الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حور .. رواية جميلة لأديب واعد

أحمد فاروق عباس

2023 / 2 / 4
الادب والفن


لست ناقداً أدبياً ، ولكنى قارئ للأدب ..
قرأته متذوقاً وقرأته دارساً ، ففى إصدارات مكتبة الأسرة فى بداية ومنتصف التسعينات قرأت لمحفوظ وادريس والسباعى وعبد الحليم عبد الله والحكيم وغيرهم ..
وفى نفس الفترة ، وهى فترة المرحلة الثانوية ، وبطبيعة الدراسة الأزهرية - قبل التجديد والتطوير - درسنا الشعر العربي كله ، بجميع عصوره ، من العصر الجاهلي إلى العصر الحديث ، مروراً بصدر الإسلام والاموى والعباسى والمملوكى والاندلسى ، وحفظنا عيونه من مختلف عصوره ..
ثم درسنا أدب المقالة والخطابة في تلك العصور ، وحفظنا أجزاء من أشهرها ..
استمرت هواية قراءة الأدب بعد ذلك ، ولم تقتصر على الأدب العربي ، بل تعدتها إلى أشهر أدباء العالم ، من ماركيز إلى باولو كويلو في أمريكا اللاتينية ، ومن وولى سوينكا في نيجيريا إلى أليف شفق في تركيا ..
أذكر ذلك لأقول اننى لست متطفلاً على الأدب ، على الأقل كونى قارئاً ومهتماً ..
وقد كنت بالأمس على موعد مع رواية جميلة ، كانت صديقى فى السفر ، فقد أخرجتها من حقيبتى وقضيت معها ساعات السفر الطويلة ..
والرواية اسمها " حور " وهى العمل الأول للدكتور محمد عبد الحميد ، والمؤلف صديق واخ وزميل لى فى الكلية ، وليس لذلك علاقة برأيي في عمله الجميل ..
الرواية تنتمى إلى نوع من الفانتازيا الإجتماعية ، وهى تتحدث عن أجواء الغيرة القاتلة بين النساء على الحب والزواج والأبناء ، وإلى أى حد تأخذ تلك المشاعر من تتملكه إلى مسالك شديدة الوعورة ..
وقد أجاد د . محمد عبد الحميد تصوير أجواء الحقد الدامى والغيرة العمياء ، وذهابها في سبيل ذلك إلى الاستعانة بعوالم الجن لتسخيره فيما تطلب من مطالب غير سوية ..
أجواء الرواية تنتمى إلى الصعيد وقراه ، وهى البيئة التى يجيد المؤلف تصوير أجواءها لانتماءه إليها ، وهو واضح من تفاصيل الأمكنة ومن لغة الحوار ؛ ولكن المشاعر والدوافع والأفعال تتعدى بيئة الصعيد وقراه وزمانه ، إلى ما يمكن اعتباره مشاعر عامة تنتمى إلى كل البيئات ، الغنى منها والفقير ، المتقدم منها أو المتأخر ..
فعلى الرغم من أننا نعيش في عصر العلم والمدنية ، إلا أنه تحت هذه الغلالة الرقيقة مازلت توجد الدوافع الحقيقية للإنسان ، السوى منها وغير السوى ، وعلى الرغم من أن العصر الذى نعيشه يسمى بعصر المعرفة وعصر ثورة المعلومات ، إلا أن دوافع الإنسان ومخاوفه ونوازع الشر فيه لم تتغير وتتقدم كما تقدم العلم والمعرفة ..
ومازل كثير جدا من الأوساط الاجتماعية تؤمن وتعمل في أعمال ما وراء الطبيعة من تسخير الجن وخلافه ..
وروايات عوالم ما وراء الطبيعة أصبحت صيحة جديدة في عالم الرواية العربية والعالمية فى هذا العصر ، ولها قراءها ومعجبيها الكثيرين ، وأحسب أن د. محمد عبد الحميد يحجز لنفسه مكاناً في الصدارة من هذا الفن الروائي في اللغة العربية ..
وبالرواية قدر عظيم من التشويق ، ويكاد المرء أن يقفز بين الصفحات ليعرف نهاية الصراع الهائل الذى تحكيه أوراق الرواية ..
وقد أجاد الراوى ربط شخصياته وإعطاءها الصبغة الإنسانية ، وكانت تصرفاتها متفقة مع دوافعها ، ويمكن فهمها في إطار ذلك ، وان كان لا يمكن - بالطبع - إقرارها عليها ..
وكتابة هذا النوع من الروايات ليس بالمسألة السهلة أو الهينة ، فاعتمادها على عنصر الأشياء الخارقة للطبيعة لا يطلق العنان كلياً لخيال الكاتب يمرح كما يشاء ، فهو مطالب دائمآ أن يكتب روايته بأسلوب مقنع ، وأن يضع قواعد منطقية منظمة للرواية حتى وهو يسبح بخياله في الأحداث غير المألوفة ، وهو ما أجاده د محمد فى روايته الجميلة ..

الرواية صورة من المشاعر الإنسانية القوية ، ومن الأحداث غير المألوفة ، وهى نابضة بالحركة وبالحياة ، وان كانت نهاية الرواية احزنتنى على المستوى الشخصى ، فلم تكن بطلة الرواية ومحور أحداثها - حور - تستحق هذا المصير القاسى ..
هى فعلاً رواية تستحق القراءة ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نابر سعودية وخليجية وعربية كرمت الأمير الشاعر بدر بن عبد الم


.. الكويت.. فيلم -شهر زي العسل- يتسبب بجدل واسع • فرانس 24




.. رحيل الممثل البريطاني برنارد هيل عن عمر 79 عاماً


.. فيلم السرب يتخطى 8 ملايين جنيه في شباك التذاكر خلال 4 أيام ع




.. الفنان محمد عبده يكشف عبر برنامج -تفاعلكم- أنه يتلقى الكيماو