الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تعليقا على ماكتبه الاستاذ نجم الدليمي في مقاله( وجهة نظر وموقف معيب )

نسيب عادل حطاب

2023 / 2 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


نشـــــــــر الدكتور نجم الدليمي مقالا في الحوار المتمدن تحت عنوان ( وجهة نظـــر وموقف معيب ) يأخذ الكاتب فيه على الحكومة العراقية واحزاب الاسلام السياسي وكل الاحزاب الوطنية الاخرى بما فيها الحزب الشيوعي موقفهم السلبي من حادثة حرق القرأن وعدم شجب الحادثة في وسائل الاعلام بل انه يعيب على الشيوعيين عدم دعوتهم للتحشيد والتظاهر والقيام بحملة أعلامية لشجب هذا العمل ولأني اعرف ان الدكتور نجم الدليمي ينتمي لليسار ويتبنى الماركسية فقد رأيت ان أناقش رأيه ودعوته من منطق فكري عقلاني عملي أزعم أنه يتوائم مع النظرة الماركسية للحدث وأسلوب التعامل معه ............................
1- أن الماركسيين واليساريين الساعيين الى التغيير الحقيقي وكسب الناس للقضية الرئيسية للأنسانية يحرصون دوما على احترام حرية العبادة والايمان وعدم المساس بمقدسات المؤمنين ورموزه وشعائرهم وطقوسهم على أختلاف أديانهم ومعتقداتهم ويرفضون الاساءة اليها تحت أي مبرر أو عنوان .انهم يرفضون استفزاز مشاعر الناس البسطاء الذين لايستطيعون أستيعاب وقبول الاساءة الى مقدساتهم ورموزهم الدينية.....................
2- لكن الماركسية أيضا تحترم حرية الاختيار .حرية الانسان بين أن يكون مؤمنا وأن يكون ملحدا أو لادينيا وتدافع عن حق الاثنيين في هذه الحرية والاعلان عنها ضمن الأطر الحضارية التي تضمن القبول بالأختلاف وعدم ألغاء الاخر........................
3- أن الماركسية تنظر الى مسألة النقاش حول الأيمان أو وجود الخالق (الأله) من عدمه والدخول في صراع حول هذا الامر باعتبارها مسأله ثانوية تماما فهي ليست القضية الاساسية أمام المسألة الاهم المتمثلة بأولوية الصراع الطبقي .الصراع بين من يملك ومن لايملك. بين الرأسمالي الذي يستحوذ على ناتج جهد الاخرين وبين الفقراء الذين لايملكون شيئا أن المسألة الاهم هي النضال من أجل بناء مجتمع انساني عادل خال من الاستغلال
4- أن الماركسيين يرفضون ويقفون بشده ضد كل أشكال الصراع الديني والطائفي ويعتبرون أن أثارة هذا النوع من الصراع محاولة من الطبقات الحاكمة والتي تملك السلطة والمال لتحويل الانتباه عن الصراع الرئيسي والقضية الرئيسية لقد اثبت التاريخ بما لايقبل الخطأ ان كل الحروب والصراعات الدينية كان لها في الاساس بعدا طبقيا واجتماعيا أو انها كانت غطاء أستعماريا تلجأ اليه الطبقات المالكة والرأسمالية لضمان سيطرتها واستغلالها لثروات الشعوب الاخرى................................................
5- أن الماركسية بأعتبارها فلسفة مادية تؤمن بأسبقية المادة على الوعي أو الفكر وهي غير معنية بتبني الفكر الديني الغيبي بكل أشكاله وصوره انها لا تؤمن بالكائنات المقدسة ولا تمارس التقديس . انها فقط تدافع عن حرية الايمان والمؤمنيين وترفض استفزازهم لكنها لاترى في الاديان الا حركات اجتماعية مرت بها البشرية في فترة من مراحل تطور وجودها ووعيها وان هذه الحركات لجأت لأضفاء بعد لاهوتي غيبي على دعواتها والاستناد الى قوى ميتافيزيقية خارقة بقصد أقناع الناس وأضفاء الشرعية لدعوتها وفي صراعها مع مناهضيها ثم للاستفادة من هذه القوة الغيبية( الألهة أو الأله الواحد والملائكة) في تفسير كل الظواهر الدنيوية التي كانت عصية على الفهم والتفسير حينذاك
6- يبقى شيء أخر هل الدعوة الى التظاهر والتحشيد الجماهيري من أجل شجب واستنكار حرق المصحف الذي لانختلف على أدانته أمر يصب في مصلحة الشعوب الاسلامية ومن ضمنها الشعب العراقي ويحقق منجزا لها أم أنه سيكون أستجابة غير واعية لما تريده أساسا القوى اليمينية والفاشية في أوربا التي تقف وراء هذا العمل ومحاولتها المشبوهة لجر هذه الشعوب الى صراع وهمي والهائها عن أولوياتها النضالية وحرف الانظار عن القضايا الرئيسية في الصراع سواء داخل البلدان الاوربية نفسها أو في بلدان العالم الاسلامي. ان مثل هذا العمل تصفق له وتدعمه ضمنا كل دوائر المخابرات الامريكية والغربية فهو يغذي التطرف الاسلامي الذي عملت على خلقه ودعم وجوده بغية استخدامه وتوظيفه .تنتشي به وبردة وفعله أسرائيل فهو يخفف عنها ضغط الاعلام الدولي الذي ينقل جرائمها وفاشيتها تجاه الشعب الفلسطيني . تصفق له ايضا احزاب الاسلام الديني والطائفي ..تصفق وترحب به الانظمة الفاسدة والرجعية التي تختبأ وراء الاسلام و التي تضطهد شعوبها يصفق له أردوغان و نظام ولاية الفقية والنظام الرجعي في باكستان فهو يعطي مثل هذه الانظمة فرصة لابعاد انظار الجماهير عن الازمات الحياتية والمعاشية و القضايا الوطنية والطبقية الملحة في بلدانها وأظهار هذه الانظمة بنظرة المدافع عن بيضة الاسلام لكسب رضى الناس البسطاء.. بودي أن اسأل السيد نجم الدليمي من هو الأوجب في رأيه دعوة الحزب الشيوعي والقوى الوطنية للتظاهر ضد التضخم وارتفاع كلفة المعيشة التي ينوء بها المواطن وغياب الخدمات ونهب ثروات الشعب وافقاره أم التظاهر ضد حرق القرأن ؟.... ثم بودي أن اسأل الاستاذ نجم هل ان دعوة الشيوعيين أو أي قوى يسارية اخرى الجماهير للتظاهر ضد حرق كتاب من ورق ومداد تصب في سعي هذه القوى وسعينا جميعا لتحرير عقل المواطن البسيط وتطوير وعيه ومفاهيمه عن المختلف والمختلف عليه والمختلف معه والارتقاء بهذا العقل الذي أستباحته القوى السلفية وزرعت فيه عدم القبول أو التسامح مع معارضيه وأباحة دماء الملحد أو المخالف الذي يكفر بالاسلام أو بما يعتقده ؟ لقد وصل تطور العقل الاوربي والقيم الانسانية في الغرب ان المواطن المسيحي المؤمن بيسوع وبالروح القدس بات يسمع مستر بن ( الممثل الكوميدي ) وهو يستهزء بالمسيح ويكذبه دون ان يدفعه هذا لطلب الانتقام والقصاص منه . حتى في اسرائيل وهي الدولة الدينية يستطيع غير المؤمنيين بالصهيونية والروايات الدينية التعبيير عن أرائهم والتشكيك برويات العهد القديم دون ان يثير ذلك ضجة شعبية مضادة... كيف يتأتى لنا ان نفهم المواطن الأمي المؤمن أن القرأن (واي كتاب ديني أخر) لن يلغيه معتوه يلجأ لحرقه في استعراض اعلامي مخطط له ولن يضره أن يكفر به أحداً.. اّن لنا ياأستاذ نجم وهذا جزء من نضال القوى اليسارية والوطنية ان نشيع في الناس والمؤمنين منهم بالذات روح التمدن والتحضر ونعلمهم كيف يتعاملون مع مخالفيهم وجعلهم يفهمون طبيعة هذه الافعال الدنيئة( حرق القرأن ) ومن يقف ورائها وماهي دوافعها والغاية منها وافهامهم أن أحسن الطرق للتعامل معها هو اهمالها وأدارة ظهورنا لها فذلك هو السبيل الناجح لمواجهتها عندها سيكف هؤلاء السفلة عن تكرار افعالهم المشينه و سيفهمون هم ومن يقف ورائهم أن الشعوب الاسلامية أوعى بأهدافهم ومراميهم وسيرتدون على اعقابهم خائبين.........................................








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غزة.. الجيش الإسرائيلي يدعو السكان لإخلاء شرق رفح فورا


.. إسرائيل وحماس تتمسكان بموقفيهما ولا تقدم في محادثات التهدئة




.. مقتل 16 فلسطينيا من عائلتين بغارات إسرائيلية على رفح


.. غزة: تطور لافت في الموقف الأمريكي وتلويح إسرائيلي بدخول وشيك




.. الرئيس الصيني يقوم بزيارة دولة إلى فرنسا.. ما برنامج الزيارة