الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأيادي المرتعشة و إستحالة تغيير مسارات التاريخ

البشير عبيد

2023 / 2 / 2
مواضيع وابحاث سياسية



مثلما اكدت الأحداث في كل اقاليم الكون ان الأصابع المرتبكة لا تستطيع صنع التاريخ و احداث منعطفات كبرى في مساراته نظرا لفقدان الجسد الحامل لهذه الأنامل فكرا مستنيرا و رؤية معرفية لكل شؤون الحياة ٫ بامكاننا للتاكيد ان الأيادي المرتعشة لا و لن تستطيع ان تذهب بعيدا و تخترق الحواجز و الاشتباك مع المفاهيم و التصورات المختلفة بل المتناقضة مع قيم الحرية و التحرر و الانعتاق و مواجهة قوى الاستبداد و الاستغلال و الظلامية سواء كانت انظمة سياسية أو حركات او تيارات.........
الأيادي المرتعشة ليست لها علاقة بميكانزمات و تحريك المياه الراكدة لانها تفتقد الجراة و الفكر الاستراتيجي و الرؤية المعرفية العميقة و الشاملة...
كل المحاولات التي عرفتها الشعوب الطامحة للتحرر الوطني و الإنعتاق الإجتماعي ٫ و إن إتسمت بجسارة أصحابها و شجاعتهم النادرة ٫ إصطدمت بالشروط الموضوعية التي صارت بمثابة الصخرة الصماء التي تكسرت عليها طموحات اجيال متعاقبة من المكافحين الأحرار الحالمين باوطان تسود فيها قيم المواطنة و الحرية و العدالة الاجتماعية و علوية القانون........
الشروط الموضوعية التي نقصدها هي التحالفات
و التكتلات السياسية و الاجتماعية المتناقضة جوهرا و موضوعا مع أي مشروع وطني تحرري مناهض للسياسات النيوليبرالية التي ليس في اجنداتها رفاهية و تقدم الشعوب هنا أو هناك من اقاليم الكون...

لن ناتي بالجديد اذا قلنا ان هذه المشاريع الوطنية التحررية ذات الأفق الديمقراطي الإجتماعي و التنوير
الفكري و الثقافي ٫ عادة ما تافل و تسير الى الانحدار ٫
إضافة الى الأسباب الموضوعية الناتجة عن طبيعة الصراع الشرس بين قوى متناقضة في الأسس الفكرية والايديولوجية ٫ فان لهذا الانحدار الوارد حدوثه في أي لحظة نظرا لطبيعة التوازنات و موازين القوى
و المصالح المتشابكة بين الأطراف السياسية و الاجتماعية المتصارعة..هذا ما قصدناه بالشروط الموضوعية ٫ لكن الاشكال الجوهري و المركزي في عملية تفسير و تفكيك العناصر المكونة لهذا الانحدار يتمثل اساسا في المسالة الذهنية و الأبعاد الاستراتيجية للصفوة و القادة المباشرين لعملية تأسيس المشروع الوطني الديمقراطي الاجتماعي المنحاز فكرا و منهجا و عقيدة و دربا كفاحيا لا يلين
و لا يهدا مع مشاغل و شواغل و القضايا المصيرية و الطموحات المشروعة للشعوب الطامحة للتحرر و الإنعتاق و كنس سياسات الاستبداد والاستغلال و رميها في مزابل التاريخ بكل شجاعة و كتابة سطور مضاءة بمصابيح الحرية و الكرامة و العادلة الاجتماعية...هنا وصلنا الى مربط الفرس مثلما يقول العرب القدامى..... كيف ستتصرف القيادة المركزية و صفوتها الأولى المؤتمنة على تسيير المركب و القافلة
بعيدا عن الأجندات الإقليمية و الدولية المتناقضة جوهرا و موضوعا مع طموحات الشعوب و قضاياها المصيرية....هذا هو السؤال الحارق لكل ألأوراق.....!

إن المنعطفات التاريخية الكبرى ٫ لا تقوم بها الأيادي
المرتعشة من خصوم شرسين ٫ بل تصنعها السواعد
التي تحركها رؤى استراتيجية في السياسة والاقتصاد و الفكر و الثقافة و الاجتماع...و لنا امثلة نيرة قامت
بادارة الصراع مع القوى المناهضة لمشاريع التحرر الوطني و الإنعتاق الإجتماعي و فرض السيادة الوطنية على أرض الواقع ٫بحكمة و حنكة و دهاء نادر
...الزعماء الراحلين جمال عبد الناصر و الهواري بومدين و في السنوات الأخيرة شافيز و خليفته السياسي اليساري الثوري المحنك المتسم بالشجاعة و الدهاء و الديبلوماسية وقت اللزوم وفق متطلبات المرحلة و ما تفرضه من تكتيك و استراتيجيا في الآن
نفسه.....هذا ما ننتظره من قيادات عربية لمشاريع التحرر الوطني...لا سبيل للخروج من أي مازق سياسي واقتصادي و احتماعي سوى الأسلحة برؤية ثاقبة
و بعيدة المدى و ان لا تكون الأيادي مرتعشة...........

- كاتب صحفي مهتم بقضايا التنمية و المواطنة و النزاعات و الصراعات الإقليمية و الدولية....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. داعمو غزة يغيرون ا?سماء شوارع في فرنسا برموز فلسطينية


.. رويترز: قطر قد تغلق مكتب حماس كجزء من مراجعة وساطتها بالحرب




.. مراسل الجزيرة هشام زقوت يرصد آخر التطورات الميدانية في قطاع


.. القسام تستهدف ثكنة للاحتلال في محور نتساريم




.. واشنطن تطالب قطر بطرد قيادة حماس حال رفضها وقف إطلاق النار