الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


امريكا /ايران/ العراق و...الضرية قادمة

ياسين النصير

2006 / 10 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


يهمني العراق أولا، وتهمني قياداته مهما اختلفت معها أو اتفقت، وتهمني المصالحة الوطنية التي ستضع الاسس لعراق أكثر شعبية، ويهمني الأمن والقضاء على زبانية التكفيريين والقاعدة ومن لف لفهما فهم عقبة التطور. لكني في الوقت نفسه لا يمكنني أن أعزل العراق عما يحيط به خاصة تلك القضايا التي تمتد بين البلدان متجاوزة الأعراف والحدود. فما سيأتي في الأيام القادمة على بعض دول الجوار شيء اكثر من خطير - نأمل أن لايقع-، فالمنطقة منذ أن جرت التغييرات الدراماتيكية في العراق غير مستقرة على توجهات منضبطة خاصة وأن بعض دول الجوار نقلت لعبها السياسي مع أمريكا، اسوة بالقاعدة، إلى ارض العراق.فالعراق الآن يعاني من تدخل دول الجوار- إيران وسوريا- ومن نزوح تنظيمات القاعدة عبر حدودهما ايضا إليه، وهما أمران متحدان عندما يكون حماية نفسها تدميرا للعراق. نحن لا نضرب تخت رمل المرحلة العراقية، ولكننا نشير كما تشير الوقائع، إلى إن إيران لن تكون بمنجى من طيشها النووي والديني. وعلى المراهنين من الساسة العراقيين على إيران، أن يتفهموا الظروف قبل فوات الأوان،- بدأت سوريا بالتراجع السريع عن تحالفها مع إيران وحزب الله- وها هي تلوح بمفاوضات مفتوحة مع إسرائيل، ليس بسبب القوة الأمريكية وتناميها وقدراتها وأمكاناتها المالية، ولا بسبب أن تلتف القوى العربية على الولايات المتحدة وتصبح من عدوة لها إلى صديقة،ولا بسبب أن سوريا جعلت من الجولان نقطة قلق لإسرائيل، إنما بسبب أن الجدل التاريخي للتيارات الدينية والقومية عاجزعن الاستمرار بأخطائه التاريخية المتراكمة.هذا النمط من الحكم الديني والقومي ثبت فشله تاريخيا، وعجزه عن تفهم حداثة المجتمعات. ويأتي قصوره في الرؤية الجدلية لمكونات الشعب، بعجزه عن إيجاد نظرية معاصرة تفجر روح الدين وتصيره من مقولات جامدة إلى ممارسات منفتحة، ثم وهو الاهم، لايمكنك أن تعيش متخلفاً عن عالم يتقدم، خاصة إذا كنت تملك ثروة نفطية وتريد تسويقها. الإقتصاد هو الذي يتحكم بالسياسة والمستقبل وتحديث المجتمعات، وتثوير قدرات الناس على الأبتكار والعمل والنشاط، وتجديد بنية المدينة، وتطوير قدرات التعليم، وتنويع مصادر المعرفة، وليس الدين أو القومية.هذا الطيش الإيراني الذي مهد له الغرب منذ سنوات وصولا لمرحلة الحسم معها، فارغ، وسيثبت التاريخ انه فارغ، ولا تهمنكم التصريحات وخطب العمائم ، ولا إدعاء الخيرات أو النفط والتكنلوجيا والمفاعلات الفارغة من أهدافها،ستهزم كل هذه الإيديولوجيات لانها بنيت على خطأ في فهم الأقتصاد أولا، وفي فهم حركة التاريخ ثانيا، وفي جعل النظرية الدينية لوحدها معيارا لتقدم المجتمع ثالثا.مع ملاحظاتنا الأساسية ان إيران قبل مجيء أحمدي نجاد ليست دولة دينية صرف، بل هي دولة علمانية بثياب الدين عندما أعادت لجذورها الزرادشتية روح وقوة النار التي بها وجدت فرصة لأن تكون تاريخية معاصرة. لكن احمدي نجاد أعاد الكرة إلى الخلف واعاد بإيران إلى صوت المؤذن وأكتفى ان يتبارك بالزكاة. لذا نجد إيران اليوم متخمة بخطابها الديني، في حين كانت نموذجا لخطاب علماني / ديني معاصر، ربما كان يفوق خطاب اوربا في القرن التاسع عشر. أما العراق فقد بدا يتعامل مع نسخة النكتف للوضع الإيراني فجرى تقليده في الكثير من بنية الأحزاب الدينية ولم يقلدها في توجهها العلمي والتقني.
من هنا تراهن ايران اليوم على تخريب العراق وسوريا ولبنان كي تصبح هي القوة الاقليمية التي تغذيهم بالأسلحة وهو ما يحدث في العراق وفي لبنان وربما في دول اقليمية أخرى. في حين تعتمد هي التقنية العلمية والنووية لتطوير قدراتها الذاتية وتبعد حتى شعوبها بالقوة عن المطالبة بحقوقها القومية. هكذا فكرت ألمانيا في عهد هتلر،فاية براغماتية قاصرة الرؤية هذه التي تعتمدها إيران مع نفسها؟. ترى ماذا كان يفكرصدام حسين – وهونموذج عالمي للإنحطاط السياسي- عندما فضل شعوبا عربية وتناسى عمدا الشعب العراقي؟،وماذا كان يفكر المنطق الديني الطائفي عندما يجعل من خطابه هو الأكثر صحة في حين أن خطاب الأخر مغلوطا؟ ولن نستبق الأحداث سيكون أنهيار النظم الدكتاتورية والدينية والقومية بطريقة اكثر دراماتيكية ومفجعة من إنهيار العراق،فالطريقة التي انهار بها نظام صدام حسين في العراق كانت تقليدية،ولن تتكرر، في حين سينتهي نظام الملالي في إيران إن أختاروا المواجهة المسحلة مع العالم، بصراع داخلي مرير،وعلى يد أولئك المعوزين والدينيين المؤمنين حقا،والمتطلعين للحداثة الغربية، والباحثين عن حقوقهم الوطنية.
هذا الصراع - بعد أن كان قبل نهاية الحرب الباردة يتم بين الايديولوجيات الكبيرة والمتناقضة الرأسمالية والأشتراكية- يتحول اليوم إلى صراع داخلي/ داخلي وبجدلية حديثة، اسهمت النظم الرأسمالية بتحديثها وتعميقها عندما نقلتها من ساحاتها الأوربية إلى ساحات العالم المضطربة حيث التطبيق هنا يشكل مختبرا سياسيا مهما لتجاربها السياسية المستقبلية. وعلينا تفهم آليات الصراع الداخلي / الداخلي والقائمة على
1- تتبنى القوة الكولنيالية الجديدة الحس القومي والديني أول الأمر لتؤكده منجها مغايرا لمناهج الاشتراكية، وتكون مستعدة لا تسلحها وتدربها كي تدخل في صراعات داخلية عميقة وهو ما حدث في افغنستان والصومال والعراق.
2- ثم ترفض المنهج القومي والديني عندما يشكل خطرا على طريقتها في الهيمنة على اقتصاد البلدان. وهو ما فعلته مع العراق وليبيا، ومصر،عندما تحولت هذه البلدان من قوى مساندة للغرب إلى قوة مضادة لها. وستفعله لاحقا مع ايران وسوريا.
3- هذه الإشكالية المرحلية والمتدرجة تمنهجها نظريات ما بعد الحداثة بتصور جديد عندما تعيد الإنسان لجذوره ثم تؤسس منهجيا رؤية مغايرة لرفض تلك الجذور.وهو أن العالم اصبح قرية واحدة، وان حدود الدول اصبحت وهمية، وان الهجرة تتحول من نزوح نتيجة الكوارث والاوضاع السياسية إلى عملية استنزاف لثروات البلدان التعليمية والعلمية، وهو ما يحصل اليوم.فالعالم قائم على ساق واحدة وأن هذه الساق هي البنية الاقتصادية وليس للسياسة إلا الدور التحويلي تبها لتطور آليات الحداثة. ففي بريطانيا لوحدها أكثرمن 100 الف ممرضة وممرض – العدد احتمالي وغير دقيق- افريقي جرى تعليمهم وتدريبهم من قبل حكوماتهم الافريقية الفقيرة وصرف على كل فرد منهم تقريبا بحدود 200 الف دولار منذ الابتدائية حتى اصبح ممرضا أو طبيبا أو مهندساً، لكن بلدانهم لم تجد القدرة على توظيفهم فاضطروا للهجرة كي يعملوا في بريطانيا دون أن تدفع بريطانيا فلسا واحدا لتلك الدول تعويضا عن تدريبهم وتعليمهم، هذه السرقة الكونية تعد واحدة من استنزاف ثروات البلدان النامية وكجزء من تأجيج الصراعات الداخلية / الداخلية. وتتحدث الأرقام عن اربعة ملايين مهاجر عراقي ترى كم هي المبالغ التي خسرها العراق على تعليم وتدريب الكوادر العلمية والثقافية وها هي الاربعة ملايين تقتات على المعونات مجمدة قدراتها وملغية طموحاتها.وإذا ما حسبنا وجود ملونين عراقي على مراحل في إيران ومن ثم تقديم إيران مساعدات مالية وفكرية لفصائل المهاجرين المسلحة نجد أن جزاء هذه المعونات هي المواقف السياسية المساندة لإيران وهو تفعله بعض الفصائل العراقية، ومثلها تفعل سوريا وغيرها. لذا علينا أن ندرك أن اوراما مهلكة زرعت في الجسم العراقي وعلى الاستاذ المالكي اليوم وغيره في الغد أن يستأصلوا هذه الأورام أو يذيبوها بأمصال عراقية.

2

فالصراع في المنطقة لا يحدث بين امريكا وإيران مثلا كدولتين احدها معتدية والاخرى معتدى عليها، على طريقة الغزو والاحتلال، بل يتم على تناقض المصالح بين الدولتين العضوين في منظومة الامم المتحدة نفسها. وهو ما يجعل الصراع متغيرا عندما تتفق المصالح. ومن يقرأ الصراع بين أوربا وامريكا، وامريكا واليابان يجده ليس بين ايديولوجيات دينية أو قومية، بقدرما يكون بين المصالح، ومن هنا فالصراع مع إيران هو في جوهره صراع مصالح دولية، يتلبس لبوسا وطنيا ودينيا وهو ما يجعله مقبولا لدى العامة وجنود الحرب. وما طريقة إيران في المراوغة والمماطلة في المفاوضات وتأجيلها كي تكمل مشروعها إلا لعبة مكشوفة ربما يمهد الأمريكيون والاوربيون لمثل هذه الطريقة كي يكملوا استعداداتهم العسكرية والاستراتيجية والدولية لاتخاذ قرار دولي مشترك لضرب إيران عسكريا من الخارج أو داخليا بتفتيت الوحدة الداخلية..
هذه المعطيات بدت واضحة لكل من يتبصر بامور الوضع العربي والدولي. وهي شبيهة بالمرحلة ألتي سبقت الهجوم الاممي على العراق وإن إتخذ مسارا مختلفا. كان صدام حسين وطاقمه السياسي يمارس لعبة التأجيل والتماطل ويعتمد على موقف روسيا والصين اللتان وجدتا فرصة لزيادة تقاربهما مع الغرب بعد صفقات دولية مهمة للاقتصاد الصيني والروسي. وظهر أن الأمريكيين كانوا يساهمون في هذه اللعبة كي يظهروا للعالم ان صدام حسين يمتلك قدرات تفاوضية وعسكرية وأسلحة دمار شامل فتعامله مع فرق التفتيش وغيرها اوحى للعالم كله أنه يمتلك مثل هذه الأسلحة، والغرب يعرف انه لا يمتلكها، لكنه اسس لفكر ذرائغي اوقع العراق في مهب رياح الحرب.فايران تفعل بمماطلتها الموقف نفسه وهو موقف لا يزيد أن يكون للاستهلاك الداخلي والملتحقين بركب إيران من الأنظمة والأحزاب الصغيرة.. ولعل زيارة رايس للمنطقة ومن بينها العراق ودول الخليج ومن قبلها الزيارات المتكررة لرجال الدولة الامريكية والبريطانية والدول المشاركة، هي تمهيد حذر لهجوم محتمل لأمريكا على إيران. وعبثا يقولون ان أمريكا ليست قادرة على الحرب وهي المشغولة في افغانستان والعراق، فخير طريقة للدفاع هو الهجوم لاسيما وأن لديها جيشا بالقرب من إيران يرابط في قواعد خليجية وبحرية كثيرة،ولها من يسانده من دول العالم، ولها سياسة معينة تخوض بها الانتخابات الامريكية القادمة والتي ستحمل مفاجئات كبيرة لم يعد بالامكان تناسيها أو اهمالها في ظل ظروف معقدة اوجدها الإسلام السياسي في كل من تيارات القاعدة في المنطقة، والاحتراب الطائفي المقيت في العراق، وظهور حماس في فلسطين، ومغامرات نصر الله الذي خسر لبنان لصالح إيران. ولن يكون السنة هؤلاء الذين بدأوا يتنفسون في المرحلة الاخيرة بافضل حال من الشيعة، فهم سيقعون مرة أخرى تحت وصاية دول عربية هي الأخرى تحت حماية أمريكا.وثمة تغييرات دراماتيكية ستشهدها المنطقة العربية قبل أوبعد أن يحدث التغيير الكبير في إيران. هذه ليست حدوس ولكن من يقرأ المشهد السياسي اليوم يجد أن معطيات كثيرة تؤشر له، وعلينا أن ندرك أن تغيير النظام في العراق ليس هو غاية امريكا والحلفاء، بل تغيير المنطقة الذي كان وفق تخطيط الإدارة الأمريكية يتم عن طريق العراق الذي اعطى ذرائع كبيرة وواضحة للاحتلال، وهي الذرائع نفسها التي تعطيها إيران للعالم الغربي اليوم كي يغيروا المنطقة وفق قانون تطور المجتمعات الحديثة وكتحقيق لمبدأ نهاية عصر الايدولوجيات الكبيرة المتناقضة.

3

على السياسيين العراقيين أن يدركوا حقيقة ما يجري في المنطقة وفي إيران على وجه الخصوص،ولنا في السيد المالكي والقوى الوطنية أملا في أن يتفهموا الصراع الدولي وآلياته الجديدة، وهم لقادرون بالفعل أن يجعلوا العراق بمنآى من الاحتراب الدولي وأن يبعدوه عن مكامن الصراع بالرغم من أحتواء الساحة العراقية على عناصر تفجيره. فنحن في العراق مشاركون أردنا ذلك أم نرد فيما يجري بين العالم وإيران، فالوضع السيء في العراق وفي لبنان وفلسطين والصومال والسودان وغيرها، يؤجج حاسة الحسم الأستراتيجي في القرن الحادي والعشرين. والعالم لا يمكن أن يتأخر تقدمه على حساب دول تسبح بمياه راكدة. فالانتقالات الكبرى التي تحدث في العلم والاقتصاد والسوق والإيدولوجيا وغيرها لن تبقى بدون تطبيق حيث يعد تطبيقها نقلة في الفكر الإنساني ودورا كبيرا لنقلات تاريخية مهمة في مسيرة الإنسان والمجتمعات. أن من يتفهم تحديث المجتمعات وتطور الفكر والفلسفة والعلوم والمدينة في هذه الفترة، يجد ضرورة تاريخية أن يكون التحول الاجتماعي والسياسي جزء من هذه الثورة العالمية.. أما الموقف العراقي فسيكون أكثر تعقيدا إن هو ارتبط بنزاعات اقليمية،وعليه أن ينآى عنها ليلتحق بركب العالم المتقدم حتى لو كانت ثمة خسارة أيديولوجية.ومن هنا فأنا أراهن على القوى الوطنية العراقية وعلى تفهم رئاسة الوزراء لما يجري في الجوار. فالعالم يتطور وعلينا أن نفهم دورالعراق فيه وهو أن يكون مساهما في تطويره لا في تأخره،عندئذ ستأتي علينا كوارث تقدم الآخرين. وعلى المنطقة أن تعي انه لا يمكن مهما طال الزمن أو قصر ان تتحكم الأفكار القومية الشوفينية والدينية السلفية بتطور المجتمعات الحديثة. إن مسألة مثل هذه تبدو اليوم غاية في الوضوح،وإن تأجلت سنوات فلا يعني أنها لن تحدث. وما تفعله إيران هو من قبيل النزع الأخير للدولة القومية والدينية التي تقوم على اسس قديمة. نعم ثمة تحولات كبيرة احدثها الدين وأحدثتها القومية في بنية المجتمعات لكنها اي المجتمعات تطورت خارج سياق الدين والقومية وهو ما يتأكد منهجيا في تيارات نهاية التاريخ وما بعد الحداثة. وعلى الحكام العراقيين أن يدركوا أنهم يساهمون في تعجيل ضرب إيران، ليس بسبب النووي الإيراني وحده، بل بسبب احترابهم الذي يؤجل قضية الشرق الاوسط الجديد.. وما مهلة الشهرين التي اعطتها الولايات المتحدة الامريكية للعراقيين كي ينهوا خلافاتهم، ما هي إلا المرحلة التي تعقب انهيارات كثيرة في دول الجوار. فالسيد احمدي نجاد لا يختلف كثيرا عن صدام حسين، إلا كونه شيعيا بينما صدام حسين كان سنيا. ثمة رعونة وفردانية واعتداد تتحكم بالعقلية السياسية الدينية والقومية معا. قضى صدام حسين على كل القوى اللبرالية التي كانت تضع مصلحة العراق فوق مصالح الحزب الضيقة بما فيهم رفاقه في حزب البعث،وهو نفسه الامر الذي دفع باحمدي نجاد والقوى اليمينية الإيرانية أن تنهي دور خاتمي اللبرالي التفاوضي مع الغرب لصالح التشدد الديني والسياسي. فأحمدي نجاد فرح بما يملكه من نقود، وارض واسعة،ومليشيات، وأحزاب مصنوعة، وقواعد يقول له أصحاب اللحى أنها قادرة على صد الهجوم الأمريكي. وهو الموقف نفسه الذي كان عليه صدام حسين، عندما زينوا له طبيعة المواجهة مع قوى التحالف. وتناسوا المستقبل الذي قد يجبر دولا كبرى أن تعيد حساباتها للتحالف مع قوى دينية جديدة وربما حتى مع قوى قومية كي تقلق الدول التي تقف بوجه التقدم. والحروب حال نسبية، فكل ما كانت إيران تملكه لم يقف طوال ثماني سنوات بوجه اسلحة العراق الاقل تطورا، فالاستعدادات الحربية لا تقول أن إيران قادرة على مقاومة امريكا حتى وهي تخوض حروبا، بل تقول أن انهيار إيران سيكون داخليا، وعلى يد شعوبها المضطهدة، وربما بطريقة دراماتيكية تجعل من إيران امثولة أكثر وضوحا من تجربة القذافي الذي خلع اثوابه في حين ما يزال طليق اللسان. وأكثر وضوحا من تململ سوريا بين تأييدها لدور إيران في الشرق بينما هي تتراجع لصالح بلدان أقل شأنها منها، وسيكون الإنهيار الإيراني – إذا ما اختاروا المواجهة العسكرية مع الغرب- أشد عنفا من تجربة صدام حسين الذي كان يراهن على القوى العربية والدولية، لنصرته، وعلى امريكا نفسها من أنها لن تشن حربا عليه بوصفه شريطي المنطقة لها. لكنه فوجئ، وهو الذي ذرف الدموع ليشارك العرب والفرس مأتمهم وأفراحهم، حتى انه تبرع بمائتي مليون دينار لرعاية اطفال في امريكا!!أن لا احدا وقف معه.
4

1- ما يهمنا هو العراق،والعراق وحده هو الذي يجعل لي اسما وموقفا بين دول العالم، حتى بعض الدول العربية لن اذرف عليها دمعة واحدة، بعد الذي رأينا ما فعلته في العراق.. على العراق أن يقف محايدا هو الآخر عندما تبدأ مرحلة العقوبات على إيران أو الإنهيارات الداخلية/ الداخلية. وقد يكون من بينها، وهو احتمال كبير ضرب إيران بقنابل مدمرة وفتاكة. ومن الآن على رئيس الحكومة العراقية والبرلمان أن يتخذوا قرارات ستراتيجية، بأنهم لن يتدخلوا في الشأن الإيراني، ولن يساعدوا اي معتد عليها، وان لايكون اي فصيل من فصائل المجتمع العراقي المشاركة في البرلمان أو الحكومة شريكا فيما يحدث في إيران.
2- ،أما المرحلة الثانية فعلى فصائل المجتمع العراقي أن تنهي صراعاتها التافهة والصغيرة أو تؤجلها لمرحلة قادمة، فالزمن كفيل بحلها لو توفرت الإرادات الجيدة الحساب، وعليهم ان يترقبوا الوضع الدولي في المنطقة، فسيناريوهات الوضع في المنطقة لن تكون هادئة، ليس في فلسطين وإيران وحدهما، بل في عموم المنطقة. ومنذ الآن بدأت سوريا تتنصل عن الكثير من مواقفها، وتلوح بمفاوضات دولية واقليمية لانها تدرك أن عليها أن تتحرك وإلا ستذهب بين الرجلين كما يقال إن هي وقفت في المكان نفسه. وهو موقف يجب تشجيعه وتسهيل مهماته الإقليمية.
3- أما في المرحلة الثالثة فتبدأ بمرحلة ما بعد المصالحة الوطنية لانهاء الصراعات العرقية والطائفية في العراق والمنطقة، والبحث عن افق اوسع للمشاركة السياسية، وهو ما اقدم عليه الاستاذ نوري المالكي بوضوح. فالعمل على توفير فرص للعمل، وتشغيل العاطلين بسرعة، والدعوة لوحدة وطنية تقوم على مبدأ المواطنة المشاركة وليس على مبدأ المواطنة المحكومة، والتخفيف من غلواء رجال الدين وتدخلاتهم في السياسة في صنع القرارات العشوائية، وابعاد العراق عن اي محترب قريب من حدودنا، وتجميد العمل بالفدراليات لعام ونصف كي يتم ترتيب البيت العراقي على اسس وطنية، بالرغم من اقرارها برلمانيا. فالمرحلة تعد بالكثير من الغموض، والانتباه للمواطنة العراقية التي تقترب من العبادة في احيان كثيرة بوصفها الإطار الذي يديم وجدود الله فينا. اهم كثيرا من الاهتمام بشؤون دول الجوار ومساندتهم غير المبدأية لغير العراقيين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سائقة تفقد السيطرة على شاحنة وتتدلى من جسر بعد اصطدام سيارة


.. خطة إسرائيل بشأن -ممر نتساريم- تكشف عن مشروع لإعادة تشكيل غز




.. واشنطن: بدء تسليم المساعدات الإنسانية انطلاقاً من الرصيف الب


.. مراسل الجزيرة: استشهاد فلسطينيين اثنين بقصف إسرائيلي استهدف




.. وسائل إعلام إسرائيلية تناقش إرهاق وإجهاد الجنود وعودة حماس إ