الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل ستستفيد تركيا من مبادرة حزب العمال الكردستاني...!!!

شيار محمد صالح

2006 / 10 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


أعلن حزب العمال الكردستاني وعلى لسان رئيس مجلسه القيادي السيد مراد قرة يلان عن إطلاق مبادرة وقف إطلاق النار من جانب واحد وذلك في الأول من تشرين الأول 2006 في مؤتمر صحفي حضرته الكثير من وسائل الإعلام الكردستانية والإقليمية والعالمية كمبادرة رابعة لإرسال رسالة إلى الحكومة التركية تحوي في مضمونها عن حسن نية الكرد في حل القضية الكردية بشكل سلمي بعيداً عن العنف والشدة التي عانى منها الطرفين الكردي والتركي خلال عقدين ونيف من الخسائر البشرية والمادية بشكل كبير. وتأتي مبادرة العمال الكردستاني هذه بتوجيه مباشر من زعيمهم المعتقل في جزيرة إيمرالي السيد أوجلان لوضع حد لإراقة الدماء ونشر الإستقرار في تركيا لما للشعبين من فائدة جمَّة في ذلك.
وأتت هذه المبادرة الأحادية الجانب من العمال الكردستاني بعد عدة نداءات تقدمت بها جهات دولية مثل الولايات المتحدة الأمريكية بشكل غير مباشر من قِبل بعض المسؤولين وذلك في الخامس عشر من آب وهو نفس اليوم الذي أعلن فيه العمال الكردستاني كفاحه المسلح وإقليمية من قبل بعض المثقفين والسياسيين الترك ومحلية كردستانية من قبل السيد مام جلال رئيس جمهورية العراق الفيدرالي والسيد مسعود البارزاني رئيس إقليم كردستان العراق. وهذه المبادرات لم تأتي عبثاً بل كانت من دواعي بسط الاستقرار في المنطقة وخاصة بين الكرد لما عاناه هذا الشعب من ويلات ومظالم شتى على مرّ الدهر. طبعاً، لا يمكننا تجاهل مصالح هذه القوى من هذه المبادرة.
الحكومة التركية وعلى لسان مسؤوليها السياسيين والمثقفين وإن كان بشكل مباشر أو غير مباشر رحبت بهذه المبادرة واعتبرتها خطوة في نزع فتيل العنف والشدة وعدم الاستقرار الذي خيَّم على تركيا. وعرقلة التدهور الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والسياسي الذي تشهده تركيا جراء حربها مع العمال الكردستاني. السيد أغار زعيم حزب الطريق القويم صرَّح عبر وسائل الإعلام أنه ينبغي حل القضية الكردية في آمد وينبغي اعتبار القضية الكردية شأن داخلي وعدم فسح المجال للتدخلات الخارجية. وكذلك صرح السيد أردوغان رئيس الوزراء التركي أثناء زيارة له لأمريكا: "إن توقفت الهجمات والاشتباكات، فليس هناك داع للحملات التمشيطية". وغيرها الكثير من التصريحات التي تحتاج إلى تفعيلها على أرض الواقع كي لا تبقى حبراً على ورق كما يقال أو كلاماً في الهواء تم بثه عبر الفضائيات لا غير. ومن الطرف الآخر يصرح الجنرالات العسكريين بأنهم لا يعترفون بمبادرة العمال الكردستاني هذه وأنهم مستمرون في حربهم حتى إنهاء الإرهاب كما يزعمون. هذه التصريحات المتناقضة الصادرة عن المسؤولين الأتراك توحي لنا حالة الفوضى واللا تناغم التي تعيشها الحكومة التركية بشقيها السياسي والعسكري وأن هذه الحكومة لا تمتلك أي مشروع أو مخطط لنشر الاستقرار الداخلي والقضاء على حالة الفوضى التي تعيشها. وغاب عن ذهن الحكومة التركية بأن عصر وزمن العنف قد ولَّى بغير رجعة وأننا ولجنا القرن الحادي والعشرون من أوسع أبوابه وأن موجة الديمقراطية والحوار والاعتراف بالآخر قد حلَّت مكان العنف ولغة السلاح وأحذية الجندرمة والعسكر.
الحكومات التركية المتعاقبة أورثت المجتمع عشرات المليارات من الديون الخارجية وحالة من عدم الاستقرار المجتمعي وفوضى سياسية وثقافية واقتصادية جراء تعنّتها على الخيار العسكري في حل القضية الكردية. وأنَّ هذه الحكومات قدمت التنازلات تلو الأخرى في كافة الميادين من أجل إلصاق تهمة الإرهاب بالحركة التحررية التي يقودها العمال الكردستاني، لكن كل هذه المحاولات باءت بالفشل ولم تحصد الحكومات التركية من محاولاتها تلك سوى أنها باتت عجوز شمطاء تتوسل في سراديب البيت الأبيض وأزقة الاتحاد الأوروبي وتلبي طلبات أسيادها على سرير التنازلات الاقتصادية والدبلوماسية.
مآل القول، إن أرادت الحكومة التركية الوريث الشرعي للرجل المريض العثماني أن تستعيد عافيتها نوعاً ما عليها الاستفادة من المبادرة التي طرحها السيد عبد الله أوجلان في وقف إطلاق النار والاعتراف بالكرد ومنحهم حريتهم السياسية والاجتماعية والثقافية لبناء مجتمعهم الحر بعيداً عن الوصاية والإستكبار واستصغار الآخر. فبدون معالجة الحالة المجتمعية المشلولة التي يعاني منها المجتمعين الكردي والتركي لا يمكن لتركيا أن تنهض من سباتها ولا يمكن لها أن تصبح صاحبة إرادة وقوة في المنطقة والتي هي بأشد الحاجة لها، ولا يمكن لتركيا أن تلعب دورها الريادي الواقع على عاتقها. كل ذلك متوقف على أن تعترف الحكومة التركية بالكرد وتقدم اعتذارها لهم على كل ما ذاقوه ولاقوه من ظلم وإجحاف من إخوتهم الترك خلال السنين العابرة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. دول عربية تدرس فكرة إنشاء قوة حفظ سلام في غزة والضفة الغربية


.. أسباب قبول حماس بالمقترح المصري القطري




.. جهود مصرية لإقناع إسرائيل بقبول صفقة حماس


.. لماذا تدهورت العلاقات التجارية بين الصين وأوروبا؟




.. إسماعيل هنية يجري اتصالات مع أمير قطر والرئيس التركي لاطلاعه