الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العنوان مجهول 2001(كيم كي دك):العدو في الداخل

بلال سمير الصدّر

2023 / 2 / 4
الادب والفن


هذا الفيلم اثار جدلا واسعا حول طريقة تعامل دك مع الحيوانات،من حيث العنف القاسي الذي تعاملت به شخصيات هذا الفيلم مع الحيوانات،على انه يقدم افتتاحية للفيلم تبدو متناقضة:
لم يؤذي اي حيوان بأي شكل أثناء تصور هذا الفيلم
لكن،ما الفرق بين أن تنفي مشهدا حول تعذيب أو قتل حيوان،ومن ثم تؤكده بحيث تجعله جزءا من عالم واقعي أو جزءا من واقع كان ذات مرة...علينا ان لاننسى أن هذا الفيلم مستقى من ذاكرة المخرج نفسه.
تدور أحداث الفيلم في قرية معزولة على الحدود بين الكوريتين في محيطها قاعدة أمريكية لحفظ السلام والهدنة بين الكوريتين...
الفيلم كما يبدو هو عن العنف،ولكن كعادة دك يحيط كل افلامه بهم فردي خاص جدا،وان كان اساس هذه الهموم هي المجتمع والواقع المحيط،وأساسا هو العلاقة بالآخر القادم لحفظ الأمن والسلام.
يبدأ الفيلم بمشهد لصبي يضع مسدسا خشبيا من مخلفات صندوق اسلحة أمريكية الصنع،ويطلق النار على فتاة في مثل عمره تقريبا-سنكتشف لاحقا بأنها أخته-ويؤدي هذا الأمر الى فقدانها لعينها.
تستمر الحكاية...
شانغ غوك،كوري مهجن أسود البشرة،ذو شعر أجعد بينما ملامحه هي الملامح الآسيوية للجنس الكوري الجنوبي،وهذا طبيعي فشانغ-كما يطلق عليه-هجين ناتج عن زواج كورية من جندي أمريكي أسود...لكن والدته اقرب الى الجنون الآن،فهما يعيشان في باص من مخلفات الحرب الأمريكية،ولازالت تنتظر رسالة من زوجها الذي سافر بعيدا الى الولايات المتحدة.
لكن شانغ حانق على امه وتصرفاتها ولايتوانى عن ضربها ونعتها بالعاهرة...هذه الثيمة لحن عليها دك بشكل أدق وأكثف في فيلمه الأشهر بييتا.
يعمل شناغ غوك مع جزار الكلاب الذي يدعى ب(عين الكلب)،وفي نفس الوقت فعين الكلب هذا هو عشيق والدته.
قبل ذبح الكلب وتجهيزه،يدفع على حبل مشنقة ومن ثم يضرب حتى الموت بقصد قتله وتكسير عظامه...وهكذا
ان كان المجتمع الكوري يأكل الكلاب،فلا داعي أن نضفي رونقا عاليا على قضية القسوة ضد الحيوانات،فالكلب يأكل في النهاية مهما كانت الطريقة...
الذي اريد أن اقوله فعليا،هو بأنه علينا ان لانحاسب كيم كي دك ان كان واقعه لايأتي على مقاس ادراكنا نحن للواقع،ولكن من الممكن ان تعترينا الدهشة حول الطبيعي الذي يصور دك من خلاله مشاهده...
هناك ام تضرب بقسوة من ابنها اللقيط،وهناك جزار كلاب يشنق الكلب ويضربه حتى الموت وهو لاحقا سيعدم بنفس الطريقة التي كان يعامل بها كلابه...
إن كان آرتو ابتدع مسرح القسوة،فكيم كي دك ابتكر معطيات ملفتة جدا للنظر ضمن سينماه التي من الممكن ان تدعى بسينما القسوة...
جيسوم،هو شاب هادئ بالكاد يتكلم-كعادة شخصيات دك-واقع في غرام اينوك التي فقدت عينها في لعبة الطفولة السابقة...
تبنى علاقة من الصداقة بين شانغ وجيسوم ويتشاركان بالتلصص على اينوك في غرفة نومها...
تطعن اينوك عين شانغ بينما يصنع جيسوم مسدسا ليطلق النار على المتلصصين،فيطلق النار على عينه-خطأ- والنتيجة هي ان الثلاثة باتو بعين واحدة...
هل من الممكن ان ترى العين الواحدة الحقيقة كاملة...؟
اليست هناك اشكالية ضمن هذه الرؤية للحقيقة بأي شكل من الاشكال...
تتعرف اينوك على مجند أمريكي يعدها بالمساعدة،وتهجر جيسوم مقابل أن تعود اليها عينها والتي تعود اليها فعلا،ولكنها سرعان ما ستتخلص منها بنفسها مفضلة نار فقدان عينها على جنة أمريكا،أو جنة المجند الأمريكي...
شانغ لازال يمارس عنفا حقيقيا ضد والدته،بحيث يجرحها جرحا بليغا –متعمدا أن يقطع جزء من جسدها ولم نفهم سبب ذلك-ومن ثم يموت بحادث دراجة بحيث يؤدي الحادث أن ينغرس رأسه في الطين وتبرز قدماه الى الأعلى متباعدتان وكأنهما تشيران الى علامة النصر...
تهيم الأم،تبحث عن فلذة كبدها،تجده ميتا ،تحمله الى منزلها الخرب...تحمله الى مخلفات الحرب الأمريكية...تتغذى قليلا على لحمه ومن ثم تحرق نفسها معه،أو مع جثته...؟!
يضيع دك في هذه القصة-التي فيها شيء من ذكرياته-بين الفردانية وبين الواقعية،بين الفرد الملتصق بمجتمعه اشد الالتصاق،بل هو بالأساس حصيلة مجتمعه وبين مجتمعه،جتى لو بدت الأمور خاضعة لتناقض كبير،ولكنها في نفس الوقت تمتلك سمة من الحقيقة وقابلة للتصديق...
انه مجتمع خالي من الرحمة،الكل فيه يضرب الآخر،فهناك من يضرب أمه حتى الرغبة بالقتل،ومن ثم يموت اثر حادث لانعرف ان كان انتحاريا اصلا،وهناك شخص هاجسه الانتقام-جيسوم-ولكنه يقع ضحية لرغبة في الانتقام ...بالرغم من كل شيء ففي الفيلم دفق كبير من المشاعر
هناك مقبرة جماعية يكتشفها جيسوم بالصدفة وهي لجنود كوريا الشمالية الشيوعيين
العمى الذي عاش فيه شخصياتنا الثلاثة كان عما مؤقتا،وحتى لو لم يكن عما مؤقتا،فهناك عين أخرى ترى بوضوح ...بوضوح شديد
ناغيسا أوشيما قال ذات مرة:أن العدو في الداخل








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم شقو يضيف مليون جنيه لإيراداته ويصل 57 مليونًا


.. أدونيس: الابداع يوحد البشر والقدماء كانوا أكثر حداثة • فرانس




.. صباح العربية | بينها اللغة العربية.. رواتب خيالية لمتقني هذه


.. أغاني اليوم بموسيقى الزمن الجميل.. -صباح العربية- يلتقي فرقة




.. مت فى 10 أيام.. قصة زواج الفنان أحمد عبد الوهاب من ابنة صبحى