الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حراس الفضيلة ونقد الدراما بعد العظمة!

ملداء نصره

2023 / 1 / 29
الادب والفن


على واقعة تطبيل مواقع التواصل الاجتماعي بكلام الفنان ياسر العظمة، دون فهم لمحتواه النقدي البنّاء.
أود أن أذكّر باثنين من أعمال السينما المصرية تناول موضوعها راقصة.
وهما فيلم" الراقصة والطبال" لأحمد زكي..
وفيلم "الراقصة والسياسي" لنبيلة عبيد.. للعظيم إحسان عبد القدوس الذي سلط الضوء فيهما على علاقات الفساد وضعف الأخلاق والظلم، والحب والمصالح الشخصية..


فمنذ أعلن الفنان ياسر العظمة عن انتقاده للدراما السورية واستشهد ببعض الأمثلة لمسلسلات رأى أنها ساهمت في انحدار مستوى الدراما السورية، أصبح الجميع ناقد ومنظّر..
كان نقد العظمة بنّاء وموضوعي في عديد من جوانبه.. لكن المنظرين والمفسبكين الذين تحولوا لحراس فضيلة ظنوا أنّ الانتقاد والهجوم على الدراما بشكل عام يبرزهم بشكل المثقف الضليع بشؤون الفن والمجتمع..... والفضيلة!.

ومن يتمعّن بوجهة نظر العظمة مثلا تجاه انتقاده "للراقصة والطبال"سيفهم أنه لا ينتقد راقصة وطبّالاً بحد ذاتهما، لأنهما شخصيتان من صلب المجتمع، لكنه ذهب إلى اعتبار أن دمشق لم يكن فيها ملاهي وكازينوهات، وأن ذهاب سياسي لإحداها او علاقته براقصة هو تزوير للسياسيين السوريين في القرنين العشرين والواحد وعشرين!.
لكنه لم ينتقد الرقص كشخصية لها ضرورتها الدرامية في السياق، وهو مالم يفهمه المنظرين.

من الطبيعي أنّ كل مجتمع فيه مظاهر وطبقات متنوعة منها الثقافي ومنها المنحل، ولا يوجد مجتمع شرقي أو غربي يخلو منها..
ولا يمكن لعاقل أن يُنكر أنّ المجتمع في حقبة تاريخية ما قد يخلو من الملاهي الليلية و الدعارة وتجارة الرقيق أيضاً، كما لا يمكن أن يخلو مجتمع من المدخنين والمتدينين والملحدين، وكذلك المجرمين والعصابات والمهربين، وهو شخصيات تتث عنها الدراما والسينما وما هي الدراما إلا انعكاس للواقع مع بعض المبالغات أحيانا، أو جنوح للخيال والفانتازيا.

وإن كان الفنان ياسر العظمة انتقد نوعية المسلسلات السورية والعربية المشتركة، فهو قد وقف على دقة نقل الواقع تاريخيا من ناحية، وعلى الإسهاب بالتركيز على المظاهر المجتمعية السلبية كمنطلق للنصوص الدرامية وأساس له وتزيينه بصورة نجوم العمل.

لكنّ حراس الفضيلة الذين على مايبدو يعيشون في يوتوبيا منفصلة عنّا يخرجون علينا في السنوات العشر المنصرمة بتوجيه موحّد ومشبوه ليهاجموا المجتمع والفنانين والمثقفين والمواطنين البسطاء، من خلال الإساءة والتكفير والقذف لكل مظاهر الحرية الشخصية في المعتقد والرأي واللباس والسلوك .. سواء كان في الدراما والفن أو الواقع المعاش والمحيط الاجتماعي.. وهي ظاهرة خطيرة جداً، أخطر بكثير من جرح مشاعر مشاهد بالتدخين أو الرقص أو قصص الآكشن والمجرمين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا


.. فنانون مهاجرون يشيّدون جسورا للتواصل مع ثقافاتهم الا?صلية




.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال


.. بيبه عمي حماده بيبه بيبه?? فرقة فلكلوريتا مع منى الشاذلي




.. ميتا أشوفك أشوفك ياقلبي مبسوط?? انبسطوا مع فرقة فلكلوريتا