الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كيف يمهد ماركس لظهور-المهدي-!!؟/3 النداء الأعظم: ياابناء ارض الرافدين/ ملحق

عبدالامير الركابي

2023 / 1 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


بقطعية وبلا اية مواربه، ثمة مجتمعات لاالية، لاتتوفر على مايجعلها تمر بالانقلاب الالي كينونة وبنية، العراق منها وفي مقدمتها، ينتسب لنوع انقلابيه اخرى، وهو يسير في العصر الحديث من اليدوية الى الريعيه النفطية، حيث النفط هو العنصر الداخل على المجتمعية الازدواجية من خارجها، المناظر من حيث الفعل المستجد للالة في الغرب الاوربي، ولانريد التوقف عند الاسباب التي جعلت النفط في هذه المنطقة، وبالذات في مركزي الفعالية المحركة للدورة الثانيه الجزيرية العراقية الامبراطورية، يظهر متخذا الدور الحاسم الذي اتخذه لتجنيب الموضعين الخضوع لاشتراطات الانتقال البرجوازي الالي توافقا مع بنيتهما، هذا مع مايوجب ويبرر التساؤل بهذه المناسبة، عن الاسباب التي حالت دون انتقال العراق في الزمن العباسي، برغم توفرالاسباب المادية الضرورية، الى الطور البرجوازي الالي.
ثمة موضع مجتمعي ممتنع على التحول الالي، ولايخضع لاشتراطاته، والغرب الالي نفسه يعمل حين يحضر اليه، على تعزيز امتناعه على هذا الصعيد، بالذات وبالدرجة الاولى باكتشافه للنفط الذي هو مادة حيوية اساس للاقتصادالغربي، هذا غير تصرفه بالضد من كينونته البرجوازية في العراق، املا في جعله شبيها به، بفبركته وتعزيزه حضور طبقة من اشباه الاقطاعيين، يصنعهم من خارج البنيه المجتمعية، املا في قلب علاقات الملكية المساواتية المشاعية، المتفوقة عليه نوعا مجتمعيا فيما يسميه الريف، هذا غير الاختلاف في الفواصل والسياقات التفصيليه الناجمه عن اختلاف نوع البنية، فالانكليز اخيرا جاءوا بال سعود في الجزيرة العربيه من منفاهم في الكويت، ليجعلوا منهم حكما ريعيا، بعد اكتشاف النفط وضمان استبدال العقيدة الوهابية بالريعية النفطية، وهو ماحصل، في حين ان الدولة التي اقيمت في العراق من خارج النصاب المجتمعي عام 1921 ماكانت قادرة على الاستمرار من دون قانون المناصفة بالارباح المعقود مع شركات النفط في 1952 ،الامر الذي ظل ساريا الى مابعد العهد الملكي، فلولا النفط لكانت ثورة 14 تموز 1958 اللاارضوية غير الناطقة الثانيه، تحولت الى وضع ليس بالامكان تخيل ماكان سيترتب عليه بظل الفراغ من الاعلى، فلا عبدالكريم قاسم، ولا الاخوين عارف كانا سيتمكنان ـ برغم ضعفهم ومحدودية سلطتهم ـ من الصمود في دست الحكم، لولا "راس المال النفطي" الحاضر من خارج التوازن المجتمعي.
فهل العراق يحتاج، او هو في وضع يبرر، او يوجب حدوث الانقلاب الالي البرجوازي الذي عرفته اوربا في العصر الحديث؟ وهنا سابادر متجرئا على عرض موضوعة، لم يسبق ان جرت مقاربتها، ولا الانتباه لها باعتبارها تجاوزا على مطلق بديهي، قاعدته القول بان اوربا متقدمه بنية على مستوى المجتمعات البشرية، الامر الذي لااساس له، فالغرب الاوربي هو مجتمعية استغلال طبقي، المجتمعية الرافدينيه ارقى منها واعلى تكوينا، وارض سومر ومن ثم ارض السواد في الدورة الثانيه، هما موضع مجتمعية اللاارضوية، وهي مجتمعية دائمة الحضور ابان الدورات التاريحيه، وعندما تكون الاليات الازدواجية في حاله صعود، وهما مجتمعيات مطابقة لليوتوبيا، قصر العقل الاحادي البشري الى اليوم عن مقاربتهما وكشف النقاب عن نوعهما، الامر الذي لايقلل طبعا من مكانتهما، او موضعهما ضمن الوجود المجتمعي، والحديث ينصب هنا على نمط مجتمعية بلا تمايزات ملكية او سلطوية، هي الحد الاعلى المتخيل للمساواتية البنيوية، وككبنونه لاكما حال الاشتراكية الروسية، او الشيوعيه الماركسية المتخيله التوهمية المفترضة، ولايتوقف الامر هنا على المساواتيه والتشاركية فقط، بل يتعداه الى الكمال الممكن على الصعد كافه، من حيث انتفاء الاكراهية بحكم انتفاء التسلطية، مايؤدي الى امتزاج الحرية الفردية بالمساواتيه المطلقة التفاعلية والوجودية الانتاجية المجتمعيه.(1)
فلا عبيد مملوكين هنا، ولااقطاع مالك للارض مع التسطية التعسفية الاكراهيه، والحط من قيمه الكائن البشري المنتج، ومن ثم فلا برجوازية، لان الحديث جار عن نوعين من المجتمعية، لاارضوية ذاهبه الى مابعد السكن الارضي، وارضوية تمايزيه اعلى اشكالها بنيويا تلك الطبقية الاوربية المنتهية الى الاله، حين بدء انتهاء المجتمعية الارضية، التي تظل غالبة وناطقة وجودا وممكنات، مقابل لانطقية المجتمعية اللاارضوية، وصولا الى النطقية الاعلى الطبقية الماركسية، التي تبشر باليوتوبيا الطبقية الارضوية المتوهمه، في الوقت الذي يكون فيه الاوان قد ان لكي تتوفر الارضوتوبيا اللاارضوية القائمه منذ ابتداء المجتمعات تتجدد عبر الدورات وقتها، على ماكان ينقصها وحال فقدانه في حينه، دون تحققها بالانتقال الى الاكوان الاخرى، هنا يقع الاختلاف الاخير الاكبر بين رؤيتين للمجتمعات وتاريخها التفاعلي التصيري، مابين منظور لاارضوي بلا نطقية، ومنظور ارضوي متغلب وصل قمة نطقيته الداله على انقضائه.
تسير المجتمعات البشرية من اللاارضوية، الى اللاارضوية، يفصل بين اللحظة الاولى والثانيه تاريخ ارضوي تمايزي، اعلى اشكاله الطبقي، الى ان تبزغ الاله بصيغتها الابتدائية، ويتغير المسار التفاعلي المجتمعي، وتحل ساعة توفر اسباب الانتقال اللاارضوي الى مابعد ارضوية، بينما تبادر الارضوية باعلى اشكالها في حينه، ملقية على الاله صفات وادوار لاعلاقة لها بها، مع كون هذه متجهه بالاصطراع الناشيء عنها، وعن حضورها، للتحور الى ان تصل حالة التكنولوجيا العليا، حيث تتوفر الوسيلة المادية الناقصه، والتي تحتاجها اللاارضوية، وظلت تنتظرها، بينما يذهب الارضويون الى تخيلات تضع الالة في مواقع ارضوية يدوية كما هو متوقع.
وتكرارا، ليس في العراق طبقات، ولم تكن، لان هذا الموضع من المعمورة صنف اخر، فيه تكمن الحقيقة غير المكشوف عنها النقاب، والتي تظل المجتمعات ومادتها الكائن البشري بانتظارها، حتى تكمل مسيرتها الاكوانية المزدوجة، بين الكون المرئي، والاخر اللامرئي، فاذا ظهرت الاله بشكلها الابتدائي، وتغلبت البرجوازية على المنقلب الاوربي، وصارت مع البرجوازية، متغلبة متسيدة على العالم نموذجا ورؤية كاسحه، ووصلت الى مابين النهرين، فان وجهها التحولي الطبقي مايلبث ان يتحول الى بديل ظاهرعن مضمر مايزال غير ناطق، فينقلب من كونه حركة ورؤية طبقية، الى مجتمعية، تتاقلم مع اشتراطات "الارضوتوبا اللاارضوية العراقية" حيث لاطبقات، وحيث الاحتدامية الاصطراعية بين الموضع الازدواجي الامبراطوري الكوني المتعدي للكيانيه، والصيغه الارضوية العليا السائدة التسلطية الاستعمارية، ونموذجيتها الناطقة بصوت عال منفردة، هي مسار افنائي في الزمن التحققي، الاله فيه سائرة الى التحول الى قوة انقلاب هو المنتظر الناقص، والذي تظل اللاارضوية بانتظاره، ماياخذ الاصطراعية المذكورة صوب منتهيات غير تلك التي تبدو عليها ابتداء، ابان غلبة التوهمية الغربية، فاذا بنا بعد حين على مشارف التحولية العظمى، من الارضوية التي انتهى دورها وزمنها، الى اللاارضوية ، ومن الانسايوان، الى الانسان العقل المستقل عن الجسد والحاجاتيه.
وقتها يبدا "عصر اليقظة" الكبرى، اليقظة الكونيه وقد تحولت منتقله من نطاق المجتمعية الاحادية الارضوية باعلى اشكالها وارفع دينامياتها، الى المقصد الابتدائي الانتهائي، ولن يطول الوقت حين تظهر علائم قصورية الماركسية، و تعذر تحققها في الواقع الامبريالي الذي تكرسه بوضوح بدايات القرن العشرين، مع التجربة الاولى التطبيقية الايهامية الاليه الروسية، حين يتاكد ان شيوعيه ماركس غير قابله للتطبيق في ارضها اوربا، حيث المجتمعية الاحادية الاعلى تركيبا تشريحيا، ومن ثم طبقيا، مع ان هذه الناحية لاتاخذ مداها من التوقف او التساؤل الجدي، بالاخص مع شخوص نموذج، معتبر من نتاج النظرية الطبقية، ودالة كبرى عليها، ونحن نعرف من مجالات اخرى غير قليله، بان الحداثة الغربية تعاني من هنات وتوهمات على صعد مختلفة، ومنها ومن ابرز الدلائل عليها، امتناع جيش الماركسيين ومنظريهم عن الجزم بخصوص الماركسية تطبيقا، بالقول بانها فكرة تنطوي على قدر من التمني والخيال الشيء غير القليل.
اما الاهم والفاصل الاخطر، فهو افتراض ان يكون الماركسيون بظل الاشتراطات الاصطراعية التي تولدها الراسمالية والامبريالية، معنيين بالتفكير باي قدر كان باخراج الماركسية من دائرة التحقق الحتمي، اساس ومصدر الايمانيه والموثوقية الملازمة للنظرية الطبقية، اما النقطة او المحور الاهم، فانه لم يكن واردا، ولاكان على الاطلاق قد جرى توقع انبثاقه في حينه لاسباب وموانع تصل حد الاستحالة، حين يتعلق الامر بطاقه العقل المتاحة على الاستيعاب والادراكية، مايزيل من الاحتمال القول الواجب غير الممكن في حينه، بان الماركسية هي بالاحرى اللحظة الاولى في التاريخ البشري الانسايواني، التي ينتقل بموجبها العقل، من النظر لوجوده وللمجتمعية بعين الحدسية او القدرية، او الاكراهيات السلطوية والامتيازية، نحو الاحالة المفقودة الى القانون الحاكم والناظم للعملية المجتمعية التصيّرية التاريخيه.
وتظهر الرؤية السببيه العليّة في الموضع الاحادي الاعلى دينامية، ابان لحظة الانقلابيه الالية البرجوازية، ودخول صنف المجتمعية الاحادية الارضوية، زمن انقضاء الصلاحية ومشارفة الزوال، فاذا بالنظر السببي الماركسي الطبقي، يتحول الى محاكاة للضرورة التاريخيه الاساس المنتظرة عبر التاريخ، والمطلوب لتغدو محفزا، واحد اهم المحركات اللازمه لاجل انتقال الرؤية اللاارضوية اخيرا، وكما هو محتم ولازم، من "الحدسية" التي ظلت تحكمها تجليا نبويا الهاميا، الى المنظو ر السببي العلّي، الكاشف للنقاب عما هو جوهر واساس المطلوب على مر تاريخ الكائن البشري.
ـ يتبع ـ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) يراجع بهذا الخصوص اي خصوصية النمطية المجتمعية لارض مابين النهرين، كتابنا / "ارضوتوبيا العراق وانقلاب التاريخ : من الابراهميه الى ظهور المهدي ، كيف يرد التاريخ العراقي على التحدي الامريكي؟"/ عبد الامير الركابي / دار الانتشار العربي/ بيروت/ في 460 ص من الحجم الكبير/ 2008 .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تركيا تعلق كل المبادلات التجارية مع إسرائيل وتل أبيب تتهم أر


.. ماكرون يجدد استعداد فرنسا لإرسال قوات برية إلى أوكرانيا




.. مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين: جامعة -سيانس بو- تغلق ليوم الجمعة


.. وول ستريت جورنال: مصير محادثات وقف الحرب في غزة بيدي السنوار




.. ما فرص التطبيع الإسرائيلي السعودي في ظل الحرب الدائرة في غزة