الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أنا إسرائيلي مسالم

محمود الباتع

2006 / 10 / 13
حقوق الانسان


سوف أفترض افتراضاً لا أميلُ إليه كثيراً، ولكن ولاعتبارات الموضوعية، سوف أفترض جدلاً أني مواطنٌ إسرائيلي.

نعم أنا إسرائيلي أعيش في مستوطنة كبرى، ولدي منزلٌ لم أسدد كامل قيمته بعد، وأحتاج إلى عشرين عاماً قادمة لأكمل دفع ثمنه، لدي عائلة صغيرة مني وزوجتي وولدين جميلين أسعى إلى تربيتهما تربية يهودية صالحة، متوسط التعليم، أعمل شهراً وأقبض من الضمان الاجتماعي شهراً آخر، لدي سيارة صغيرة وأحلم بمتلاك قطعة أرض لأقيم عليها مشروعاً يؤمن لأبنائي العيش الكريم من بعدي.

أدفع الضرائب بانتظام، كما أني ملتزم ببرامج التدريب العسكرية السنوية، بالرغم من عدم محبتي لها، ولكنه الإحساس بالواجب تجاه وطني، والخوف عليه من الدول العربية والمنظمات الإرهابية التي تتربص بنا جميعاً، لا تفرق بين معتدل ومتطرف. لا أحب الساسة ولا أتعاطاها لأني أعتقد أنها مقلب نفايات هذا الوطن، كما أعتقد أن السياسيين جميعاً هم مجموعة كذابين لا يخدمون إلا مصالحهم الشخصية الخاصة. باختصار أود أن أوجه سؤالاً مختصراً إلى قادتنا في إسرائيل، إلى متى ....؟

نعم إلى متى نعيش في خوف ورعب، إلى متى ننام ولا نعرف إن كان الصباح سيطلع علينا أم لا. متى يتوقف أبناؤنا عن الموت بدون ذنب؟ ومتى تكف آلة الحرب عن التحكم في شؤون أطفالنا ورسم مستقبلهم بدافع الخوف من العرب؟ مم نخاف منهم؟ ومن الأولى بالخوف أنحن أم هم؟ إذا كانت لديهم الجيوش الجرارة فماذا تفعل المائتي رأس نووي عندنا إذن؟ لماذا نعمل على شراء وتكديس السلاح الفتاك إذا لم يفلح في تأمين الأمن لنا ولأبنائنا؟ ثم ما قصة احتفاظنا بأرضهم والإنفاق على بناء المستوطنات عليها، ونحن أول من يعلم أننا سنعيدها إليهم في يوم من الأيام، تماماً كما أعدنا سيناء وغزة في السابق؟

أجيبوني أيها الساسة الأعزاء، أليست هذه هي الدول العربية التي تخيفوننا بها هي التي تستجدي منا السلام مقابل الأرض، أليسوا هم من يرسل الوفود تلو الوفود سراً وعلانية، من أجل إقامة علاقات سياسية وتجارية معنا؟ أليسوا هم من يقسم يومياً على أن السلام هو خيارهم الاستراتيجي؟ ماذا ننتظر إذن؟ باللهِ عليكم قولوا لي ماذا ولمصلحة من ننتظر؟

لقد حققنا نحن اليهود حلمنا الذي راودنا لآلاف السنين، وعانينا في سبيله الكثير وبذلنا الدم والعرق والجهد حتى أقمنا إسرائيل التي طالما تمناها أجدادنا رحمهم الله جميعاً. هذه مملكة داود تعود إلى الحياة من جديد، وها نحن نعمل على إعادة بنائها. فماذا تريدون بعد ذلك؟

إلى متى تستمرون في إخافة وتجويع الفلسطينيين؟ ألا ترون هؤلاء العرب الملاعين كيف يتكاثرون كالجرذان؟ ألا تخشون أن نصبح أقلية بين الفلسطينيين ونحن لا نزال في حرب معهم؟ كيف الحال يومها لو سار ثلاثة أو أربعة ملايين جائع فلسطيني أعزل إلا من أسنانه باتجاهنا، كيف لنا أن نقف في وجههم، وماذا ستفعل لنا أسلحتنا، وكيف للقانون الدولي أن يحمي وجودنا ةنحن لم نعترف يوماً به وبشرعيته؟ نعم نستطيع هزيمة الجيوش العربية دفعة واحدة لو اجتمعت، ولكن ماذا نفعل أمام أسراب الجراد العربي إذا دخلنا في حربٍ معهم؟ ألم نر ماحل بنا مع إرهابيي حزب الله الذين لم يمنعهم موت ولا دمار من إيلامنا وإخافتنا؟

هل نراهن على دعم الأميركان؟ وإلى متى سيستمر هذا الدعم، وإلى متى ستستمر أميركا على ما هي عليه من جبروت؟ إن أميركا لأحوج ما تكون إلى أن تدعم نفسها، وها نحن نراها تترنح في العراق وأفغانستان، فلا يجب أن نعول عليها أكثر من اللازم.

أيها الساسة الكرام، إن لدينا الكثير ممانخاف عليه وليس لدى العرب مايخسرونه، فقد وصل سكيننا إلى نحور شعوبهم، واحذروا كل الحذر من وحش خائف، ظهره للحائط ومحشور في الزاوية. إحذروا ألف مرة غضبة الشعوب المهزومة.

إنها فرصتنا الآن فلا تفوتوها، أعيدوا الأراضي العربية إلى أصحابها، وألقوا إليهم بمعاهدات السلام، كبلوهم بها ولن تخسروا، فهي مجرد أوراق تافهة يتهافتون عليها، فلنرم بها إليهم. ثم دعونا نلتفت إلى إعمار أرضنا الصغيرة التي سيباركها لنا الله، ولنحمد ربنا صبح مساء على ما صرنا إليه بعد ما كنا فيه. دعونا نربي أبناءنا ونبني بلادنا ونحلم فيها بما وعدنا الله فيها من لبن وعسل، وليذهب العرب وأرضهم إلى الجحيم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مبادرة لمحاربة الحشرات بين خيام النازحين في رفح


.. تونس.. معارضون يطالبون باطلاق سراح المعتقلين السياسيين




.. منظمات حقوقية في الجزاي?ر تتهم السلطات بالتضييق على الصحفيين


.. موريتانيا تتصدر الدول العربية والا?فريقية في مجال حرية الصحا




.. بعد منح اليونسكو جائزة حرية الصحافة إلى الصحفيين الفلسطينيين