الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ذكرى -انتفاضة الخبز يومي 18 و19 يناير 1977، احتجاجًا على غلاء الأسعار

حسن الشامي

2023 / 1 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


في يوم 17 يناير 1977 أعلن الدكتور عبد المنعم القيسوني نائب رئيس الوزراء للشئون المالية والاقتصادية، في بيان أمام مجلس الشعب، مجموعة من القرارات الاقتصادية منها رفع الدعم عن مجموعة من السلع الأساسية، حيث تم رفع أسعار الخبز والسكر والشاي والأرز والزيت والبنزين و25 سلعة أخرى من السلع الهامة في حياة المواطن البسيط.
وقوبلت هذه التصريحات بموجة غضب عارمة، حيث بدأت الانتفاضة بعدد من التجمعات العمالية الكبيرة في حلوان في شركة مصر حلوان للغزل والنسيج والمصانع الحربية وفى مصانع الغزل والنسيج في شبرا الخيمة وشركة الترسانة البحرية في منطقة المكس بالإسكندرية.
وتجمع العمال وأعلنوا رفضهم للقرارات الاقتصادية وخرجوا إلى الشوارع في مظاهرات حاشدة تهتف ضد الجوع والفقر وبسقوط الحكومة والنظام رافعة شعارات : “يا ساكنين القصور الفقرا عايشين في قبور”، و”يا حاكمنا في عابدين فين الحق وفين الدين”، و”سيد مرعى يا سيد بيه كيلو اللحمة بقى بجنيه”، و”عبد الناصر ياما قال خلوا بالكم م العمال”، و“هو بيلبس آخر موضة وإحنا بنسكن عشرة ف أوضة”..
وانتقلت المظاهرات للجامعات وانضم الطلاب والموظفون وفئات الشعب في الشوارع والميادين بالقاهرة والمحافظات يهتفون ضد النظام والقرارات الاقتصادية.
ونزل إلى الشارع عناصر اليسار بكافة أطيافه، واستمرت المظاهرات حتى وقت متأخر من الليل وتمت مواجهتها بعنف شديد من قوات الأمن، وتم القبض على مئات المتظاهرين وعشرات النشطاء اليساريين، ونزل الجيش المصري لقمع المظاهرات.. وأعلنت حالة الطوارئ وحظر التجول من السادسة مساءا حتي السادسة صباحا، كما تم نزول للقوات المسلحة، لأول مرة واحتكاك مباشر بالشارع بعد حرب أكتوبر 1973.
وجاءت هذه المظاهرات بعد الانفتاح الاقتصادي الذي بشر به السادات وتبنى التوجه نحو الغرب، والانتقال إلى الرأسمالية والاقتصاد الحُرّ، وتخفيف قبضة الدولة على الشؤون الاقتصادية والإنتاجية.
وكان هذا الانفتاح انقلابًا على “الاشتراكية” التي انتهجها جمال عبد الناصر منذ قيام ثورة يوليو 1952، حيث كان للدولة الدور الأكبر في إدارة الاقتصاد والهيمنة على عناصر الإنتاج وأدواته بـ”قصد” تحقيق العدالة الاجتماعية، وتذويب الفوارق بين الطبقات.
وجاء مردود سياسات الانفتاح الاقتصادي متمثلا في الثراء الفاحش لفئة محدودة، دون أي عوائد تُذكر لهذا الانفتاح على عامة الناس، وانتشرت بسرعة الصور المعبرة عن زيادة الفوارق وظهور تعدد أنواع التعليم، والخدمة الصحية الخاصة، ومظاهر كثيرة للبذخ. وكان الانفتاح بداية لتدهور معيشي، طال الكثيرين، واتسع وجرى وصفه بأنه “سداح مداح”، والتوصيف للكاتب الصحفي الراحل أحمد بهاء الدين.
ورافق تلك التغيرات التي أحدثها الانفتاح.. وتزامن هذا مع التضييق على الاشتراكيين واليساريين، وفتح الباب واسعا للجماعات الإسلامية، لتنشط في المدارس والجامعات
واشتهرت الانتفاضة التي خرجت لرفض الغلاء باسم “ثورة الخبز”، إلى أن هدأت الأمور بتراجع السادات عن قرارات رفع الأسعار وإعادتها إلى ما كانت عليه قبل الزيادة.
وأحدثت هذه الانتفاضة جرحا نفسيا غائرا لدى “السادات”، وكان يصفها على الدوام بأنها “انتفاضة حرامية”، وظل مُصرًّا على هذه التسمية، حتى نهاية حكمه باغتياله في 6 أكتوبر عام 1981.
ورغم إلقاء قوات الشرطة القبض على المئات من المواطنين في الأحداث إلا أن القاضي حكيم منير صليب حكم ببراءة ١٧٦ متهما في انتفاضة الخبز، ملقيًا اللوم على النظام السياسي، ومؤكدًا أن تلك الأحداث كان سببها المباشر والوحيد هو إصدار القرارات الاقتصادية برفع الأسعار








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. خطوة جديدة نحو إكسير الحياة؟ باحثون صينيون يكشفون عن علاج يط


.. ماذا تعني سيطرة الجيش الإسرائيلي على الجانب الفلسطيني من معب




.. حفل ميت غالا 2024.. إليكم أغرب الإطلالات على السجادة الحمراء


.. بعد إعلان حماس.. هل تنجح الضغوط في جعل حكومة نتنياهو توافق ع




.. حزب الله – إسرائيل.. جبهة مشتعلة وتطورات تصعيدية| #الظهيرة