الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إنتفاضة السادس من شباط قد تتكرر الأن

عصام محمد جميل مروة

2023 / 2 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


وقعت إنتفاضة السادس من شهر شباط عام 1984 بعدما أسفرت المفاوضات بين الرئيس أمين الجميل والإدارة الامريكية التي كانت راعية وتقدم كل الامكانيات لجعل الإتفاق ما بين الدولة اللبنانية من جهة ، و من جانب الكيان الصهيوني المحتل ، الذي بدوره اسس الى ما بعد الاجتياح الاسرائيلي الذي أدى الى طرد منظمة التحرير الفلسطينية من بيروت وإبعادها عن الاراضي اللبنانية ، او كما كان ترى إسرائيل تنفيض حدودها الشمالية من الهجمات الفدائية التي سادت طويلاً وأقلقت الكيان ، إنطلاقاً من ارض فتح لاند التي كان تواجدها في مرتفعات العرقوب جنوب لبنان تحت غطاء عربي ولبناني بعد إتفاقيات الاردن التي فرضتها الحرب الفلسطينية- الاردنية . وتم طرد المنطمات والحركات الفلسطينية المسلحة من الاردن الى لبنان بموافقة الكبار ، ومن ضمنهم الرئيس الخالد جمال عبد الناصر ، والملك السعودي فيصل ابن عبد العزيز ، وزعماء عرب كبار ، عودة على بدء ، مما كان سهلا عليه خوض إجتياح عسكري ضخم حينها ولم تعتذر اسرائيل مما قامت به من قتل وتدمير ومجازر . لكنها وافقت مع الولايات المتحدة الامريكية تكملةً الاتصالات السرية والعلنية مع الجمهورية اللبنانية التي بدورها حاولت اثناء إنتخاب الرئيس الشيخ "" بشير الجميل "" رئيساً أتي بزخم ودعم أمريكي وغربي واسرائيلي!؟. مما اثار غضباً وفوضى ادت الى إغتيالهِ في خلال اسابيع قليلة بعد توصل المجلس النيابي اللبناني عندما اعلن الرئيس كامل الاسعد حينها توصل النواب الى إيصال الشيخ بشير ولو بعدد قليل من الاعضاء الى سدة الرئاسة .
لكن الفراغ حينها والخوف والرعب على الساحة اللبنانية تسارعت جهود الجميع الى انتخاب شقيقه الشيخ امين الجميل الى السلطة كتكملة لمشروع المبادرة نحو إتفاق ما سُميّ حينها إتفاق "" 17- ايار 1983 "" كورقة ضغط مشتركة اسرائلية امريكية لبنانية لتوقيع الاتفاق المشبوه حينها . كانت العوامل قد دفعت المعارضة المتمثلة برموز الحكومة اللبنانية اثناء المفاوضات لرفع التفرقة ما بين اللبنانيين سيما بين من يخضع لمحاولة تقبل الاتفاق ، وما بين من رفض وتمنع عن المشاركة في مشروع اتفاق صهيوني امريكي لبناني حينها .
برغم كل الفرضيات في لقاءات جنيف ولوزان وبيروت، لم يكن الوضع العربي يسمح بتقبل اتفاق جديد مع الكيان الصهيوني فسارع ألرئيس السوري حافظ الاسد حينها حيث كان يمتلك سلطة عسكرية على حلفاء في لبنان من بقايا الحركة الوطنية اللبنانية المتمثلة بالاحزاب السياسية الكبيرة الموالية والمؤيدة للقضية الفلسطينية ، و معها حركة أمل ، والحزب التقدمي الاشتراكي ، كان نبيه بري ، ووليد جنبلاط ،بعدما شكل التحالف حاجزاً مانعاً ضد الرئيس امين الجميل . وكانت إنتفاضة السادس من شباط قد فرقت وقسمت الجيش اللبناني الى ألوية متعددة تتخذ من مناطق نفوذها إنتشاراً طائفياً اخطر من الخطر ذاته .
كان المجتمع اللبناني قد وقع في حيرة مثيرة من أفتراضات عقد إتفاق مع الكيان الصهيونى علماً ان المعاهدة التي وُقعت في "" باريس عام 1948 "" ، لم تكن لها عواقب او اي شكل من العلاقات كونها تزامنت مع احتلال فلسطين وبداية عصر عربي جديد لم يكن متمكناً من وضع اي علاقة سواءً جماعية او فردية احادية جانبية لها تأثير يعود بترسيم المسارات .
الى حين وقوع انتفاضة السادس من شهر شباط لم تكن ايران لها ذاك الوجه في التغيير المتعثر عربيا / عربياً - واقليمياً خصوصاً بعد سقوط نظام الشاه وبداية عصر الجمهورية الاسلامية الداعية الى ولاية الفقيه ! التي تم معاداتها من قبل دول محور حدود ايران والجوار على طول الخليج العربي الفارسي الذي فرض سياسة جديدة على المنطقة مع تبدل الانظمة حيث كانت الثورة الايرانية رفعت نسبة التفرقة المذهبية ما بين السنة والشيعة ؟. وادت الى اعلان صدام حسين فتح حربا ضروسا ضد محاولة تصدير ثورة ايران عبر حدودها العراقية ، كانت حرب الخليج الاولى عام " 1980- 1981" قد اصبحت محطة تاريخية اردفت تحالفات وعداوات قد وصلت الى لبنان حيث كان "" حزب الدعوة في العراق "" قد توسع عربيا ولم يجد إلا لبنان ارضا خصبة لتأسيس ما سمىَّ منذ حينها "" حزب الله "" فرع لبنان الذي اثار في طرحه "" الجمهورية اللبنانية الاسلامية"" ، عبر إرتباط عضوي مع شيعة الجنوب والبقاع وبعلبك والامتداد اللبناني و شيعة العراق وايران .
لكن المفارقة اثناء إسقاط عقد وعهد مرسوم إتفاق ايار قد إتخذته قوى الممانعة والمقاومة حجة اساسية في تحالف الثنائى الشيعي ما بين "" العديقين "" الحليفين حزب الله وحركة امل المتمثلة بجانب مهم وواسع بفكر الامام السيد موسى الصدر الذي غُيب ربما بموافقة اللاعبين على ارض لبنان والمنطقة .
حزب الله اليوم بعد مرور عقود على حكمه ومشاركته الدولة ما يقبله و ما ينبذه ويرفضه ، للدولة وما تراه قد لا يتم إدراجه في خانة التصالح والتحالف عبر المقاومة او عبر البرلمان اللبناني حيث ادرك حزب الله ان تحرير الجنوب اللبناني من الاحتلال كان لمكانته في عملياته الكبيرة و المقاومة التي ربما أحبها المجتمع اللبناني وتخلصهِ من الاحتلال الصهيوني بفضل عمليات حزب الله المميزة . لكننا اليوم بعد الفراغات في كل شئ وسقوط كافة مؤسسات الجمهورية اللبنانية ، و علاقة ودور حزب الله الكبير والفعال في الفساد مما يزعمه كثيرون في خطورة الاتفاقات والترسيمات البحرية مؤخراً مع الكيان الصهيوني برعاية ""المنسق الامريكي هوكستين "" ما هو إلا تكملة ربما لمفاوضات تشبه اتفاقات ايار الشهيرة حيث صارت انتفاضة شعبية نتيجة فرض مواقف على الشعب اللبناني لدوافع مجرياتها غير واضحة المعالم . السؤال الكبير هل الإنتفاضة القادمة الأن ؟ قد تؤسس الى عقود اربعة جديدة ونهاية انظمة عربية كبرى كانت لاعبة على الساحة اللبنانية على سبيل المثال للنظام السوري بعد دخوله الى لبنان لفض الصراع اللبناني - اللبناني - والفلسطيني- اللبناني - بعد مطلع الحرب الاهلية في "" 13 نيسان 1975 "" نحن اليوم عشية ذكرى إنتفاضة السادس من شهر شباط سنة 1984 قد تتكرر وقد تنفجر الساحات والميادين ولكن هذه المرة ضد المنظومة السياسية الفاسدة تحت ظل غياب وفراغ رئاسي ومؤسساتي وتدهور الوضع الاقتصادي والاجتماعي والسياسي والتفرقة المقززة للأبدان .
ماذا لو اصبحت الانتفاضة القادمة تحمل إسماً وطنياً تخرج من عباءات زعماء الطوائف الذين يغطون ميليشياتهم الخطيرة المتسلحة بأنواع وأشكال تختلف كلياً عن السلاح الكلاسيكي المتعارف عليه ويحمله الثوار في كل الميادين . إنتفاضة إنسانية للبقاء على قيد الحياة خوفاً من مجهول وغول آتٍ وقادم .
جعلت الشعب اللبناني العظيم يتحول الى مجتمع فقير ومريض وجائع . هل الانتفاضة تتكرر !؟..

عصام محمد جميل مروة ..
المريجة في / 6 شباط - فيفرييه / 2023 / ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجيش الروسي يستهدف قطارا في -دونيتسك- ينقل أسلحة غربية


.. جامعة نورث إيسترن في بوسطن الأمريكية تغلق أبوابها ونائب رئيس




.. قبالة مقر البرلمان.. الشرطة الألمانية تفض بالقوة مخيما للمتض


.. مسؤولة إسرائيلية تصف أغلب شهداء غزة بالإرهابيين




.. قادة الجناح السياسي في حماس يميلون للتسويات لضمان بقائهم في