الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إلى الشعب الإسباني بكل أطيافه العرقية والثقافية

مليكة مزان

2006 / 10 / 14
الارهاب, الحرب والسلام


رسالة اعتذار مفتوحة
إلى الشعب الإسباني بكل أطيافه العرقية والثقافية

أيها الشعب الإسباني الصديق ..

تحية إنسانية أخوية حضارية راقية وبعد ..

انسجاما مع فطرة شعبي الأمازيغي المسالم المنفتح المتسامح أبدا ، وتحت إحساسي بالعار والخجل وبتأنيب ضميري الإنساني ، يشرفني أن أتقدم وبصفاتي الآتية :

ـ شاعرة أمازيغية ملتزمة ناطقة باللغة العربية ،
ـ عضو حركة شعراء العالم من أجل العدالة والسلام ،
ـ ممثلة العالم الأمازيغي لدى كل من جمعية ˝ شعراء في باريس ˝ بفرنسا ، وموقع ˝ شعراء العالم ˝ بالشيلي ،
ـ شاعرة كونية تؤمن بقدرة الشعر والشعراء على تغيير العقليات والأشياء والعالم ،

يشرفني بصفاتي هاته أن أتقدم ـ باسمي واسم كل المتنورين من أبناء شعبي الأمازيغي ، وأبناء كل الشعوب الميالة لنصرة قيم الحرية والمساواة ، والعدل والاحترام ، والتعاون والتضامن ، والتسامح والسلام ـ أقول يشرفني أن أتقدم بكامل اعتذاري لكل أبنائك عما لحق أجدادهم في الزمن القديم على يد جدي المسمى طارق بن زياد من غزو ونهب لأراضيهم ، ومن ويلات القتل والتشريد في حقهم من جراء ذاك النشر المسلح الدموي لدين المسلمين .

أعتذر لهم بدل ذاك الجد ونيابة عن كل الأمازيغ المتنورين الأحرار ، وإن جاء هذا الاعتذار متأخرا بعدة قرون ، كما أدعوهم إلى أن يلتمسوا له العذر إذ كان ضحية حماسه الأعمى لنشر ذاك الدين بالسيف والنهب ، دين أراد له أهله أن يأتي بغير ما أتى به من الرحمة للناس أجمعين ، ولا أعتقد إلا أنه قد مات وهو نادم أشد الندم على فعلته تلك ، خاصة بعد أن كان جزاؤه على إيمانه وخدماته لنشر ذلك الدين كثيرا من الإذلال والإهانة من قبل أسياده الأمويين ، بل وتشريده بديار الشام ، مع موته ودفنه هناك ـ إن دفن ـ في مكان ما مجهول كأي غريب أو موبوء أو مجنون .

هو اعتذار جد متأخر ، ولكني أراه واجبا أخلاقيا ذا مغزى إنساني حضاري قوي ، خاصة في اللحظة الراهنة ، باعتباره يقظة ضمير مشرفة ، واستنكارا ورفضاً ـ لا بد منهما ـ لما تم ، وما يتم حتى الآن من حروب وإراقة لدماء الأبرياء واعتداء على حقوق الناس في كل مكان من عالمنا الراهن المجنون وباسم الدين ، أيا كان هذا الدين أو باسم التعصب له وما يصاحب ذلك التعصب من رفض وتكفير واعتداء على الآخرين.

فأرجو ، أيها الشعب الإسباني الصديق ، أن تتقبل اعتذاري هذا لك ولأرواح كل أولئك الذين قتلوا أو شردوا من أجدادك الأولين ، كما أرجو من كل أبنائك ، الذين يعايشهم الآن شعبي الأمازيغي الوديع المضياف الكريم ، كل الغفران والصفح عما جرى إبان الغزوات الإسلامية التي عرفها الزمن القديم ، داعية إياهم إلى التحلي بما ينبغي من الانفتاح والمحبة والتسامح لعلنا نقوى ، جميعا وأخيرا ، على بناء مجتمع إنساني أخوي يجد فيه كل واحد منا ما من أجله جاءت أصلا كل الديانات ، السماوية منها والوضعية ، وسنت لحمايته القوانين الإنسانية العادلة ، أي ما هو في حاجة ماسة إليه من الاعتراف التام باختلافه العرقي والثقافي ، ومن الاحترام الواجب لكل حقوقه في الحياة والحرية والأمن والعيش الكريم .
مليكة مزان
شاعرة أمازيغية ناطقة بالعربية
أزيلال / المغرب بتاريخ : 13/10/2006








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. من المفاوض المصري المتهم بتخريب المفاوضات بين حماس وإسرائيل؟


.. غزة: ما الجديد في خطاب بايدن؟ وكيف رد نتنياهو؟




.. روسيا تستهدف مواقع لتخزين الذخيرة والسلاح منشآت الطاقة بأوكر


.. وليام بيرنز يواجه أصعب مهمة دبلوماسية في تاريخه على خلفية ال




.. ردود الفعل على المستويات الإسرائيلية المختلفة عقب خطاب بايدن