الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التغييرات الاجتماعية في الصين اللاشعبية في ظل اشتراكية صورية

فلاح أمين الرهيمي

2023 / 1 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


إن أية أفكار تدخل على الأفكار الماركسية هو تشويه وتحريف للأفكار الاشتراكية العلمية الصحيحة وهو الذي حدث في الصين اللاشعبية بعد تبنيها (اقتصاد السوق الاشتراكي) ويعتبر هذا الأسلوب تحريف وتشويه للنهج الماركسي التي كانت الصين اللاشعبية تنهجه وتسير عليه في عهد الزعيم ماوتسي تونغ والنهج الجديد يعتبر اجتهاداً فكرياً وتطبيقياً للربط بين الاشتراكية والسوق وإنما أدخلوا الاستثمار الأجنبي الخاص والمشترك وحولوا الاقتصاد الاشتراكي إلى اقتصاد رأسمالي متطور قائم على نظام السوق وهذا النظام يشكل نظاماً انتقالياً إلى الرأسمالية أو نظاماً انتقالياً إلى اشتراكية ديمقراطية مبتكرة محرفة ومشوهة للاشتراكية العلمية الصحيحة وقد أحدثت هذه السياسية الجديدة إلى اغتراب واضطراب وفوارق كبيرة بين أبناء الشعب الصيني وحدثت ثمة فوارق بين سياسة الصين القديمة والوضع السياسي الحالي بما يتعلق بالطرق التي يعيش فيها الناس العاديون حياتهم اليومية حيث كانوا في السابق يعيشون في نظام اقتصادي مخطط وسوق تهيمن عليها الدولة ونظام تسجيل الممتلكات نظام يعتمد على كامل السياسات والمؤسسات صمم من أجل مجتمع قائم على المساواة الاجتماعية وكان أبناء الشعب يحصلون فيه على دخول واطئة ولكن كان لديهم أعمال مضمونة للعيش والقيم الروحية حيث كان أبناء الشعب يقسمون ساعات يومهم بين العمل والبيت ويذهبون إلى المتنزهات ودور الثقافة والقيم الروحية وكانوا مرتبطين بمواقعهم الجغرافية ... أما اليوم فقد تغيرت الأمور جذرياً بين أبناء الشعب في المناطق الحضرية في الصين يعيشون الآن في مجمعات سكنية محاطة بالأسوار مما جعل أن تنشأ بينهم خصوصيات وانقطاع في علاقاتهم الاجتماعية وأصبحوا في ذات الوقت أن يختاروا مكان عملهم أو معيشتهم لعدم وجود نظام تسجيل السكن الذي يقيد حركة أبناء الشعب في السكن والعمل الجغرافي كما كان في السابق ... أما بالنسبة إلى حياة الفلاحين في الريف فإن المشاكل والمتاعب تتباين حسب المناطق ففي المناطق الأكثر تقدماً كما هي الحال في منطقة مثلث نهر اللؤلؤ ومنطقة مثلث نهر نانغتسي فإن أكثر الفلاحين وأغلبهم هجروا العمل الزراعي وأصبحوا عمالاً في المصانع أو انخرطوا في الأعمال الحرة التجارية حتى أصبح البعض منهم أثرياء وأغلبهم يعيشون حياة بائسة إذ يسكن بعضهم في الكهوف القديمة ويعوزهم المال لإرسال أطفالهم إلى المدارس ويمكن القول أن الصين اللاشعبية لا زالت وكأنها تعيش في عالمها الثالث في الريف حيث يتفشى الجوع والفقر وكذلك في بعض المناطق أو القرى الجبلية ولا يملكون حتى ما يكفيهم للأكل الكافي والملابس اللائقة وإن التأثير الأكثر تدميراً للشعب هو التغيير السياسي ... ففي الخمسينيات والستينيات في العصر الماضي كان أبناء الشعب هم السادة في بلادهم وكرسوا كل عملهم لخدمة وطنهم وشعبهم دون أن يعيروا كثيراً من الاهتمام إلى أنفسهم من الناحية المادية حيث عاشوا حياة الفقر إلا أنهم كانوا أثرياء روحياً وكانوا يؤمنون إيماناً قوياً بالاشتراكية والشيوعية وينظر إلى الحزب الشيوعي الصيني كأمهم وأبيهم وكانوا يفتخرون بخدمة أبناء شعبهم ويمتدحون روح التضامن والأخوة بين أبناء الشعب وينظرون إلى الفردية كأنانية ... أما الآن فإن كل هذه الاتجاهات قد انقلبت وأصبح أبناء الشعب يفكرون قبل كل شيء في مصالحهم الشخصية ومنافعهم الأنانية وأصبحوا ضحية للتعامل البضاعي أو عبيد لرأس المال.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. خلاصة زيارة وزير الخارجية المغربي لبرلين | الأخبار


.. الإيرانيون يواصلون الإدلاء بأصواتهم لاختيار رئيسهم الجديد •




.. روبوت ينتحر.. والسبب غريب! | #الصباح_مع_مها


.. -معركة الشيخوخة- في المناظرة الرئاسية.. ماذا قال بايدن وترام




.. وسط إقبال محدود ودعوات من خامنئي لمشاركة أوسع.. الإيرانيون ي