الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دعوة للمصالحة أم باب دوار

أحمد زكارنه

2006 / 10 / 13
القضية الفلسطينية


أسعدتنا كثيرا دعوة دولة رئيس الوزراء إسماعيل هنية للمصالحة الوطنية الشاملة من أجل تحقيق السلم الاجتماعي، باعتبارها دعوة وطنية هامة يجب التوصل إليها آجلا أو عاجلا.. إلا أن خطاب دولته شابته عدة أخطاء نرجو ألا تكون متعمدة أهمها وأخطرها إشادته وتعظيمه للسيد وزير الداخلية وقوته التنفيذية داعيا إياهم المضي قدما لإنهاء فوضى الفلتان الأمني.. والأسئلة التي تطفو على السطح جراء هكذا موقف هي، علام ولماذا الإشاده؟؟أهي شكر معلن على قتلهم المواطنين في الشوارع والميادين العامة؟؟ أم أن عملية القتل كانت واجبا وطنيا نفذه الجناة في حق متآمرين أو متأمركين؟؟... أترى حمل المرأة المغدورة مع صغيرها كان نتاج مؤامرة حيكت بليل لإسقاط الحكومة فوجب قتل جنينها في مهده الأول؟؟.

إن تحية رئيس الوزراء للسيد وزير الداخلية وقوته التخريبية لا يمكن تفسيرها إلا استخفافا بدماء الضحايا المغدورين أيا كان جرمهم.. فكان من الأولى أن يقدم سيادته وهو يتحدث عن ضرورة تجريم الاعتداء على المؤسسات العامة والخاصة، اعترافا واضحا وصريحا بالخطأ الفادح والجرم البين الذي أودى بحياة أبرياء، وإعلان التحقيق الجدي مع وزير الداخلية وعناصره الذين فتحوا النار والقوا القنابل المتفجرة على أبناء الشعب متظاهرين ومشيعين.

والمحير في خطاب دولة رئيس الوزراء وهو يتحدث عن حرية الرأي التي لا يوجد مثيل لها إلا في دولة العجب العجاب التي تجمع بين أكبر منبر للحرية والرأي في الوطن العربي على بعد أمتار قليلة من كبرى القواعد العسكرية الأمريكية في الشرق الأوسط، أن دولته اتهم الإعلام الفلسطيني بالتآمر لإسقاط الحكومة ولا أدري من أين نتهم ونتحدث عن تلك الحريات؟؟

والسؤال البديهي هنا أكان الاعتداء على بعض الزملاء الصحافيين في إحدى مظاهرات حركة حماس قبل عشرة أيام شيئا من الاحتفاء بحرية الرأي التي نعيشها في بلادنا؟؟؟. أم أن هؤلاء المتساوقين اعتدوا على بعضهم البعض ليتجنوا على أنصار الحزب الحاكم؟؟؟؟

أما حديث سيادته عن السادة أعضاء الحكومة والتشريعي المنتمين لحركة حماس ومدى صبرهم وتحملهم وصمتهم البريء و طهارة وسمو تعاملهم مع أزمة الموظفين، فكأنه ضرب من خيال لم ولن يتحقق لأربع سنوات قادمة أو أن دولته لا يسمع ولا يرى ولا يقرأ إلا ما يحب، وكأن النائب صلاح البردويل نظم الشعر في المتظاهرين الغوغائيين المتآمرين المتصهينين بحسب وصفه الإبداعي على قافية البحر المديد، أو أن النائب والمتحدث مشير المصري كان يتغزل بلغة سريلانكية في وطنية الموظفين المضربين.. أو ربما حرر عنترة الهلالي العباد والبلاد وهو يهاجم جموع المضربين.

والمستمع للأخ إسماعيل هنية رئيس الحكومة وهو يتحدث عن أعضاء حكومته والتشريعي المنتمين لكتلة الإصلاح والتغيير يتصور أن دولته يتحدث عن ملائكة مطهرة نُزلت من السماء بلا أخطاء أو خطايا ولكن الأرض هي المائلة.. ملائكة تأمرت عليها كل شياطين الأرض من بوش الابن إلى اصغر جنين في أحشاء موظفة مضربة.

أما ما جاء في خطاب رئيس الحكومة من مغالطات صريحة وواضحة حول تساؤلاته المشروعة عن علاقة إحراق مجلس الوزراء مرتين وإطلاق النار على الوزراء والمرافقين بإضراب الموظفين، وبالرغم من رفضنا التام والصريح لهذه الممارسات.. إلا أننا فقط نذكر معاليه بان هذه الأفعال المشينة لا علاقة لها بإضراب الموظفين وإنما كانت نتاج الهجوم بصواريخ -"ال أر بي جي-" والقنابل على احد المقرات الأمنية في المرة الأولى ومقتل وإصابة العشرات على أيدي القوة التنفيذية في المرة الثانية.

خلاصة القول إن علاج الاحتقان الداخلي يكمن بيدي معالي الأخ رئيس الحكومة عن طريق تعديل مسار وفحوى وروح دعواه الطيبة للمصالحة الوطنية عبر فتح أسقف للحوار حتى لا تصبح الدعوة وكأنها دخول جديد من باب دوار..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. روسيا والصين.. تحالف لإقامة -عدالة عالمية- والتصدي لهيمنة ال


.. مجلس النواب الأمريكي يصوت بالأغلبية على مشروع قانون يمنع تجم




.. وصول جندي إسرائيلي مصاب إلى أحد مستشفيات حيفا شمال إسرائيل


.. ماذا تعرف عن صاروخ -إس 5- الروسي الذي أطلقه حزب الله تجاه مس




.. إسرائيل تخطط لإرسال مزيد من الجنود إلى رفح