الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج!

توفيق أبو شومر

2023 / 1 / 20
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات


ليس صحيحا أن سن الستين هو الفاصل بين حياتين، حياة العمل والإنتاج، وحياة التقاعد والانشغال بأمراض الأجساد، إن وضع هدفٍ وجدولٍ للعمل والإنتاج ليس له علاقة بعدد سنوات العمر، ما أكثر المبدعين ممن أثرَوْا العالم وحصلوا على جوائز عديدة وهم في سن التسعين! استفادت أمم عديدة من هذه الكفاءات، ولم تُشرِّع النظام التقاعدي المعتمد في كثير من الدول، حين تتخلص ممن وصلوا سن الستين بحجة إراحتهم، واعتبار هذا السن حدا فاصلا بين الحياة والإنتاج، وبين اليأس أو الموت البطيء!
أصدرتُ كتابي الجديد (ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج) في شهر يناير 2023ن قبل أن أصل إلى سن الثمانين، لغرض سرد تجربتي الخاصة وتجديد وتنويع اهتماماتي الفكرية التي كانت محصورة في قراءاتي وأبحاثي في مجال الأدب والسياسة والاجتماع، قررتُ أن أضع هذه التجربة على موائد القارئين، لعلهم يجدون فيها بعض المنافع المبثوثة في صفحات الكتاب، وهي خلاصة مُجربٍ غيرِ مختص بالطب والدواء، يُطبق نظرية أخرى لا تتوافق في كثيرٍ من تفصيلاتها مع ما هو سائد في مجتمعنا!
حاولت أن اُلبسَ هذه التجربة عدةَ أثوابٍ، أهمها الاهتمام بالنشاط الجسدي والرياضي بخاصةٍ رياضة المشي، واعتبارها أسلوبَ حياةٍ وليس مناسبة أو وصفة طبية!
ما أكثر الذين يُغادرون الحياة بدون أن يكتشفوا قدراتِهم وطاقاتهم المكنونة في نفوسهم، ولم يكتشفوا أنهم كانوا قادرين على التخلص من أمراضهم بلا وصفات علاج أو دواء، بدواءٍ سهل ميسور رخيص الثمن، هو مزيجٌ من الغذاء والثقافة والنشاط والمرح! حاولت أن أركز على أبرز مسببات الألم والمرض في الحياة، ووجدتُ أن الكآبة والإحباط ودوام الشكوى هي الجالب الرئيس للمرض، وهي ربما تسبق نظرية العدوى، والميراث الَمرَضي الجيني، اقتبستُ بعض التجارب من أشهر الكتب، سردتُ قصصَ بعض من كانوا ينوون الانتحار بسبب ضائقة الحياة والكآبة، ولكنهم نجحوا في التخلص من وباء الكآبة والإحباط، وأصبحوا سعداء بعد قراءتهم للكتب، واستشارة المختصين في العلاج النفسي، وهم اليوم يعيشون بلا أمراض!
أشرت كذلك إلى أثر روح المرح والدعابة والسعادة بمختلف أنواعها في إقصاء الأمراض وإبعاد صيدلية الدواء، حتى أن هناك باحثين أثبتوا بأن إلقاء الكآبة في سلة القمامة أسهم في التخلص حتى من مرض السرطان المستعصي على العلاج!
والموت البطيء!
لم أنسَ في الكتاب أن أقصَّ على القارئ بعض الطرائف من الحياة الواقعية، واقتبستُ من الكتب بعض الطرائف الباعثة للابتسام والفرح والسرور، كذلك أشرتُ إلى خلاصة تجارب المعالجين النفسيين ممن أسهموا في تقديم وصفات علاجهم النفسية إلى الرؤساء والزعماء البارزين! اقتبست أيضا آليات تنشيط العواطف، واكتساب المهارات المتعددة!
في الكتاب نقضٌ لبعض التقاليد والعادات المتبعة في مجتمعاتنا، ليس فقط العادات المتعلقة بالأكل والرياضة، بل أيضا العادات المتعلقة بالتمييز الجندري، بين الذكر والأنثى، حين يتوافقون على تخصيص بعض الأعمال للأنثى فقط، واعتبار مشاركة الرجل فيها عارا ينتقص من كرامة الرجل!
أخيرا ، لو استطاع البشر أن يستغلوا طاقاتهم وقدراتهم المكنونة في أنفسهم، فإنهم بذلك يتمكنون من حل كل مشكلات العالم المستعصية!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بهجمات متبادلة.. تضرر مصفاة نفط روسية ومنشآت طاقة أوكرانية|


.. الأردن يجدد رفضه محاولات الزج به في الصراع بين إسرائيل وإيرا




.. كيف يعيش ربع سكان -الشرق الأوسط- تحت سيطرة المليشيات المسلحة


.. “قتل في بث مباشر-.. جريمة صادمة لطفل تُثير الجدل والخوف في م




.. تأجيل زيارة أردوغان إلى واشنطن.. ما الأسباب الفعلية لهذه الخ