الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عُيُونُ آلذِّئَابِ تُومِضُ كآلنُّجُوم

عبد الله خطوري

2023 / 2 / 1
الادب والفن


وكما تتساقط أوراق الخريف واحدة بعد أخرى، تساقطت أشلاء لحمي شِلْوًا شِلْوًا أمام مرأى أعينهم الثاقبة.ومن صدري خرج عواء أهل النار، وجماعة الزبانية يستقطرون ماء جسدي ويضحكون...
في كل منا ذئبُ وِهادٍ صامتٌ يحاول ما أمكنه إخراج عُوائه آلمُخَلّع(١)إلى أقصى مَدًى في آلمدى دون تستطيعَ ذلك قُواه آلخائرة، ليحصلَ في آلنهاية على مجرد حيرة مضاعفة وبعضًا من لواعج رنين آلصدَى..هذا، مصيرنا آلمحتوم، لتدق آلساعة، إذن، ليُنْفَخ في آلصور، فَآلمَوْتُ، أَعْذَرُ لي وآلصَّبْرُ أَجْمَلُ بي و (٢)...لا يهم نسيتُ بقية آلبقية لما نسيتُ نشوةَ نجاة آلغَلبةَ كيف تكونُ ...
اِرتعْ العبْ هاااا اصرخ اعوِ يا أنتَ في شفق آلغروب في غبش آلصباحات في غسق آلزفرات في عتمة آلأزمات في خمائل آلأجمات في غياهب الغابات بلا وصية من لبيب بلا تحذير أو تخويف من قُشاع آلضباع في براري الإسمنت والمتاع بلا حَسيب أو رقيب عشعشْ في آليراع في أكنان الأطيار لا تُبالِ حَوِّمْ حالما آسْبحْ طُفْ طوافك آلأزلي عبر آلسماوت في أسافل آلأرضين لا جنةَ آليومَ لا جحيمَ غدا لِمَ لا تصغي إلى نصيحته ذاك المخبول تسدلها سدفا فوق السدف لِمَ لا تغرق في سُبات يُخدر حواسك آلمأفونة تبا ماذا لو غفوتَ شردتَ سهوتَ أو نسيتَ كلّ هذي النجوم في عينيك ترهات تومض تخشخش في مخيتلك آلآيلة للانقراض لِمَ لا تنقرض كما آنقرضَتْ دناصير الذكريات لِمَ لا تفعل لِمَ ...
يَجدُ الشاعرُ نفسَه وحيدا دون عقل.دون منطق دون عناد دون حساب..حُرا عَاريا في قَتامٍ آلعُباب،في دٍثَار أزرقَ كصَبَوات صَئي البحار.يُناجي ثقوب النجوم.يحاكي مسام البدور..وتَذكرَ..امرأ القيس المطرود من الجنان يرقص في النار وفي يديْه زجاجة مُدام وُنتف من أحرف الأشعار ولهى تُناغي الآلام تمسح الدموع من مُقل حسان...آهٍ يا ذئبي الصامت..!!..أيها الواجف الخائف الهاتفُ..!!..يَا حبيس آلقوافي طريدَ الفيافي، غريق الدنان..!!.. يا مَنْ يعشق السماء والموت السعيد.. فَرسُك آﻷدهم الهرم يَرْقَى الأسباب، يُعَرٍّجُ على الحدود.يجتاز آلثغور.يتعثر في الصخور.يقيد الأوابد وجنس النمرود ومن الحَجَرٍ يَرْتٍقُ آبتسامة رقيقة.يضحك للبله.يعانق الحلم.يعقر الطرائد.يذبح. وحيدا ينشئ الطقوس ويُدبٍّجَُ القصيد...
فلتحْترقْ،يا عَزائيَ آلأزليَّ، صَقيعيَ آلقابعَ في آلعَراء..لِتكُنْ، روح ذئب في غيابات آلوهاد..لأكُنْ، يا نفسُ، آخرَ عُوَاءٍ جائر تنجبه أشلاءُ فارس تومض فب أجمات هذِه آلصحراء..لِيَكُنْ..
سَأَكْتُبُهَا دِمَــاءَ
تُقَـطّـرُ مِـنْ خَيالي،
وأَنْفُثُهُ عُــوَاءَ
يُـسَرْبَلُ باللّيالي..
وأبعُدُ لاَ أميلُ
إلى عَتَبَاتِ آهَـتِكُمْ،
تُدَثِّـرُهَا حُشَاشَتِيًَ آلْمُعَـذّبَةُ،
السّعاليُ تَثْقُبُ آلْحَدَقاتِ تعميها...
فأسْمُو لاَ أسيخُ،
أخُـبُّ في آلضّياءِ،
أُحَلِّقُ في آلدّيَاجي،
أُصَفَّـدُ لاَ أَهُـــونُ،
أُكَفّـنُ بالنجومِ،
أُعَــرّشُ بآلّلآلِي...

وَأبرَزَتِ آلْحُتُوفُ
نَوَائِبَ آلأَهْوالِ فَتْقَــى،
فَـمِنْ فَقْدٍ إلى فَقْدِ،
ومِنْ لَحْدٍ إلى لَحْدِ،
ويبكي آلقلبُ تَعْفِسُهُ آلرّزَايَا،
وتنهارُ الأَمانِيُ
تُنْكَسُ آلأحلامُ فيها...
تُؤَرِّقَهَا آلْمَنايَا،
مَنَايَـا مِنْ ضُبَاحٍ،
تَزَلْزَلُ في جوانِحِها آلْفَرَائصُ مِنْ لِقَاهَا
تَشُقُّ لُبَانَةَ آلأَشواقِ تَقْصِلُهَا وأشْقَى...
فَلاَ آلأرْوَاحُ أَدْوَاحي،
ولاَ آلنبتُ آلقَشِيبُ
يُعَانِدُ آلأزْمَانَ يُسْقَـــى..
تَذُوبُ آلأمْنياتُ تَمُوتُ غَـرْقَــــى
يُخَضِّبُهَا بَــوَارُ
يُذَبِّجُهَا ثُبُـورُ،
وَأُكْمِلُهُ طريقَـا
تَسَامَى في آلْعِنَانِ،
فَـأَعْـرُجُ لاَ أَحِــيــدُ،
أسافرُ لا أَؤُوبُ،
وأَقْــصِــلُهَا عروقَـــا،
يُعَمِّرُهَا آلْجُنُونُ...

كَمَــا آلأَعْمَــارُ تَخْبُــو
أَذُوبُ لاَ أُحَـــابي
أسيخُ لاَ أُبَـــالي...

☆إشارات:
١_يقول آمرؤ آلقيس يصف ذئبا:

وَوادٍ كجَوْفِ العَيرِ قَفْرٍ قطعتُهُ
بهِ الذئبُ يَعوي كالخَليعِ المُعَيَّلِ
فقلت له لما عـــــوى إن شأننا
قليـــل الغنى إن كنت لما تمول
كلانا إذا ما نـال شـيئا أفـاتـه
ومن يحترث حرثي وحرثك يهزل

٢_يقول المتنبي:
فالمَوْتُ أعذَرُ لي والصّبرُ أجملُ بي
والبَرُّ أوْسَعُ والدّنْيا لِمَنْ غَلَبَا

٣_عَــريشٌ:العَرِيشُ ما يُسْتَظَلٌ به .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شاهد .. حفل توزيع جوائز مهرجان الإسكندرية السينمائي


.. ليه أم كلثوم ماعملتش أغنية بعد نصر أكتوبر؟..المؤرخ الفني/ مح




.. اتكلم عربي.. إزاي أحفز ابنى لتعلم اللغة العربية لو في مدرسة


.. الفنان أحمد شاكر: كنت مديرا للمسرح القومى فكانت النتيجة .. إ




.. حب الفنان الفلسطيني كامل الباشا للسينما المصرية.. ورأيه في أ