الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بعض من ما جرى

رياض سعد

2023 / 1 / 19
أوراق كتبت في وعن السجن


كانت الاخبار تأتي كالصواعق , والشائعات تنتشر بين الاغلبية العراقية كسرعة البرق ؛ ابتداءً بقصص قصر النهاية المرعبة وابو طبر ؛ وصولا لحوادث السير الغامضة والجثث الملقاة في الاماكن المهجورة او على جانب طريقٍ ما , و انتهاءا بالمقابر الجماعية وحفلات التعذيب وفرق الاعدامات ... , حكايات وفاة المعتقلين تحت التعذيب وتعرضهم لصنوف العذاب الرهيبة والتي لا تقوى الجبال الرواسي على حملها ؛ اصبحت حديث الناس ؛ ناهيك عن المشاهد اليومية لمئات المجانين الذين يجوبون مناطق الاغلبية العراقية والذين اصيبوا ب لوثات عقلية وبأمراض عصابية مُزمِنة بسبب التعذيب وكان منهم اساتذة وشخصيات اجتماعية مرموقة ... , وكانت تمر علينا يوميا احاديث و استغاثات أهالي المعتقلين واصدقائهم وهم يحكون صدماتهم وذهولهم المُقبِض من آثار ما رأوه على ذويهم واقربائهم في الزيارات الخاطفة المرتبكة، أو ممّا سرّبه لهم رجل امن ما ؛ ليظلّ السؤال القاسي يُعربد في العقول وقتذاك : ما الهدف من وراء ما يجري للمعتقلين السياسيين والسجناء العراقيين في العراق ؟!

وعلى الرغم من شدة العذاب والامه وتردي الاوضاع الصحية للمعتقلين ؛ لم يكن بالإمكان السماح لهم بالشكوى او الطلب من الجلاوزة بتخفيف دورات العذاب او تحسين نوعية الغذاء القليل , اذ كل من تسول له نفسه الشكوى من هذا الجحيم الصدامي يتعرض للعذاب المضاعف واحيانا للموت الزؤام .

حكايات مؤلمة وقصص رهيبة تراكمت عبر العقود الثمانية العجاف ؛ ابتداءً من الاحتلال الانكليزي وحكومات الفئة الهجينة الملكية, و مرورًا بالحكم العارفي الطائفي المقيت , وانتهاءا بالحكم البعثي التكريتي الصدامي الاجرامي ، و إذا استدعينا بعض ملامحها المنكوسة فيمكنك أن تمسك طرف إطار الصورة المُخيفة التي لا زالت تتوارى خلف حُجُب الاستبداد والقهر والفقر والاقصاء والتهميش والتجهيل ... الخ ، وسيكون من حقّك - آنئذٍ- أن تتوقّع إمكانية معرفتنا بحقيقة بعضٍ ممّا جرى في تلك السنوات الرهيبة والعقود السوداء ... ؛ واليك رسالة عراقي اصيل كان قابعا في احدى معتقلات الفئة الهجينة والطغمة الصدامية توضح لنا جزءا يسيرا من الحقائق المغيبة وقد كتبها على احدى جدران زنازين سجن ( ابو غريب ) قبل اعدامه : (( انا لا اخاف من الضرب والتعذيب , اذ طالما خدرت اعضائي من شدة الضرب والتعذيب , ولا اهاب الموت فاني ذاهب الى رب كريم حيث التحق بإخواني الاعزاء حسين وكرار ومحمد , لكني لا ارغب في ان اموت بين هؤلاء المجرمين , اريد بعد هذا العذاب ان اعود الى المعتقل في الرضوانية واسلم الروح بين السجناء المظلومين والاحرار المعتقلين , فالموت بينهم سهل , ويخيل الي انه سيكون مريحا بعد رحلة العذاب الطويلة , اشارك الذين ينازعون الموت مثلي لشدة التعذيب , اريد ان اختلط بهم وان اموت معهم في احدى زوايا الرضوانية )) .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأونروا تحذر... المساعدات زادت ولكنها غير كافية| #غرفة_الأخ


.. الأمم المتحدة.. تدخل الشرطة في الجامعات الأميركية غير مناسب|




.. تهديد جاد.. مخاوف إسرائيلية من إصدار المحكمة الجنائية الدولي


.. سورية تكرس عملها لحماية النازحين واللاجئين من اعتداءات محتمل




.. قد تصدر مذكرات اعتقال لنتانياهو.. ما هي الجنائية الدولية؟