الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وتلك الايام نداولها بين الناس

خالد بطراوي

2023 / 2 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


ع بلاطة ... كما يقولون ,,, إن كنت تملك بندقية دون رصاص، فهي لا شىء .. مجرد "عصا" تتوكأ عليها.
وبالبونط العريض .... لو أمتلكت الدوائر الإمبريالية ورأس حرباتها أمريكا كل أسلحة العالم ... فذلك تماما كما البندقية من دون رصاص. فرصاص الإمبريالية هو دولة الاحتلال الصهيونية والحكومات الرجعية التابعة لها في غالبية دول العالم وتحديدا العالم "الثالث".
وفي ذات السياق، طوّعت الإمبريالية العالمية القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي والقانون العرفي لخدمة مصالحها، وأضحت كل الآليات الدولية أيضا مجرد ... عصا تتوكأ عليها حركات التحرر التي تنادي بتطبيق الشرعية الدولية مرارا وتكرارا وهي تعلم أن توازنات القوى وحق النقض "الفيتو" بالمرصاد حتى لمحاولة إدانة ولو خجولة لعدوان ضخم أو مجزرة مروعة.
إذا، طالما أن الحال كذلك، فسوف تستمر الغطرسة ... غطرسة الولايات المتحدة تحديدا وذراعها الضارب كيان الاحتلال الصهيوني والأنظمة التابعة.
هل ثمة بارقة أمل في تغيير ذلك كله؟
أولا، على الصعيد الدولي، فإن بعض دول أمريكا اللاتينية تقارع الإمبريالية ويتبوأ رئاسة هذه الدول بعض الأفراد الذين يعلنون صراحة معاداتهم للإمبريالية، وتتصدى كوريا الشمالية أيضا بشكل لافت للامبريالية، ناهيكم عن نشاط اليابان والصين الإقتصادي الذي يشكل "إزعاجا" للدوائر الإمبريالية.
وقد برزت روسيا مؤخرا وبشكل تنفيذي على الأرض للتصدي بالقوة العسكرية للغطرسة الامبريالية ومحاولتها التغلغل في الدول المجاورة لروسيا بغية المضي قدما داخل العمق الروسي. وفي حقيقة الأمر، فإن هذا التصدي الروسي قد أنعش الآمال بإمكانية إنهاء نظام القطب الواحد لكن من المبكر، بل المبكر جدا الوصول الى قناعة بأن ذلك سوف يحدث، حيث أن روسيا ليست الاتحاد السوفياتي الذي سابقا عهدناه.
ثانيا، على الصعيد الإقليمي فإن إيران تشكل طابورا لإزعاج الإمبريالية في المنطقة وتتعامل بطول نفس معها، فهي من ناحية لا تريد الانجرار للمواجهة الشاملة وتتحلى بضبط النفس كلما تعرضت لأي اعتداء لكنها لا تسكت عنه وترد عليه وفقا لمنهجية تعي أولا وأخيرا أن صراعها مع الامبريالية يتسم بطول الأمد والنفس، وما النصر ... إلا .... صبر ساعة.
ثالثا، على الصعيد العربي، وبغض النظر عن كل إنتقاداتنا ومآخذنا على النظام السوري وسجله الحافل بالانتهاكات، فقد صمدت سوريا في وجه المخطط الامبريالي عقب ما سمي جزافا بـ " الربيع العربي"، وتصدى أقحاح اليمن لمخططات الامبريالية وأتباعها في المنطقة.
ورابعا، على الصعيد الفلسطيني، فإن الشعب العربي الفلسطيني ما زال يتصدى يوميا للمخطط الامبريالي ورأس حربته كيان الاحتلال الصهيوني الذي حاصر نفسه داخل جدار للفصل العنصري رغم أنه ما زال يحلم بدولته التوراتية من " النيل الى الفرات"، وتستمر الشعوب العربية في نصرة الشعب العربي الفلسطيني.
وبالمحصلة العامة، تلك هي حركة التاريخ ... معادلات الكر والفر، معادلات " ضربة على الحافر ... وضربة ع المسمار" وسوف تستمر الصراعات .. طالما أن الفجوة بين قوى الانتاج المختلفة تتسع ويتسع معها الصراع الطبقي حيث تتكدس مقدرات هذا الكون في أيدي طبقة رأسمالية على حساب الشعوب والطبقات العاملة والكادحة.
قال سبحانه وتعالى في محكم التنزيل " إِن یَمۡسَسۡكُمۡ قَرۡح فَقَدۡ مَسَّ ٱلۡقَوۡمَ قَرۡح مِّثۡلُهُۥۚ وَتِلۡكَ ٱلۡأَیَّامُ نُدَاوِلُهَا بَیۡنَ ٱلنَّاسِ وَلِیَعۡلَمَ ٱللَّهُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ وَیَتَّخِذَ مِنكُمۡ شُهَدَاۤءَۗ وَٱللَّهُ لَا یُحِبُّ ٱلظَّـٰلِمِینَ" (آل عمران ١٤٠). صدق الله العظيم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل يغير نتانياهو موقفه من مقترح وقف إطلاق النار في غزة؟ • فر


.. قراءة عسكرية.. اشتباكات بين المقاومة وقوات الاحتلال




.. ما آخر التطورات الميدانية في قطاع غزة؟


.. أمريكا.. طلاب جامعة كولومبيا يعيدون مخيمات الحراك المناصر لغ




.. شبكات| غضب يمني لخاطر بائع البلس المتجول