الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صمت الأنا

ميساء شهاب
كاتبة

(Maysaa Shehab)

2023 / 1 / 19
الادب والفن


يختطف وجهي و كأن هذا الصامت ، الساكن بداخلي، يترقب حركاتي و إنفعالاتي ليقدمها قربان للسماء على مذبح الصمت الأناني
لماذا نرتكب كل هذا الشذوذ اللاخلاقي بحق أنفسنا
يتبادر السؤال إلى ذهني كصفعة
من بداخلنا ؟
من هو القاتل ومن هو الضحية ، من المسيطر ومن المسيطر عليه
من هو الحاكم ومن هو المحكوم .
تغوص افكاري في عمق الجحيم و عمق الجنة لربما اجد جواباً شافياً
أؤلئك المتسمون بالوعي الطاقي و المعرفة البشرية يزعمون انهم يعرفونني و يفهمون تقلباتي الوجدانية و الإنسانية بكل مافيها من خبث و طهارة
أستلقي على الأرض تحت شجرة ما ، لا أعرف إلا أنها تمثلني أحيانا و تمنحني جمالها كما أمنحها قوتي و هدوئي
لربما الأرض أيضا تفهمني أكثر من نفسي و تقتات على فرحي و حزني و تسلبني قوتي
كل هذا المحيط في و بداخلي لا يشكل إلا جزء من هوية لا أعرفها بعد
أناي ، لاوعي ، وعي ، قلبي ، روحي ، نفسي و كأنني في دوامة من تشكيلات عدة من كائنات عدة ومن وجوه كثيرة
حتى وجهي يكاد لا يشبهني
هذا الغزو المبجل بأسم النور و الروح يكاد يقتلني
لم أشهد بعد حرب أكثر شراسة من حرب تدور داخلي
لأكون انا كل العهر و الطهر
كل الجنون والعقل
كل اللامعقول و المعقول
لينفذ قلبي من كبريائه المعهود و يستسلم أيضا و يسلم نفسه لقوى خارج جسدي
حتى أعضائنا تتمرد و لا تثق بقدراتنا الفردانية ،لماذا أشكك في هذه المساحة الجسدية بطولها و عرضها و إنتمائاتها الديموغرافية و الماورائية .
صمت الأنا الذي يقلقني هو جزء من مؤامرة تحاك سرا بداخلي ، لا اعترض فكلي الداخلي عالم آخر لا يأتمر بأمري و لا يخضع لقوانين البشر و عاداتهم و تقاليدهم
هو مستقل بذاته و إدارته التي تفوق تصوري في احيانا كثيرة ..
أما الوطن الذي نبت منه و عشت فيه يصبح كعزف جنائزي يتردد في خلاياي ليعاقبني على الهجر
في وطن غريب أؤسس لوطن يشبه هذه الحالة من الفوضى الخلاقة التي تحدث داخلي ، إلا تتشابه الحياة فيما بينها و نعتقد لوهلة أن ما يحدث داخلا لا علاقة له بالخارج
فنقتل بعض أحلامنا و نلغي جزء من مشاعرنا ..
أما ذاك الصامت فينا فيتحول دفعة واحدة لحالة حصار تدق برقبتنا مسامير حقيقتنا و خداعنا .
هكذا تتخبط نفسي وتعلق كحبل مشنقة لتلتقط وجوهي واحدا تلو الآخر لتنهي هذا النفاق المتجسد بداخلي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب


.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع




.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة


.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟




.. -بيروت اند بيوند- : مشروع تجاوز حدود لبنان في دعم الموسيقى ا