الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ازمة صرف الدولار في العراق , من هو المستهدف الحقيقي ؟

محمد رضا عباس

2023 / 2 / 4
الادارة و الاقتصاد


المستهدف الحقيقي ليس تاجر بغداد , وانما ايران . القضية وما فيها , هو ان الولايات المتحدة , وبالضبط البنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك بدء فرض قيود صارمة على المعاملات الدولية بالدولار من قبل البنوك العراقية التجارية في شهر تشرين الثاني من العام المنصرم . وعلى اثر ذلك الحظر انخفضت حجم التحويلات اليومية بأكثر من 80% . هذا الانخفاض الهائل في تقلص التعامل البنكوي , كما يدعيه المسؤولين في البنك المركزي العراقي والبنك الاحتياطي الأمريكي هي عدم كفاية المعلومات حول وجهات الأموال او اخطاء أخرى.
اما الهدف الحقيقي للإجراءات الأمريكية الجديدة حسب ما ادعت به صحيفة الوول ستريت جورنال هو "الحد من استخدام النظام المصرفي العراقي لتهريب الدولار الى طهران و دمشق و ملاذات غسل الأموال في الشرق الأوسط". الإجراءات الامريكية الصارمة قد نجحت ؛ حيث تدحرج حجم التعاملات بالدولار في العراق من معدل 200 مليون دولار يوميا قبل دخول القواعد الجديدة الى 23 مليون دولار في يوم 17 كانون الثاني 2023 , أي بانخفاض قدره ما يقارب 90%.
اذن , النقص في كمية الدولار في الأسواق العراقية كان هو السبب بارتفاع سعره امام الدينار العراقي. كان سعر الصرف هو 1470 دينار للدولار الواحد , ولكن بسبب النقص وصل يوم , 1 شباط 2023 الى 1620.
نقص الدولار في الأسواق العراقية أدى الى ارتفاع ملحوظ في أسعار السلع والخدمات , ورفع من نسبة التضخم بالبلاد مما أضاف ثقل جديد على كاهل الفقراء وأصحاب الدخل المحدود , واضطرت الحكومة العراقية بفتح مراكز تسويق بدعم حكومي مع التشديد بان ارتفاع الدولار موقت وسوف لن يطول كثيرا. الا ان التاجر العراقي ومن اجل توفير سلعته في السوق اضطر الى شراء الدولار من السوق وبأسعار مرتفعة مما انعكست على أسعار البضائع في الأسواق.
القرار الأمريكي لم ينصف الشعب العراقي لأنه لم يأتي لحماية اقتصاده بقدر تحقيق رغباته بفرض عقوبات جديدة على ايران , وهذه المرة سد أي نافذة من الممكن ان تؤدي الى تهريب الدولار الأمريكي لها . بينما تهريب الدولار من العراق الى ايران ودول أخرى عامل قائم ولا احد يستطع نكرانه , الا ان نظرة سريعة الى حجم التجارة العراقية الخارجية يؤكد ان تهريب الدولار الى خارج العراق ليس بحجم الذي يدعوا بإرباك الاقتصاد الوطني العراقي لفترة ثلاث اشهر , حيث بلغت استيرادات العراق من السلع والخدمات عام 2021 , ما قيمتها 79.4 مليار دولار , فيما بلغت الصادرات العراقية 75.65 مليار دولار لنفس العام . هذه الأرقام تؤشر الى وجود خطا فاضح في إدارة الاقتصاد العراقي احدها هو غياب بضائع من " صنع العراق" . بكلام اخر , ان العراق يصرف المليارات من الدولارات على سلع من الممكن انتاجها في الداخل لو كانت هناك سياسة اقتصادية حكيمة .
ان الاجراء الأمريكي , بكل تأكيد لم يخدم المواطن العراقي وشوش الشارع وأعطى المجال لأصحاب النفوس المريضة بالتنظير حول سبب شحة الدولار وكيف ستجلب هذه الشحة الكوارث على العراق والعراقيين , حتى وصل الامر ان احدهم حث على توقف العوائل من زيارة المطاعم , واخر بدء يذكر العراقيين أيام المقاطعة العالمية ضده بعد دخول العراق الى دولة الكويت , وكيف استبدل اكل اللحم بالشجر ( كوسه). واخرون اعتبروا ان الإجراءات الامريكية جاءت بسبب غضبها ضد سياسة السيد محمد شياع السوداني , وان هذه الإجراءات جاءت لتأجيج الشارع العراقي ضده ومن ثم اسقاطه وحل محله حكومة اكثر قربا منها . بل البعض ذهب ابعد من ذلك , حيث اعتبر ان أمريكا سوف لن تستجيب لطلب السيد السوداني بتأجيل تطبيق الإجراءات الامريكية حتى يقوم السيد السوداني بحضر الحشد الشعبي وإلغاء اتفاقية الصين , عدم المساس بالربط الاقتصادي مع الأردن ومصر , عدم مضايقة إقليم كردستان, وغض النظر عن تواجد القواعد التركية في العراق. انها تقولات ما انزل الله بها من سلطان , ولكن اشغلت الشارع العراقي , بل وخرجت التظاهرات في مراكز بعض المدن العراقية تطالب بالتوضيح من الحكومة والبنك المركزي عن سبب تصاعد سعر الصرف.
المفاوضات بين الجانب الأمريكي والعراقي نجحت بعد اتصال السيد السوداني بالرئيس الأمريكي جو بايدن واتفق الاثنان على مواصلة التنسيق والتعاون خلال الاجتماعات المزمع عقدها في العاصمة واشنطن في منتصف الشهر الحالي . السيد بايدن اكد خلال الاتصال التليفوني في 3 شباط , بدعمه لتحقيق الاستقرار الاقتصادي في العراق واستعداد وزارة الخزانة الامريكية للمرونة للازمة لتحقيق الأهداف المشتركة." واعلن البنك المركزي العراقي عن اصدار حزمة سماها "الأولى " من تسهيلات تلبية الطلب على الدولار في جانبي النقد والتحويلات الخارجية. وحسب ما نشرته السومرية يوم 3 شباط 2023 فان الدولار انخفض من 178 الف دينار الى 155 الف دينار لكل 100 دولار, والله يحب المحسنين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عمال المحارة الترند عملوا فيديو جديد .. المنافسة اشتدت فى تل


.. أسعار الذهب اليوم الأحد 19 مايو 2024




.. الأسبوع وما بعد | قرار لبوتين يشير إلى تحول حرب أوكرانيا لصر


.. بنحو 50%.. تراجع حجم التبادل التجاري بين تركيا وإسرائيل




.. العربية ويكند الحلقة الكاملة | الاقتصاد مابين ترمب وبايدن..و