الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دعوة القيادة الفلسطينية نحو رؤية وطنية شاملة

محمد زهدي شاهين

2023 / 1 / 29
القضية الفلسطينية


كفلسطينيين يمكنا البناء على مخرجات الاجتماع الطارئ للقيادة الفلسطينية الذي جاء في ضوء العدوان المتكرر على ابناء شعبنا الفلسطيني، حتى لو عدها البعض بأنها جاءت متأخرة بعض الشيء أو قلل من جديتها، فهي تأسس لمرحلة جديدة على كافة الصعد والمستويات.

وهنا لا بد لنا إلا بأن نعول عليها وعلى الاستجابة الفلسطينية الفلسطينية لها فيما يخص الشأن الداخلي، فنحن نتشبث حتى ولو ببصيص أمل من اجل أن نكون على كلمة سواء تجمعنا.
ان المسارات الثلاثة التي تم اتخاذ القرارات فيها تعد جميعها مهمة ومناسبة، وقد اتت في مكانها الصحيح، فوقف التنسيق الأمني مع الاحتلال هو بحد ذاته فعل مبادر يضع الاخير في مكان رد الفعل، والتوجه قدماً نحو مجلس الأمن من اجل تنفيذ قرار الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، وارفاق ملف مجزرة جنين على وجه السرعة مع الملفات التي تم ارفاقها لمحكمة الجنايات الدولية سابقاً تصب لمصلحة القضية الفلسطينية ايضا.

وفي هذا السياق جاء في تصريح نسب لباربرا ليف كبيرة الدبلوماسيين الأمريكيين لشؤون الشرق الاوسط في تعقيب لها على اتخاذ القيادة الفلسطينية قرار وقف التنسيق الأمني قالت فيه:
" من الواضح أنّنا لا نعتقد أنّ هذه هي الخطوة الصحيحة التي يجب اتّخاذها في هذه اللحظة"
وكما يبدو فقد تناست هذه المدعوة بان من يحدد الخطوة واللحظة المناسبتان هم نحن الفلسطينيون لا هي ومن يقع على شاكلتها ممن يدعمون الاحتلال على كافة الصعد، ويخلقون لجرائمه وعدوانه السافر تبريرات ومسوغات واهية.

اما المسار الثالث الذي يتمثل في دعوة جميع القوى الفلسطينية لعقد اجتماع طارئ من اجل الاتفاق على رؤية وطنية شاملة فهو لا يقل اهمية عما سبق ذكره، مع كوننا نراه بأنه الأكثر أهمية في كونه يمثل وحدة الصف التي تعتبر الركيزة الأولى في مشروع التصدي للعدوان الغاشم على ابناء شعبنا، والركيزة الاولى والمركزية في قانون الانتصار، اذ يمثل الاتفاق على صياغة رؤية وطنية شاملة ضرورة وطنية ملحة يجب تحقيقها دون تلكؤ أو تباطؤ.

ونثمن ايضا اللقاء الذي جمع بين القياديين الأخ جبريل الرجوب والأخ صالح العاروري عبر قناة الميادين مساء يوم الخميس الماضي الذي كان بمثابة ترجمة فعلية مبدئية للدعوة التي اتخذتها القيادة الفلسطينية من اجل اعادة اللحمة بين مكونات شعبنا الفلسطيني حتى الوصول لرؤية وطنية شاملة، ويبث هذا اللقاء بعض الشيء من الطمأنينة والارتياح في اوساط المجتمع الفلسطيني، ويلامس نبض الشارع المتعطش للوحدة الوطنية.

وبما أن الهدف واحد لا بد من تذليل كافة العقبات والمعوقات من اجل التوصل لرؤية واستراتيجية وطنية شاملة تعتبر بمثابة خارطة طريق للكل الفلسطيني.
وبما أننا نحن الفلسطينيون متفقون على هدف واحد لا بد لنا من الانطلاق من ارضية تأخذ في عين الاعتبار بأن ما تم تحقيقه في الضفة وغزة على حد سواء من بناء مؤسساتنا الوطنية وادوات للمقاومة لمقارعة الاحتلال تعد بمثابة منجزات وطنية فلسطينية تصب في خدمة ابناء شعبنا وتعزيز صموده. من هنا لا بد لنا من مراعاة الوضع القائم باعتبار السلطة الوطنية الفلسطينية منجز وطني اصبح أمر واقع وقام بفرض نفسه على الساحة، وهذا بحد ذاته ورقة قوة فلسطينية.
وننوه هنا بأن خارطة الطريق أو الرؤية الفلسطينية يجب أن تشمل في جزئية الاشتباك مع الاحتلال بالتحديد ترسيم قواعد اشتباك جديدة كوننا في طور مرحلة جديدة ايضا تأخذ في حسبانها الاعتبارات التالية في كيفية الاشتباك معه في مدينة القدس ومناطقنا المحتلة عام ٤٨م، وكيفية الاشتباك معه على نقاط التماس في الضفة الغربية في مناطق أ، وكيفية الاشتباك معه في المناطق الاخرى، بحيث يكون طابعها جميعا تعزيز الانخراط في المقاومة الشعبية السلمية.

اما فيما يتعلق بقطاع غزة لا بد بأن يكون الأمر منوطاَ بالقيادة السياسية وقيادة المقاومة وفقا لتقدير الموقف، وهنا احذر من الوقوع في اخطاء الماضي في كون قرار المواجهة من هناك لا بد بأن يكون وفقا لرؤية وطنية بعد دراسة وتمعن وفقا لما تقتضيه المصلحة الوطنية الفلسطينية العليا.

وفي الختام لا بد لنا من التنويه بأن الحكومة الاسرائيلية المتطرفة الحالية لم تميط اللثام عن الوجه القبيح للاحتلال، كون هذا الاخير بحد ذاته لا يوجد له وجه مشرق تحت كل الظروف.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سرّ الأحذية البرونزية على قناة مالمو المائية | #مراسلو_سكاي


.. أزمة أوكرانيا.. صاروخ أتاكمس | #التاسعة




.. مراسل الجزيرة يرصد التطورات الميدانية في قطاع غزة


.. الجيش الإسرائيلي يكثف هجماته على مخيمات وسط غزة ويستهدف مبنى




.. اعتداء عنيف من الشرطة الأمريكية على طالب متضامن مع غزة بجامع