الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
المقامه الأدبيه في الشده المستنصريه العصريه
.يحيى ابراهيم
2023 / 2 / 5الادب والفن
المقامة العصريه في الشده المستنصريه
حدثني صديقي المفضال محمد بن عبد المتعال وكنت رافقته من زمان في وقت ندر فيه الأصحاب والخلان كنا نتزاور نتناقش ونتحاوريعجبني حديثه واشتاق الي اقاصيصه فهو الحپبب المحبوب الذي يأخذ بمجامع القلوب اذا صمت فصمته فكر واذا تحدث فحديثه ذكر ذهبت اليه اشكو سوء الحال وكثره العيال وقله المال
فصمت ساعه وظننت اني اثرت اوجاعه فعضضت اصابع الندم وحزنت لصديق القدم
فلما ان افاق قال ياخير الرفاق هذه البلد محفوظه وبعنايه الله محظوظه فقد كانت سله الغذاء ومطعمه الأشقاء ومطمع للغازين والأعداء تباهي بحكمها فرعون وأخذته الهواجس والظنون حتي نصب نفسه إله فغرق في اليم بما جنت يداه وكان فيها يوسف عليه السلام فرفع اسمها كالأعلام ووفر الغذاء للقاصي والدان من كافه الامصار والبلدان وبعد سنين يوسف العجاف اتت سنين سمان خفاف
وما الشده المستنصريه منا ببعيد وما ربك بظلام للعبيد
قلت شده مستنصريه
ما قصتها وما اصل حكايتها
قال صديقي المفضال محمد بن عبد المتعال
هيا حوادث جثام واحداث عظام عندما انقطع النيل عن جريانه
ونضب قبل اوانه فهلك الزرع وجف الضرع في سبع سنين عجاف فيا خفي الٱلطاف نجنا مما نخاف حدثت الشده المستنصريه في النصف الثاني من القرن الخامس من هجرة المصطفى المختار فضاقت على الناس الديار وحل الخراب والشنار في خلافه المستنصر بالله الفاطمي
في سبع سنين ارتفع العويل والأنين اكل الناس الدواب والقطط والكلاب
قلت سيدي المفضال فصل المقال حدث هذا في مصر حاضره العصر ودائمه النصر
قال عبد المتعال
لا تكن ثرثارا مهذارا فأنا احكي عن جائحه
قلت ما اشبه الليله بالبارحه
قال شتان شتان بين عصران دعني اكمل قصتي ولا تزيد غصتي
لقد تطورت الامور وخرجت عن السيطره وأصبح الأمر جد مسخره انا لا احدثك عن ايام او شهور بل سنين ودهور سبع سنوات مفزعات خانقات
خرجت امرآه ثريه اصابتها البلية
وكانت بهم وضيق لتشتري جوال من دقيق بألف دينار واكترت الحمال والشطار يحرسهم العسس والحرس فتكأكأ عليها العباد من كل صوب وواد فنهبوا جوالها وضربوا من حولها فما فازت من الجوال الا بحفنه تملئ جفنه عجنتها وخبرتها فما صنعت سوي رغيف
قلت وضع مخيف
رغيف بألف دينار ذهبيه انها حقا بليه واين الخليفه والوزير والمستشار والمشير الأمر جد خطير
قال بن عبد المتعال اما الخليفه فصارت حياته كرب في كرب وكان في نفس الدرب وباع اثاث قصره ونيشان نصره وأصبح اضحوكه عصره اما الوزير فذهب على فرسه بين جنده وحرسه ليحقق في قضية بعض الصعاليك من السوقه المماليك فقد حدث بعد ان فرغ الناس من كافه الأجناس من اكل القطط والكلاب وكافة الدواب ان حدثت نقله نوعية خطيرة
في طعام الرعيه اذ بدأوا في تناول اللحوم الآدمية
قلت انك لا شك ياسيدي مازحا مهزارا تدبج قصصا واخبارا قال قسما بمن رفع السماء بلا عمد وبسط الأرض على ماء قد جمد سبحانه وتعالى لم يتخذ صاحبا ولا ولد إنما احدثك من بطون الكتب فأقلل اللوم والعتب
اتجه الناس الي اكل لحوم بعضهم بعد ان قض قضيضهم وانعدم حيلهم فوقفوا على اسطح المنازل يرقبون كل صاعد ونازل وراكب وراجل فإِذا لمحوا احدهم ادلوا حبالهم وكلاليبهم فخطفوه وقتلوه وذبحوه وسلخوه وطبخوه واكلوه وعندما ذهب الوزير ليحقق ويمحص ويدقق في تلك البلية والخيبه القويه خرج فلم يجد فرسه فقد سرق واصبح لحما بمرق ولما وصل إلى جليه الأمور وعرف بالمقدور امسك باللصوص واعدمهم وعلقهم
وعلقهم علي العود كما يعلق الشوي بالسفود فسرقت جثثهم وطهيت اجسادهم
وكم من مره تحمل ام طفل على الأكتاف فيعلق بخطاف فينحر كما تنحر النعاج وعم الجوع كل الفجاج ولم تفلح خطب المنابر ففتحت المقابر وقطعت الأكفان وسرقت الأبدان فلا كرامه لميت او حي ولا اثر لبصيص من ضي فحرس الناس امواتهم كما يحرسون احيائهم وكم من ضيفه حلت ببيت جيران فأصبحت في خبر كان وفجر التجار واحترفوا الإحتكار حتى الخليفه أصابه الفقر والإملاق وضاقت منه الٱخلاق فسيظل التاريخ يذكر شدته المستنصريه ووقعتها القويه سبع عجاف ما لها من نهاية وصارت اقصوصه وحكاية وبيع الكلب بخمسة دنانير وهذا امر جد خطير كلب يؤكل ولا يوجد مشرب ولا مأكل وبيع أردب القمح بثمانين دينار فخربت ونهبت الديار
وصار الرغيف كما قال شاعر النيل بوصف جميل
ويخال الرغيف في البعد بدرا
ويظن اللحوم صيدا حراما
وبيعت بيضه الدجاجه بعشر قراريط من الأرض ونسي الخلق السنه والفرض وتصدق النساء على خليفتهم بعد ان عظمت مصيبتهم وبعد ان باع ما تحلت به قبور اجداده وجاع احفاده وخرجت النساء صوب بغداد العراق بعد لاي وإملاق حتى قيض الله للأمه من ازاح الغمه
الوزير بدر الجمالي الذي نزل واشاع انهم تجار فجار يمارسون رزيله الإحتكار وامر بقتلهم عبرة لغيرهم وهنا خاف التجار وعم الرعب قلوبهم وخافوا على ارواحهم فخرجت البضائع ونشط أصحاب الصنائع وبدأت بوادر انفراج الشده المستنصريه بعد سبع عجاف
قلت صديقي المفضال محمد بن عبد المتعال ما اشبه الليله بالبارحه فقال شتان شتان بين الأمرين وان قدر الله فلابد ان يقع المقدور فقلت الحديث ذو شجون وتالله لاكتبنها في مقامه يسير بها الراكب من طنجة الي تهامة ويتحدث بها الركبان على طول الزمان وبهذا تنتهي مقامه الشده المستنصريه في طبعه عصريه كتبهأ راجي عفو الكريم يحيي بن إبراهيم في شهر الله رجب للعام الف وأربعمائة وأربع واربعون من هجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم والشهر الثاني من العام الفان وثلاث وعشرون من ميلاد المسيح عليه وعلى نبينا السلام وفي الختام اترككم في حفظ الله ورعايته
بقلمي يحيي ابراهيم محمد السيد
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. فرحة للأطفال.. مبادرة شاب فلسطيني لعمل سينما في رفح
.. دياب في ندوة اليوم السابع :دوري في فيلم السرب من أكثر الشخص
.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض
.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب
.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع