الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ذهنية الهجرة

خليل قانصوه
طبيب متقاعد

(Khalil Kansou)

2023 / 1 / 26
مواضيع وابحاث سياسية



لو افترضنا جدلا أن الغاية من الكلام في السياسة هي التعبير عن أفكار ترسم تصورا أو خطة سير في سبيل نظام إجتماعي هي في نظر أصحاب هذه الأفكار الأفضل و القمينة بأن توصل إلى الهدف المنشود ، لاتضح لنا أن العمل الجماعي ، الفعل الجماعي ، هو في الحقيقة في صلب الكلام السياسى و موضوعه الأساس حتى يكون ذا جدوى ، ما يعني ضمنيا ان صياغته النهائية منتج جماعي أيضا ، صقله النقاش و التعديل و التصحيح إلى أن حصل على موافقة الجماعة ، أو غالبية أفرادها ، فاتخذته "قناعة " محفزة على العمل في إطار سيرورة مستمرة لمواءمة هذه الصيغة على ضوء التجربة العملية و تبدل ظروف العمل . و بالتالي فإن الكلام السياسي ليس محايدا على الإطلاق فهو إن دل على طريق ، تكون هذه الأخيرة مستقيمة أو ملتوية أحيانا أو ُمضلِّة للناس أحيانا أخرى .
استنادا إليه يُنظر إلى الكلام السياسي من خلال موضوعه و جدية تناوله و انفتاح المتكلم على الأسئلة و الإستفسارات حول طريقة المعالجة المقترحة و الخلاصات المستنتجة ، فلا فائدة من كلام يسمع و لا يفهم و لا مصداقية لمتكلم في موضوع يخلط فيه ، فما بالك بمن يتكلم في جميع المواضيع مدعيا الإلهام و البصيرة أمام جمعٍ ٍ يرددون " آمين " بوتيرة محسوبة ، متحديا المنطق والمعطيات المثبتة ، رافضا المناقدة و المناقضة .
خذ إليك مثل الحكام الذين يضجّون تهديدا ووعيدا حرصا على السيادة الوطنية وحفاظا على التراب الوطني ، ناهيك من الوعود التي يقطعونها و النصائح التي يسدونها للناس في مجال التنمية و الإقتصاد بالرغم من أن الناس جميعا يعلمون و يشهدون بأن السفارات الأجنبية تتدخل في كل صغيرة و كبيرة ،إلى حد أن اموال هؤلاء الحكام ، المعروف أنها غير شرعية في معظمها ، مودعة في مصارف البلدان التي تمثلها هذه السفارات ، رهينة للضغط على اصحابها لتنفيذ ما يطلب منهم .
يعرف الناس و الحكام أن البلاد خاضعة بكل ما يعني الخضوع وأنها مشرعة الأبواب و منتهكة الأرض و السماء و البحر ، اقتصاديا و سياسيا و بنيويا ، و لكن الكثيرين يتفاجأون ، و يستنكرون و يقبحون ، بحسب درجة قربهم من الحاكم أو الزعيم او القائد الملهم ، بطرح هذا الأمور التي تدحض استنادا للعقل و المنطق ،خطاب السيادة و التحرير و التموين ، حيث تضمن العصبية و الإنفعالية العاطفية له فرص التكرار ، و لكن إلى حين !
مجمل القول و قصاراه أن خطاب الحكومة أو الزعامة أو القيادة في بلداننا مفتلتٌ ،غير متصل بالفعل أو بالواقع . مهما يكن فإن كثيرين من الناس لا يثقون بالخطيب و الخطاب و بالتالي هم ليسوا مستعدين للعمل أضف إلى لدى بعضهم نظريات كثيرة مدعومة بالدلائل ، عن عدم جدوى العمل في مجتمع ليس متصالحا مع نفسه ، مكوناته متعددة و غير متضامنة فيما بينها ، تخشى تاريخيا ، الإقتتال و تدخل القوى الأجنبية و الإحتلال و الترحيل . فمن الطبيعي يناء عليه أن يفضل بعض الناس في ظل الأوضاع المرشحة بين الفينة و الفينة للإضطراب ، الهجرة على التهجير .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. التوتر يشتد في الجامعات الأمريكية مع توسع حركة الطلاب المؤيد


.. ما هي شروط حماس للتخلي عن السلاح؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. استمرار تظاهرات الطلاب المؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمي


.. وفد مصري إلى إسرائيل.. ومقترحات تمهد لـ-هدنة غزة-




.. بايدن: أوقع قانون حزمة الأمن القومي التي تحمي أمريكا