الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التفكير بصوت عال في -الحركة الشيوعية العالمية--

أحزاب المبادرة الشيوعية الأوروبية

2023 / 2 / 4
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


كمال أوكويان ، الأمين العام للحزب الشيوعي التركي TKP

كثيرًا ما نميل بسبب العادة إلى استخدام عبارة "الحركة الشيوعية العالمية". ومع ذلك ، لا يمكننا الحديث اليوم عن ظاهرة تستحق أن توصف بالحركة الشيوعية العالمية.
هناك شيوعيون في كل دول العالم تقريبًا. تنشط الأحزاب أو التشكيلات التي تحمل اسم الشيوعيين في العديد من البلدان. بعضها لها تأثير كبير في بلدانهم ، والبعض الآخر في السلطة. يمكننا حتى أن نقول إن الأحزاب الشيوعية أوسع نطاقا اليوم مما كانت عليه في عام 1919 ، عندما تأسست الأممية الشيوعية ، وفي السنوات القليلة التي تلت ذلك.لكننا ما زلنا لا نستطيع التحدث عن حركة.

لأن الحركة ، رغم كل تناقضاتها الداخلية ، لها مسار. من الواضح أن الأحزاب الشيوعية اليوم ليس لديها مسار مشترك نتوقعه من حركة.
إذن نحن بحاجة للإجابة على السؤال: هل من الممكن أن يتحول الشيوعيون اليوم إلى حركة عالمية؟
يمكن تعريف "الحزب الشيوعي" من خلال إرادته وتصميمه على قيادة الانسانية إلى مجتمع خالٍ من الطبقات والاستغلال، مع الحفاظ على أصالة وثراء مكونات هذه الإنسانية، المجموعة التي لا تحمل في نسيجها هذه الإرادة والعزم لا يمكنها ان تتحول الى "حركة شيوعية عالمية".
لا ينبغي أن يؤخذ هذا على أنه نقد أو محاججة ، ولكن كتقييم موضوعي للوضع الموجود.
إن النضال من أجل الديمقراطية أو السلام ، و الحضور في طليعة هذا النضال ، لا يمكن أن يحل محل الرسالة التاريخية للأحزاب الشيوعية. وبالمثل ، في حين أن النضال ضد الإمبريالية الأمريكية هو مهمة لا غنى عنها للأحزاب الشيوعية ، إلا أنه ليس سمة مميزة لها.
يمكننا الاستفادة من شهادة التاريخ لنفهم بشكل أفضل ما نعنيه.
نعلم أنه بين عامي 1933 و 1945 ، ركزت الحركة الشيوعية العالمية معظم جهودها على النضال ضد الفاشية ، بينما تم وضع المهمات والأهداف الأخرى في الخلفية. لكننا ما زلنا نستخدم مصطلح "الحركة الشيوعية العالمية" لتلك الفترة. أثناء شرح ذلك مع وجود الاتحاد السوفيتي ، ما يجب ألا ننساه هو حقيقة أنه حتى خلال هذه الفترة ، حافظ الاتحاد السوفيتي على المنظور المركزي "للنضال من أجل عالم خالٍ من الطبقات والاستغلال" ، وعلى الرغم من بعض الأخطاء ، فقد حافظوا على جهودهم من اجل اغتنام الفرص التي نشأت من أجل قفزة إلى الأمام في العملية الثورية العالمية.

إذا أمكن اختزال الأممية الشيوعية حصريًا إلى سياسات الجبهة الشعبية ، فيمكننا أن نقول أنه في السياق التاريخي كانت الحركة الشيوعية العالمية في حالة انحسار منذ الثلاثينيات.
يجب أن يكون واضحًا أن هذا النهج لا علاقة له بتشويه سمعة النضال ضد الفاشية أو المهام المماثلة الأخرى. إنه فقط لتذكيرنا بأن تعريف "الحركة الشيوعية العالمية" يتطلب مسارًا مشتركًا يتماشى مع المهمة التاريخية للشيوعية.

في الواقع ، ما نحتاج إلى التركيز عليه هو كيفية الوصول إلى لحظة تظهر فيها هذه المهمة التاريخية في المقدمة مرة أخرى ، لتصبح مركز ثقل يؤثر ويشكل كل الأحزاب الشيوعية بمسارات وأجندات مختلفة.
من الواضح أنه لكي تصل الشيوعية إلى هذا المستوى من التأثير والجاذبية على الساحة الدولية ، هناك بالتأكيد مسألة الظروف الموضوعية. ومع ذلك ، سيكون من الخطأ الجسيم أن نعزو تقدم الحركة الشيوعية إلى بعض الظروف المواتية التي ستظهر في لحظة غير معروفة ، خاصة في عصرنا الذي تواجه فيه الرأسمالية في كل بلد مأزقًا اقتصاديًا وسياسيًا وأيديولوجيًا لا يمكنها التغلب عليه.

في ظل الظروف التي يتدهور فيها حكم رأس المال ، و ينتقل من أزمة إلى أخرى ولا يستطيع تقديم أي آمال ، حتى الآمال الزائفة للبشرية ، يجب أن يكون من البديهي أن الشيوعيين بحاجة إلى إعطاء الأولوية لتحليل العامل الذاتي بدلاً من الشكوى من الظروف الموضوعية .
نحن بحاجة إلى إجراء مناقشات جريئة.

بدأت السيرورة الثورية العالمية في الحصول على المرجعية النظرية والسياسية اللازمة للنضالات الصعبة المقبلة ، بعد العقود القليلة التي تلت صياغة بيان الحزب الشيوعي بعباراته الفذة. يتطلب التباعد والتقارب دائمًا ،مرجعيات . بحلول مطلع القرن العشرين ، أصبحت الماركسية المرجع الرئيسي لحركة الطبقة العاملة ، منتصرةً على منافستها ، الاناركية. ومع ذلك ، لم يستغرق الأمر وقتًا طويلاً حتى تفككت الحركة الماركسية. كان الانقسام حتى عند أولئك الذين جادلوا بأن "الوحدة" كانت على كل حال شيئًا جيدًا، أعتبر أمرًا حتميًا وضروريًا. اتخذ الماركسيون تقريبًا مسارين مختلفين ، ثوريون وإصلاحيون.

بمرور الوقت ، أصبح من الواضح أنه لا يمكن أن يكون هناك تفسير إصلاحي للماركسية. تخلت الاشتراكية الديمقراطية عن الصفوف الثورية ، وألحقت بالطبقة العاملة أسوأ خيانة في تاريخها.
كان هذا يعني أيضًا إطلاق فترة قام فيها الثوار في العالم ، الذين فضلوا الآن اسم "الشيوعي" ، بتجديد وتعزيز مرجعياتهم . يمكن النظر إلى الشروط الـ 21 للانضمام إلى الأممية الشيوعية التي تأسست عام 1919 على أنها أفضل تعبير عن المرجعيات .

اعتبارًا من عام 1924 ، عندما تراجعت الموجة الثورية في العالم ، كان لا مفر من حدوث تآكل في هذه المرجعيات النظرية والسياسية. أدت الفاشية الألمانية ، ثم الحرب العالمية الثانية لاحقًا ، إلى تسريع هذا التآكل.
في الواقع ، واجهت الفترة ما بين 1924 و 1945 ، في تناقض مع الفلسفة التأسيسية للكومنترن ، كل من الأحزاب الشيوعية الشابة بواقعها الخاص ، بالإضافة إلى ذلك ، فرضت مسؤوليات مختلفة على كل منها فيما يتعلق بالمصالح العامة للعملية الثورية العالمية.

على الرغم من كل ذلك ، فإن وجود ثورة أكتوبر وأثمن نتائجها ، اتحاد الجمهوريات الاشتراكيةالسوفياتية ، وكذلك الإرادة لتأسيس الاشتراكية في تلك السنوات ، معززة بالانتقال إلى الاقتصاد المخطط والتصنيع والتجميع في الزراعة ، قدمت إطارًا تاريخيًا قيمًا للغاية للأحزاب الشيوعية. لن يمنع هذا الانحرافات فحسب ، بل سيكون أيضًا بمثابة الأرضية اللازمة لتحقيق قفزات إلى الأمام. وقد عزز ذلك هزيمة الفاشية وتقوية الاشتراكية في أعقاب الحرب العالمية الثانية.
ومع ذلك ، كانت الحركة الشيوعية العالمية تواجه مشاكل داخلية خطيرة للغاية قوضت الوحدة التي كانت قادرة على الحفاظ عليها بفضل مكانة الاتحاد السوفيتي.

ضعفت المرجعيات، و رفعت "الماركسية الإصلاحية" ، التي كان يُفترض في بعض النواحي أنها قد تم التخلي عنها ، صوتها مرة أخرى.
خطبة خروتشوف ، السكرتير العام للحزب الشيوعي السوفياتي آنذاك ، في ختام المؤتمر العشرين في عام 1956 ، قطع الخيوط الأخيرة التي رسخت الحركة الشيوعية العالمية في الموانئ الآمنة ، والأهم من ذلك ، حطم التفاؤل الذي ساد منذ عام 1917 .

المثير للاهتمام هو أن خطاب خروتشوف المليء بالتشويهات لم يؤد إلى نقاش سليم وبالتالي انقسام في الحركة الشيوعية العالمية.

ومع ذلك ، كان من المتوقع أن تحافظ الحركة الشيوعية على مبادئ عام 1919 و تجددها وأن تربط نفسها بمرجعيات نظرية وسياسية أكثر تماسكًا. وبدلاً من ذلك ، فإن ما ظهر هو فوضى كان فيها عدد كبير من الأحزاب و بدون أرضية مشتركة ،تقيم بطريقتها الخاصة علاقات فردية مع الاتحاد السوفيتي ، والذي ظل أهم إنجاز للثورة العالمية.

كما أن الصراع بين جمهورية الصين الشعبية واتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية ، والذي انتهى إلى انقسام عنيف ، لم يفسح المجال أيضًا لتقسيم سليم. في الفترة التي أعقبت هذا الانقسام ، استمرت الفجوة بين الأحزاب التي حافظت على علاقات وثيقة مع الحزب الشيوعي السوفياتي في الاتساع. عندما حاولت بعض الأحزاب الحاكمة في الجمهوريات الشعبية في أوروبا الشرقية والوسطى التغلب على عيوبها خلال الفترة ما بين 1944 و 1949 عن طريق التهجين الأيديولوجي ، أصبح الارتباط الداخلي للقوى داخل الحركة الشيوعية العالمية أكثر تعقيدًا.

لكن المشكلة كانت أكبر من ذلك بكثير. على سبيل المثال ، كانت الصداقة مع الاتحاد السوفيتي هي العامل المشترك الوحيد تقريبًا بين ،الحزب الشيوعي الكوبي - الذي جلب في الستينيات ديناميكية جديدة للحركة الشيوعية ليس فقط في الجزيرة الصغيرة التي وصلت فيها إلى السلطة ولكن أيضًا في جميع أنحاء أمريكا اللاتينية والعالم - وبعض الأحزاب الأخرى التي حولت توجهاتها نحو الاورو الشيوعية. في النهاية ، حتى تفكك الاتحاد السوفيتي ، لم يكن هناك نقاش أو انقسام قد يدفع بالحركة الشيوعية العالمية إلى الأمام.

بعد عام 1991 ، لم يعد هناك الحزب الشيوعي السوفياتي الذي كان يجمع العديد من الأحزاب قريبة اليه ، ولا محور مرجعي يمكن للأحزاب الشيوعية أن تغير وجهاتها بموجبه.

من خلال الجهود الهادفة للغاية التي بذلتها بعض الأحزاب ، ولا سيما الحزب الشيوعي اليوناني ، أصبح تجميع كل ما تبقى باسم الشيوعية مهمة ذات أولوية. اجتمعت الاحزاب الشيوعية والعمالية 22 مرة. هذا في حد ذاته كان في غاية الأهمية. ومع ذلك ، لم تخدم هذه الفترة الحركة الشيوعية لإعادة بناء مرجعياتها بالطريقة التي تحتاجها.
وفي النهاية ، بدأت تتعزز وجهة النظر القائلة بأن الأحزاب الشيوعية لا تحتاج في الواقع إلى مرجعيات نظرية وسياسية.

اليوم ، ليس لدينا آلية فاعلة لفحص الاختلافات الجوهرية التي يمكن ملاحظتها عندما ننظر ليس فقط إلى الأحزاب المشاركة في شبكة سوليدنيت Solidnet التي تشارك في الاجتماعات الدولية للأحزاب الشيوعية والعمالية، ولكن جميع الأحزاب التي تعتبر نفسها شيوعية. .

سيكون من الخطأ الكبير تبرير هذا النقص في التواصل من خلال الاختباء وراء مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية ، على الرغم من كونه مبدأ نعتقد أنه يجب الحفاظ عليه بشكل صارم في الفترة المقبلة.

في التحليل النهائي ، فإن السيرورة الثورية العالمية هي كل موحد ، وكيفية تعريف كل طرف مرتبط بهذا الكل شيء يهم جميع الفاعلين الآخرين الذين يشكلون جزءًا من تلك السيرورة .
يمكن اعتبار هذه المقالة طريقة متواضعة للتفكير بصوت عالٍ حول الأشكال المختلفة التي يجب أن تتخذها العلاقات بين الأحزاب الشيوعية في ظل الظروف المحددة.

يجدر التأكيد في هذه اللحظة على ما يمكننا قوله في النهاية. على الرغم من الاختلافات الكبيرة التي لا يمكن إنكارها بين الأحزاب الشيوعية اليوم ، لا توجد أرضية لفرز أو انقسام سليم.
نحن بحاجة إلى تنظيم نقاش ، نقاش جريء حقًا.

لا ينبغي أن يُفهم هذا على أنه نداء للأحزاب الشيوعية للانخراط في مواجهة أيديولوجية داخلية وفيما بينها. يواجه مدى انحطاط الرأسمالية الأحزاب الشيوعية بمهمة توجيه بديل حقيقي في أسرع وقت ممكن. في هذه اللحظة ، لا يمكننا تقييد أنفسنا بنقاش أكاديمي ونظري.
ما نحتاجه هو الآتي: - توضيح النقاط النظرية والسياسية التي يعمل من خلالها كل حزب شيوعي. لا معنى لاعتبار ذلك مشكلة داخلية لكل طرف. يعتبر التفاعل أحد أهم امتيازات حركة عالمية مثل الماركسية.

لسوء الحظ ، نحن لا نمر بفترة صحية للأحزاب الشيوعية لكي تستمع وتفهم بعضها البعض.
ما نحتاجه هو أن يساهم الجميع في خلق أرضية حقيقية للنقاش دون اطلاق التسميات على الطرف الآخر.
حتى لو كانت هناك حقائق كافية لاطلاق تسمية على حزب ، فإن الحاجة إلى الامتناع عن القيام بذلك ليست مسألة مجاملة سياسية ولكنها مرتبطة تمامًا بالظروف الخاصة اليوم.

امتدت العملية التي فقدت فيها الأحزاب الشيوعية نقاط مرجعية ما يقرب من 70 عامًا. المشكلة أعمق من أن يتم تجاوزها بمحاولات سابقة لأوانها للانقسام أو الانفصال.
مما لا شك فيه أن الأطراف التي لها مواقف متشابهة أو تلك التي تفكر في تكوين شراكات استراتيجية يمكنها ويجب عليها إنشاء منصات ثنائية أو متعددة أو إقليمية أو دولية لتعزيز ذلك. لكن الحقيقة هي أن مساهمتها في تشكيل هذه النقاط المرجعية ستكون محدودة.
تنظيم نقاش صحي يتطلب الابتعاد عن ألقاب مثل الإصلاحي أو العصبوي أو المغامر أو الانتهازي. كما ذكر أعلاه ، فإن المجاملة السياسية ليست العامل الحاسم هنا. في الواقع ، في الماضي ، استخدم الماركسيون ألقابًا أشد قسوة وإيذاءًا. لكن كل من هذه النزاعات السابقة نضجت حول نقاط مرجعية كان يعتقد أنها موجودة ومشتركة فيما بينها.

أفترض اننا وصلنا الآن الى اللحظة التي نحتاج فيها إلى توضيح ما نفهمه بكلمة "مرجع" .
نحن نتحدث عن نقاط انطلاق تاريخية ونظرية وأخلاقية ازدهرت في حضن الماركسية وتم إقرارها دوليًا.
على سبيل المثال ، قبل تلطيخ الأممية الثانية بعار عام 1914 ، كانت المعارضة القاطعة للحرب الإمبريالية موقفًا مبدئيًا تم تأييده بالإجماع. كان هذا المبدأ نتيجة عمل الماركسية بناءً على المرجعية المشتركة ، على الرغم من أن الاختلافات حول هذه القضية لم تتبلور بالكامل بحلول ذلك الوقت.

كان هناك مبدأ آخر معروف نابعًا من نفس المرجعية ، وهو عدم المشاركة في الحكومات البرجوازية .
يمكن اعطاء أمثلة من هذه النوعية اكثر. ما يجب أن نضعه في الاعتبار هو أن ما يكمن في جذور الصراعات والانقسامات بين الماركسيين في الربع الأول من القرن العشرين هي هذه المرجعيات المشتركة السابقة.
كانت هذه القواسم المشتركة هي السبب وراء لوم لينين لكاوتسكي وآخرين بأنهم "مرتدون".

كما أشرت أعلاه على اثر تعميق الخلافات في عام 1914 والتي أدت إلى الانقسام ، طورت الأممية الثالثة مبادئ تحولت إلى مصادر مرجعية جديدة للحركة الشيوعية. في حين أن بعض الأطراف لم تكن شجاعة بما يكفي للإعلان صراحة عن بعدها عن هذه المبادئ، إلا أن بعض الأطراف الأخرى دعت و اتبعت بصدق هذه المبادئ . على أي حال ، تحركت الحركة الشيوعية العالمية ضمن إطار نظري وسياسي.

لقد ذكرت أعلاه أن هذه المرجعيات بدأت بالفعل تفقد تأثيرها بزمن طويل قبل عام 1991 حيث تفكك الاتحاد السوفيتي ، وإلى جانب ذلك ، من المستحيل اليوم إنشاء إطار جديد يحظى بتأييد الجميع.
ومع ذلك ، من الواضح أنه ستكون هناك عواقب وخيمة بالنسبة للأحزاب الشيوعية للعمل على أرض ضاعت حدودها التاريخية والنظرية والسياسية تمامًا.

يجب أن يعمل النقاش والتواصل هنا على توضيح مجموعة المبادئ الملزمة للأحزاب الشيوعية ، دون التنازل عن هذا النقص في المراجع.
الاختلاف (إذا كان لا مفر منه) لن يخدم التقدم إلا عندما يكون نتيجة لمثل هذه العملية.
من الممكن والضروري بالطبع في هذه العملية ، على الرغم من كل الاختلافات ، تطوير مواقف وإجراءات مشتركة حول القضايا الدولية ، مثل الحرب والسلام ، أو محاربة العنصرية والفاشية ومعاداة الشيوعية. إذا لم نتجاهل الاختلافات و لم نقلل من شأنها ، يمكن أن تصبح المواقف المتخذة أكثر واقعية والعمل المشترك أكثر قوة.

الهدف بالتأكيد ليس الانقسام. يجب أن يكون الهدف هو مساعدة الحركة الشيوعية ، التي تدعي أنها طليعة العملية الثورية العالمية المشتركة و لكن المتفاوتة [بالنسبة لتطور كل بلد على حدة ] ، على التحول إلى حركة مشتركة تتجاوز العناصر الفردية.
ما نعنيه بالحركة المشتركة ليس بالطبع تشكيل نموذج لا يأخذ بعين الاعتبار خصوصيات النضالات الجارية في بلدان مختلفة. من ناحية أخرى ، سنحتاج جميعًا إلى الانشغال بالسبب وراء تحول الانقسام بين "القضايا الداخلية" و "العلاقات الدولية" إلى منطقة راحة و أمان كما لم يحدث من قبل في تاريخنا الممتد 170 عامًا.

النقاش والتفاعل والتواصل مهم بسبب كل هذه.
لكن كيف وعلى ماذا سنتناقش؟ 
في هذه المرحلة ، يجب ألا يكون هناك مجال "للمحرمات" أو مساحات ممنوعة المناقشة .
بالطبع ، سوف نحتاج أن نبدأ من تاريخنا الخاص. بذل الحزب الشيوعي التركي TKP جهودًا شجاعة لتحليل نقطة تحول حرجة للغاية لنفسها ، وهي المشكلة المعقدة التي نشأت مباشرة بعد تأسيسها ، وتضمنت مقتل جميع قادتها المؤسسين تقريبًا.

العلاقات مع الحركة الكمالية ، التي كان لها تحالف مع روسيا السوفيتية أسفرت عن نتائج مهمة للغاية ، وإن كانت مؤقتة ، ونهج الثورة البرجوازية التي أدت إلى تأسيس جمهورية تركيا في عام 1923 ، كانت من بين المشاكل الأساسية لـ TKP ، والتي أيضًا كان لها تأثير في السنوات التالية. أثبتت دراستنا عن تاريخ الحزب ، التي نُشر مجلداها الأولان في الذكرى المئوية لتأسيسنا ، أنه يمكننا معالجة مثل هذه المشاكل بمسؤولية ثورية.
نحن نحاول التعبير عن نفس الموقف الشجاع في مواجهة الانقطاعات والانقسامات والتصفية في تاريخ TKP ، ونحن نتحمل تكاليف التحليل الصادق للمواقف السياسية والأيديولوجية للحزب.

القضايا التي نناقشها لا تهم تركيا فقط. لم يكن نضال حزب TKP منذ تأسيسه في عام 1920 أبدًا في بلد معزول. عندما نفحص تاريخنا بأكمله ، يمكننا أن نرى أن الأرضية التي ناضل حزبنا من أجلها تفاعلت مع روسيا واليونان وإيران والهند (وباكستان) وأرمينيا وأذربيجان وجورجيا وبلغاريا وألمانيا وقبرص والعراق وسوريا والعديد من البلدان الأخرى.

بإلإضافة الى ذلك ، لا يمكننا التحدث عن التأثير العالمي للصراع الطبقي في تركيا كما لو كان يتعلق فقط بـ TKP. وبهذا المعنى ، لن يلجأ TKP أبدًا إلى النهج التبسيطي المتمثل في "نحن أصحاب مشاكلنا" ، بل يتعامل بجدية مع أي نقد أو اقتراح أو تقييم يكون تفصيليًا ومحترمًا.
يجري TKP أيضًا مناقشات ودراسات داخلية حول القضايا التي لم تتم مناقشتها على نطاق واسع والمتعلقة بتاريخ الحركة الشيوعية ، ولكن دون القفز إلى استنتاجات أو إطلاق تسميات. ليس من المناسب للأحزاب الشيوعية أن تظل صامتة بشأن العديد من القضايا ، بما في ذلك المؤتمر السابع للكومنترن ، وسياسات الجبهة الشعبية ، والحرب الأهلية الإسبانية ، أو الأورو شيوعية ، وترك المجال مفتوحًا لمناهضي الشيوعية و " اليسار الجديد ".

لا توجد قضية يجب تنحيتها جانبا لمن شهد الانهيار المأساوي للاتحاد السوفيتي. بالنسبة لنا ، فإن فكرة أن مناقشة قضايا معينة من شأنها أن تهدد القيم التي تربطنا بماضينا ، هي فكرة لا أساس لها من الصحة. ما يهدد قيمنا حقًا هو الافتقار إلى المرجع اليوم. إذا تمكنا من منع بعض القضايا من التحول إلى محرمات ، فسنرى بوضوح أن التاريخ المشترك للحركة الشيوعية أغنى بكثير مما هو مفترض.

أفضل مثال على نوع المحن التي يمكن أن تنشأ عندما نبتعد عن العملية الصحية للنقاش والتقييم ، هو عصر ستالين ، الذي تحول بعد عام 1956 إلى موضوع غامض وفي النهاية من المحرمات ، ثم إلى موضوع للقذف أو التمجيد. لا ينبغي أن ننسى أن السنوات التي كانت تحت قيادة ستالين يمكن أن تتحول إلى فصل توضيحي ومشرف في الحركة الشيوعية العالمية ، و ذلك عندما يتم التخلي عن الحمية (التعصب).
يجب ألا يكون للشيوعيين أي تحفظات حول مناقشة أي موضوع يتعلق بتاريخ الصراع الطبقي. ومع ذلك ، فإن آليات النقاش الأكثر رقيًا (تطورًا) ضرورية ،إذا أردنا ألا نسمح بإعاقة مناقشاتنا من اجل احترام مواقف الأحزاب الشيوعية المناضلة في كل بلد.

من الأفضل زيادة شرح فكرة أن المناقشات لا ينبغي أن تنطوي على تشويه سمعة . من الواضح أن حزبًا شيوعيًا يمكنه اطلاق تسمية على حزب آخر ، سواء بشكل صريح أو ضمني. بالطبع ، لا يمكننا اعتبار كل هذه التسميات غير مبررة . اليوم ، ليس سرا أن هناك بعض الأحزاب الشيوعية تكتسب طابعًا اشتراكيًا ديمقراطيًا . و كذلك تعريف بعض الأحزاب التي هي عمليًا وسياسيًا غير موجودة ، بانها "شعاراتية" أو "عصبوية"، أيضا مسألة مبررة . ومع ذلك ، يمكننا أن نلاحظ أن هذه التسميات لا تخدم التفاعل والنقاش الذي نحتاجه بشدة في الوقت الحالي.

لقد ذكرنا بالفعل أنه لا توجد مرجعيات مشتركة في الساحة الأممية . ومع ذلك ، هناك حقيقة أخرى وهي أن العديد من الاحزاب تحمل في داخلها إمكانية التغيير. يمكننا في كل حالة وصف هذا التغيير بأنه إيجابي أو سلبي. ومع ذلك ، يمكننا أن نرى أيضًا أن توابع الزلزال الكبير الذي ضرب جميع الأحزاب الشيوعية في النصف الثاني من الثمانينيات ما زالت مستمرة ، وأن العديد من الأطراف لم تستقر أيديولوجيًا وسياسيًا.
سيكون من الخطأ إسناد معنى سلبي لآلام التغيير هذه ، والتي تؤدي أحيانًا إلى الانقطاعات والانقسامات. الخطأ في الواقع هو أن هذه الصراعات الداخلية غالبًا لا تتزامن مع عملية نقاش أو فرز ملموسة ومُدرَكة. إن عدم وجود "نقاش" بين الأحزاب الشيوعية يلعب دورًا في هذا الخطأ .
وبهذا المعنى ، يمكننا أن نتكلم عن مشاكل ناجمة عن محاولات التقليل من القيمة أو المكانة مقنّعة بلغة الاحترام ، بدلاً من الاتهامات العلنية.
من المحتم أن تصبح العلاقات غير صحية في غياب منصة حقيقية للنقاش.

حتى الآن ، تحدثنا بالتفصيل عن عواقب عدم وجود مراجع نظرية وسياسية. تبرز مشكلة أخرى في معايير تقييم الأحزاب الشيوعية. عند تقييم حزب شيوعي ، نولي اهتمامًا لبرنامجه ، وأيديولوجيته ، ووضعه التنظيمي ، وأفعاله ، وتأثيره في المجتمع ، وأداءه الانتخابي ، و ادبياته ، ومعايير الكادر. بعض [المعايير] نوعي بحت ، لكن البعض الآخر يمكن قياسه كميًا. ومع ذلك ، وبغض النظر عن مواقفه الأيديولوجية ، وعدم الأخذ بعين الاعتبار التسميات السهلة مثل "الإصلاحي" ، "العصبوي" ، "المغامر" ، إلخ ، لا يمكننا الحكم على حزب سياسي إلا من خلال التساؤل عما إذا كان مؤثرًا أم لا.

في هذا السياق ، من الواضح أن التمييز بين "الحزب الكبير والحزب الصغير" ليس معيارًا "ثوريًا". على وجه الخصوص ، لا جدوى من تقييم حجم الحزب بشكل أساسي بناءً على نتائج الانتخابات.
لا داعي للتذكير بأن هذا التركيز ليس لاننا حزب يفتقر حتى الآن إلى نصر برلماني ، ولكن على أساس التقليد الذي تم تشكيله منذ بداية القرن العشرين.

نظرًا لأن المساواة بين الأحزاب الشيوعية هي أحد أهم المبادئ التي يتم الدفاع عنها عالميًا ، فمن الجدير التركيز عليها بشكل أكبر.
تصنيف "حزب كبير - حزب صغير" لا يعمل على تشجيع الأحزاب على التقدم. لكن النقاش الحقيقي مفيد للغاية. اليوم ، من حق أي شيوعي يعيش في أي بلد ، ومن واجبه ، أن يتساءل كيف يتفاعل حزب شيوعي آخر مع التطورات في ذلك البلد ، وأن يطرح الأسئلة ، ويعبر عن آرائه حول هذا الموضوع.
مهما كانت الظروف التي يعمل في ظلها ، ومهما كانت الفرص المتاحة له ، فمن الممكن دائمًا للحزب الشيوعي أن يعمل بشكل أفضل وأكثر ثورية من ذي قبل. لذلك ، يجب ألا تلغي مبادئ الاحترام المتبادل وعدم التدخل في القضايا الداخلية المقاربات النقدية ، ويجب ألا تبقى الأحزاب الشيوعية في منطقة الاطمئنان حيث تكون بمفردها.
لا يجب على الأحزاب الشيوعية تصنيف بعضها البعض ، لكنها تتابع بعضها البعض وتناقش وتبحث عن طرق للتعاون. يمكن إنشاء أسس ذلك من خلال تقييم الأحزاب الشيوعية بمعايير سليمة.

في هذه اللحظة ، من الأفضل معالجة وضع الأحزاب الشيوعية في السلطة اليوم. كل هذه الأحزاب هي حاملة عظيمة للشرعية التاريخية. بقدر ما تعتبر "الثورة" و "السلطة السياسية" ذات أهمية مركزية بالنسبة للأحزاب الشيوعية ، فلا داعي للتقليل من الدور المهم لهذه الأحزاب في العملية الثورية العالمية.

اليوم ، نعلم أن هناك مجموعة واسعة من التقييمات للسياسات الداخلية لهذه الأحزاب ، و طبيعتها الأيديولوجية والطبقية، والدور الذي تلعبه على الساحة الدولية. بطبيعة الحال ، فإن الشرعية التاريخية التي ذكرتها للتو لا تخلق تلقائيًا أي حصانة ضد النقد. يمكن لجميع الأطراف إجراء تقييماتهم الخاصة بحرية ، مع مراعاة الحفاظ على مستوى معين من النضج والاحترام. من المحتم أيضًا أن يكون جزء من هذه التقييمات مؤلمًا بعض الشيء. الأحزاب الشيوعية الحاكمة ، إلى هذا الحد أو ذاك ، هي أيضًا جهات فاعلة دولية لها تأثير على الصراع الطبقي في البلدان الأخرى.

هل من الضروري أن يكون لهذه الأحزاب مكانة خاصة بين الأحزاب الشيوعية العالمية ، على أساس المدى المذكور أعلاه؟ نحن نعلم أن بعض الأحزاب التي تكافح في البلدان الرأسمالية لديها هذا الرأي. في بعض اللقاءات الدولية أو الثنائية ، صادفتنا بعض المقترحات التي تفضل الأحزاب الشيوعية الحاكمة أن تكون في المقدمة وأن يكون لها دور حاسمًا، أو على الأقل ناظمًا .

يمكن قول الكثير عن دور الحزب الشيوعي السوفياتي داخل الحركة الشيوعية الدولية في الماضي ، إيجابيًا وسلبيًا. لكن الوضع اليوم مختلف على نطاق واسع. حاول الاتحاد السوفيتي ، حتى نقطة معينة على الأقل ، ربط وجوده وسياسته الخارجية بالعملية الثورية العالمية ، حتى في أصعب اللحظات. من الواضح أن الأحزاب الشيوعية الموجودة في السلطة اليوم ليس لديها مثل هذا الموقف.

يجب أن تكون أسباب ذلك موضوع مناقشة أخرى. بالإضافة إلى ذلك ، فإن إمكانيات وظروف كل بلد من البلدان التي توجد فيها الأحزاب الشيوعية في السلطة مختلفة تمامًا عن بعضها البعض. لم نقبل أبدًا في TKP إصدار حكم شامل عليهم . المسؤولون عن عدم وصول النضال الاشتراكي الى موقع متقدم في البلدان الرأسمالية نحن، و اوجه قصورنا كأحزاب شيوعية في البلدان الرأسمالية.
علاوة على ذلك ، في ظل الارتباط المعقد للقوى اليوم ، من الواضح أنه بالنسبة لأجندة الأحزاب الشيوعية في السلطة ، فإن الأحزاب الشيوعية الأخرى لا تشكل أولوية.
هذا وحده يضع المقترحات القائلة بأن الأحزاب الشيوعية الحاكمة يجب أن تلعب دورًا أكثر خصوصية في موضع التساؤل.

ستكون حصيلة تقدم الأحزاب الشيوعية الحاكمة اليوم إلى موقع امامي في الاجتماعات الدولية وفي العلاقات بين الأحزاب الشيوعية ،أن تبدأ الأحزاب الشيوعية في تحليل الصراع الطبقي من منظور جيواستراتيجي. مرة أخرى ، هذا لا يستند إلى آرائنا "الذاتية" حول أولويات السياسة الخارجية للأحزاب الشيوعية الحاكمة.

على الرغم من أننا لا نشدد على ذلك كثيرًا ، فإن النهج الجيوستراتيجي سيكون الخيار الأكثر خطورة إذا أرادت الأحزاب الشيوعية أن تضع نفسها في إطار العملية الثورية العالمية. مقاربة الأحزاب الشيوعية في الساحة الدولية يجب ان تكون من خلال محاولة التوفيق بين مصالح النضال الثوري في بلدانهم والمصالح العامة للعملية الثورية العالمية.

قد يكون هذا التوفيق صعبًا أو مستحيلًا في بعض الأحيان. ومع ذلك ، بالنسبة للأحزاب الشيوعية ، من الضروري الاعتراف بتكاليف الاغتراب عن هدف الثورة في بلدانهم وخلق هذا التوفيق على أفضل وجه ممكن.

يمكن أن تكون الجيوستراتيجية في أحسن الأحوال عنصرًا تحليليًا تكميليًا للماركسية. ليس من الجيد استبدال المنظور الذي تلعب فيه مفاهيم مثل الإمبريالية والدولة والثورة والصراع الطبقي دورًا مركزيًا ، مع صراعات القوة و التي يمكن أن تقلل من أهمية تلك المفاهيم في أي وقت.
وهنا ، يجب طرح مشكلة أخرى.

مارست روسيا السوفيتية واتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية لاحقًا تأثيرًا أيديولوجيًا ونفسيًا كبيرًا "لصالح الاشتراكية" على الطبقة العاملة و الشعوب المضطهدة في البلدان الرأسمالية. وقد تحقق هذا حتى في أكثر اللحظات تحديًا بالنسبة للاتحاد السوفيتي. تم تحقيق ذلك لأن مئات الملايين من الناس في بقية العالم شعروا أن النضال في الاتحاد السوفياتي من أجل "بناء مجتمع قائم على المساواة" كان قائمًا.

مع مرور الوقت تضاءل هذا التأثير. تفكك الاتحاد السوفيتي. هذه المقالة عبارة عن تأملات تم التعبير عنها بصوت عالٍ وتهتم بعدم إبراز الأمثلة السلبية. لكني أشعر بالحاجة إلى المضي قدمًا بمثال إيجابي. علينا أن نفكر في السبب الذي يجعل كوبا ، على الرغم من الظروف بالغة الصعوبة التي تجد الدولة نفسها فيها ، يمكن أن تظل مركز جذب للأشخاص الباحثين عن "عالم آخر". هذا ممكن لأن الثورة الكوبية ، على الرغم من سلسلة من النكسات ، استمرت في الدفاع عن منظومة قيم قوية .

قد تثير السياسة الواقعية اللامحدودة ، والتي هي نتيجة حتمية للتفكير الجيوستراتيجي ، بعض الاستراتيجيين والمثقفين والسياسيين ، لكنها لا تعمل كمركز جذب للجماهير العاملة.
الأحزاب الشيوعية ملزمة بتحويل كل من المثل الأعلى للمجتمع القائم على المساواة ،ونظام القيم المتوافق مع هذا النموذج ،إلى راية لها. حتى مهمة اليوم التي لا جدال فيها و الضرورية لهزيمة الإمبريالية الأمريكية أو صدها ، لا ينبغي أن تصبح ذريعة للتعتيم على نظام المثل والقيم هذا .

يجب أن تحتفظ الأحزاب الشيوعية الحاكمة بأدوارها المهمة داخل أسرة الأحزاب الشيوعية بشرعيتها ومكانتها التاريخية ، لكن لا ينبغي الإصرار على منحها دورًا حاسمًا. يجب أن يوضع في الاعتبار بان مثل هذا الإصرار ، يمكن أن يؤدي إلى انقسام قاسي للغاية داخل الأحزاب الشيوعية.
بعد كل شيء ، مبدأ المساواة وعدم التدخل ، والذي ربما يكون المبدأ الأكثر شيوعًا بين الأحزاب الشيوعية اليوم ، لا يسمح بمثل هذا التسلسل الهرمي الداخلي.

في هذه اللحظة ، يمكننا أن نكون أكثر تحديدًا بشأن ما نعنيه بـ "مناقشة حقيقية". ما وراء الحاجة إلى عدم ترك اي نقطة في تاريخنا دون تسليط الضوء ،أو عدم تقييمها بصدق ،هو بالتأكيد ليس الصرامة الأكاديمية. عندما نفحص بعناية ، نرى أن "تحديد المهام ذات الأولوية" كان في قلب جميع المناقشات ، بدءًا من الأممية الأولى وحتى تفكك الاتحاد السوفيتي. هذا هو السؤال البسيط الذي يحدد النقاشات والانقسامات داخل الماركسية.

تم تعريف المهام ذات الأولوية ذات مرة على أنها الإطاحة بالنظام الملكي والإقطاع ، وفي أوقات أخرى توسيع حق الطبقة العاملة في التنظيم والانخراط في السياسة ، وفي بعض الحالات الأخرى ، تحييد تهديد الفاشية أو الحرب.
الآن أيضًا ، للأحزاب الشيوعية وجهات نظر مختلفة حول المهمة ذات الأولوية للعملية الثورية العالمية ، والتي يشكلون أنفسهم عناصر منها.
إن احتياجات العملية الثورية العالمية هي التي تحدد هذه.

بطبيعة الحال ، يقوم كل حزب شيوعي بتقييم هذه الاحتياجات من وجهة نظر بلده ومصالح النضال في بلده. المسافة بين الاحتياجات العامة للعملية الثورية العالمية والمصالح داخل بلد واحد هي واحدة من أخطر المشاكل التي يتعين على الشيوعيين حلها أو إدارتها. في بعض الأحيان يمكن أن تتحول هذه المسافة إلى صراع. هنا أيضًا ، تلعب الأحزاب الشيوعية دورًا رئيسيًا.
يجب أن نعترف بأن الاختلافات بين الأحزاب الشيوعية اليوم ناتجة عن الردود المختلفة على سؤال ما هي المهمة ذات الأولوية للثورة العالمية.

هناك نهج واسع الانتشار وطويل الأمد ينص على أن توسيع مساحة الديمقراطية والحريات هو المهمة ذات الأولوية للعملية الثورية العالمية.
مرة أخرى ، نسمع أكثر فأكثر أوصافًا لمهام مثل "صد الإمبريالية الأمريكية" و "صد خطر الفاشية والحرب".
من الواضح أنه لا يمكن إهمال هذه المهام. ومع ذلك ، فإن مثل هذه التعريفات للمهام يمكن أن تتحول في النهاية إلى دفاع عن مبادرات وتحركات السياسة الخارجية لهذا البلد أو ذاك.

إنه أيضًا خيار ، فيما يتعلق بمصالح الثورة العالمية اليوم ، اعتبار تحقيق الاشتراكية المهمة العاجلة و الانية . يجب أن يُنظر إلى هذا النهج ، الذي نتبناه أيضًا ، على أنه نتاج التصميم على رفض و انهاء للوضع الذي تمر فيها الاشتراكية ، البديل الوحيد للرأسمالية ، في لحظتها الادنى تأثيرًا خلال فترة 170 سنة الماضية .

إن تحديد المهمة الرئيسية على أساس انية الاشتراكية ، وبالتالي على أساس الثورة ، يعني أيضًا القضاء على المحن التي يمكن أن تسببها المقاربات الأخرى التي تقيد أو تشل الطبقة العاملة.
من الناحية الواقعية ، من المستحيل أن تكون الطبقة العاملة في وضعها الحالي القوة الرئيسية القادرة على صد الإمبريالية الأمريكية أو تحييد تهديد الفاشية والحرب. لكي يمارس الشيوعيون ثقلهم في هذه المهام التاريخية ، يجب أن تكون لديهم الإرادة لتحقيق مهمتهم الرئيسية.
لن يكون للحركة الشيوعية مستقبل من خلال تقليد القوى الأخرى ، من خلال الاندماج في تعريف أوسع لليسار. هذه ليست حتى ضربة كاميكازية لأنها لن تسبب بأي ضرر للعدو. كما أنه ليس انتحارا هراكيرياً لأنه لن يؤدي إلى نهاية "مشرفة".!

كإستراتيجية نمو ، لن تساعد الأولويات المذكورة أعلاه الحركة الشيوعية على الازدهار والتطور.
بالطبع ، لا نتحدث هنا عن اختبار الإخلاص. التاريخ هو أعدل قاضي. لكننا نعلم جميعًا أن للشيوعية خطوطًا حمراء.
إذا أصبحت هذه الخطوط غامضة ، فقد تكون هذه نقطة انطلاق لنا. دون الوقوع في التكرار ، دون انهاك بعضنا البعض بالشعارات والاقتباسات و التكرارات.

إن العمل العظيم لماركس ولينين هو في مجمل أفكارهما وأفعالهما. إذا كان ما يميز حياة ماركس هو كراهيته اللامحدودة للرأسمالية ، فهي بالنسبة الى لينين، الثورة والاستيلاء على السلطة السياسية.
في السنوات السابقة ، في كل لحظة نسيت فيها الأحزاب الشيوعية سبب وجودها ، مرت ببعض المشاكل التي يمكن اعتبارها اليوم "أخطاءاً".

لهذا السبب ، إذا كان بوسع الأحزاب الشيوعية ، بدلاً من الخلافات الفوضوية وغير المثمرة ، أن تساهم في المناقشات من خلال تقديم ردود واضحة على كيفية ارتباطها بالعملية الثورية العالمية وعن طريق إظهار المرجعيات الأيديولوجية والسياسية المناسبة ، فستظهر نتيجة جماعية ذات مغزى لكل الأحزاب الشيوعية. وبهذه الطريقة ، ستكون المواقف المشتركة أو الفعاليات المشتركة أو الانفصال على أرضية أكثر صلابة.
سيقدم الحزب الشيوعي التركي TKP من هذا المنظور مساهماته المتواضعة على الساحة الأممية.

 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إمام وحاخام في مواجهة الإنقسام والتوترات في برلين | الأخبار


.. صناع الشهرة - كيف تجعل يوتيوب مصدر دخلك الأساسي؟ | حلقة 9




.. فيضانات البرازيل تشرد آلاف السكان وتعزل العديد من البلدات عن


.. تواصل فرز الأصوات بعد انتهاء التصويت في انتخابات تشاد




.. مدير CIA يصل القاهرة لإجراء مزيد من المحادثات بشأن غزة