الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الرئيس السيسي

أحمد فاروق عباس

2023 / 2 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


مشكلة الرئيس السيسي الأساسية أنه أتى فى زمن اضطرابات كبرى في مصر ، وكان له فى تلك الاضطربات رأى وفعل ، وكان فعله هو ما قلب الموازين كلها فى مصر ، ففى رأى البعض - وأنا واحد منهم - أن فعله أنقذ مصر من أسوأ مصير يمكن أن تصل إليه فى تاريخها المعاصر ، ومن وجهة نظر آخرين أن فعله اجهض الديموقراطية فى مصر ، وحرم الإخوان من حقهم في الحكم ..
وكلا الطرفين له حججه ودفوعه ، وليس هنا مجال مناقشتها ..
ومن هنا فإن السيسي نوع من الرؤساء وراءه مواريث لا يمكن اغفالها ، فبينما يحفظ له كثيرون الجميل ، يطلب آخرون رأسه ثأراً وانتقاماً ..
لذا فالاستقطاب حوله حاد ، والاختلاف عليه يصل مع البعض إلى حدود الدم والقتل !!
ليس رئيسا عاديا هو إذن ، ولكن تجربته فرضت عليه أثقالها ، وحملته بما ليس فى طاقة رئيس عادى التعامل معه ..
لذا فلدى اعتقاد راسخ أن من يكره السيسي قد قرر ان يكرهه حتى لو أصبح سعر الدولار ٢ جنيه ، وأن من يقف بجانب السيسي قرر الوقوف بجانبه حتى لو وصل سعر الدولار ١٠٠ جنيه ..
وما سعر صرف الدولار مقابل الجنيه - والموضوع الاقتصادى برمته وليس فقط سعر الصرف - إلا حجة يستخدمها الطرفان فى إثبات وجهة نظرهما ، مع تطورات سعر الصرف انخفاضا أو ارتفاعا ..
وكلامى ينصب على الفئات المسيسة في الشعب ، وليس على فئات لا تعنيها السياسة بقدر توفير أسباب الرزق لها ولأسرها ..
وحتى بين هؤلاء لن تعدم وجود طوائف كثيرة تفهم الأمور على حقيقتها ، وتعرف حقيقة الأوضاع في عالم شديد الاضطراب ، وصل التضخم في بعض البلاد الكبرى إلى مستويات قياسية ، واختفت سلع بأكملها من دول أخرى ، واضطرت بريطانيا " العظمى " إلى تغيير ثلاث حكومات خلال شهرين فقط ، من حكومة بوريس جونسون إلى حكومة ليز تراس إلى حكومة ريشى سوناك ، ولا يبدو فى الأفق أى أمل ، لأن الازمة أكبر من الأشخاص ، مهما كانت كفاءتهم ..
الظرف العالمى واضح أمام الجميع ، وتأثيره على الكبير قبل الصغير من دول العالم لا يحتاج بيان ..
وفى مصر حدث بها ما حدث في غيرها ، ارتفاع فى الأسعار ، وانخفاض في قيمة الجنيه ، وهى فرصة كبيرة لأطراف لها مع الرئيس السيسي ثأر لن ينسونه ولو بعد مائة عام ، وقد اعطتهم ظروف العالم المضطربة فرصة لن يتركوها ..
الغريب أن سعر صرف الليرة التركية - وتركيا هى قبلتهم الآن قبل الكعبة - انخفض في السنوات الخمس الماضية أكبر من انخفاض الجنيه المصري ، ولم يتكلم أحد عن أى أخطاء ، بل كان التفهم وتقديم الأعذار لسان حال الجميع ..
الجميع يعلم أن الموضوع بالنسبة لهؤلاء ليس الاقتصاد ، ولكن يدخل في صلب السياسة مباشرة ..
وبرغم كل شئ فإننى أعتقد أنه بأى مقياس عادل فإن رصيد الرئيس السيسي الاقتصادى الجيد أكبر بكثير من رصيده السلبى ، وأن اى تقييم منصف يأخذ فى اعتباره ظروف مصر كلها فى العشرين سنة الأخيرة - وخاصة السنوات العشر الأخيرة منها - سيضع السيسي فى موضعه اللائق كأحد الشخصيات العظيمة في تاريخ مصر المعاصر ..
لم يستلم السيسي مصر وهى قوة كبرى اقتصاديا ، بل ألقت إليه الظروف بدولة قامت بها اضطرابات كبرى في العقد الأول من هذا القرن ، انتهت بثورة في ٢٠١١ ، ثم وصول تنظيم اممى عابر للوطنية ، ارهابى النزعة ، منغلق العقل لحكم البلاد ، استلزم التخلص منه ثورة ثانية ، ثم تبتعها اضطرابات كبري استمرت لست سنوات ما بين عمليات إرهابية ، وعداء دولى ، وانهيار فى مرافق البلاد الإنتاجية والخدمية ، وتوقف السياحة ..
وعندما التقطت البلاد أنفاسها جاءت قصة كورونا وتوقفت حياة العالم كله لسنتين كاملتين ( ٢٠٢٠ - ٢٠٢١ ) ومع انحسار كورونا وجد العالم نفسه في خضم أزمة ، ثم حرب بين القوى الكبرى في العالم ، على الأرض الأوكرانية ..
لا أصادر على رأى أحد ، ولكل إنسان أن يرى ما يشاء ، ومن يرى السيسي مخطئ هو حر فى رأيه ، ومن أراد النزول ضده فلينزل ، وكان قد حدد الإخوان ومرشدهم الجديد المقاول الفنان محمد على يوم ١١/١١ للنزول ، وقد كانت فرصة لمعرفة رأى الشعب الحقيقى بدلا من كلام الفضائيات أو الفيس بوك وتويتر ..
أما عن رأيي أنا الشخصى فيه ، فمازلت أراه كما رأيته أول مرة ظهر فيها ، وقال كلمته في حوادث مصر وظروفها المضطربة : رجل شريف .. فى زمن عز فيه الشرف .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مشكلتك
على سالم ( 2023 / 2 / 5 - 15:05 )
انت عندك مشكله اكيد , المشكله فى حكم العسكر الاستبدادى الديكتاتورى الاسود والسادى القمعى اللص والمجرم , لماذا لاتقروا بفساد الحراميه العسكر وسرقاتهم واكاذيبهم وهم حثاله البشر على مدى سبعين عام سوداء , انا لست اخوان واكرههم اشد الكراهيه , هل تعلم ان عصابه اللواءات خنازير عديمى الاحساس , هل تعلم انهم وعلى مدار اعوام طويله يحتالوا ويسرقوا مقدرات الدوله لحسابهم الشخصى وبمنتهى العربده والبجاحه والفجر , هل تعلم ان اقل لواء منهم يمتلك اكثر من بليون دولار ؟ قل لى بأى طريق شرعى تحصل على هذه الاموال ؟ انهم يسرقوا كل شئ حتى المعونات الخليجيه والاجنبيه والامريكيه يسطوا عليها ويسرقوها ويفتحوا حسابات سريه فى كل مدن اوروبا , الكل يعلم انهم لصوص وانجاس وعديمى الضمير وينتهكوا المصريين ويقتلوهم ويسجنوهم ويعذبوهم , انت هنا تثبت انك بتطبل وتهلل لهم لغرض فى نفس يعقوب , عيب عليك يا رجل ان تنافق بهذا الشكل المريب الفاضح


2 - أحلى من الشرف مافيش!
Magdi ( 2023 / 2 / 6 - 13:03 )
مقالكم عن فخامة الرئيس ينتهى بهذه العبارة : رجل شريف .. فى زمن عز فيه الشرف .
ذكرتنى بعبارة الفنان توفيق الدقن الفكاهية: أحلى من الشرف مافيش !
1- ماذا عن آلاف سجناء الرأى وآخرين حبسوا لأسباب واهية مثل الأديب أحمد ناجى ( حبس سنتين بتهمة :المساس بالحياء ) خصصت له فى 28- 29 فبراير 2016 جريدة لومند الفرنسية صفحة كاملة تحت عنوان :
Halte à la descente aux enfers pour la société civile égyptienne
2- ماذا عن شراء طيارة خاصة للرئيس بمليار جنية .?
3- ماذا عن تحويل المال الى مال خاص? ( البرلمانى محمد عبد العليم داوود )
4- ماذا عن أرتفاع الأسعار كل ساعة. موظف دخله الشهرى 1000ج ، كيف يشترى دواء للقلب ثمنه
2000 ج?
5 - ماذا عن إيداع الطفل شنودة دار رعاية وأسلمته وحرمان والديه منه? ..ألخ
تحية لحضرتك وللعزيز أ.على سالم
مجدى سامى زكى
Magdi Sami Zaki


3 - أحلى من الشرف مافيش 2
Magdi ( 2023 / 2 / 7 - 10:48 )
6- ماذا عن سيطرة وأحتكار العسكر على الأقتصاد المصرى ( أستعانة بجنود ببلاش أى بلا أجر) مما أدى إلى أفلاس القطاع الخاص (بطالة ) ?-أنظر شكوى كبار رجال العمال مثل نجيب ساويرس.
7-ماذا عن مليارات الديون على عاتق الأجيال القادمة?
8- ماذا عن السفه والأسراف فى الأنفاق على مشاريع لا جدوى منها ( تقليد أعمى لدول الخليج) ?مما أدى إلى الأحساس بالخوف والرعب لدى كبار المفكرين?.أنظر مقالات أ.محمد حسين يونس المفعمة بالمرارة.
9- ماذا عن تهجير سكان جزيرة الوراق وبيع أصول مصر ?
10- ماذا عن عجز العسكر عن حل سد النهضة فى أثيوبيا الذى يهدد حصة مصر من نهر النيل واهتمام العسكر اكثر بصناعة الجنبرى?!...ألخ
تحياتى.مجدى سامى زكى
Magdi Sami Zaki

اخر الافلام

.. احتجاجات في جامعات عراقية للمطالبة بوقف الحرب في غزة


.. مشاهد من لحظة وصول الرئيس الصيني شي جينبينغ إلى قصر الإليزيه




.. فيضانات وسيول مدمّرة تضرب البرازيل • فرانس 24 / FRANCE 24


.. طبول المعركة تُقرع في رفح.. الجيش الإسرائيلي يُجلي السكان من




.. كيف تبدو زيارة وليام بيرنزهذه المرة إلى تل أبيب في ظل الضغوط