الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثورة 25 يناير.. رؤية الإعلام المصري

حسن الشامي

2023 / 1 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


بانطلاق ثورة 25 يناير 2011 التي أشعلها شباب مصر الثائر والتي كان من نتائجها المباشرة انهيار منظومة الإعلام المتخاذل والمنافق الذي كان دائما مدافعا عن الاستبداد ومبررا للفساد..
وسرعان ما تكشف لنا حجم الزيف والخداع في كل أركانه.. وبدأ رموزه وقياداته في السقوط والانهيار وكان أولهم أنس الفقي وزير الصدفة وبائع الكتب الذي تربع على عرش الإعلام المزيف..
وفي هذه المرحلة الجديدة من تاريخ أمتنا.. فإننا نريد إعلاما جديدا متطورا ومدروسا لتحقيق النهضة.. وليس إعلاما متخاذلا ومرتعشا..
نريد إعلاما يحقق لنا حياة كريمة يملأها الصدق والحقائق وليس الخداع والتزييف.
فالإعلام هو أقرب العلوم لحياة الإنسان.. كما أن الإنسان يستخدم هذا العلم في حياته بالفطرة منذ مولده ودون أن يدرى.. ولقد خلقنا الله وغرس في أنفسنا علما يتنبأ بالمستقبل.. علما هو فكر وإرادة.. وهذا العلم علاقة دائرية مستمرة.. وهو فريضة إيمانية.. وعلينا أن نعلم أننا قائمون على تطبيق هذا العلم وتنفيذه واستخدامه باستنارة.. ولا أبالغ إذا قلت إنه علم وموهبة وفىن كذلك. ولا يلتزم بنمط معين..
ولذلك علينا أن نضع الأسس والقواعد والأصول حتى يستفيد الإنسان من هذا العلم.وعلى الإنسان.. قبل ان يتحدث أو يخطو.. أن يعلم رد فعل ونتيجة حديثة أو خطواته..
كذلك فكل فرد منا هو إعلامي بطبعه... وكلنا نستفيد من هذا العلم حتى لو لم نكن ندرى.. فكل احتياجاتنا ومتطلباتنا تعتبر رسالة إعلامية فإن لم تكن مخططة ونعلم تماما نتيجة تحركاتنا.. نكون غير قادرين على ممارسة حياتنا العادية.. وفى ظني أنه لولا هذا العلم من المهد إلى اللحد لتحقيق احتياجاتنا وذك من خلال رسائل إعلامية تنقسم إلى محورين أساسين:
القسم الأول : إعلامي.. وهي المعلومات التي أريد توصيلها من المصدر إلى المستقبل..
والقسم الثاني: إقناعي.. وهذا فن.. فكيف أقنع المستقبل لرسالتي؟ فلا يمكن لأية رسالة إعلامية تصدر عن فرد أو مؤسسة أو شركة أو وزارة دون أن تستهدف تهيئة الطرف الأخر لأحقق أغراضي المحددة..
والقوة الذاتية لأية رسالة إعلامية تكون في الإعداد الجيد لها.. ثم دراسته الأوضاع القائمة في المجتمع وكيف تعد الرسالة لتكون قادرة على حل مشكلات المجتمع أو الفرد.. وهي تعتمد على القوة الذاتية للفرد للقيام برسالته ثم القدرة على تحقيق احتياجاته ومتطلباته..
إننا في الإعلام المصري أحوج ما نكون إلى تطوير الإعلام للتغلب على الشكوى الدائمة فى المجتمع من عدم حل المشكلات التي تواجهنا.. وأتساءل كيف نعالج قضية؟
لذلك يجب تخطيط حملات إعلامية مدروسة حول أية قضية تواجهنا.. واستعراض أمثلة مثل ختان الإناث أو الزيادة السكانية بهدف توعية المواطنين بخطورة ختان الإناث.. وضرورة تنظيم الأسرة وغيرها من قضايا قومية..
وهناك سيل من المعلومات التي تصب في أذان المواطنين دون وعى..
فكثرة المعلومات لا تفيد في تغيير السلوك.. وأحيانا تضر حيث تؤدى إلى التجنب الوقائي أي الهروب من وسائل الإعلام التي تلح على ذلك إلى مصادر أخرى للمعلومات قد لا تفيد..
كذلك فلدى المواطن ما يسمى (التصديق المبدئي).. وذلك لا يكون إلا من خلال رحلة في الماضي.. في التاريخ.. ومحاولة لاسترجاع ما قد يتذكره المواطن من هذا البرنامج أو ذاك سواء كان له خبرة به عند سماعه أو مشاهدته للبرنامج من قبل أو قراءته لمقالات صحفي معين أو متابعته لكاتب ما..
وبالتالي تتكون صورة ذهنيه لذلك قابلة للتصديق حتى لو لم أسمع منه أو قرأ له مباشرة.. لأن التصديق مفترض فيه.. فالتصديق نابع من الرسالة.. وهذا يحتاج إلى فترة زمنية.. ويخزن هذا التصديق في اللاشعور.. حيث يتم تحليله خلال فترة زمنية..
وذلك يستغرق فترة انتقالية قبل الاقتناع التام.. وتلك الفترة تتوقف على خبرتي السابقة وتجاربي وتختلف من شخص لآخر..
وخط الدفاع الأول لكل إنسان يشتمل على ثلاثة أسلحة هي :
ـ القيم الدينية الأخلاقية وهى تبدأ من التربية والتنشئة والتعليم لكل منا.. وكلما كانت متأصلة منذ الصغر يكون ذلك أفضل..
ـ ثم الوجدان أي تنمية الوجدان من خلال الأحاسيس والعواطف وكلما كان الوجدان مرهفا والأحاسيس يقظة كلما كان الإنسان قادرا على تلقى ما يسمعه او يقراه بطريقة جيدة.
ـ ثم التجارب السابقة لكل منا.. وكلما كانت للإنسان تجارب كانت قدرته على الفهم أكبر..
والعبرة ليست في كثرة إنشاء شبكات ومحطات إذاعية أو قنوات تليفزيونية أو فضائية وإنما العبرة بالقدرة على التغير في السلوك.. وإمداد المواطنين بالحقائق وليس الأكاذيب أكثر الوسائل تأثيرا لتغيير السلوك..
وعلينا الاهتمام بإعداد المواطن الجيد بالمعلومات المعروضة عليه ليختار وليست المفروضة عليه.. لأن الإعلام المدروس المتطور هو عصب المجتمع والتوعية بقضاياه وهو نشاط إقناعي في الأساس وليس درسا حكوميا..
ويجب أن نكف عن إعلام الدولة الموجه حيث إنه يحمل في طياته عدم التصديق من البداية.. حيث إننا بذلك نغلق القناة بين الدولة والمواطنين.. فإذا لم يصدق المواطن الإعلام فقدنا الصلة مع الشعب.
ومطلوب إعادة توزيع الأدوار..
فعلى الدولة توفير المعلومات الصحيحة.. وعلى الخبراء والمفكرين إقناع الشعب وتوضيح الأمور له. وعلى المواطنين الاستجابة لطموحات الدولة فى ظل إعلام حر. متوازن.. اذا كانت لدينا النية الصادقة في تقدم بلادنا ونهضتها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إدارة بايدن وملف حجب تطبيق -تيك توك-.. تناقضات وتضارب في الق


.. إدارة جامعة كولومبيا الأمريكية تهمل الطلاب المعتصمين فيها قب




.. حماس.. تناقض في خطاب الجناحين السياسي والعسكري ينعكس سلبا عل


.. حزب الله.. إسرائيل لم تقض على نصف قادتنا




.. وفد أمريكي يجري مباحثات في نيامي بشأن سحب القوات الأمريكية م