الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قصة ذات عبرة :

عزيز الخزرجي

2023 / 1 / 21
الادب والفن



انطبقت المصيدة على ذيل ثعلب فقطعه ..
فرآه ثعلب آخر فسأله : لم قطعت ذيلك !؟
قال له : إني أشعر وكأني طائر في الهواء .. يا لها من متعة ..
فجعله يقطع ذيله لإسعاد نفسه ..
فلما شعر بألم شديد و لم يجد متعة مثله ...!؟
سأله : لما كذبت عليَّ ؟
قال : إن أخبرت الثعالب بألمك لن يقطعوا ذيولهم و سيسخرون منا ..
فظلوا يخبرون كلّ مَنْ يجدوه بمتعتهم حتى أصبح غالبيّة الثعالب دون ذيل !
ثمّ إنهم صاروا كلّما رأوا ثعلباً بذيل سخروا منه...

فإذا عمَّ الفساد ؛ صار الناس يعيرون الصالحين بصلاحهم واتخذهم السفهاء سخرية .. و هنا يبرز دور أهل السنن الخاطئة خصوصا الذين يملكون زمام الامور .. و المشكلة أن أكثرهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً !!
البعض لن يفهمك أبداً، ليس ﻷنك غامض؛ بل ﻷنك حقيقيّ و هم تعوّدوا على المُزيّفيّن!
لهذا بات حال العباد و البلاد و العالم كلّه تقريباً هكذا لا يفكرون إلا بأنفسهم و بمصالحهم الشخصية والعائلية و الحزبية ربما فقط:
و لا مكان للمفكر الحقيقي و آلفيلسوف و العارف الحكيم بشكل أخصّ بينهم, لأنهم لا يستسيغون و لا يدركون قيم و مبادئ المفكريين و الفلاسفة الحقيقيين ناهيك عن العرفاء و الأئمة و الأنبياء الذين تختلف قيمهم و معاييرهم عن عامّة الناس الذين تبدلت و إنقلبت على أعقابها !؟
و السبب في كل ذلك الأنحراف الفكريّ و الأخلاقي و العقائدي الخطير هو:
فساد مناهج أنظمة الحكم و طبيعة أفكار الأحزاب التي قادت الحكومات و الناس و صيّرتهم بذاك الأتجاه الخاطئ, و بلادنا خير مثال حيّ على ذلك.

ولا سبيل أمامكم أيها المثقفون و المعلمون : سوى دراسة [الفلسفة الكونية العزيزية], فهي وحدها طريق النجاه من تلك المحن و من المنافقين الذين يتذرعون بشتى الوسائل الميكيافيللية لإستمرار فسادهم!
و تيقّنوا بأن السياسين و الأحزاب و مرتزقتهم لا يمكنهم أن يحققوا أكثر مما حققوه من المظالم و المفاسد لأنهم لا يحملون فكراً و لا ثقافة كونيّة .. فعلى ماذا تتوقعون إذن أن يبني السياسي قراراته و مواقفه و هو ليس فقط لا يحمل فكراً كما أثبتنا ؛ بل و يعادي الفكر و الفلاسفة و الثقافة لأنه لا يعرف حتى الفرق بينهما و بين العلم, و حين يبق الناس بلا ثقافة و لا فكر؛ فأن الأجواء تخلوا لهم لسرقة الناس بأنواع الوسائل و الحيل و المؤآمرات و المناسبات و العقود!؟
و أفضلهم إن وجد ربما .. فأنه يسعى بجهوده مع شيئ من الأخلاص و هو يحاول أن يفعل شيئاً على الأقل لمقربية أو بلدته ؛ لكن نتائج جهده و سعيه هو الخراب و الدّمار و التخلف لفقدانه إلى فنون الأدارة و العلوم و الفكر و الفلسفة الكونية المطلوبة خصوصاً .
و الله من وراء القصد.
ألعارف الحكيم عزيز حميد مجيد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فنان إيطالي يرسم برج إيفل في حقل زراعي احتفالا بدورة الألعاب


.. الكينج وكاظم الساهر وتامر حسني نجوم حفلات مهرجان العلمين فى




.. عوام في بحر الكلام - الشاعر جمال بخيت يتحدث عن كلمات أغنية ع


.. عوام في بحر الكلام - الشاعرة كوثر مصطفى تتحدث عن أعمالها مع




.. عوام في بحر الكلام | الشاعر جمال بخيت - الإثنين 8 يوليو 2024