الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المخدرات وطرق الوقاية منها

مروان هائل عبدالمولى
doctor in law Legal counsel, writer and news editor. Work / R. of Moldova

(Marwan Hayel Abdulmoula)

2023 / 2 / 4
الصحة والسلامة الجسدية والنفسية


المواد المخدرة : هي المواد التي تغير الوعي الذاتي وسلوك الشخص و تصوره للعالم من حوله ، اما الإدمان على المخدرات هو اضطراب عقلي وجسدي خطير يتمثل في تعاطي الشخص واعتماده على المؤثرات العقلية ، التي تدفع الشخص إلى حالة من الوعي المتغير وتسبب الاعتماد الفسيولوجي والنفسي على المواد المخدرة.
الوقاية من الإدمان على المخدرات من واجبات الوالدين :
يهتم الكثير من الآباء بشكل متزايد بمشاكل تزايد تعاطي المخدرات بين الشباب وهذا يدعوهم للقلق ، لأن مرض الإدمان لا يوجد الآن فقط في العائلات التي تعاني من مشاكل المخدرات ، ولكن حتى الأطفال من العائلات التي يبدو فيها أن كل شيء على ما يرام في كثير من الأحيان لا يمكنهم رفض إغراء المخدرات، لذلك يجب على كل الاباء عدم الاستسلام للشعور بالأمان الزائف .
المخدرات الأكثر شيوعًا وتأثيراً هي :
الكحول - الأمفيتامين – الهيروين- الحشيش -الكوكايين - المواد اللاصقة والورنيشات - LSD- المهدئات والحبوب المنومة – تبغ- قات .
لماذا يتعاطى الناس المخدرات؟
كثير من الناس يستنجدون بالمخدرات للانفصال عن الواقع والهروب من الصعوبات والخلافات الاسرية او مشاكل العمل او الفشل في الدراسة ولو مؤقتاً ، ويتناسون ان هذه المنشطات العاطفية سوف تدفعهم الى هاوية الإدمان على المخدرات ، ومشاكل جسدية ونفسية واسرية اكثر تعقيداً .
يجب ان تعتبر الوقاية والتثقيف من مخاطر المخدرات في المجتمع من اولويات الدولة ، وللوقاية من تعاطي المخدرات من المهم جداً اتخاذ تدابير العمل التثقيفي عن المخدرات وخطورتها مع الافراد منذ الطفولة ، وهذه التدابير لها تأثير جيد عند الأطفال دون سن 10 سنوات ، ففي هذا العمر يطور الطفل فكرة واضحة عن الخير والشر وارتباط نفسي " للمخدرات " وبشكل واضح بالسلبية والموت ، وكذلك من الممكن منع الشخص من تعاطي المخدرات في سن مبكرة من خلال تكوين صورة سلبية لمدمن المخدرات في العقل ، كعنصر اجتماعي يقتل نفسه و في هذه الحالة مخاوف الأطفال تعمل بشكل جيد في العقل الباطن ، إذ من المهم إنشاء صورة رهيبة وسيئة عن المخدرات ، حينها سيحاول الطفل بكل طريقة ممكنة منعها طوال حياته المستقبلية ، مثل هذه الأساليب هي أفضل طريقة لمنع إمكانية البدء في تعاطي المخدرات وتكوين الرغبة في الانضمام إلى المدمنين .
وفقًا للعديد من الخبراء يجب أن تشمل الوقاية من إدمان المخدرات تكوين مجموعات صغيرة من تلاميذ المدارس الذين يتعين عليهم تحت إشراف أخصائي المخدرات زيارة مستوصفات علاج المخدرات ، في هذه المؤسسات يمكن للشباب أن يروا بأنفسهم ما يتحول إليه الشخص نتيجة تعاطي المخدرات ، فمن المؤكد أن مثل هذا العلاج بالصدمة سيحقق نتائج جيدة ، لأنه لن يقرب أي شخص عاقل من المخدرات .
بغض النظر عن مدى غرابة العلاج بالصدمة ، فإن السبب الرئيسي لبدء تعاطي المخدرات في الغالب هو الملل العادي والكسل و ظروف العمل المستمر للوالدين بسبب نقص المال في الأسرة ، حيث يبدأ الشاب في سن المراهقة بدلاً من زيارة إحدى النوادي الرياضية ، يبدأ بالتجول بلا تفكير في الشارع حيث يُعرض عليه تجربة مجموعة متنوعة من المواد المخدرة ، فالمشكلة لا تكمن فقط في المال ، ولكن في تجاهل واهمال الطفل وفقدان التواصل بينه وبين الآباء .
بدون اهتمام الوالدين يبدأ المراهق في السعي إلى الاتصال بأشخاص آخرين يعالجون وعيهم غير الناضج بالمؤثرات العقلية ، ومن أجل البدء في جني الأموال منه في المستقبل عن طريق بيع المخدرات له ، لهذه الأسباب من المهم جدًا الانتباه إلى الطفل وتعليمه أن الكتب والرياضة وتطوير الذات هي طريق النجاح والحياة ، فمثل هذه التربية ستحمي المراهق بالتأكيد من الرغبة في تدخين السجائر ، والتي قد تتطور في المستقبل إلى رغبة في تجربة المخدرات "الخفيفة" ومن ثم الانتقال لاحقاً الى الثقيلة .
يجب أن تستند الوقاية والعلاج من إدمان المخدرات في المجتمع إلى مبادئ بسيطة تتعلق بتنشئة جيل الشباب والعمل مع الجزء البالغ من السكان ، فمعظم مدمني المخدرات هم من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و 35 عامًا ، و بناءً على هذه الحقيقة بدأ معظم مدمني المخدرات في استخدام المواد المخدرة والمؤثرات العقلية في الصفوف الأخيرة من المدرسة أو بعد التخرج بقليل من الجامعة ، لهذه الأسباب تلعب الوقاية من إدمان المخدرات بين الشباب دورًا كبيرًا في مكافحة هذا المرض الرهيب .
ينبغي أن تقوم الوقاية على مبدأ تزويد المراهقين والأطفال ببدائل للمخدرات ، بمعنى اخر يجب أن تعمل جميع أنواع الدوائر الإبداعية للدولة والأقسام الرياضية كبديل للمؤثرات العقلية وفي الوقت نفسه الدولة كذلك ملزمة بالعناية بإمكانية الوصول الشامل إلى مثل هذه الأنواع من أوقات الفراغ.
لا يمكن التغلب على إدمان المخدرات إلا من خلال إعادة الشخص قسراً إلى بيئة اجتماعية طبيعية ، وفي الوقت نفسه يجب حماية مثل هذا المريض قدر الإمكان من الاتصال بمدمنيه المألوفين للمخدرات ، مما سيساعد على استبعاد احتمال انتكاس مرضه.
يعد إدمان المخدرات مشكلة حقيقية في مجتمع اليوم ، فهو يدمر العائلات ويدمر الصحة ويقتل الناس وجهود الدولة للوقاية من هذا المرض ليست كافية ، لذلك يجب على الناس التعامل مع هذه المشكلة بأنفسهم لحماية أقاربهم من المخدرات.
التوصيات :
الوقاية الأولية من المخدرات من جانب الدولة يجب ان تقوم بها :
- المؤسسات التعليمية للدولة.
- وسائل الاعلام .
- القوانين الرادعة .
- المساجد .
دور الأسرة :
يتعلم الأطفال الكثير من خلال الملاحظة والتقليد ، لذا فإن المثال الشخصي للوالد مهم للغاية في تشكيل المواقف المستقبلية للطفل ، وإذا كان أحد الوالدين يتعاطى الكحول او القات او المخدرات او يدخن حتى السجائر العادية امام الطفل ، فقد يكون هذا أول دروس هذا الطفل في الحياة القابل للتقليد.
يجب على الاباء التواصل مع الابناء و التحدث معهم عن المخدرات ، حيث يتحدث الكثير من الآباء عن التبغ والكحول ، لكن في حالة المخدرات ، يفضلون إخفاء رؤوسهم في الرمال ويعتقدون بشكل أعمى أن هذا لن يحدث في عائلاتهم ، والنتيجة هي ان غالبًا ما يتجه المراهقون للحصول على معلومات عن المخدرات من جانب واحد وهو الشارع أو من الأصدقاء أو عبر الإنترنت .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حماس وإسرائيل.. محادثات الفرصة الأخيرة | #غرفة_الأخبار


.. -نيويورك تايمز-: بايدن قد ينظر في تقييد بعض مبيعات الأسلحة ل




.. الاجتماع التشاوري العربي في الرياض يطالب بوقف فوري لإطلاق ال


.. منظومة -باتريوت- الأميركية.. لماذا كل هذا الإلحاح الأوكراني




.. ?وفد أمني عراقي يبدأ التحقيقات لكشف ملابسات الهجوم على حقل -