الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاعلام الفضائي العربي والتغريد خارج السرب

حواس محمود

2023 / 2 / 5
الصحافة والاعلام


يوما بعد يوم ينكشف الفضاء الإعلامي العربي أو الإعلام الفضائي العربي على أنه إعلام ضيق المجال محدود الأفق منغلق على أمور لا تدخل ضمن متطلبات ومستلزمات النهوض بأوضاع المجتمعات العربية ، فكلما حاول المواطن أن يشاهد هذه الفضائيات المتكاثرة والمتوالدة يوما بعد يوم يشعر بخيبة الأمل ، لقد استبشر المواطن العربي خيرا بهذه الفضائيات لكن هذا الأمل تبخر كما يتبخر الماء صيفا في تموز أو آب اللهاب .

هنالك العديد من القضايا التي تهم المواطن من المحيط إلى الخليج لا يركز عليها الاعلام الفضائي العربي مثلا البيئة في الشوارع والأسواق العربية بشكل مصور ، هل شاهد المواطن برنامجا واحدا عن هذا الموضوع الحساس والمهم والذي يتعلق بصحة وسلامة المواطن ، هل عالجت هذه الفضائيات موضوع كيف يعيش المواطن بعد الأزمة الغذائية في العالم كيف يؤمن رزقه كيف يستطيع تلبية احتياجات منزله وأفراد عائلته ، نعم هنالك برامج تحدثت قليلا عن هذه الأوضاع لكن بشكل سطحي سريع ، هل شاهدنا حتى الآن برنامجا على فضائية عربية واحدة عن الفروقات والتباينات بين عيش الانسان الأجنبي وبخاصة الأوروبي ونمط المعيشة لدينا في المنطقة العربية وذلك من حيث الضمان الصحي ورواتب الأطفال هناك ومن حيث الرفاهية وقدرته على السياحة هنالك الذي يصل للخمسين يستمتع ببقية عمره في السياحة والترفيه بينما المواطن العربي يعمل حتى السبعين وبالكاد يؤمن رزق عائلته ، أين الفضائيات العربية من هموم المواطن ؟ هل الأغنية هي كل شيئ أم أخبار القتل والدماء ، لا ثالث لهما في الفضائيات العربية الأغاني أو أنباء التفجير والإرهاب والقتل والذبح ، هل سأل الاعلام العربي نفسه ماذا قدم للمواطن العربي من برامج ثقافية وإعلامية لماذا لم نشاهد مقابلات مع عمالقة الفكر والأدب في العالم العربي ، ثم لماذا لا توجد فضائية ثقافية عربية واحدة للتحاور والنهوض بأحوال الأمة – لقد كان مقترحا في دولة الكويت عندما كانت الكويت عاصمة ثقافية – أقصد سنة إعلان الكويت عاصمة ثقافية- أن يتم فتح قناة ثقافية عربية مستمرة لكن المشروع يبدو فشل –لا أدري شيئا عن أسباب ذلك

ولا توجد الا القليل من البرامج التي تتحدث عن الديموقراطية في العالم العربي وعوائقها الاجتماعية والاقتصادية و السياسية بخاصة بعد الربيع العربي ، وحتى الآن اختلط الأمر عند المشاهد بين ديموقراطية غربية تأتي على الدبابة وبين ديموقراطية المجتمعات الغربية نفسها وآليات الممارسة الديموقراطية فيها والحاجة الى ديموقراطية عربية نابعة من الحاجات الأساسية للمواطن العربي للدخول في العصر بقوة وتوازن وجدارة !

عموما الاعلام العربي إما إعلام تحريض سياسي أو إعلام تخدير عاطفي وجنسي وخلاعي( - ملاهي ليلية-كما جاءت التسمية من البعض) هذا هو إعلام العالم العربي فلنعترف بذلك بكل صراحة، وتجدر الاشارة أن الاعلام المقروء- الصحف والمجلات- من النواحي المذكورة آنفا أفضل بكثير من الاعلام المرئي – الفضائي – لأنه على الأقل يقدم للمواطن تشكيلة واسعة من الفكر والأدب والثقافة والحوار والسينما والزاوية الصحفية والمقال والمنوعات والتكنولوجيا والتراث ، بينما الإعلام الفضائي – للأسف- عاجز عن ذلك، ويقدم ثقافة شفوية تشجع الأمية باعتبارها شفوية-كما يذهب إلى ذلك الدكتور محمد جابر الأنصاري- ، نعم إن الإعلام الفضائي العربي يغرد خارج سرب هموم وشجون وقضايا هذا المواطن المهمش ليس حياتيا فحسب بل فضائيا – ان جاز التعبير-








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أمريكا تزود أوكرانيا بسلاح قوي سرًا لمواجهة روسيا.. هل يغير


.. مصادر طبية: مقتل 66 وإصابة 138 آخرين في غزة خلال الساعات الـ




.. السلطات الروسية تحتجز موظفا في وزارة الدفاع في قضية رشوة | #


.. مراسلنا: غارات جوية إسرائيلية على بلدتي مارون الراس وطيرحرفا




.. جهود دولية وإقليمية حثيثة لوقف إطلاق النار في غزة | #رادار