بمساعدة البعث على استلام السلطة عام 1968 .. وبحسبة بسيطة جدا وبالرجوع الى أحداث التاريخ القريب يكفي لأن يعرف حتى من تعامى متعمدا ! أو عميت بصيرته أن امريكا لم تتوان طيلة عمر نظام صدام حسين ومنذ يومه الاول لوجوده في السلطة وحتى اليوم الاخير عن دعمه وحمايته ففي نهاية السبعينات أفتتحت المخابرات الامريكية مركزا للتنسيق ألامني والمخابراتي في بغداد وخلال الحرب العراقية الايرانية كانت المخابرات الامريكية تزود نظام صدام بكل المعلومات الاستخبارية عن مواقع الحشود الايرانية واماكن الهجوم المحتملة من خلال صور الاقمار الصناعية . وبعد هزيمة صدام في الكويت وتدميرالجيش العراقي خلال انسحابه عبر طريق الموت وبمجرد قيام الانتفاضة وسقوط محافظات الوسط والجنوب بيد المنتفضيين أوقف الجيش الامريكي تقدمه نحو العاصمة بغداد بعد ان كان قد توغل بعيدا داخل الاراضي العراقية وتراجع لافساح المجال لتصفية المنتفضين وسمح للنظام باستخدام طائرات الهليكوبتر من أجل ذلك .ويبقى الدور الامريكي في كشف المحاولة الانقلابية التي أوشك بعض الضباط تنفيذها بالتنسيق مع سعد صالح جبر والتي عرفت بجماعة راجي التكريتي معروفا للجميع (راجع أرشيف برنامج شهادات خاصة للاعلامي حميد عبد الله بهذا الخصوص ) أما تعييرك لنا أن الاحتلال الامريكي قدم لنا انجازات ماكانت لتكون لولاه كهيئة النزاهة... فقد أضحكني أمرك فأما انت غشيم لهذا الحد أو انك تتشاطر لتستغشمنا .. فمثل هذه الهيئة لم تعرفها دول المؤسسات والقانون(هذه تصمم للدول الفاسدة والفاشلة ) بل حتى العراق لم يعرفها قبل هذا أبدا فمنذ تأسيس الدولة قامت الحكومات المتعاقبة بأعتماد نظام مالي محكم يماثل الانظمة المالية في الدول المتقدمة(النظام الانكليزي ) وتشريع عشرات القوانين التي تحمي المال العام وانشاء دوائر تدقيق في كل الوزارات والمؤسسات كما قامت بأنشاء ديوان الرقابة المالية التابع لوزارة المالية أضافة الى الدور المنوط بالبنك المركزي العراقي الذي يراقب عمليات التحويل الخارجية وفتح الاعتمادات ويحدد سعر الفائدة وكمية النقد المتداول والاحتياطي الوطني من الذهب والعملات الصعبة وكانت أموال الدولة تكاد تكون مصانة لايجرؤ احد على كسر وتجاوز الانظمة والتعليمات فحتى أيام صدام حسين كان مدير التدقيق في اي مؤسسة أو مديرية أو وزارة غالبا مايوقف أوامر الصرف التي يصدرها رئيس تلك المؤسسة أو الوزير اذا ما خالفت تلك الاوامر التعليمات الحسابية أو كانت مثيرة للشك . فقط أود أن أشير هنا الى واحد من اهم مؤسسات الدوله العراقية أنذاك وهو الجهاز المركزي للتقييس والسيطرة النوعية في العراق ( ربما كان واحد من اكثر مراكز السيطرة النوعية تقدما في المنطقة العربية) ودورة الرائد الذي كان يقوم به في دعم الصناعة والانتاج الوطني وحماية المستهلك العراقي والحفاظ على الثروة الوطنية لتقوم سلطة الاحتلال الموقرة بالغاء هذا الدور وتهميش عمل الجهاز بعد السقوط و ليصبح العراق ساحة لما يسمى في القاموس الرأسمالي التجارة الحرة والتي تتضمن كل انواع النشاط اللاوطني واللا اخلاقي كالتهريب وغسيل الاموال ودعم الاقتصاد الايراني وتمويل الميليشيات والحروب الاقليمية والقضاء على الصناعة الوطنية اذن فلماذا هذا الزعل والتخوف يا سيد لبيب من تاُثير النزعات الاشتراكية على خطوات التنمية والبناء وها انت ترى ان الاقتصاد العراقي يسير وفق الوصفة الامريكية تماما ... مزادات العملة والبنوك الاهلية المرتبطة بايران والميليشيات الاخرى (أليست مزادات الدولار الذي يقوم بها البنك المركزي برضا وهوى أمريكي أمر مضحك بحد ذاته ) انتقال وحركة الاموال بصورة لاتحدث حتى في امريكا نفسها ...التجارة الحرة والغاء قوانين الحماية بصورة مطلقة لايعمل بها حتى في امريكا (الضرائب المضافة التي فرضها ترامب - وهو من أقصى اليمين الذي يرفض تدخل الدولة في الاقتصاد - على الصادرات الصينية لأمريكا لاتزال عالقة في اذهاننا ) يبقى شيئا أخيرا ان هيئة نزاهتك هذه هي نفسها ينخرها الفساد وبحاجة الى هيئة نزاهة أخرى. ويستمر السيد لبيب على طول المقال في تدبيج دعاية أمريكية رخيصة ومنطق متناقض لا يعتمدها حتى الكتاب والمحللون الامريكان انفسهم ... فأمريكا جاءت بالبعث وصدام الى السلطة لكنها غير مسؤولة عن تسليم السلطة لاحزاب الاسلام السياسي الطائفية الفاسدة التي نمت وازدهرت خلال احتلالها المباشر وفي ظل رعاية ودستور اشرفت هي على كتابته ( أيباه )! ... وأمريكا بغزوها انقذت الشعب العراقي وخلصته من العقوبات الاقتصادية التي فرضتها أمريكا نفسها( أمريكا تقوم بالفعل ورد الفعل وكأننا في مسرح الدمى ) ! .وأن الماركسيين المؤدلجين مشبعين بالعداء للغرب وامريكا (لماذا لاتضيف الحسد أيضا )رغم أن امريكا بسياستها الداخلية و الخارجية ونموذجها الاجتماعي والاقتصادي تشكل النموذج المنشود لكل دول وشعوب العالم !. وأن سبب فشل امريكا في العراق هو افتقار العراق لقادة وطنيين وحزب وطني يتصدى لقيادة العراق !.. ومادام السيد لبيب سلطان لايجد حزبا او شخصيات وطنية في العراق ليته يحدد لنا المواصفات المطلوبة و المعيار الذي يعتمده لقياس الوطنية وهل يتحتم علينا مثلا ان نقدم طلبا لسيادته ليقرر ما أذا كنا وطنيين أم لا . على اية حال لقد قيل ان للكذب فضاء واسع و مادمت تكذب فاكذب كما تشاء وبما تشاء
يتبع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انتخابات رئاسية في تشاد بعد 3 سنوات من استيلاء الجيش على الس


.. الرئيس الصيني في زيارة دولة إلى فرنسا والملف الأوكراني والتج




.. بلحظات.. إعصار يمحو مبنى شركة في نبراسكا


.. هل بات اجتياح مدينة رفح قريبا؟




.. قوات الاحتلال تقتحم مخيم طولكرم بعدد من الآليات العسكرية