الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
هو سعيد بشبهة الإرهاب
خليل الشيخة
كاتب وقاص
(Kalil Chikha)
2023 / 1 / 29
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
قرأت الأسبوع الماضي كتاباً بعنوان غريب ( أنا سعيد لأني أبدو مثل الإرهابي). كتبه أمريكي من أصل فلسطيني أسمه راي حنانيا. وكما نرى أن الكنية عبرية، لكنه مسيحي وليس يهودياً. ولد هذا الكاتب في شيكاغو حيث هاجر أبوه من فلسطين في بداية القرن العشرين بعد وعد بلفور. شارك أبوه في الحرب العالمية الثانية في الجيش الأمريكي. يشرح طفولته بأنه نشأ في حي مليء باليهود وتربى بينهم وكانوا أصدقاءه في الحي والمدرسة. هو لايتحدث العربية ويقول بالكاد يفهمها. والسبب أن أهله كانوا يريدونه أن يتعلم الإنكليزية فقط ولم تكن اللغة العربية ذات أهمية . وكان من الصعب أن يتفاهم مع أقرباءه كبارالسن لسبب أنهم لايتقنون الأنكليزية. درس الصحافة وأصبح صحفي يعمل في أشهر صحف شيكاغو.
يبلغ الكتاب حوالي 247 صفحة. هو مقسم إلى عناوين أهمها تبدأ من صفحة 80 بأهم موضوع يواجه العرب هنا ألا وهو العنصرية. فقد دأبت الصحافة الأمريكية على تشويه الشخصية العربية والسخرية منها. وألبست قضاياهم خمار الإرهاب بشكل عام. يقول أنه ناظر وزير خارجية إسرائيل أبا إيبان على التلفاز الامريكي. ثم ينتقل في صفحة 90 ليتكلم عن مراقبة (الأف بي أي) له وتحضير ملف كبير على أنه داعم لمنظمة التحرير (الإرهابية) ثم بعد أتصالات مع مسؤولين أمريكيين استطاع أن يحصل على ملفه هذا وأرغم (الأف بي أي) أن تتلفه، لسبب أنهم يفتقرون لدليل مادي على إدعائهم. زار إسرائيل فأوقفوه في المطار طويلاً وفتشوه في ثم أمروه بأن يخلع ثيابه كاملة بسبب الشك به.
وفي صفحة 155 يتكلم عن حق اليهود والفلسطينين في الأرض أي سبق أعتراف منظمة التحرير بإسرائيل وقبل اتفاقيات أوسلو.
تكلم عن كيفية تعامل الصحافة مع الإرهاب خاصة الانفجار الذي قام به جندي سابق في الجيش الأمريكي لمبنى المخابرات الأمريكية في التسعينات بولاية أكلوهوما. أفترضت غالبية الصحافة أن الفاعل عربي ومسلم. وبعد إكتشاف حقيقة الفاعل لم تعتذر أي من الصحف عن خطأ لصق شبهة الإرهاب بالعرب.
وضع بعد الصفحة 205 جميع خطاباته التي ألقاها على مسامع المنظمات العربية في أمريكا، وأظن أن هذه الخطابات هي أهم ماورد في الكتاب لسبب أنه نوه بشكل تفصيلي عن أساليب الصحافة الأمريكية وكيفية تعاملها مع قضايا العرب بشكل عام أوالقضية الفلسطينية بشكل خاص.
كنت مستغرباً هذا العنوان، إذ وكأنه يؤكد مسألة الإرهاب وملصقاتها. عندما تكلمت معه، قلت له بأن الكتاب رائع لكن العنوان ضعيف ومشوه، فرد بأنه وضع العنوان بغية جذب نظر الأمريكيين إلى قضايانا، وجعلهم يشترون الكتاب.
قال لي بأنه باع 15 ألف نسخة من هذا الكتاب، رفضت كل دور النشرتبني الكتاب، فنشره على نفقته الخاصة.
أخيراً، أقول أننا نحن العرب في أمريكا نفتقر كل أساليب التأثير في الصحافةالأمريكية .
كانون ثاني-29-2023
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
التعليقات
1 - كتاب جيد ومراجعة حسنة
سامي السمار
(
2023 / 2 / 2 - 15:17
)
لقد قرأت الكتاب من قبل وهو فعلا كما وصفته أستاذ خليل جيد المضمون ضعيف العنوان
الشكر للأستاذ خليل
.. الكاتبة الكورية الجنوبية هان كانغ تفوز بجائزة نوبل للآداب 20
.. إعصار ميلتون -الخطر للغاية- يجتاح سواحل فلوريدا ويخلف قتلى و
.. المستشار الألماني يعلن عن تسليم مزيد من الأسلحة لإسرائيل
.. صحيفة لوموند: غضب بايدن من نتنياهو لم يترجم إلى أفعال
.. مبعوث صيني: غزة جحيم حقيقي وعلى إسرائيل وقف حربها ضد المدنيي