الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التيار الماوي وماذا يطرح الآن ؟

محمد علي الماوي

2023 / 1 / 27
التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية


التيار الماوي وماذا يطرح الآن ؟(من ارشيف جانفي 2011)

ناضل التيار الماوي منذ تشكله في أواخر الستينات ضد الرجعية الحاكمة في تونس وفي الوطن العربي ودافع منذ بداية السبعينات عن أطروحة شبه مستعمر وشبه إقطاعي ؛ فهو يرى ان المجتمع في تونس مستعمر بصفة غير مباشرة تحكمه برجوازية عميلة بمختلف شرائحها وطبقة ملاكي الأراضي الكبار وتمثل هذه الطبقات مصالح الاستعمار الجديد وتخدم سياسة الامبريالية وهي سياسة لا وطنية ولا ديمقراطية ولا شعبية.
واقترن نضال التيار الماوي ضد الرجعية بنضاله ضد كل أنواع الانتهازية التي اعتبرت تونس مستقلة ورفعت منذ الستينات شعار استكمال الاستقلال الاقتصادي مثل الحزب "الشيوعي" التحريفي آنذاك أو طرحت المرور رأسا إلى الاشتراكية واعتبرت المجتمع في تونس مجتمعا رأسماليا مثل التروتسكية.(منظمة العامل التونسي) وواصل التيار الماوي بكل وضوح نضاله ضد "التحريفية" وامتداداتها المتمثلة في مجموعة الطريق الجديد المتواجدة ضمن الحكومة الحالية وكذلك ضد المجموعات التروتسكية أي اليسراوية لفظيا واليمينية عمليا وامتداداتها المتجسدة في مجموعات سياسية أبرزها حزب العمال الآن. ولا يمكن لأحد أن يتجاهل هذا النضال الموثق ؛ وكل المناضلين الذين عرفوا زنزانات النظام العميل وقدموا التضحيات الجسام تمسكا بشعار الأرض والحرية والكرامة الوطنية يشهدون على ذلك .
صمد التيار الماوي رغم العديد من الصراعات الداخلية في وجه الانحرافات وفضح العناصر المندسة التي كانت تدافع عن بعض الأنظمة العربية مثل نظام القدافي أو نظام حافظ الأسد ...وعن الفرق الاخوانجية الظلامية ، كما صمد الماويون في وجه دعاة التعامل مع نظام بن علي والقبول بالنشاط القانوني في ظله وهم مجموعة نقابية اندمجت كليا في جهاز البيروقراطية النقابية وأمضت الاتفاقات مع نظام بن علي ثم أعلنت بعد ذلك عن تكوين حزب العمل "الوطني الديمقراطي"الذي يقبل بالتعايش السلمي ويشارك في الانتخابات المزيفة مع مجموعة الطريق الجديد التحريفية الموجودة حاليا في الحكومة.
انه ليس من قبيل الصدفة أن نجد في الحكومة الحالية وجها من الائتلاف الديمقراطي المكون من أحزاب انتهازية: الطريق الجديد، الحزب الاشتراكي اليساري وحزب العمل...ونجد في المقابل وجها ممثلا عن حركة 18 أكتوبر والتي كانت تضم الحزب الاشتراكي التقدمي وحزب العمال والنهضة .
وخاض الماويون نقاشات وصراعات عدة ضد التوجهات الشرعوية والنقابوية-الفوضوية أي ما يسمى بالاوطاد والاوطاج الذين رغم اعتمادهم لغة متطرفة يمارسون في إطار القانون الرجعي و يرفضون تجاوزه عمليا ، و يمقتون التنظم و يتقوقعون في الحلقية والنقابوية .
لقد وقف التيار الماوي دوما إلى جانب الشعب وفي تناقض تام مع الرجعية من دساترة واخوانجية وفي صراع دائم ضد الانتهازية المخربة للحركة الشعبية. ويتطابق موقف التيار الماوي في تونس مع مواقف الماويين في البيرو والفليبين والنيبال والهند وتركيا والعراق والمغرب وغيرها من البؤر الثورية... فقد وقف الماويون إلى جانب الشعب المنتفض في العديد من مناطق العالم ووقفت الانتهازية والإصلاحية إلى جانب الحكومات الجديدة القديمة وساهمت في ترميمها وفي النشاط في إطار قوانين النظام الاستعماري الجديد وهي بذلك خانت الشعب المنتفض ونعتت الماويين بالانعزالية والتطرف وهي نعتت في الحقيقة الشعب المنتفض بالتطرف وممارسة الإرهاب ...وعلى سبيل الذكر لا الحصر وقفت الجبهة الإصلاحية مثل حزب العمال ومجموعة حزب العمل إلى جانب اكينو في الفليبين كما وقفت نفس الجبهة الانتهازية إلى جانب فوجي موري في البيرو وعارضت حرب الشعب ومناضلي الدرب المضيء آنذاك وتقف الآن في تونس جبهة 14 جانفي ضد التيار الماوي وتنعته بالانعزالية والتطرف ولا ترى أن الحزب الحاكم هو المتطرف وان الخطر الداهم يتمثل في هذا الحزب والاخوانجية. إنها تقتل الانتفاضة وتسير في جنازتها هذه هي سمة الانتهازية التي تدافع في الحقيقة عن موقعها في الخارطة السياسية المقبلة على حساب مصالح الشعب المنتفض وتطلعاته.
يقف التيار الماوي الآن إلى جانب الشباب المنتفض ويدعو الكادحين إلى الصمود ومواصلة التصدي لمناورات الرجعية من جهة وحسابات الانتهازية الضيقة من جهة ثانية ويطالب ب: 1 ) إسقاط الحكومة الحالية وتشكيل حكومة وقتية من رجال الاختصاص لا علاقة لهم بالنظام السابق ولا ينتمون إلى الأحزاب الانتهازية .2) حل حزب التجمع وكل المنظمات التابعة له وتشكيل لجان الدفاع الشعبي لحراسة الأحياء والمؤسسات المستهدفة من قبل مليشيات التجمع المدعومة بوزارة الداخلية. 3 ) تشكيل لجان تقصي الحقائق في القرى والمدن والأحياء والمؤسسات من أجل ضبط أسماء الذين أجرموا في حق الشعب ونهبوا ثرواته و قطعوا أرزاقه. 4) الإعداد المادي لانتخاب مجلس تأسيسي يكون مستقلا عن كل الاطراف الرجعية التي حكمت البلاد وعن النعارضات الشكلية والرسمية.

التيار الماوي في تونس
29 جانفي 2011








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. Politics vs Religion - To Your Left: Palestine | فلسطين سياس


.. ماذا تريد الباطرونا من وراء تعديل مدونة الشغل؟ مداخلة إسماعي




.. الجزيرة ترصد مطالب متظاهرين مؤيدين لفلسطين في العاصمة البريط


.. آلاف المتظاهرين في مدريد يطالبون رئيس الوزراء الإسباني بمواص




.. اندلاع اشتباكات عنيفة بين الشرطة الإسرائيلية ومتظاهرين في تل