الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سر السبعة والسبعات

عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)

2023 / 1 / 30
الادب والفن


ها وقد مر أسبوع على أخر نظرة وداع لنا لوجهها الذي علته علامة الشحوب بعد النضرة، وأخر عهد الدنيا لها ولم يعد لنا منها خبر ولا جواب، ومن عادة الناس أنها تغلق باب الأمل لكنها تفتح شباك الرغبة عن ختام الأيام السبعة، حتى الله ويقال عنه أو يقول النص عنه، أنه أنتهى من كل شيء في سبعة أيام، وعندما أتمهن أعاد العد من جديد حتى لا تبقى الأيام مفتوحة لكل شيء، فبدأها أحدا وختمها سبتا وتكرر من يومها العد سبعا وسبعا اسبوعا بعد أسبوع، لذا سنبدأ من هذه الليلة بفتح شبابيك الحلم بعد أن أغلقنا أبواب الأمل لعل يأتي منها ما نحب، أو طيف يتسلل من بيات الأمنيات والرغبات فتخضر الروح به ونعلم أن من رحل ما زال يخطب الود.
لا أعرف سر تعلق الإنسان بالرقم سبعه على الأقل من خلال تمسكه بالفكرة الدينية، فالأصل مثلا أن الأتجاهات الكونية سته وليست سبعه، ولو قسم العام والشهر والأسبوع على سته سيكون أكثر أنضباطا وأقل تشويشا، حتى أن "النظام الستي" المأخوذ من رقم سته هو الأقدم حسابيا وفلكيا وعلميا، غير أن من أوجد السبعة بعد السته هو نفسه العراقي السومري الذي نقل عن دينه أن الله عندما أراد أن يخلق آدم فلم يخلق واحدا بل خلق سبعه منهم وهم رجال الماء العظام أباء الكل الذي أطلق عليهم الرب "الأبكالو"، ومنهم بدأت البشرية الإنسانية، وعندما خلقهم ومعهم أنفسهم وضعهم بميدان الفحص والأختبار حتى أثبت أكثرهم تعقلا وحكمة أنه الأجدر بملاقاة الله والحديث معه ممثلا للوجود البشري، أصبح للعددين واحد وسبعه قدسية عند أبناء الماء السومرين، هل هذا التفكير صحيح أو ربما هو مجرد تصور، وظني أن السومريين القدماء كانوا أكثر عقلا وحكمة منا فقد قالوا الحقيقة، منهم بدأ تقديس السبعة بأعتباره أخر مراتب الأمل، فلا ثامن يأت بعد السبعة المخلوقة ولا يظن أحدا أن ذلك ممكن، من هنا قلنا أغلقنا الأبواب وفتحنا الشبابيك.
ومن عادات العراقيين موضوع السبعة في كل مناسبة مثل سبعة الميت لذكراه وما يجب أن يكون من تجديد للحزن وإقفال الفصل الأول من رحلة الحزن الطويلة، أيضا هناك سبعة العروس التب تقفا فيها مرحلة الدلال والتفرغ للفرح لتبدأ بعدها لتكون خارج الأستنثاء المؤقت، وأيضا لا بد من وجود علامة فيهما واجتماعا وطعاما وووو مما يتطلب الموقف، والسبعات كثر فهل يا ترة سبعات العراقيين لها جذر تاريخي أو ديني أو ربما له تفسير فلسفي ما، بالتأكيد ومن خلال الدراسات التاريخية كل العادات التي نتمسك بها الأن ونظن أنها جزء من تكوينا الثقافي الحضاري المعرفي الديني، هو في الحقيقة تقليد لهيكل من العادات والممارسات التاريخية بدأ من سومر وصعودا وأنه ذات جذر ديني تتعلق برحلة النزول إلى عالم اللا عودة الذي يستغرق سبعة أيام أو ليالي ليصل للمثوى الأخير، أو لسبعة سموات التي يصعدها العمل الإلهي حتى يصل للرب، هذا ما مدون في أساطير وملاحم أجدادنا أسلافنا بناة الحضارة والدين.
إذا موضوع السبعة ليس عرفا مقطوعا بلا جذور ضاربه في عمق الشخصية العراقية، أو أنها جاءت من خلال التراث الديني الإسلامي الذي تختصره أمهاتنا بمنطق "الما يصلح"، في يومنا هذا نصبت المناحة من جديد بعد توقف عقب الأيام الثلاثة الأولى، تكريم الحاضرين بطعام يبذل في ثوابها وكأننا نعيد حكايات أهلنا القدماء، في سومر وما بعدها يعتقد المؤمنون أن الميت عندما يصل إلى مكانه النهائي في عالم اللا عودة، ليس له هناك من طعام غير الغبار، ولا سقيا غير الماء الكريه، ولكي يسعد الميت في عالمه البعيد فلا بد من تقديم الطعام بثوابه وإسقاء الشراب لأجله، فهما قوام ما يحتاج هناك، لذا فكل ما كان للميت من عقب يتذكرونه بالطعام والشراب عاش سعيدا كأنه في الجنة، والمحروم من العقب أو عقب جاحد لا ينفق من أجله شيء يبقى محروما معذبا يتجرع الغبار ويشرب الصديد أو الغسلين، الذي هو إفرازات الجسد المحترق بدلا من الماء، وهذا هو عالم الجحيم الحقيقي، الحمد لله أنها تركت خلفها جيلا كاملا سوف لن ينساها لا بطعام ولا شراب ولا عمل صالح إلا وبذل فيه وله ما يملك.
مشعوذة هي أحلامي
تدعوني إليك
ساحرة عظيمة
تسحر .... لي كل صنوف السحر
تكتب تعاويذ الود
تغريني بلقائك
ولو لمرة
أبدا لا ... لا ....
لا تعلم
أني عصي على السحر
فمعي عصا موسى
وبرهان ربي
وكل آيات الخلاص
أذهبي من هنا أيتها الآهات
فقد مزقت قلبي ورميت به
في طريقها الأثير
في مقبرة كربلاء
خذيني
لأشتم رائحة أنفاس لا تنسى
أرجوك مري من هنا
لا تمري من هناك
عبر المدى .
بعد غلق الأبواب لم يبقى لي سوى سلطان النافذة التي كنت أنظر لك منها، هي الأخرى لم تعد تتسع لأحلامي ... لذا أغلق بعضا من عيني كمدا حزنا يكسرني أو يحرضني لأكسر الجدار .... ليس لي حل أخر ينقذني من وحشة السبعة، أفتوني في أمري هذا ولكم الثواب، لكم دون أمنياتي جنة من أحلام ولؤلؤا من دموع .... إن كنتم للعشق تنتمون يا أيها العابرون زمن الطريق أو الماكثون ذي ذاكرة الزمن... نحن تراب... نحن مكان... إذا نحن تأريخ يتجدد .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بل: برامج تعليم اللغة الإنكليزية موجودة بدول شمال أفريقيا


.. أغنية خاصة من ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محمد علي وبناتها لـ




.. اللعبة قلبت بسلطنة بين الأم وبناتها.. شوية طَرَب???? مع ثلاث


.. لعبة مليانة ضحك وبهجة وغنا مع ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محم




.. الفنانة فاطمة محمد علي ممثلة موهوبة بدرجة امتياز.. تعالوا نع