الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أزمة النقد ونقد الأزمة

ياسر جابر الجمَّال
كاتب وباحث

(Yasser Gaber Elgammal)

2023 / 1 / 27
الادب والفن


نحن نعيش خلطًا علميًا كبيرًا في كافة المجالات المعرفية، وعدم فصل دقيق بين المصطلحات، هذا به جزء كبير من الصواب ناتج عن الدراسات البينية والتداخلات المعرفية والتقاطعات بين العلوم، فمن الصعب الفصل التام بين أجزاء المعرفة بفواصل جدية، وإنما قضية التداخل والقواسم المشتركة بين العلوم قائمة وباقية.
الجزء الثاني..هو عدم القدرة على التمييز بين المنهج العربي والمنهج الغربي في الكتابة والنقد، فإذا كنا نطالب بوجود نظرية عربية أو منهج عربي في الأدب والنقد، فإن هذا يستلزم - قبل أي شئ- مجموعة من التساؤلات الهامة :
السؤال الأول: هل الكتابات العربية في مجال الأدب والنقد هي عربية خالصة؟ أم أنها كتابات غربية - سواء كانت شعرأو قصة أو رواية - وتم تعريبها فقط ؟! كما فعل "نجيب محفوظ" في الرواية، وفعل شعراء قصيدة النثر، وغير ذلك من القضايا الأدبية الوافدة..
مسألة كبيرة تحتاج إلى الرصد والتتبع في ظل العوامل الاجتماعية والثقافية – السياق- والأنساق المعرفية .
السؤال الثاني: هل الكتابة وفق الأسلوب الغربي من حيث الأدوات والتقنيات التى تنهض عليها الرواية والشعر الغربي يعفينا ككتاب وأدباء ومثقفين من المسألة ؟ أم أن تعريب الغربي أصبح قضية مفروغ منها بالأساس، نتج عنها كم هائل من الكتابات المنقولة وتطبيقها على إبداعنا المهجن من الغرب والشرق ؟
السؤال الثالث: هل الشعر الذي كتب في أزمنة الحداثة وما بعد الحداثة، كالحر والتفعلية يمثل نموذجًا عربيا ؟ أم أنه نموذج غربي كتب باللغة العربية يحمل مضامينًا مشتركة بين الشرق والغرب ؟
السؤال الرابع – هذا يتعلق بالنقد - : إن المناهج النقدية القائمة منسوخة من النقد الغربي، تم تعريبها بصورة مباشرة، فهل هذا كافي لتطبيقها على الكتابات العربية ؟ أم هذا إقحام للنصوص تحت مقصلة وقولبة المناهج المستوردة والجاهزة يعقبه البحث في التراث عن تمثلات لها بغية الوقوف على أرضية مشتركة أو مساحة تتوائم والقائم بحيث نصل في النهاية إلى الواقع الثقافي التابع المتأثر بالأخر في كل شيء؟
السؤال الخامس: هل أخذ الغرب مناهجنا النقدية القديمة كما عند "ابن رشيق" و"ابن طباطبا" و"قدامة ابن جعفر" وغيرهم... وأخرجها في ثوب حدثي جديد ؟
مسألة تحتاج إلى نقاش، فلست من أنصار هدم أي منجز معرفي بحجة أنها لا تنتمي إلينا، لكن البحث عن أصحاب الحقوق واجب، وخاصة الحقوق المعرفية .
هذه القضايات التي طرحتها في صورة تساؤلات، تتيح لنا البدء من جديد حول نقاشات جادة ومثمرة بشأن قضية المنهج والنظريات العربية في الأدب والنقد التي نريدها.. وحتى نتمكن من ذلك لابد من الإجابة على الأسئلة السابقة بصورة واضحة وموضوعية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مهرجان مراكش السينمائي يكرم الراحلة نعيمة المشرقي بحضور نجوم


.. 276 حول الحالة الثقافية والعلمية بإلمنيا/ حكايات وذكريات الس




.. أنجلينا جولي تكشف عن رأيها فى تقديم فيلم سيرة ذاتية عن حياته


.. اسم أم كلثوم الحقيقي إيه؟.. لعبة مع أبطال كاستنج




.. تستعيد ذكرياتها.. فردوس عبد الحميد تتا?لق على خشبه المسرح ال