الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البرلمان الأوربي يدين نظام الملك محمد السادس

سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر

(Oujjani Said)

2023 / 1 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


كما كان منتظرا ، وفي سابقة من نوعها ، أدان البرلمان الأوربي وبالأغلبية الساحقة هذا اليوم ، النظام البوليسي للملك محمد السادس ، بسبب تغول الدولة البوليسية ، وتمريغها حقوق الانسان في المغرب في الوحل .
العلاقات بين البرلمان الأوربي ، وبين الدولة البوليسية المغربية ، عرفت تصعيدا لم يسبق لتاريخ العلاقات بين النظام المغربي ، وبين البرلمان الأوربي ان عرفه حتى أيام حكم الحسن الثاني ، وكلنا يتذكر كتاب Jille Perrault " Notre ami le roi " في بداية الثمانينات ، وكتاب الاخوة les frères Bourequat " 18 ans de solitude à Tazmamart " ، وكتاب مومن الديوري " A qui appartient le Maroc " ..
مآخذ إدانة البرلمان الأوربي لنظام محمد السادس ، وبالضبط لجهازه البوليسي تشمل :
-- زرع نظام Pegasus التجسسي الإسرائيلي في هواتف مسؤولين فرنسيين ، وعلى راسهم الرئيس Emanuel Macron ، وزرع نفس البرنامج التجسسي في هواتف وزراء اسبان على راسهم رئيس الحكومة Pedro Sanchez ..
-- ارشاء البرلمانيين الاوربيين لشراء تواطؤهم ، وذممهم ، وسكوتهم ، من جهة لإغماض العين عن خروقات حقوق الانسان بالمغرب وفي الصحراء ، ومن جهة تعطيل قرارات اوربية في نزاع الصحراء الغربية . وقد نجح البوليس السياسي المغربي في تعطيل 147 قرارا اوربيا ، كان سيدين خرق حقوق الانسان الذي تقوم به الدولة البوليسية ، حتى يسود فقط رأيها الرأي الواحد الأوحد ، ونجح في تعطيل قرارات اوربية بخصوص نزاع الصحراء الغربية ، التي تدعو الى المشروعية الدولية ، والى قرارات الأمم المتحدة .. وهي الجريمة التي افتضحت بتحقيقيات متأنية للبوليس الأوربي ، وتم رمي أصحابها في السجون ، بعد ان اعترفوا وقبلوا التعاون مع القضاء ، مقابل تخفيف العقوبة عنهم ..
كما تمخض عن هذه الفضيحة ، إصدار مذكرة توقيف دولية في حق مسؤولين مغاربة ، على رأسهم ياسين المنصوري صديق محمد السادس في الدراسة ، ومدير المخابرات الخارجية " الإدارة العامة للدراسات والمستندات " DGED ..
-- رمي الصحافيين في سجون الدولة البوليسية المقرفة ، بمحاضر مفبركة ..
-- خرق حقوق الانسان بالمغرب ..خاصة وان المعتقلين تم تقديمهم بملفات بوليسية مزورة ، انتقاما من كتابات ، ومواقف ، وتصريحات تضْمنها حرية التعبير في القانون الدولي ، وقد كنت ضحية من ضحايا محاضر البوليس السياسي المطبوخة والمزورة ، ادخلوني على اثرها السجن بحكم جائر صدر باسم الملك الرئيس الفعلي للبوليس السياسي ، وجرائمه المتنوعة ..
والسؤال . عندما يصل الاستهتار بالنظام البوليسي المغربي ، شراء ذمم ، وسكوت ، وكذب ، ونفاق البرلمانيين الاوربيين الذي افتضح ، للتغطية على تغول الدولة البوليسية ، وتمريغها حقوق الانسان في الوحل ، ألا يعتبر هذا الفساد الذي انتقل لإفساد المؤسسات الاوربية التي تبنى علاقاتها على المبادئ وعلى القيم ، اعترافا من قبل المسؤول الأول عن الدولة البوليسية ، بان نظامه بوليسي ودكتاتوري ولا علاقة له بالدولة الديمقراطية .. اليس هذا تحصيل حاصل للفضيحة التي تعرت وباعتراف المسؤول عن الدولة البوليسية ، بان النظام القائم في المغرب لا علاقة تجمعه لا من قريب ولا من بعيد ، مع النظم والأنظمة الديمقراطية .. وإلاّ لماذا ارشاء البرلمانيين الاوربيين لإغماض العين عن ملف حقوق الانسان في المغرب ، لو كانت فعلا الدولة في نظامها ، وفي دستورها دولة ديمقراطية .. وهذا ليس له دلالة وتفسير ، كون من وقف وراء تفجيرات 16 مايو 2003 في الدارالبيضاء ، قد نظم انقلابا على الشعارات التي سادت قبل التفجيرات ، وهي دولة الحق والقانون ، والمفهوم الجديد للسلطة ، والملك الديمقراطي ، وملك الفقراء الذي زاد غنى في غنى فاحش ، وزاد الشعب فقرا في فقر اكثر من فاحش ..
كذلك لو كان النظام البوليسي الذي تقدم بحل الحكم الذاتي في ابريل 2007 ، واعترف بالجمهورية الصحراوية وبالحدود الموروثة عن الاستعمار في يناير 2017 ، ونشر اعترافه صراحة في الجرية الرسمية للدولة العلوية عدد 6539 ، يؤمن بمغربية الصحراء ، وواثق من ان الصحراويين قد قدموا له البيعة ، وان المغرب في صحراءه والصحراء في مغربها ... لماذا يرشي البرلمانيين الاوربيين حتى يعطلوا قرارات ، او يتصدوا لقرارات بخصوص نزاع الصحراء الغربية ، خاصة عند علم الدولة البوليسية بواسطة عملاءها الاوربيين المرتشين ، بان قرارات البرلمان الأوربي لن تكون مع مغربية الصحراء ، وانها ستدعو الى المشروعية الدولية ، والى قرارات مجلس الامن ، وقرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة ، خاصة القرار 1514 ..
فإذا كان النظام مقتنع بمغربية الصحراء ، لماذا ارشاء البرلمانيين الاوربيين للحيلولة دون حصول صدمة ستركب عليها جبهة البوليساريو ، في الانتصار لمواقفها من النزاع الدائر منذ سبعة وأربعين سنة خلت ..
فهل الدفاع عن الدولة الديمقراطية ، والدفاع عن أطروحة مغربية الصحراء ، يكون بتقديم الرشاوى للبرلمانيين الاوربيين ، ام يكون من خلال بناء الدولة الديمقراطية التي تحترم في المقام الأول حقوق الانسان والسمو بها ، ويكون من خلال امتلاك الحجج ، والاذلة ، والمستندات التي تؤكد مغربية الصحراء .. والحال ان النظام البوليسي المغربي ومنذ تورطه في حرب الصحراء ، وهو ينط مثل البركة Le canard بين اليابسة والماء ، دون التركيز على موقف والتشبث بالحجج المؤكدة له .. فعلاوة على نقل فساد النظام الى قلب المؤسسات الاوربية لإفسادها ، وهي التي تسمو بالقيم وبالمبادئ على حساب النفعية والمصلحية الضيقة ، وتبقى بدورها رشوة ، فان مواقف النظام البوليسي المغربي هي من ساءت والحقت الاضرار الكبرى بملف نزاع الصحراء . وهو ما شجع الاوربيين على مسايرة خرجات وخطوات النظام المغربي من نزاع الصحراء . فماذا تنتظر من الاوربيين وهم يروا بأم اعينهم نطّات النظام ، مرة المغرب في صحراءه والصحراء في مغربها ، ومرة قبول اتفاق الاطار ل James Becker ، ومرة رفضه ، ومرة قبول الاستفتاء طبقا للمشروعية الدولية ( نيروبي 1981/1982 ) ومرة رفض الاستفتاء وطرح مكانه ما سماه النظام ب " الاستفتاء التأكيدي " غير معروف في القانون الدولي ، ومرة طرح حل الحكم الذاتي في ابريل 2007 ، وأنهاها بالاعتراف الصريح بالجمهورية الصحراوية وبالحدود الموروثة عن الاستعمار في يناير 2007 ، ووقع ظهير الاعتراف هذا محمد السادس بخط يده في الجريدة الرسمية للدولة العلوية عدد 6539 ..
فكيف يسمح النظام لنفسه بما يمنعه عن الاوربيين ، وعن الافارقة ، وعن كل دول العالم .. وعند ما تفتقد الدولة الى الميكانزمات للفعل ، وتصبح مهددة كل حذب وصوب ، وحتى تخفي ضعفها البين مثل الحيوان الجريح ، تلجأ الى القمع البوليسي للجم أصوات الحقيقة ، ولسيادة الموقف الواحد ، والرأي الأوحد الذي هو رأي وموقف البوليس السياسي بالقهر والجبر ، لا بالقناعة والاقتناع ..
ان جريمة افساد المؤسسات الدستورية الاوربية ، بإرشاء البرلمانيين الاوربيين لشراء صمتهم ودممهم ، لن تمر مرور الكرام كما قال المسؤول الأول عن السياسة الخارجية الاوربية السيد Josef Borel الذي كان امامه نصار بوريطة وزير خارجية النظام ، في وضع يذكرنا وهو جالس كالتلميذ ينصت بتمعن وبإمعان امام وزير الخارجية الفرنسية السابق Jean-Yves Le Driant ..
كما ان جريمة Pegasus ، وجريمة Morocco gate ، وملف حقوق الانسان في المغرب ، وفي الصحراء المتنازع عليها ، لن يمر هذه المرة مرور الكرام من قبل الهيئات السياسية الاوربية ، والبرلمان الأوربي ، والقضاء الاوربي ، محكمة العدل الاوربية او المحكمة الجنائية ، والاتحاد اوربي ..
لكن الضربة المنتظرة ، في المواقف القادمة من قبل الاوربيين ، ومن قبل الاتحاد الافريقي ، ودول العالم بخصوص الموقف من نزاع الصحراء .. وتحليل المعطيات المتوفرة الى الآن تفيد ، الى ان الدورة القادمة لمجلس الامن في ابريل القادم ، ستكون حرجة بالنسبة لأطروحة مغربية الصحراء .. فدول الاتحاد الأوربي التي تضررت من جريمة Pegasus ، وتضررت من جريمة Morocco gate ، والرافضة لسياسة الدولة البوليسية في خرق حقوق الانسان في المغرب ، وفي الأراضي المتنازع عليها في الصحراء ، ستكون كأعضاء صاحبة الفيتو بمجلس الامن ، وسيكونون كدول أعضاء عند مناقشة اللجنة الرابعة لتصفية الاستعمار التابعة للأمم المتحدة .. فالقرار القادم لمجلس الامن سيكون صادما ، وقرارات البرلمان الأوربي والاتحاد الأوربي من نزاع الصحراء ، ستكون اصدم . ولا بديل عن المشروعية الدولية التي تجسدها قرارات مجلس الامن ، وقرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة ..
ان نظام محمد السادس لم يعد مرغوبا فيه لا جغرافيا محليا ، ولا اوربيا ، ولا امميا .. والجميع ينتظر رحيله ربما لتغيير الصورة ، وتلطيف الجو الأكثر من مكهرب .
فعندما يصبح النظام ، ويصبح رأسه في فوهة الأقوياء ، فانتظروا أي شيء بما فيه فرض استقلال الصحراء ، واسقاط النظام ، والنهاية الشروع في تفتيت المغرب وتجزئته الى دويلات قد تنشأ بمؤامرة دولية ، تباركها الدولة الصهيونية التي لن تذرف دمعة عين واحدة على هلاك النظام وتفتيت المغرب ..
ان تركيز قرار البرلمان الأوربي على احداث الريف ، عندما استنكر قمع انفصال الريف ، له معنى لا اثنان ، هو ان القادم سيكون اخطرا واصعبا .. وان تغييرات جذرية تنتظر الانطلاقة التي زمنها اصبح يطل من ثقب الباب ..
المشكل يتحمله محمد السادس شخصيا ، لأنه سلم المغرب الى الأصدقاء ، والاحباب ، والأصدقاء الذين كانوا ينظرون في المغرب ، الثروة ، والجاه ، والنفود ، ولم يكونوا ينظرون الى المغرب البلد ، والمغرب الشعب الذي نهبوا خيراته وافقروه ..
كما وحده يتحمل المسؤولية عندما وهب المغرب والشعب المغربي على طبق من ذهب ، للجهاز السلطوي الطقوسي القروسطوي ، ألذي يصفع المغاربة في الشوارع على طريقة الباشا التهاي لگوي ، وسلمه الى البوليس المتخصص في فبركة المحاضر والملفات البوليسية المزورة ، وكنت ضحيتها ، لإدخال المعارضين ، والمثقفين ، والكتاب ، وفاضحي الفساد الى سجون الملك المقرفة ..
ذهاب الصحراء قضية وقت قصير لن يتعدى السنتين ، وسقوط الدولة البوليسية حتمية تاريخية عند ذهاب الصحراء وهي ذاهبة ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إلى أين سيقود ستارمر بريطانيا؟ | المسائية


.. غزة .. هل اجتمعت الظروف و-الضغوط- لوقف إطلاق النار؟ • فرانس




.. تركيا وسوريا.. مساعي التقارب| #التاسعة


.. الانتخابات الإيرانية.. تمديد موعد التصويت مرتين في جولة الإ




.. جهود التهدئة في غزة.. ترقب بشأن فرص التوصل لاتفاق | #غرفة_ال