الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مواجهة الإجهاد المائي المتسارع في حوضي دجلة والفرات - العراق- مثالاُ.؟

رمضان حمزة محمد
باحث

2023 / 1 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


الإمدادات اللانهائية من المياه العذبة التي اعتمد عليها البشر للإستخدام العام والخاص منذ بداياتنا على الأرض في خطر - ما لم نتخذ إجراءات تصحيحية جماعية على الفور. لا تقدم الطبيعة كميات غير محدودة من أي من خيراتها العديدة، لذا يعد الحفاظ على هذا المورد الأساسي للإستمرار الحياة ليومنا هذا وللغد أمرًا بالغ الأهمية للحياة على الأرض، حيث شددت الحالات المناخية المتطرقة قبضتها على مواردنا من المياه العذبة بطريقة دراماتيكية، من ظروف الجفاف القاسية عبر مناطق شاسعة، الى الفيضانات المدمرة وزيادة المخاطر على رفاه وازدهار النظم البيئية والمجتمعات على مستوى العالم ، كون عالمنا اليوم منكوب بأزمة المناخ ، حيث ندرة المياه هي حقيقة يومية لمدة 1.8 مليار شخص... ولكن يمكن إحداث فرق اذا تم الاهتمام بالدراسات العلمية والتعاون بين الدول المتشاطئة والإلحاح في ضمان الحقوق المائية للبلد كون هذا سيكون مفتاح النجاح لإنشاء أنظمة لتعزيز استمرار دورة المياه في الطبيعة ، ليسود مستقبل يتم فيه القضاء على الإجهاد المائي ، وتعميم الموارد بعدالة وإنصاف ، وبالتالي تجديد الطبيعة من خلال تنفيذ حلول طبيعية طويلة الأجل تعمل على تحسين الأمن المائي في المناطق المجهدة بالمياه كالعراق كونها دولة مصب ولتقليل التلوث في المياه السطحية والجوفية وبناء المرونة لدى المجتمعات للتصدي لحالات المناخ المتطرفة. هذه الإجراءات ستساعد كثيراً لاستعادة النظم البيئية الطبيعية وإدارتها وحمايتها ، وإلى زيادة المرونة في التعامل مع موردنا المائية مع توفير فوائد بيئية واجتماعية واقتصادية أوسع. "
لأن المياه الدولية التي يشترك فيها العراق مع كل من تركيا وإيران تستدعي الى العمل الجماعي العاجل بشأن الإشراف المشترك على المياه العذبة في حوضي دجلة والفرات، لكي يكون بالامكان ضمان موارد وفيرة ونظيفة لشعوب المنطقة كي يزدهروا في بيئة سلام ووئام أكبر. ولكن هذا سيتطلب توفر إرادة سياسية ورغبة في توطيد أطر حسنُ الحوار والتاريخ المشترك والالتزام من كل دولة بأعمال ومنهجية تدعو الى تفشي الأمن والسلام وليس الإبتزاز والإستفزاز وهذا أمر مطلوب من كل عضو في مجتمعاتنا ليكون العمل في حوضي دجلة والفرات عملاً ملهماَ الآخرين ايضاً للعمل معًا من أجل "الإدارة المستدامة لموارد المياه العذبة النادرة الضرورية للحياة اليومية".
ولمعالجة القضايا الأساسية التي تؤثر على صحة مواردنا من المياه العذبة المشتركة وبناء مرونة في حوضي نهري دجلة والفرات التي ستخدم فيها المجتمعات للمعيشة وإستدامة الزراعة وتطويرالصناعة وبالتالي المحافظة على الطبيعة الأم على حد سواء.
وهذا يجب أن يكون مصدر إلهام لأصحاب القرار وكذلك لأصحاب المصلحة في حوضي نهري دجلة والفرات، للبحث عن تعاون للمساعدة في إدارة المياه العذبة النادرة بشكل مستدام والتي تعتبر حيوية للغاية للحياة على هذا الكوكب. كون مصادر المياه مورد متجدد ولكنه محدود بسبب زيادة الطلب جراء النمو السكاني المتزايد وهنا يجب العمل باستخدام عقلية كل "قطرة مهمة "، فإننا بهذا سنساهم في اعمالنا العمل على تقليل "بصمتنا المائية". والمواصلة في تكثيف مبادرات القدرة على الصمود بشكل أكبر بشأن أهداف التنمية المستدامة من خلال ضمان أن مياه حوضي دجلة والفرات يمكن أن تلبي احتياجات الأفراد والزراعة والصناعة على حد سواء في السنوات القادمة. لإبعاد منطقتنا من حالة عالية الإجهاد المائي الى منطقة تمتاز بتوافر وجودة المياه العذبة بشكل محسّن. ضمن خطط تتضمن التعاون لتطوير أطر قياس، وتوسيع نطاق المشاريع المشتركة ، والتدريب والعمل الميداني ، وإعداد تقارير الأثر البيئي والإجتماعي والإقتصادي. وأن يكون التركيز من خلال تطبيق الحلول القائمة على الطبيعة - مثل الحراجة الزراعية ، والحفاظ على الأراضي الرطبة وتحديث النظم الزراعية وسبل الحوكمة في ترشيد إستهلاك المياه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ريبورتاج: الرجل الآلي الشهير -غريندايزر- يحل ضيفا على عاصمة


.. فيديو: وفاة -روح- في أسبوعها الثلاثين بعد إخراجها من رحم أم




.. وثقته كاميرا.. فيديو يُظهر إعصارًا عنيفًا يعبر الطريق السريع


.. جنوب لبنان.. الطائرات الإسرائيلية تشن غاراتها على بلدة شبعا




.. تمثال جورج واشنطن يحمل العلم الفلسطيني في حرم الجامعة