الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


: مأثرة تاريخية... استخلاص الدروس والعبر ( بمناسبة الذكرى ال 100 لتأسيس الاتحاد السوفيتي، 30121922 --30122022) الاتحاد السوفيتي -- دولة العدالة الاجتماعية: حقائق وبراهين المطلب الرابع

نجم الدليمي

2023 / 1 / 28
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


اولا:: افضلية وفاعلية الاشتراكية.

ان طبيعة النظام القيصري في روسيا الاتحادية قبل ثورة اكتوبر الاشتراكية العظمى كانت طبيعة هجينة، فطبيعة النظام السياسي والاقتصادي والاجتماعي القيصري عكس تشابك العلاقات الانتاجية الراسمالية المتخلفة في المدينة مع وجود بقايا علاقات القنانة( العبودية) مع وجود العلاقات الانتاجية الاقطاعية في الريف الروسي اي تشابك العلاقات الانتاجية الراسمالية المتخلفة مع علاقات القنانة والعلاقات الاقطاعية في آن واحد، انه نظام فريد من نوعه، معلوم ان العامل الزمني بين الغاء نظام القنانة في روسيا القيصرية، وهي من حيث المبدأ بلد راسمالي متخلف مع قيام ثورة اكتوبر الاشتراكية العظمى هو نحو 56 عاماً فقط(1861-1917). ومنذ قيام ثورة اكتوبر الاشتراكية وللمدة( 1917 --1991) واجه الاتحاد السوفيتي 3 حروب منها: الحرب الاهلية للمدة 1918-1922، وذهب ضحيتها ما بين 8-10 مليون نسمة وحظت قوى الثورة المضادة بدعم واسناد مالي وعسكري من قبل 14 دولة رأسمالية، بريطانيا اليابان، اميركا المانيا....، ناهيك عن الحصار الاقتصادي والعسكري... المفروض على الشعب السوفيتي وبالرغم من هذا الدعم الخارجي لقوى الثورة المضادة تم القضاء عليها تحت قيادة لينين وستالين العظيم وكما واجه الاتحاد السوفيتي الحرب الوطنية العظمى والعادلة للمدة (1941-1945)، وقاوم الشعب السوفيتي النازية الالمانيه اللقيط والوريث الشرعي للنظام الامبريالي العالمي وتم القضاء عليها في عقر دارها وتكبد الشعب السوفيتي خسائر بشرية هائلة قدرت ما بين 27-30 مليون شهيد، وهناك تقدير اخر يؤكد نحور32 مليون شهيد، ناهيك عن الخراب والدمار الاقتصادي والخسائر المادية.
ان هدف هتلر من حربه غير العادلة ضد الشعب السوفيتي هو تقويض النظام الاشتراكي في الاتحاد السوفيتي والاستحواذ والهيمنة على ثروات الشعب السوفيتي، كما واجه الاتحاد السوفيتي ما يسمى بالحرب الباردة للمدة ( 1946-1991) والتي خططت لها لندن وواشنطن بالدرجة الأولى وقد حدثت مباشرة بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية وان هدف لندن وواشنطن لم يختلف عن هدف هتلر اتجاه الاتحاد السوفيتي، اتجاه الشعب السوفيتي في معاداة الشيوعية، معاداة الشعب السوفيتي....، وتم انفاق مرعب لما يسمى بالحرب الباردة قدر ما بين 13--15 ترليون دولار أمريكي وحصة الاسد تعود في هذا الانفاق للولايات المتحدة الأمريكية ومع ذلك يدعون الديمقراطية وحقوق الإنسان....؟!،
ان عمر البناء الاشتراكي في الاتحاد السوفيتي هو عملياً نحو 74 عاما (1917--1991) مطروحا منه الحروب التي تم ذكرها اعلاه، اي 74-55 نحصل على العمر الزمني السلمي نسبياً للبناء الاشتراكي في الاتحاد السوفيتي وهو 19 عاما فقط. هذه هي الحقيقة الموضوعية المرة والغائبة عند بعض اصدقاء ورفاق واعداء الاتحاد السوفيتي، بالرغم من هذه الحروب غير العادلة ضد الشعب السوفيتي الا ان القيادة التاريخية للشعب السوفيتي وعلى رأسهم لينين وستالين العظيمين قد حققوا منجزات كثيرة وفي كافة المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والعلمية والعسكرية....، لم يتم تحقيقها في اي بلد راسمالي. ان هذه المنجزات كانت انموذجا حيا وملموسا وملهما لشعوب العالم كافة بما فيها شعوب البلدان الرأسمالية.
ثانياً :: تحقيق العدالة الاجتماعية :: الدليل والبرهان.
** لقد ضمن الدستور الاشتراكي السوفيتي حق العمل للمواطن دستوريا وهذا يعني القضاء وبشكل نهائي على البطالة والفقر في المجتمع اللاطبقي المجتمع الاشتراكي، وكما ضمن الدستور الاشتراكي السوفيتي مجانية التعليم ولجميع مراحله الدراسية وبدون تميز بين المواطنين واعتمد مبدأ الكفاءة العلمية وخاصة في الدراسات العليا، بكالوريوس، ماجستير، دكتوراه، اليوم المواطن الروسي مثلاً فقد هذا الحق المشروع والطبيعي، من يملك المال يستطيع الحصول على التعليم وخاصة التعليم العالي، وكما ضمن الدستور السوفيتي مجانية العلاج لجميع المواطنين السوفيت من حيث الطبابة والدواء المجاني اما اليوم فلم يعد ذلك موجود للمواطن الروسي مثلاً، لان الدولة تركت معظم نشاط هذا القطاع الحيوي للقطاع الخاص الراسمالي واجور الطبابة خيالية مثلاً حشوة اسنان دائمية ب200 دولار أمريكي والمتقاعد راتبه ما بين 110-130 دولار في الشهر ....، اما بخصوص موضوع السكن فضمن الدستور الاشتراكي السوفيتي ،مجانية السكن لجميع المواطنين وبدون تميز وفق خطة الدولة المركزية، وفي بقية الجمهوريات السوفيتية الاخرى ايضاً ، وفي هذا القطاع المهم يوجد قطاع الدولة للسكن وهو مجاني وكما يوجد القطاع التعاوني للسكن، هذا القطاع يقوم في بناء العمارات السكنية للمواطنين وفق ضوابط محددة وبسعر محدد ويتم دفع مبلغ مقدماً نحو 30 بالمئة من سعر الشقة والمبلغ المتبقي يتم دفعة وفق نسبة معقولة من راتب المواطن ولمدة 25 عاماً. بدليل شقة مكونة من 3 غرف يتم شراؤها ما يعادل 3000 دولاراً اميركا لعام1987 مثلاً ووفق الشروط التي تم ذكرها ، هذه الشقة نفسها اليوم سعرها اكثر من 600 الف دولار هذه هي الراسمالية المتوحشة ؟ اما كلفة خدمات الشقة من 3غرف شهرياً نحو 25 روبل اما اليوم فتجاوز خدمات الشقة للقطاع التعاوني اكثر من 13000 روبل شهرياً، ناهيك عن وجود شقق سكنية سعرها مليون دولار او اكثر من ذلك و ناهيك عن القصور والفلل داخل وخارج روسيا الاتحادية، بدليل فقط في لندن قيمة العقارات التي تعود للروس الاغنياء قدرت بترليون و200 مليار دولار أمريكي وووو،وهذا لم يكن موجودا في الاتحاد السوفيتي اصلاً.
** لقد ضمن الدستور الاشتراكي السوفيتي المساواة بين الرجل والمرأة في حق العمل والأجور وفي كافة المجالات وربط الاجر بطبيعة العمل وهذا شكل قمة تحقيق العدالة الاجتماعية والاقتصادية بين المواطنين وكما ضمن الدستور المساواة للمواطنين في حق الاقتراع وحق التمتع بالاجازة السنوية للعاملين في الاقتصاد الوطني وكما ضمن الدستور الاشتراكي السوفيتي حق الرعاية الكاملة لكبار السن وبدون تمييز بين المواطنين وكما ضمن الدستور سن التقاعد للمراة ب 55 عاماً والرجل ب60 عاماً.
** لقد ضمن الدستور ايضاً المساواة بين القوميات المتعددة وفي كافة المجالات وتم القضاء على الاضطهاد والاستغلال لجميع القوميات المتعددة ووحد بينهما وخير دليل على ذلك وحدة الشعب السوفيتي في دحر النازية الالمانيه في الحرب الوطنية العظمى والعادلة 1941-1945 وكما ضمن الدستور الاشتراكي السوفيتي حق المساواة والسيادة الوطنية لشعوب الاتحاد السوفيتي.
** لقد ضمن الدستور السوفيتي المساواة بين الاطفال في دار الحضانة ورياض الاطفال وبدون تميز وكانت الاجور زهيدة جداً وتكاد شبه مجانية من الاهتمام والرعاية الصحية وتقديم الغذاء ووو،اما في ميدان الاسعار فضمن الدستور الاشتراكي السوفيتي سياسة سعرية واحدة يتم تحديدها من قبل الجهات المعنية تاخذ بنظر الاعتبار الدخول النقدية للمواطنين ناهيك عن الدعم الحكومي للسلع الغذائية والدوائية... بالدرجة الأولى من اجل ان تكون هذه السلع في متناول الجميع اضافة الى الرقابة الصحية على هذه السلع من قبل الجهات المعنية بالأمر اضافة الى ذلك تحقيق الامن والاستقرار والسلام لجميع المواطنين السوفيت.

** اما بخصوص عدد سكان الاتحاد السوفيتي ففي عام 1920 كان نحو 137 مليون نسمة اما في عام 1939 نحو190 مليون نسمة وفي عام1990 نحو 300 مليون نسمة، وكان معدل الولادات يزيد على معدل الوفيات في الاتحاد السوفيتي عكس ما حدث ويحدث في روسيا الاتحادية بشكل عام وخاصة خلال المدة 1992-1999، فترة حكم الرئيس الروسي بوريس يلتسن المخمور دائماً. وخلال المدة 1919-1984، كان في حوزة المكتبات العلمية في الاتحاد السوفيتي نحو 7،4 مليار كتاب في حين في روسيا القيصرية كان نحو 9 مليون كتاب ، وزاد عدد المكتبات من95،4 الف مكتبة عام 1940 الى 133،8 مكتبة في عام1984، وكما زاد عرض الافلام السوفيتية من 28 الف فلم الى 151،4 الف فلم للفترة نفسها وكانت تحمل طابعاً انسانيا هادفا واعيا بهدف خلق الوعي الوطني والطبقي الملتزم، الوعي الاشتراكي وكما يزور مسارح الاتحاد السوفيتي سنوياً نحو 121 مليون شخص ويرتاد نحو 160 مليون شخص الحفلات الموسيقية والغنائية ويوجد في الاتحاد السوفيتي
: نحو 236 فرقة رياضية فيها اكثر من 60 مليون فرد.
## ان جميع ما تم ذكره اعلاه وغيره وفي كافة الميادين المختلفة كان في خدمة المواطنين السوفيت وبدون تميز بينهما وهذه هي قمة تحقيق العدالة الاجتماعية في المجتمع اللاطبقي المجتمع الاشتراكي، وان جميع الشعارات ذات الطابع الاجتماعي والاقتصادي... قد طبقت على ارض الواقع قد عكست جوهر تطبيق العدالة الاجتماعية في الاتحاد السوفيتي للمدة 1917 -1991، ولكن بعد تفكيك الاتحاد السوفيتي في عام 1992 ولغاية الان فان المواطنين السوفيت -- الروس قد فقدوا معظمهم حقوقهم المشروعة التي حصلوا عليها في السلطة السوفيتية وهنا قد اختفت العدالة الاجتماعية والاقتصادية داخل المجتمع البرجوازي، المجتمع الطبقي،هذا المجتمع المشوه في تركيبته الاجتماعية والاقتصادية...، وبشكل مرعب ومخيف وغير مالوف شكلاً ومضمونا بدليل 1 بالمئة من المجتمع قد استحوذ على 99 بالمئة من ثروة الشعب السوفيتي - الروسي وظهور المليونيرية والملياردية وبالدولار الاميركي وهذا لم يكن اصلاً موجوداً في الاتحاد السوفيتي هذه هي الراسمالية المتوحشة والطفيلية والمتعفنة والمحتضرة والمافيوية والاجرامية واللصوصية الحاكمة في اي بلد، واينما طبقت سواء في دول المركز او في دول الاطراف وفي رابطة الدول المستقلة ( جمهوريات الاتحاد السوفيتي) وفي دول اوربا الشرقية سابقاً. ان العدالة الاجتماعية تتحقق فقط في المجتمع اللاطبقي المجتمع الاشتراكي.

المصادر ::
1- د.نجم الدليمي، دور قوي الثالوث العالمي في تفكيك الاتحاد السوفيتي، وثائق ... ادلة وبراهين، الاردن، عمان، دار امجد للنشر والتوزيع، الطبعة الأولى، السنة 2017.
2- الاتحاد السوفيتي بالارقام، موسكو ، السنة، 1984،باللغة الروسية.
3- جريدة روسيا السوفيتية، 13-12 -2022، باللغة الروسية.
يتبع
كانون الأول - 2022








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. احتجاجات جامعة إيموري.. كاميرا CNN تُظهر استخدام الشرطة الأم


.. كلمة الأمين العام الرفيق جمال براجع في افتتاح المهرجان التضا




.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيمرسون بأ


.. شبكات | بالفيديو.. هروب بن غفير من المتظاهرين الإسرائيليين ب




.. Triangle of Love - To Your Left: Palestine | مثلث الحب: حكام