الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جنين تفشل استهدافات العدوان الصهيوني وتبرهن مجدداً أنها عاصمة المقاومة الفلسطينية

عليان عليان

2023 / 1 / 27
القضية الفلسطينية


جنين تفشل استهدافات العدوان الصهيوني وتبرهن مجدداً أنها عاصمة المقاومة الفلسطينية
بقلم : عليان عليان
العملية العسكرية العدوانية الصهيونية غير المسبوقة في حجمها على جنين المخيم والمدينة منذ ملحمة " جنينجراد عام 2002 ، جاءت لتترجم برنامج تحالف اليمين المتطرف الذي على أساسه فاز في الانتخابات الصهيونية الأخيرة ، ممثلاً بثلاثة عناوين رئيسية وهي : اجتثاث المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية وفي القلب منها " جنين ونابلس " وتوسيع رقعة الاستيطان وضم الضفة الغربية ابداءً من منطقة (ج) ، واستكمال تهويد القدس من بوابة فرض التقسيم الزماني والمكاني في المسجد الأقصى، ومصادرة معظم أراضي بلدة سلوان المجاورة لسور البلدة القديمة.
في إطار ترجمة الهدف الأول لحكومة تحالف الليكود مع الصهيونية الدينية ، شن العدو الصهيوني هجوماً واسعاً على مخيم جنين، صباح الخميس الماضي شاركت فيه قوات محمولة من 500 جندي صهيوني، من وحدات اليمام ومن لواء جولاني ، واستخدم فيه (100) مصفحة وناقلة جند ومختلف أنواع الأسلحة ، بما فيها الصواريخ ، والطائرات المسيرة، لكن هذا الهجوم اصطدم بمقاومة هائلة أربكت العدو وأفشلت خطته، التي استهدفت اعتقال أكبر عدد من رجال المقاومة وقياداتها في ضوء ما يلي:
أولاً : أن أجهزة المراقبة والرصد الخاصة بفصائل المقاومة ، استفادت من تجارب المواجهات السابقة ، التي كان فيها المستعربون من وحدات اليمام يفاجئون المخيم وينفذوا عمليات الاعتقال بسهولة ،حيث تمكنت من رصد سيارة المستعربين المتخفين بها كسيارة لبيع منتجات الألبان ، وأمطرتها بوابل من الرصاص والعبوات الناسفة ، ما مكن رجال المقاومة ، أن يتدخلوا فوراُ في المعركة ، بعد أن أطلقت المقاومة صفارات الإنذار .
ثانياً : المقاومة الباسلة التي أبداها رجال المقاومة من مختلف الفصائل " كتيبة جنين ، كتيبة أبو علي مصطفى ، كتائب شهداء الأقصى ، وكتائب القسام " والتي أذهلت العدو وأعادت إلى ذاكرته ملحمة المقاومة في معركة جنين التاريخية عام 2002 ، والتي أدمت العدو وأفقدته صوابه جراء فشل قواته في السيطرة على المخيم آنذاك، بعد أن تمكن رجال المقاومة من نصب الكمائن لها في أزقة المخيم ، ما أوقع في صفوفه ما يزيد عن 40 قتيلاً من بينهم هم عدد من الرتب العسكرية.
وفي ضوء هذه المقاومة الشرسة منذ صباح أمس ، اضطر العدو للانسحاب ، رغم أنه كان يخطط للاستمرار في الهجوم على مدى يوم أو أكثر حتى تحقيق أهدافه ، وذلك بعد أن أدرك الكلفة العالية التي تنتظره على صعيد القتلى والجرحى في صفوف قواته.
ثالثاً : الوحدة الميدانية لفصائل المقاومة في مخيم جنين والمدينة ، تلك الوحدة التي تمثلت في وحدة جهاز الرصد ، وفي الوحدة على أرض المعركة في إطار خطط موضوعة مسبقاً على النحو القائم في قطاع غزة في إطار غرفة العمليات المشتركة.
رابعاً : اجتراح سرايا وكتائب المقاومة ، أساليب متعددة في صناعة الأسلحة المحلية مثل "الأكواع" و " العبوات الناسفة " المطورة " بالإضافة إلى امتلاكها بنادق أوتوماتيكية .
لقد دخل العدو في " عش الدبايبر" وبات يبحث عن حل للانسحاب من المخيم بعد أن نصب له رجال المقاومة في المخيم الكمائن المحكمة ، وبعد أن أفشلوا عمليات القنص عبر استهدافهم المكثف للقناصة ، وأثناء انسحابه وجد صعوبة بالغة في الانسحاب جراء غزارة رصاص المقاومة وعبواتها الناسفة.
صحيح أن المخيم قدم عشرة شهداء (24) جريحا ، لكن بالمقابل أوقع رجال المقاومة إصابات عديدة في صفوف العدو ، لكنه كعادته لم يفصح عنها ، وإن كانت وسائل الإعلام الصهيونية ، تحدثت عن مصرع ضابط صهيوني في المواجهات مع المقاومة.
رسائل لكل من يهمه الأمر:
لقد انطوت معركة جنين التي خاضها رجال المقاومة على رسائل عديدة أبرزها :
1-رسالة لحكومة العدو الصهيونية الحالية تقول : ( أولا)أن المقاومة في جنين عصية على الكسر ، وأن استشهاد البعض من رجالاتها وقادتها ، يزيدها اشتعالاً ، وأن ما عجزت حكومة ليبيد عن تحقيقه في جنين ونابلس وعموم الضفة الفلسطينية في عملية " كاسر الأمواج"، لن تنجح حكومة أقصى اليمين في تحقيقه ، وتقول ( وثانياً) أنها تستند إلى حاضنة جماهيرية ترفد المقاومة بمقاتلين وقادة جدد ، لإدامة القتال والصراع مع العدو الصهيوني.
2- رسالة لقيادة السلطة الفلسطينية تقول لها : بأن المقاومة تستند إلى دعم واحتضان كل جماهير الضفة ، باستثناء الفئة الاجتماعية المستفيدة من دوام السلطة والاحتلال معاً ، وتنصح قيادة السلطة المعزولة جماهيرياً ، بأن تتخلى عن نهج التنسيق الأمني الذي يطعن المقاومة في ظهرها ، وفي ذات الوقت تطالب حركة فتح بأن تتبرأ من نهج السلطة ومن اتفاقيات أوسلو ومشتقاتها ، وأن تعيد الاعتبار لكتائب شهداء الأقصى التي عملت قيادة السلطة على حلها منذ اتفاق خارطة الطريق (2003) وتنفيذاً للتفاهمات التي أبرمتها مع الجنرال الأمريكي " كست دايتون".
3-رسالة للأنظمة العربية المطبعة تقول : أن خيانتكم وتحالفكم مع العدو الصهيوني ، لن تفت في عضد المقاومة ، بل تزيدها اشتعالاً ،و أن المقاومة ستشكل عامل تفعيل للجماهير العربية في مواجهة هذه الأنظمة لإفشال توجهاتها المتصهينة وخيانتها للقضايا القومية وفي المقدمة منها القضية الفلسطينية.
وأخيراً : لقد اعتقدت حكومة العدو ، أنه في حال انتصارها في معركة جنين ، ستضعف المقاومة في بقية أرجاء الضفة الفلسطينية ، لكن جنين لقنت العدو درساً كبيراً ، وبرهنت مجدداً أنها ستظل رافعةً للنضال في عموم الأرض الفلسطينية المحتلة.
انتهى








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حرب غزة..احتجاجات جامعات أميركية | #غرفة_الأخبار


.. مساعدات بمليار يورو.. هل تدفع أوروبا لتوطين السوريين في لبنا




.. طيران الاحتلال يقصف عددا من المنازل في رفح بقطاع غزة


.. مشاهد لفض الشرطة الأمريكية اعتصاما تضامنيا مع غزة في جامعة و




.. جامعة فوردهام تعلق دراسة طلاب مؤيدين لفلسطين في أمريكا