الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كبيبات القداس

نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)

2023 / 1 / 19
حقوق الانسان



يصادف يوم التاسع عشر من يناير/ كانون ثان، من كل عام، عيد القداس عند الشعوب والطوائف والأعراق السورية القديمة ويجري إحياء لهذا اليوم والمناسبة وهو إيذان برحيل الشتاء و"النرعينية" ويقولون بالقداس البرد "بينداس"، اي يتم الدوس عليه ونهايته..
كما وتحتفل الشعوب والأمم والأعراق والجاليات والجماعات والجماهير والفرق والملل والإثنيات والاقليات والعشائر العلوية النصيرية بالساحل السوري وتركيا ولبنان والمهجر بمختلف انتماءاتها العربية والمستعربة والمتعلونة* وغيرها بما يسمونه عيد القداس(البرد بينداس اي قرب نهاية المربعينية) وتـُعد اكلة "الكبيبات" (تصغير كبة لقيمة كبة) وهي عبارة عن برغل مع لحم مفروم وبصل وتوابل مع دبس الفليفلة الحمراء والثوم والحامض وزيت الزيتون البلدي، واحدة من اهم الأطباق والتقاليد والطقوس التي يتم إعدادها وتقدّم إحياء لهذا اليوم العظيم والعيد السوري الأصيل القديم الذي لم تستطع كل السياسات الفاشية البوليسية العسكريتارية العروبية الإرهابية المتخلفة عن ركب الحضارة والعصر، ورغم كل حملات التطهير الثقافي والتعريب البعثي من محوها من ذاكرة "العلويين" والشعوب القديمة، وتغييبها عن الوجود رغم نجاح تلك الممارسات الفاشية بقضائها على بعض من تلك المناسبات والطقوس والتقاليد العظيمة والقديمة كالاحتفال الجماهيري العلوي الشعبي الكبير التقليدي الذي كان يقام سنويا في السابع عشر من نيسان "أبريل" من كل عام بيوم "عيد الرابع" عند مقام الشيخ مقبل وغيره، في محلة صنوبر جبلة، حيث كان يعتبر طقسا غير بعثي وغير عربي ولا يتماشى مع سياسات وتوجهات الدولة البعثية العروبية الإخوانية الرجعية الظلامية المتأسلمة والأخطر باعتباره قد يكون مشروعا ويتحول في مرحلة ما لتجمع ما، والعياذ بالله، وتكتل سياسي يـُمكن أن يشكل في يوم ما خطورة على بقاء نظام البعث القائم حيث التجمع بقانون الطوارئ المعمول به من حوالي الستين عاماً لأكثر من شخصين دون موافقة سامية جريمة كبرى، وكان يتجمع ويتجمهر يومها عشرات آلاف المواطنين العلويين من مختلف العشائر العلوية وهذا كابوس "امني" رهيب بالاعتبارات والمعايير الأمنية القائمة فتم حظره، نهائياً، من حوالي الخمسة واربعين سنة، وتم تعطيل هذا الطقس العلوي السوري الجميل القديم والمبارك حتى اليوم...
أتى احتلال واستعمار وعدوان قبيلة قريش، أو ما عرف لاحقا باسم الإسلام ليجعل من كل هذه الاحتفالات والطقوس الجميلة المعبرة هرطقة وزندقة وشركا وتشبها بالكفار وارتداداً ومروقاً من الدين وحراماً، وأتت الانظمة الفاشية العروبية العسكرية الرجعية المتأسلمة لتعزز وتكرس ثقافة المحتل البدوي وتقف في صفه ضد ثقافات وعادات وتقاليد السكان الأصليين فأنتجت هذه المجتمعات الممزقة وأفضت مع الدعاية الظلامية الرسمية لظهور داعش والنصرة وجماعات وسلالات التأخون السياسي...
في سوريا المستقبل سوريا التعددية سوريا التسامح والتنوير والعلمانية ستكون مسرحا للخير والحب والجمال والتسامح والخصب والتعدديات الثقافية والإبداع والعطاء وستزخر بكل اطرافها وربوعها بتقاليد وحياة وطقوس السوريين القدماء، أصحاب الأرض، بعيدا عن استعمار وثقافة البدو المحتلين الغزاة الأعراب، وحيث الديمقراطية والعدالة والمساواة بين جميع المكونات واحترام حقوق الإنسان وليس ثقافة التفرقة والتمييز وممارسة العنصرية والتمييز شرعا ودستورا واعتبار والأخذ بثقافة أن هناك فرقا هالكة وكافرة وضالة وفرقا مميزة، على رأسها ريشة، مدللة وناجية من النار...

*هناك علويون من مشارب وأعراق وإثنيات وقوميات مختلفة: علويون عرب أتوا مع الغزاة والفتوحات، وعلويون استعربوا من سكان سوريا الأصليين وأصبحوا عرباً، وعلويون تعلونوا وكانوا مسيحيين ومن طوائف أخرى وغيرهم سكنوا بالقرى العلوية وأصبحوا علويين...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قطر تبدأ إرسال مساعدات إنسانية إلى لبنان لدعم مئات آلاف النا


.. أصوات من غزة| إسرائيل تقتل 10600 طفل وفق الأمم المتحدة




.. ما وضع الأقليات العرقية في ولاية جورجيا؟


.. هل يستطيع لبنان مواجهة أزمة النازحين؟




.. العراق يعلن استقبال مئات النازحين اللبنانيين عبر منفذ القائم