الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


متى يخرج التونسيون من ظلام النفق ؟

البشير عبيد

2023 / 1 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


البشير عبيد / تونس

غداً ستاتي العاصفة و يكون الجميع على مقربة من الخراب الذي اسس له " اقطاب "من عاشقي السلطة و المتيمين ببهرج الحكم و امتيازاته على مستويات النفوذ المالي و السياسي و التوغل في تفاصيل التفاصيل للدولة التي كادت أن تنهار في لحظات فارقة من تاريخ هذه البلاد المنهوبة و المغدورة من ابناءها و المستهدفة من اعداءها...
بيت القصيد في هذا الموضوع ان المارقين على القانون من مافيات التهريب و المال الهارب من الجباية و المشتغلين بالسياسة صدفة أو عبر استهداف العملية السياسية بتشويه صورتها لدى الشعب الكادح الباحث عن لقمة الخبز في عز الظهيرة و في الصقيع البارد٫هنا و هنا٫ في كل تخوم العاصمة و المدن الكبرى و القرى و الارياف المنسية...
أن عملية خلط الاوراق بدهاء نادر و مكر لا مثيل له٫
جعل اللعب على الحبال في المشهد السياسي التونسي المراوح بين الياس و الأمل هو المسيطر بإمتياز و صاحب المبادرة لتغيير قواعد اللعبة تبعاً لتموقع هذا أو ذلك من أصحاب النفوذ المالي و تداخله مع عالم السياسة الذي صار واضحا لدى الجميع اقترابه الفعلي من عالم الدعارة....
في السياسة ليس هناك نوايا فقط..بل برامج و رؤى و تكتيك و استراتيجيا...دون أن ننسى الدهاء و المكر واستبلاه العقول و الضحك على الذقون في وضح النهار و في دجى الليل....لكن غاب عن هؤلاء الأبالسة ان الممارسين للسياسة في الوطن العربي و ليس في تونس فقط٫ بامكانهم استغفال البسطاء و السذج و من سار في درب القطيع بعيدا عن التساؤل و المساءلة و الحوار المستفيض حول الاستراتيجيات و أهم الملفات الحارقة في القطاعات الحيوية التي تهم مشاغل و شواغل الطبقة الشغيلة الكادحة بالفكر و الساعد ..هذه الطبقة المكتوية منذ عقود بالمخططات التي يسمونها زورا و بهتانا تنموية و الحال أنها برامج الطبقة الأورستقراطية الممثلة الشرعية للفكر النيوليبرالي المهوس بالنهب و الإستغلال و ضرب القطاع العام الحكومي في المقتل و تعبا لهذا النهج الجهنمي يقع السيطرة بالكامل و لو بشكل تدريجي على مفاصل الدولة و إعلان العبودية المعاصرة المقنعة بشعارات العولمة و الإنفتاح علي إقتصايات العالم......
إن السيطرة على إقتصاد البلاد و كل مشاريع الاستثمار و ضرب المرفق العمومي الذي تتحكم فيه الدولة التونسية المنهوكة نتيجة سياسات الحكومات السابقة اللاشعبية المدعومة من قبل صندوق النهر الدولي.... الأمل الحقيقي للشعب التونسي الطامح للحرية و العدالة الاجتماعية هو التاسبس الفعلي على ارض الواقع للدولة الديمقراطية ذات الأفق الاجتماعي
هذا المشروع الطموح الذي ناضل من أجله جحافل و قوافل من النشطاء و المناضلين و الفاعلين في الساحة السياسية و الحركة الحقوقية و النقابية و الاكاديمية و الإعلامية البعيدة عن سيطرة لوبيات رأس المال..هذا المشروع الوطني الديمقراطي الاجتماعي ليس بعيد المنال لتراه العيون مجسدا على أرض الواقع اذا توفرت له الشروط الموضوعية للتاسبس و نعتقد يقينا ان الشرط المركزي لهذا التاسبس هو تجميع كل الشركاء المؤمنين بهذا المشروع فكرا و نهجا و دربا بعيدا عن المحاصصات الحزيبة الضيقة الفجة و التكتيكات المرتهنة للمصالح الشخصية المتناقضة جوهرا و موضوعا مع أي مشروع وطني التحرر و الإنعتاق الإجتماعي.......

- كاتب صحفي مهتم بقضايا التنمية و المواطنة و النزاعات والصراعات الإقليمية و الدولية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. علماء يضعون كاميرات على أسماك قرش النمر في جزر البهاما.. شاه


.. حماس تعلن عودة وفدها إلى القاهرة لاستكمال مباحثات التهدئة بـ




.. مكتب نتنياهو يصيغ خطة بشأن مستقبل غزة بعد الحرب


.. رئيس هيئة الأركان الإسرائيلي: الجيش يخوض حربا طويلة وهو عازم




.. مقتل 48 شخصاً على الأقل في انهيار أرضي بطريق سريع في الصين