الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دراسة إنشاء السدود وتشغليها يتطلب الأداء الدقيق والبراعة في العمل والمهنية في ممارسة المسؤولية.

رمضان حمزة محمد
باحث

2023 / 1 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


السدود تعتبر من أكبر وأهم المنشآت الجيو- هندسية ..لذلك فان إختيار مواقع لإنشاء السدود وسلامتها وخاصة المتوسطة والكبيرة، تبدأ من نقطة إجراء الدراسات الجيولوجية والجيوفيزيائية والهيدرولوجية والميترولوجية والاجتماعية – الإقتصادية بشكل مكثف ودقيق، كون العمل في السدود يختلف عن الأعمال الهندسية الأخرى إذ يحتاج العمل فيها الى خبرة في مشاريع مماثلة ومهارات خاصة للإختيار الأمثل لموقع السد ومنشآته ولإستدامة تشغيل مشروع السد وضمان سلامته مستقبلاً في ظل ظروف التشغيل المختلفة ولاسيما حالات التطرف المناخي بين السنوات الرطبة والجافة، قد لايحتاجها العمل في ميادين جيو-هندسية أخرى ، لذلك فانه يتطلب الحضور الدائم في الميدان والمكتب طيلة مدة الدراسة والتصميم والتنفيذ كونها ضرورة لحل أية مسألة يفرزها موقع العمل أثناء الدراسة، وهذا يتطلب اطلاع كاف من الخبرة الميدانية في تنفيذ أعمال مماثلة والشجاعه العلمية في إتخاذ القرار الصائب، فالعمل في السدود قد يكون من اكثر الأعمال خطورة، وقد شبهها احد العاملين في دراسات وإنشاء السدود بان دراسة موقع السد وإنشائه هي شبيهة بصناعة وتأمين قنبلة نووية فالطاقة التدميرية للسد في لحظة الانهيار لا سامح الله قطعا ستتجاوز قدرة أسلحة الدمار الشامل في الفتك والتخريب بالأرواح والممتلكات، وهنا يتوجب الدقة وتواجد الخبرة المتراكمة في دراسة الموقع وفي مراحل التصاميم والتنفيذ والإشراف والسيطرة النوعية وتوفير المواد الأولية ويكون كلُ ذلك بقرارعلمي مدروس من قبل هيئة فنية من أهل الخبرة والإختصاص تشكل لهذا الغرض وليس بتشكيل لجان، فالسدود تضمن المياه لكافة المتطلبات الصناعية والزراعية الكثيفة والسياحية، من أجل تحقيق الإدارة المستدامة لموارد المياه، ومن هنا برز دور هندسة وجيولوجية السدود، التي عملت على توفير المياه باستدامة وانتظام، بإنشاء السدود والخزانات ولكي تصبح هذه السدود والخزانات جزءًا حيويًا من حضارة البلد. وقد لعبت السدود دورًا رئيسيًا في التنمية منذ الألفية الثالثة قبل الميلاد عندما تطورت الحضارات العظيمة الأولى على الأنهار الرئيسية، مثل دجلة والفرات والنيل والسند. ومنذ هذه الأوقات المبكرة تم بناء السدود للسيطرة على الفيضانات وإمدادات المياه والري والسياحة. كما تم بناء السدود لإنتاج الطاقة الكهرومائية. ولهذا أصبحت دراسة إنشاء السدود وتشغليها يتطلب الأداء الدقيق والبراعة في العمل والمهنية في ممارسة المسؤولية. وبالأخص ان مشاكل المياه بات عالمية، حيث يعيش حوالي ملياري شخص حول العالم في مناطق تعاني من الإجهاد المائي ، لذلك فان نقص المياه في العراق بسبب تحكم دول التشارك المائي كلُ من تركيا وإيران على حصص العراق المائية ، وسوء وضعف إدارة مواردنا المائية في الداخل وبالتالي أدى هذا الى ندرة شديدة وتلوث كبير ومحسوس في جودة المياه، وإذا لم يتم اتخاذ أي إجراءات جدية وسريعة من قبل الحكومة والبرلمان العراقي. وخاصة لضمان خزيتإستراتيجي في خزانات السدود والمنخفضات الطبيعية بعد تأهيلها، لأنه بناءً على المعطيات الحالية فان الطلب الكبير المتوقع على الموارد المائية سيزداد يوماً بعد يوم مقابل العرض، وعليه فان العراق سيواجه نقصًا بنسبة حوالي40 في المائة في إمدادات المياه العذبة في غضون 10 سنوات المقبلة.
علماً بان تغير المناخ يؤدي بالفعل إلى تفاقم أزمة المياه إلى حد كبير - مما يؤدي إلى زيادة حدة الفيضانات والسيول وإطالة أمد فترات الجفاف وغير ذلك. من نواح كثيرة ، وستظهر أسوأ آثار أزمة المناخ من خلال المياه. ما لم يتم اتخاذ إجراءات عاجلة كما ذكرنا من قبل الحكومة والبرلمان، لإن هذه الآثار ستزداد سوءًا في السنوات والعقود القادمة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. في ظل التحول الرقمي العالمي.. أي مستقبل للكتب الإلكترونية في


.. صناعة الأزياء.. ما تأثير -الموضة السريعة- على البيئة؟




.. تظاهرات طلابية واسعة تجتاح الولايات المتحدة على مستوى كبرى ا


.. تصاعد ملحوظ في وتيرة العمليات العسكرية بين حزب الله وإسرائيل




.. اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي مدينة الخليل لتأمين اقتحامات