الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هَاااا..هُوووو..هِيييي

عبد الله خطوري

2023 / 1 / 19
الادب والفن


أجَلْتُ بَصَري في آلأنحاء..لا وَحْشَ يَسيرُ لا طيرَ يَـ..لااا..كان هناك سِرب من طيور جوارح(إيسْغِي)في عَنان آلسماء تلف في دورات ثقيلة رتيبة.تَخالُها ثابتةً جامدةً في مواقعها لولا حركات تُصدرها أجنحتُها آلكثيفة من حين لآخر مردوفةً بأصوات صفير تصفر بها حَناجرُها الناتئة الحادة..حتى جراء آلجوار التي ظلتِ الصباحَ كُلّه تهرُّ تملأ المكان ضُغَاءً وصداعا آختفتْ تحت ظلال أشجار آلمَرْج لاهثة تفتح أفواها لتتنسم ألسنتُها المزلزلة بين فكوكها ما أمكنها من هواء منعش تجود به الأجواء؛ وعبثا حاولتُ آستفزازها بمناوشات عشوائية أهشُّ فيها بيَدَيَّ جهتَها ألقي حَصَوَات قربها جهة بعض أغراس اليَقطين وأكواز الذرة وأحواض النعناع الأخضر الفاتح اليانع وأفنان الزيتون والتين والرمان وخمائل أعراش العنب المظللة.كنتُ حذرا من ردود أفعالها الغاضبة آتجاهي، كنتُ أفترضُ دائما أفضع العواقب، فأقبعُ وحيدا أخمنُ أعيدُ التخمينَ فيما يمكن أن يكون أو لا يكون، وأحتاطُ لعواقب محتملة أيما آحتياط، فأمكث في ركني القصي تتابع عيناي ما يقع دون أحاول المشاركة في مجاري الأحداث.لقد أوَهَن التعبُ الكلابَ، أرهقَها القيظُ ونزقُ الليل وطيش الصباح، أو ربما بدأت تستأنسُ بوجودي في مجالاتها الخاصة، ولم تعدْ تجد في مقامي بالقرب منها ضيرا يُشوش أو ينغص عيشها..وسمعتُ جلبةً صاخبة تنبح فيها كلاب تقيق دجاجات تصيح ديكة بأصوات نشازة مبحوحة متقطعة غير عادية.أسرعتُ أرقبُ الوضعَ، فإذا بالطيور التي هناااك في كبد آلعَنان آزداد عددها دنا تواجدُها مِن ذُرا الوهاد المحيطة بالدار..كانت تَحُومُ في سرب يحوم حول نفسه مشكلة حلقة مغلقة متحركة تبسط جناحات عملاقة كشراعات هائلة لمركب يمخر عباب بحار متوهَّمَة..تمدها تقبضها في ثقل وأناة، بينما القيامة يغلي وطيسُها ينتفضُ حَشْرُها على اليابسة في آستنفار هائج آتخذ فيه كل متوجس خائف المكانَ الذي يراه مناسبا للحماية والدفاع عن النفس ودَرْأ ما يُرتقَبُ من الأخطار.. صرختُ آآآه ه..رَدَّتِ الأنحاءُ الآآآآهااات..والجوارح شاهقة لا تبالي..عَدَوْتُ خلسة من الكلاب المنشغلة بالجَلَبَة.صعدتُ قمة ربوة تحاذي البستان الرحيبَ التقطتُ أنفاسي.رميتُ حجارةً وروثَ بهائم يابسة وما صادفتْ يدي من خشاش صلب.اِستعملتُ مقلاعي الخشبي الصغير(جباد نَتْفُورْكَا/الكاري)..طفقتُ أسْحَبُ أشدُّ أمدُّ أجذب المطاطَ لاستيك الأسود جهتي أرسله قاذفا حجارة تلو حجارة دون جدوى حتى كَلّ مرفقي..هَشَشْتُ بساعدي كيفما آتفق..أوووف..أزحتُ قميصي الصيفي شرعتُ ألوح به في العراء صائحا ملء قواي أجأرُ..هاااا..هُوووو..هِيييي....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شاهد .. حفل توزيع جوائز مهرجان الإسكندرية السينمائي


.. ليه أم كلثوم ماعملتش أغنية بعد نصر أكتوبر؟..المؤرخ الفني/ مح




.. اتكلم عربي.. إزاي أحفز ابنى لتعلم اللغة العربية لو في مدرسة


.. الفنان أحمد شاكر: كنت مديرا للمسرح القومى فكانت النتيجة .. إ




.. حب الفنان الفلسطيني كامل الباشا للسينما المصرية.. ورأيه في أ