الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السودان 🇸🇩 تاريخ طويل من الكر والفر بين الحكومات المدنية والمجالس العسكرية / الانفصاليون والحروب الأهلية المستعرة🩸 ..

مروان صباح

2023 / 1 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


/ كانت بالعلامة الفارقة التى أتاح لها أن تُختم منذ اليوم الأول بالختم الشهير ، 🔮ختم المختار إياه بصفة أولية ، وبدوره الفساد إنتقل وتوسع إلى البلديات ومن ثم للحكومات أياً كانت صفتها بالمسؤولية عن اللصوصية الأضخم ، المكشوفة البذيئة ، لأن جوهر الانتقال يبقى هو من حصد الملايين الفاقعة إلى المليارات الفاجعة ، وهذا هو السبب الرئيسي وهو من أبرز القضايا الكبرى التى دفعت القوى السياسية في جنوب السودان 🇸🇸 رفع السلاح في وجه 🥶 الشماليين ، لكن بعد مرور عقداً كاملاً من العنف والدماء🩸مازال الاحتراب الأهلي وعدم الاستقرار والانهيار الاقتصادي مستمرون ، وكل ما قيل أثناء إعلان 📣 الانفصال وحول ضرورة تحقيق أهداف الدولة الجديدة عن قوتها واستقرارها وازدهارها وتوظيف ثرواتها المتعددة وغيرهم ، ظل بين أوراق الخطب التى ألقيت بأصوات مرتفعة آنذاك ، بل الأمور لم تعد كما كانت تقتصر على صراعات حول الحقوق والمناصب والسياسات الداخلية بقدر أن الجانب الشرقي في البلاد باتوا أهله يتطلعون إلى الانفصال ورغبتهم في إعلان 📣 دولة جديدة هناك 👈 ، وهذا ينطبق الأمر ايضاً في شرق دولة السودان 🇸🇩 الشمالية ، والذي يتحدث باسم الإقليم مجلس نظارات البجا ، فهؤلاء أصلاً لا يعترفون بإتفاق سلام جوبا أو بالحكومة السودانية في الخرطوم أو بأي إدارة مركزية أخرى لديها السلطة التنفيذية في تحصيل الموارد والثرواته الطبيعية ، كما أن المجلس وحسب محاضر الاجتماعات مع الخرطوم ، يرى من حقوقه المشروعة والأساسية بناء مؤسسات حكم ذاتي متعددة من بينها تأسيس جيشاً مستقلاً للدفاع عن الشعب في الشرق وعن حقوقه المختلفة ، بالطبع ، كل ذلك وراءه الشعور المتراكم للإهمال الذي تعرضوا له من الحكومة المركزية وعدم توزيع الثروات الطبيعية بعدالة وأيضاً بسبب إنتشار الفساد داخل المؤسسات الحكومية أو الإدارات الإقليمية ، وعلى الرغم أن تجمع النظارات البجا حتى الآن لا يُعتبر بين سكان الشرق بالجهة التى تحظى بإجماع شعبي أو حتى لدى القوى السياسية وتحديداً في مسألة الانفصال وتقرير المصير ، بل القوى السياسية تنبهت مؤخراً في شرق البلاد للثمن الذي دفعه اليوم أبناء دولة جنوب السودان 🇸🇸 بعد الانفصال ، فالحروب الأهلية مستمرة والمطالبات بالانفصال داخل الجنوب في تزايد مستمر .

وعلى هدي الانفصاليون السابقين ، غفلوا أيضاً هنا 👈 الجنوبيين عن حقيقة كبرى تقول التالي ، إذا كان تقسيم الجغرافيا ، تماماً👌كما حصل مع الدولة العثمانية إلى دول شتى ، هو نتاج غربي ، بل هي عقيدة كولونيالية تعود إلى زمن ضارب في التاريخ ، فإنّ حكاية ابتكار الدول الوطنية ، هو نتاج فلسفة أوروبية 🇪🇺 صرفة ، لكن تبقى بنيوية الفكرة قائمة على الديمقراطية والحرية والتى أمتدت بشكل كارثي في مشارق الأرض ومغاربها بعقال مفّلوت ، مع ذلك ، تجسدت في إنتاج نسخ رديئة دون أن يتوقفوا الحاسدين 🧿 في تقليد من ساروا على هذا الطريق ، لهذا ، ظنوا 🤔 أهل الجنوب عندما يحققون 🤨 الاستقلال ، بأن خيرات مناطقهم وفي مقدمتها النفط ⛽ سيجعلهم يعيشون حياة كريمة وبرفاهية خاصة بالخدمات ، غير أن الأمور وبعد 11 عامًا ، لم تكن كما أعتقدوا أبداً 👎 ، فاليوم يعتبر جنوب السودان 🇸🇸 من أكثر المناطق فقراً في العالم ، فالحروب الأهلية أكلت الأخضر واليابسة والبشر معاً ، حتى الآن سقط قرابة نصف مليون إنسان جنوبي ، كما أن شهد الجنوب عمليات نزوح واسعة وهجرة تامة ، فالتقارير الدولية تتحدث عن 4 ميلون جنوبي بين نازح ومهاجر من أصل 11 مليون ، بالطبع ، الأغلبية الساحقة في جنوب السودان 🇸🇸 يقعون تحت خط الفقر المدقع والجوع ، يعني باختصار شديد ، أي شخص ليس في دائرة الفقر فهو في مربع الجوع ، ولأن جغرافيتها أيضاً تتميز بتنوع عرقي ولغوي كبيرين ، فمسألة التضامن والتكافل والتكافؤ الاجتماعي معدومة في ظل دولة تغيب عنها العدالة وتسود فيها هيمنة الأعراق المحدودة على الأخرى ، وهذا التخندق يتضح أكثر في إدارة الموارد ، على سبيل المثال ، الزراعة لا تشكل سوى 5% مِّن الأراضي التى تصلح للزراعة ، في المقابل ، يرتفع تصدير النفط ⛽ كلما انخفضت الحروب إلى قرابة المليون برميل يومياً ومع إرتفاعها ينخفض إلى 150برميل ، كل ذلك لا يلغي أن هناك ما يقارب نصف مليون طفلاً 👦🍼 معرضون اليوم للمجاعة ، وفي أسواء قراءة 📖 لها وأكثرها شيوعاً ، يأتي جنوب السودان 🇸🇸 حسب التقارير الأممية 🇺🇳 بالمرتبة الأولى في هذا الشأن ، حقاً 😦 لا تنافسه دولة آخرى ، بل حتى اليمن 🇾🇪 ليس منافساً له رغم الأخير يعرف بظروفه الصعبة ، وهذا في أعمق معضلته ، تبقى خطورة ⛔ هذه الميليشيات المسلحة بأنها تصنع بدورها معملين ، واحد☝للموت والآخر للفقر ، بل الأخير يتفوق بالتخصيب ، لأنه ببساطة 🙄 ممول من النهب الحاصل هناك 👈، فالفساد أنهك مؤسسات الدولة الناشئة والتى تفتقد بالأصل للسواحل البحرية ، فما أن تتولد أزمة حتى تتفرخ عنها أزمات أشد دماراً وفتكاً ، وهذا جعل وبالرغم من امتلاكها للثروات الطبيعية والنفطية الهائلة ، إلا أنها باتت تتنافس مع النظام الأسد والصومال على من يحتل المرتبة الأولى بين الأكثر دولاً فساداً في كوكب 🪐 الأرض 🌍 ، بالطبع ، كان غياب القضاء ⚖ المستقل ، هو من أتاح للفاسدين الحصانة ، رغم كل التقارير الدولية التى قدمت الأدلة والبراهين بالوثائق القانونية .

وكما تقول الحكمة العريقة الأصيلة ؟، وهنا 👈شخصاً مثلي بالتأكيد 🙄سوف يطرح أسئلة على نحو أكثر دقة ، بالطبع ، لا تفتقد أو بالأحرى لا يغيب عنها المنطق الذي يدفع الفريقَين إلى السؤال ⁉ الخالد ، والذي بدوره لا ينفك الشعب ايضاً من طرحه تحديداً في كل مرة الأطراف تذهب إلى التوقيع ✍ على إتفاقاً جديداً ، ومن وجهة نظر 👀 سليمة وبسيطة أو حتى مبسطة ، تتساءل بدورها عن حرص الجهتين الأساسيتين عن الخلفية التى تدفعهما في الذهاب إلى التوقيع اصلاً ، إذنً ، لماذا 🤬 على السودانيين 🇸🇩 التنبه والانتباه لمسألة المنطقة الشرقية ، أولًا ، لأنها تحتضن 3 ولايات كبرى ، هي كسلا والبحر الأحمر والقضارف ، ويبلغ عدد السكان هناك� مليون إنسان ، وعلى الأغلب القبائل هناك 👈 ليست عربية باستثناء قبيلتين ، وأما الأخريات فهي تعود أصولهم إلى الجهة الارتيرية أو وسط أفريقيا ، كقبائل الزرما والهوسا ، وغير أن ، هذا الإقليم يمتلك 5 أنهر ، وبالتالي لو كانت الحكومات السابقة والتى تعاقبت على حكم السودان 🇸🇩 أدارت ملفات التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية بشكل فعال وسليم وبشفافية عالية ، ما كانوا الناس باتوا يهددون بالانفصال ، وبالتالي ، الحكومة المركزية في الخرطوم تواجه أزمات مزمنة ، بل أية حكومة لاحقة ستواجه أزمتين على الأقل ، الأولى الانتفاضة الشعبية والحراك في الأقاليم ، وفي سياق سجالي في مثل هذه الأزمة ، لا يصح سوى التذكير بحقيقة راسخة رسوخ الجبال 🏔 ، حتى الآن هناك 👈 وعياً مسؤولاً يمنع المتظاهرين الوقوع في فخ الاصطدام المسلح مع الجيش ، وبالرغم من سقوط مئات الضحايا بين المتظاهرين العُزّل ، ظلت القوى السياسية تعتمد المسار الديمقراطي / السلمي في تحقيق أهدافها على الرغم من الوضع الصعب 😞 التى مرت وتمر به وحتى لا يعطوا للعسكر ذريعة باستخدام القوة المفرط ضدهم ، وايضاً أبعد من ذلك ، لقد ذهبوا إلى الاعتراف بالانقلاب العسكري ضد الحكومة المدنية عندما وافقوا مرة آخرى بأن يعود الجيش كشريك من جديد .

والأشدّ إمعاناً ، تحديداً أثناء التعمق نحو البواطن العميقة لجغرافية متعددة الاعراق واللغات والديانات ، طُوّل عمرها جريحة بالمفهوم الجيوسياسي والوجودي ، وشعبها كما معروف عنه معذب 😩 بوحدته ، لأنه ببساطة 🙄 تعرض إلى استعمارات وتدخلات وخزلان داخلي سواء بسواء ، لهذا ، عدم إيجاد حل جذري لمسألة السودان 🇸🇩 سيترتب على ذلك مواجهات مسلحة وستقود منطقة البحر الأحمر إلى إشعال الحروب الأهلية وسيكون انعكاسها على طول الساحل بالخطيرة ☣ ، بل ما هو مطلوب أيضاً ، ليس فقط تبريد الأجواء الساخنة كما يحصل في كل مرة ، بل كل شيء الآن وحسب الوقائع على الأرض 🌍 ، تشير ☝بأن السودان 🇸🇩 يعيش مرحلة صعبة ، وهذا يتطلب من الجميع إلى قراءة 📖 التاريخ الطويل بين الشعب والعسكر على حدّ سواء ، لأن العلاقة الملتبسة مازالت قائمة منذ إنقلاب الفريق إبراهيم عبود عام 58 من القرن الماضي على أول حكم ديمقراطي عربي ، بالحق 🧐 وهذا تاريخاً موثقاً ، لم ينتظر الشعب السوداني 🇸🇩 كثيراً ، بالفعل 😦، ستة أعوام فقط اشتعلت ثورة شعبية ملحمية ضد الديكتاتورية العسكرية وقد كانت ثورة أكتوبر ناتجة عن حراكاً شعبياً متواصلاً وضخماً ، شاركت به أغلب الأطراف السودانية آنذاك ، لقد امتلأت الشوارع بالمتظاهرين حتى سيطروا على الشوارع والمدن ، ولم يجد الفريق عبدو أمام الحشد الجماهيري سوى الاستسلام وإعادة تسليم السلطة لحكومة مدنية مرة آخرى . والسلام 🙋 ✍








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل نجح الرهان الإسرائيلي في ترسيخ الانقسام الفلسطيني بتسهيل


.. التصعيد مستمر.. حزب الله يعلن إطلاق -عشرات- الصواريخ على موا




.. تركيا تعلن عزمها الانضمام إلى دعوى -الإبادة- ضد إسرائيل أمام


.. حراك الطلاب.. قنبلة موقوتة قد تنفجر في وجه أميركا بسبب إسرائ




.. لماذا يسعى أردوغان لتغيير الدستور؟ وهل تسمح له المعارضة؟