الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البعد القومي للنضال الفلسطيني راهنا ومستقبلا (1من3)

سعيد مضيه

2023 / 1 / 24
القضية الفلسطينية


علاقة التبعية بالامبريالية أثرت سلبا على النضال الفلسطيني

كان المنورون الفلسطينيون أول من قرع جرس الإنذار من مخاطر الاستيطان الصهيوني بفلسطين. في بدايات القرن الماضي نبه محمد روحي الخالدي في مجلس المبعوثان من مخاطر الهجرة اليهودية الى فلسطين؛ وبصفته عضوا في المجلس نظم جولات داخل مستعمرات يهودية واطلع على أوضاعها ودرس الحركة الصهيونية في تمويلها وإدارتها مبينا خطورتها الفادحة. أكمل عام 1913 تحرير اول كتاب عربي عن" الزيونيزم" ضمنه معطيات موضوعية عن الحركة الصهيونية ، توفي ولم تنشر المخطوطة في كتاب ، ثم أختفت المخطوطة ثمانية عقود، لتظهر في تسعينات القرن الماضي، حيث تحقق كل ما حذر الخالدي منه وانذر. أراد من خلال الكتاب إبراز قوة وخطورة المشروع الصهيوني.

كما ان خطر الغزوة الصهيونية أقلق بندلي الجوزي؛ فدأب على زيارة فلسطين في اوقات العطل، حيث عمل محاضرا في جامعة أذربيجان، كي يلتقي ويحاور ويحث على ما من شأنه التوحد وإعداد العدد لدرء المخاطر. قطعت حكومة الانتدداب البريطانية رحلته الأخيرة عام 1929 ورحلته عن مدينته ووطنه.
وكتب خليل السكاكيني وإسعاف النشاشيبي وكلثوم عودة وتوفيق كنعان ينبهون من مخاطر الاستيطان الكولنيالي بفلسطين. السكاكيني اول مفكر من خارج الوسط الماركسي يدمج مقاومة الاستيطان والانتداب البريطاني باستنهاض الجماهير الشعبية للتحرر الاجتماعي.
في تلك الأثناء وعت الحركة الصهيونية تعلق أفراد عرب مناهضين للسيطرة العثمانية، مفتونون بتقدم الغرب وبليبراليته ويتطلعون للتعاون معه؛ أفرزت الحركة الصهيونية من صفوفها نفرا تمظهروا برؤية يسارية داخل الحركة الصهيونية : السعي للتعاون مع عرب فلسطين والأخذ بأيدي الفلاحين والنهوض بهم . اوقعوا في شباكهم نفرا من الليبراليين العرب راحوا يمجدون الاستيطان الصهيوني، واهمين بمصداقية اليسار الصهيوني المزيف . غير ان دعاية "اليسار الصهيوني" لم تؤثر في الجماهير العربية.
الحركات الوطنية التي نهضت للتصدي للسيطرة الكولنيالية بعد الحرب العالمية الأولى ساندت بصورة تلقائية الشعب الفلسطيني في تصديه للهجرة والاستيطان الصهيونيين. دمجت المؤتمرات القومية في سوريا، و شاركت فيها وفود من بلدان الشام، الأردن وفلسطين ولبنان وسوريا، اتفاق سايكس بيكو ووعد بلفور، وتعهدت بمقاومتهما معا. ساعد في ترويج النظرة تأييد دول الامبرالية مجتمعة وعد بلفور وانتداب بريطانيا على فلسطين كي تنفذ الوعد. التيار الوطني المناهض للسيطرة الكولنيالية الوافدة اخذ على عاتقه مقاومة الاستيطان اليهودي بفلسطين ورفض سايكس بيكو؛ استشهد كايد المفلح عبيدات شيخ منطقة الكفارات ، شمالي أربد، وهو يحاصر مستعمرة سمخ على رأس حملة عسكرية؛ ضربته طائرة عسكرية بريطانية. انضم الشيخ كايد الى حركة الاستقلاليين السوريين، وحول منطقته مركز كفاح ضد الاستيطان الصهيوني وضد الاستعمار الفرنسي لسوريا الشمالية.
الى جانب المتطوعين لفترات محدودة، قدم نجيب نصار الى فلسطيني لإصدار صحيفة " الكرمل " الحيفاوية تقاوم الغزوة الصهيونية؛ نال نصار بكفاءة لقب "شيخ الصحفيين الفلسطينيين". ثم قدم نجيب عازوري مساعدا لمتصرف القدس وشاهدا على تواطؤ الإدارة العثمانية بفلسطين مع الاستيطان الصهيوني ، بيع أراضي وتسهيل تسجيل الأراضي العربية برسم الاستيطان. استقال من منصبه احتجاجا وأصدر عام 1905 كتابه "اليقظة العربية" كشف جور الإدارة العثمانية بفلسطين وإفقارها للفلاحين. قارن الأوضاع المزرية للفلاحين العرب مع اوضاع مرفهة للمزارع اليهودي يستخدم أدوات زراعية متطورة ويتمتع بخدمات اجتماعية في المستعمرات المقامة. ثم قدم الى فلسطين وأستقرفي جامع بحيفا الشيخ عزالدين القسام يروج للثورة على الانتداب البريطاني أس البلاء في فلسطين.
اندلعت عام 1929 ثورة البراق في القدس وامتدت الى مدن أخرى في فلسطين، احتجاجا على الهجرة اليهودية والاستيطان الكولنيالي والاستفزاز الصهيوني؛ تبعتها حركات تمرد ضد الانتداب قادها امثال ابو جلدة ثم حركة القسام ، وكانت كلها ممهدات لإضراب فلسطين المشهور عام 1936ـ الذي استمر ستة أشهر، حيث انبرت الأنظمة العربية المرتبطة بالامبريالية تتمظهر بابوة المقاومة الفلسطينية ودعت لوقف الإضراب تروج الآمال ب "الصديقة" بريطانيا؛ خيبت بريطانيا الآمال وانفجرت الثورة المسلحة عام 1936، حيث انحازت ميليشيا الهاغاناه العسكرية بجانب الانتداب وشاركت في ضرب الثورة بقيادة البريغادير البريطاني وينجيت. قدم مجاهدون من سوريا والأردن والعراق ولبنان الى فلسطين للمشاركة في العمليات المسلحة، واستشهد على ثرى فلسطين عدد من متطوعي الأقطار العربية. غير ان الفزعات العربية لم تغير موازين القوى.
في العام 1948، وفي تقاطع مصيري ، خذلت الأنظمة الأبوية مقاومة الشعب الفلسطيني؛ بعثت وحدات مسلحة بغير تدريب ولا سلاح ولاخبرة في خوض الحروب . ودخلت وحدات جيش الإنقاذ شمال فلسطين بقيادة القاوقجي، لتخذل أيضا مقاومة الغزو الصهيوني المسلح، حيث دأبت على الانسحاب من المواقع الموكلة بالدفاع عنها حال هجوم الميلشيات الصهيونية. بعض الأفراد والعناصر تمردوا على اوامر القيادة وشاركوا في مقاومة العدوان الصهيوني دون أن يغيروا من توازن القوى المختل في هذه المواجهة المصيرية ، فانتهت بنكبة . كانت المقاومة الفلسطينية تهزم في الاشتباكات المسلحة بسبب نفاذ الذخيرة أثناء وطيس الاشتباكات؛ شأركت أيضا وحدات من الجيش الأردني وتصدت ببسالة للهجمات الصهيونية في باب الواد وفي القدس واستشهد العديد من أفرد الجيش الأردني في المعارك. وشاركت وحدات من الجيش العراقي في منطقة المثلث وحافظت عليه الى ان سلم لإسرائيل في مفاوضات رودس. كان أفراد الجيش أو المتطوعون يعون انهم يدافعون عن وطن عربي. وحوصرت في بلدة الفالوجة وحدة من الجيش المصري، كان جمال عبد الناصر أركان حربها ، وخرجت من الحصار باتفاق سياسي، سلم لإسرائيل ما كسبته ميلشياتها العسكرية جيدة التنظيم والتسلح ومتفوقة العدد والعدة. لم تغير النجدات العربية من توازن القوى.
طبيعي أن تستوعب حركة القوميين العرب، حال تشكلها في منتصف القرن، جميع هذه الملابسات والخبرات والتقاليد الكفاحية؛ استوعب فكرها القومي تلك المبادئ والتوجهات التي وسمت المرحلة، ىون التعمق حتى في عوامل النكبة. نهض الفكر القومي على قاعدة الانتماء لأمة واحدة مزقتها الاحتلالات الكولنيالية. الفكر القومي العربي منذ تأسيسه في منتصف القرن العشرين اعتبر القضية الفلسطينية قضية مركزية للأمة جمعاء؛ اقترنت بالقضية الفلسطينية المنظومة الفكرية والسياسية للقومية العربية. اقتصر الفكر القومي العربي على وحدة الإقطار العربية وتحريرها من السيطرة الكولنيالية، وتحرير فلسطين، ولم يلتفت الى الأوضاع المزرية للجماهير الشعبية، ولم يتدبر تفعيل حافزها الكفاحي. جمود الجماهير واستلابها الدهريين عطل تنامي نضال تحرري فعال. غفلت الحركة القومية عن ضرورات إنهاض الجماهير العربية للانعتاق من إرث التخلف الاجتماعي والاستلاب كشرط لا بد منه لإنقاذ فلسطين؛ حتى ان الفكر القومي قبل وصمت حيال بروباغندا الأنظمة زعمت انها تقمع الحريات العامة كي يتركز الإجماع على إنقاذ فلسطين.
هذا، بينما ركز الشيوعيون العرب، على الوحدة العضوية بين الصهيونية والامبريالية، والنضالل ضدهما يستدعي بناء حركة شعبية واعيىة. فمن المستحيل التصدي للصهيونية بالتعاون مع الامبريالية او مهادنتها، ولا حتى قبول وساطتها. كان موضوعا مركزيا في الفكر الشيوعي ان الصهيونية حركة امبريالية تمثل الرأسمال الاحتكاري وتنسق مع قوى الامبريالية الطامعة في ثروات المنطقة العربية ومركزها الاستراتيجي. تميز نضال الشيوعيين بالاستناد الى النظرية الماركسية وجوهرها ان حركة الجماهير المناهضة للسيطرة الكولنيالية تشكل القوة الثورية الثانية بعد الطبقة العاملة الأممية في هذه المرحلة من مكافحة النظام الامبريالي للرأسمالية ومن اجل الاشتراكية؛ تقتضي المهمة قيام تنظيم حزبي ثوري ينتشل الجماهير من تخلف الصر الوسيط ويضعها على سكة الحضارة العصرية ، ستنهض الجماهير الشعبية، يثقفها بالتربية السياسية والفكرية، يؤهلها لدحر السيطرة الكولنيالية للامبريالية. بالمقابل وجهت الامبريالة وركائزها في المجتمعات العربية الضربات للعناصر الشيوعية، وامعنت في اضطهاد الشيوعيين ونشر الدعايات الكاذبة والملفقة ضدهم؛ أعلنت مكافحة الشيوعية سياسة رسمية.
على إثر نكبة فلسطين تصاعد النضال الوطني في جميع الأقطار العربية ضد االسيطرة الكولنيالية؛ أضاف الشيوعيون الى برامجهم السياسية قضايا التضامن القومي والوحدة القومية والنضال القومي المشترك، وذلك ردا على نزعات قطرية رفعت الشعار "القطر أولا" كناية عن مهادنة الامبريالية وخذلان القضية الفلسطينية، امتثالا للتبعية لامبرياية. رفع الشعار " حل القضية الفلسطينية بمعزل عن الاستعمار والرجعية"، وكان مبهما في حينه حيث هيمنت السيطرة الامبريالية على دول المنطقة. ثم نزل عدوان حزيران وردة السادات بعد رحيل عبد الناصر نكبة موجهة لحركة التحرر العربية وللمقاومة الفلسطينية؛ أدخل النضال الفلسطيني في مازق، و تجلى خذلان القضية الفلسطينية في نهج السادات للالتحاق بالليبرالية الجديدة وإبرام اتفاق كمب ديفيد. التوجه الديمقراطي في الحركات الوطنية العربية هو ما حرصت الصهيونية وإسرائيل والامبريالية على مقاومته بقسوة؛ وجدت تجاوبا من جانب الأنظمة الأبوية. لم توفر إسرائيل جهدا لتخريب النضال الديمقراطي والوحدوي ومنع التحولات الاجتماعية في أي قطر عربي: نشطت الاستخبارات الإسرائيلية مع الحركة الانفصالية لجنوب السودان، وحرضت الصهيونية وانصارها على غزو العراق ودعمت الفتنة في سوريا، كما القي القبض على عميل للموساد يقود مجموعة في ليبيا ويتأهب لعبور الحدود المصرية.
جرت تداعيات في المجتمعات العربية كملت مهمة عدوان حزيران في حصار المقاومة الفلسطينية وقطعها كليا عن بعدها القومي وإلحاق الأقطار العربية من جديد بالتبعية للامبريالية. غمر الأقطار العربية إعصار الليبرالية الجديدة حمل معه التخريب الاقتصادي والسياسي والثقافي. تسللت ثقافة الليبرالية الجديدة، بدعوتها للكراهية والعنف والقسوة ومكافحتها للتضامن والتكافل الاجتماعيين. تسللت الى الأقطار العربية كافة ، ولم تتوفر المناعة لدى اليسار ضد هذه الأفة الثقافية. كانت أشد وطاة وتخريبا للوعي الاجتماعي من السيطرة الكولنيالية المباشرة والاحتلال العسكري.
هزيمة حزيرن آذنت باندحار الفكر القومي وكذلك الفكر العلماني، حيث حُمّل مسئولية الهزيمة. وبرحيل عبد الناصر وإبرام السادات اتفاق سلام مع إسرائيل ضعف لحد كبير تأثير الفكر القومي ، بتركيزه على الوحدة العربية والمشاركة في النضال الفلسطيني. التفت الجماهير حول التيار الديني لماغاب تيار الحركة الوطنية الديمقراطية.
رفع عرفات صوت الشكوى، "يا وحدنا "، حين قاد شارون العدوان العسكري على لبنان وصمتت الأنظمة العربية حيال ضرب لبنان وعاصمته بيروت لمدة طالت أشهرا. لم يرتفع في العالم العربي صوت رسمي او شعبي يستنكر ضرب عاصمة عربية من الجو لأشهر متتالية. لم يكن معلوما في العالم العربي، ولا يزال مجهولا حتى الزمن الراهن أن الأنظمة العربية قبلت عام 1978 ، إثر انتصار الثورة الشعبية في إيران، بعثات المخابرات المركزية لتنظيم المخابرات المحلية. كشف المخطط كتاب "حروب السي آي إيه ..السياق"، أصدره عام 1987 الصحفي الأميركي المطلع ، بوب وود وارد. أفاد بأن البعثات الامنية للسي آي إيه شملت جميع بلدان المنطقة العربية باستثناء ليبيا واليمن الجنوبي؛ اهتمت المخابرات الأميركية بزرع العملاء في أوساط الجيوش والشرطة والمخابرات المحلية والجهاز الإداري؛ وركزت الاهتمام خصوصا، كما يفيد بوب وودوارد، بمصر السادات. اورد بوب وودوارد أيضا أن المخابرات المركزية ذهلت لما كشفته من تغلغل الموساد في الأجهزة العربية. طبيعي ان ترحب الأنظمة الأبوية، باستبدادها، بالمتزلفين والوصوليين وتبعد الوطنيين. استغل اعملاء الأجهزة السرية هذه الخاصية للتقرب من القيادة، والوصول الى مواقع حساسة وحاسمة في الأجهزة الرسمية ، ومن خلالها في المنظمات الجماهيرية. يبدو ان البعثات الأمنية للمخابرات المركزية انجزت مهماتها قبل عام 1982، إذ شعرت الأنظمة بالأمان وصمتت بما يفشي التأييد لضرب المقاومة ومؤيديها وإبعادها عن حدود إسرائيل. ومن المؤكد ان عناصر المخابرات مجتمعة مع عناصر الليبرالية الجديدة انطلقت على عجل وبصورة مباغتة ضد الانتفاضات الشعبية عام 2011 واختلطت الثورة بالثورة المضادة؛ ولإخفاء هجمة الثورة المضادة أطلقت حكاية الربيع العربي( والخريف العربي) تحمل الحركات مسئولية الفتن الاجتماعية الناشئة. وفيهذا الاضطراب انطلقت الحركات التكفيرية تعيث تخريبا للمجتمعات.
في هذه الأثناء نشطت إسرائيل عمليات نهب الأرض العربية وتوسيع الاستيطان بالضفة مضيقة الخناق على التجمعات السكنية العربية ومحاصرتها بالمستوطنات والطرق الالتفافية. تصاعد الإرهاب الفاشي الإسرائيلي كل عام . كان عام 2022 العام الأقسى على الفلسطينيين، الأمر الذي ينذر بتصاعد الخط البياني لاضطهاد شعب فلسطين وتضييق الخناق على التجمعات المدنية في المدن والبلدات والمخيمات. فحسب تقرير مكتب منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية (أوتشا)، تصاعد العنف الإسرائيلي منذ عام 2005، خاصة في الضفة الغربية بما فيها القدس المحتلة، من حيث عدد الشهداء الذي وصل حسب تقدير المصادر الفلسطينية إلى 230 شهيدا، 171 في الضفة و 53 في غزة و6 من فلسطين التاريخية، من بينهم 61 طفلا (44 في الضفة و17 في غزة)، ووصل عدد الجرحى 9335 فلسطينيا واعتقل 6500 من بينهم 4700 ما زالوا موزعين في السجون ومراكز الاعتقال. كما هدم الاحتلال 833 مبنى في الضفة الغربية، وبلغت هجمات المستوطنين أل 582 هجوما طالت المزارع والبيوت السكنية والمباني الزراعية.
رغم خذلان الأنظمة الأبوية المستبدة فقد تصاعد التعاطف الشعبي العربي والعالمي مع مكابدة شعب فلسطين. أوردت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، اوسع صحف إسرائيل انتشارا ، يوم الأحد 27 نوفمبر أن المراسلين الرياضيين الإسرائيليين واجهوا العديد من الحوادث العدائية أثناء تغطية فعاليات كأس العالم لكرة القدم في قطر. كتبت " نشعر بالكراهية وأننا محاطون بمشاعر العدائية وعدم الرغبة في وجودنا".
خلاصة التدافع ، في حوار أجرته فضائية الميادين مع السيد معن بشور ، مؤسس المنتدي القومي العربي، قال ان وعيه السياسي تفتح متزامنا مع المد النضالي العربي بقيادة جمال عبد الناصر، و بدايات انخراط المناضلين العرب في المقاومة الفلسطينية بلبنان، امتثالا لدعوة جمال عبد الناصر من أن المقاومة الفلسطينية "انبل ظاهرة في العالم العربي المعاصر". عبر السيد معن بشور عن القوميين العرب فكرا وسياسة ، إذ قال ان "القضية الفلسطينية جوهر القضية العربية"؛ أضاف: مثلْتُ " جبهة التحرير العربية " في دعم المقاومة الفلسطينية بلبنان. وقال ان" الهدف من إنشاء جبهة التحرير العربية هو" الطموح لضم جميع القوى الشعبية العربية" لمساندة الثورة الفلسطينية. موقف مثالي يحدوه التطلع القومي تجاه مأساة فلسطين؛ إذ لم يتحقق الاندفاع الشعبي العربي للانخراط في المقاومة الفلسطينية. مهمات المرحلة باتت أثقل وأعقد من مجرد الفزعات والاعتماد على الحماس الوطني أوالقومي.
نضال الجماهيريندفع تلقائيا من أجل مطالب معيشية اقتصادية، او انفعالا حيال جريمة امبريالية -صهيونية ؛ أما القضايا السياسية والثقافية والاجتماعية فمشروطة بنشاط حزب سياسي للتغيير الاجتماعي، في كل بيئو سيسية ، مسترشد بنظرية ثورية ينقل فكرها وقيمها الى الجماهير ، يثقفها بالوعي الاجتماعي والتحليلات السياسية، موثقا بذلك علاقة الثقة والتفاعل والنضال المشترك. بات النضال التحرري مشروطا بالوعي الاجتماعي والطبقي وتحريك الكتل الشعبية بتوجيه وترشيد وقيادة سياسية واعية ومنظمة تعبئ وتثقف وتحشد وتقود النضال الشعبي، وهذا يتطلب النضال من اجل انتزاع حق الديمقراطية في المجتمعات العربية والإطاحة بالأنظمة الأبوية وتدمير اجهزتها الطبقية . قضايا تتم مقاربتها في الحلقة التالية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الولايات المتحدة و17 دولة تطالب حماس بإطلاق سراح الرهائن الإ


.. انتشال نحو 400 جثة من ثلاث مقابر جماعية في خان يونس بغزة




.. الجيش الإسرائيلي يعلن قصف 30 هدفا لحماس في رفح • فرانس 24


.. كلاسيكو العين والوحدة نهائي غير ومباراة غير




.. وفد مصري يزور إسرائيل في مسعى لإنجاح مفاوضات التهدئة وصفقة ا