الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مخاطر استمرار المركزية الادارية والسياسية في الاردن

صالح أبو طويلة

2023 / 1 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


لا يمكن ان تسير الامور في المحافظات كما ينبغي في ظل المركزية الشديدة التي تنتهجها ادارة الدولة حاليا، كانت تلك الطريقة مفيدة في بدايات تأسيس الدولة وقد اعتمد الانجليز في الاردن على هذا النمط المركزي لكونه يتلاءم مع مرحلة تأسيس البنيات الادارية، لكن مع التغيرات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية خصوصا تلك التي سادت بعد عام 2000 فإن المضي في المركزية البيروقراطية سيقود الى نتائج كارثية ابرزها:
1- تحلل الاطراف (المحافظات) من النواحي السياسية والاجتماعية والاقتصادية
2- ضعف الخدمات الى درجة قصوى وهذا ما بدأنا نلحظة منذ بضعة سنوات، فالخدمات القائمة صحية او تعليمية او بنى تحتية ضعيفة للغاية وضعفها يحيل الى تفكك المجتمعات المحلية
3- المركزية تحيل الى ضعف المؤسسات الديمقراطية والسياسية فنحن نلحظ بشدة عدم وجود ابنية سياسية او مجتمع مدني او اية تنظيمات اجتماعية فاعلة في محافظات الاطراف ما يؤدي الى نزوع تلك المجتمعات الى العنف للوصول الى المكاسب والموارد
4- الخواصر الضعيفة تصبح نقطة جذب للتنظيمات المسلحة باعتبار ان المناطق الضعيفة تصلح لأن تكون مناطق توحش بفعل ضعف الحماية الاجتماعية
5- تقود تلك الحالة الى تحكم نخبة محدودة تقيم في المركز في موارد الدولة ومكتسبات المحافظات من المنح والخدمات والوظائف والتمثيل السياسي وهذه النخبة لا تعتمد الحوار والتفاوض لمنح الحقوق والمكتسبات وهي تعتنق العقل الوصائي والاستعلائية
6- تلك الحالة من المركزية الشديدة تقود تباعا الى ضعف الولاء والانتماء الوطني لدى الناشئة حيث تظهر الفروقات التنموية والطبقية بشكل واضح وجلي
7- بما ان جل الثروات الوطنية من تعدين وطاقة وسياحة متركزة في الاطراف فإن السياسات القائمة على استنزاف تلك الثروات بشكل مبالغ فيه وحرمان المجتمعات الطرفية من الاستفادة منها سيقود الى مزيد من التناقض بين المركز والهامش
8- استمرار الاغلاق السياسي على محافظات الاطراف مقابل اتاحتها نسبيا في المركز يقود الى مزيد من التحلل والعنف والنزوع نحو التطرف
ملاحظة: كان مشروع الاقليم الثلاثة الذي طرح سابقا فرصة ذهبية لتحقيق التوزان بين مكونات الدولة وتوزيع المكتسبات بعدالة وايجاد تمثيل مدني وسياسي حقيقي وفاعل لسكان الاطراف لكن الغاء المشروع اما بسبب عدم رغبة المركز بسحب جزء من صلاحيته او من خلال بعض رؤى فلول اليسار المتطرف الذي يعيش في عقلية المؤامرة ويقوم بتخريب اي مبادرة تنموية من شأنها ان تعمل على تصويب الاوضاع ولا فرق بين اولاء الفلول والنخب المحتكرة للثروة والقرار فجميعهم يعيشون في العقل القديم
.... ايضا فإن الالتفاف على تجربة اللامركزية واجهاضها يؤكد ما ذكرنا من عدم وجود رغبة لدى اصحاب القرار لتصويب الامور وتحقيق التوازن وانعاش المناطق المغلقة سياسيا ببعض انفاس الديمقراطيةمخا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مدير المخابرات الأمريكية يتوجه إلى الدوحة وهنية يؤكد حرص الم


.. ليفربول يستعيد انتصاراته بفوز عريض على توتنهام




.. دلالات استهداف جنود الاحتلال داخل موقع كرم أبو سالم غلاف غزة


.. مسارات الاحتجاجات الطلابية في التاريخ الأمريكي.. ما وزنها ال




.. بعد مقتل جنودها.. إسرائيل تغلق معبر كرم أبو سالم أمام المساع