الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قصِيْدَةُ : المُنْجِيَةُ

بدر الدين العتاق

2023 / 2 / 6
الادب والفن


القاهرة في : 4 / 2 / 2023 م

شِعْرُ : بَدْرُ الدِّيْنِ العَتَّاق

حَلَّتْ عَلَىَ أَرْضِ نَجْدٍ رِكَابِيَا * وناخَتْ بَيْنَ الأَبْرَكَيْنِ طُرَّاً بواكِيَا
وجَادَتْ هَوَامِلُ عَيْنٍ فَعَايَنَتْ * لَدَى الأبْرَقَيْنِ قَبْرَاً بالرياض تَلَاقِيَا
وكانتْ عُيُونُ الكوْنِ عَنِّي بِمَعْزَلٍ * كذاكَ كُلُّ عُيُونِ الكونِ خَوَافِيَا
أيَا نَفْسُ قِرِّي عَيْنَاً فَقَدْ أمَّلَتْ * بين الورَى نَفْسٌ فَطَفِقْتُ مُنَادِيَا
وما أن لامسَ قَبْرُ النَّبِيِ فؤادي* حتَّى شَقَّ نُورُه الشَعْشَاعُ فؤادِيَا
ورأَيْتُه مَا رَاعَنِي كَشْفَ حِجْابِه * بَلَى قَدْ زَادَنِي قَدْرَاً قَدْرَ رجائِيَا
وعَايَنْتُه فَيَمَمْتُ الصِفاتَ جَمِيعُهَا * وَصْفَ أُمَّ مَعْبَدٍ فَحَقَّ جوابِيَا
فقلتُ أأنْتَ مُحَمَّداً الذي كَذَا * ورَسُولُ اللهِ إلى النَّاسِ وداعِيَا
وكانَ كُلَّ مَا عَايَنْتُهُ وسَأَلْتُهُ * غَطَّى بِيَدِهِ الشريفَةِ وَجْهَهُ فيُوارِيَا
فتَذَكَّرْتُ قَوْلَهُ والحَدِيثُ صَحِيْحٌ * أَشَدَّ مِنْ العَذْرَاءِ وخِدْرِهَا حَيَائِيَا
وسَأَلْتُهُ أَأَنْتَ رسُولُ اللهِ حَقَّاً * وصَاحِبُكَ أَبَا بَكْرٍ قدْوَتُنَا ورَاعِيَا
فأَجَابَ والقولُ مِنْهُ شَهِيٌ راَئِقٌ * بَلَىَ وإيَّاكَ والشَكُ فِيَّ مُجَافِيَا
أنَا مُحَمَّدٌ رسولُ اللهِ حَقَّاً ونَاجِيَا * والنَجِيُ مِنْكَ عَلِمْتَه كذاكَ سَمَاعِيَا
فأَظَلَّتْنِي غَمَامَةً بالأبركَيْنِ حَسِبْتُهَا * ظُلَلُ الغَمَامِ ليومِ المَعَادِ مَعَادِيَا
ومَا أَدْرَاكَ مَا خُلُقُ مُحَمَّدٍ أُحَدِثُكُمْ * كَفَىَ بالخُلُقِ العَظِيمِ جَاءَ كِتَابِيَا
وتَغْمُرُنِي السَعَادَةُ أيُّهَذَا سائِلِي * فلَمْ يَغِبْ عَنِّي ولا لَحْظَةَ غَافِيَا
وأَتَيْتُه عَنْ يمِينٍ وعنْ شِمَالٍ أَمَا * حَيْثُ لا يَمِينٍ كانَتْ يَدَايَ شِمَالِيَا
ورَجْوْتُه بالذيِ بَرَأَ الوجودَ وذاتَه * يُبَلِغُنِي مُنَايَ في الدَارَينِ أمَانِيَا
وكانَ قَدْ اسْتَعَدَّ بِهِ المُقَامَ وذاهباً * يلاقي مَوعُودَهُ فلله نِعْمَ تَلاقِيَا
والخوفُ يَسْبِقُنِي والشَوْقُ يَغْلِبُنِي تَرَى * والحُبُّ أنْ أرَاهُ كذاكَ مُرَادِيَا
فَبَشَّرَنِي والبُشرَى مِنْ كَفِ نَوالِهِ * مَدَدٌ من غيَّاب الغُيُوبِ وعَالِيَا
قُلْ تُمْنَحْ عَطِيَتُكَ التِي بوجِيِفِها * حُقَّ إلى بَدْرٍ أنْ يَنَالَ وكَافِيَا
فقُلْتُ والرَهْبَةُ تَسْرِي فِيَّ واهنةً * أَتَتْكَ يا بَدْرُ الدِّيِنِ فَكُنْ لَهَا وَاعِيَا
ثَلاثةٌ هُنَّ من عَيْشِ الفَتَى وحَيَاتِه * لا أَبَالَكَا عَيْشٌ بَعْدَهُنَّ حَيَاتِيَا
مَا حَقَّ اللهِ وحقيقَتِهِ التي مَوْجُودُها * والله يَعْلَمُ ما يَكِنُ القلب منادِيَا
ثم ما حقيقتُك الكُبرى التي بَيَّنْتَهَا * بين الورى عَمْدَاً وحَقِيْقَ مَرَائِيَا
ألَّا تغيبَ عن ناظرِي لحظةَ طارفٍ * أبَدَاً رجوتُك فلا تخيب رجَائِيَا
ثم ينْصُرُنِي الله بالإسلامِ طُرَّاً * وأَنْصُرُ أَنَا الإِسْلَامَ مَا دَامَ بَقَائِيَا
فَتَبَسَّمَ المحْبُوبُ عنْ بَلَجٍ وكأنَّه * حبيباتُ نَظْمٍ تَدَلَيْنَ مِنْ أَكَمٍ ورَائِيَا
ويُغَطِي بكَفْيْهِ وجْهَاً مُشْرِقاً بَلِجَاً* وَشَمُ العَرَانِينِ عليها ماسِحٌ بغِطَائِيَا
وتَبَسَّمَ الوَجْهُ المَلِيِحُ عنْ رِضَىً * وتَفَتَّقَ الزَهْرُ المُسْتَشِنُ وافْتَرَّ ثَنَائِيا
كأنَّهُنَّ إنْ رأيتُمُوهُنَّ خَرَزَاتٍ أضأنَ * يَنْتَظِمْنَ فَجْرَاً للخَلاصِ صَبَاحِيا
ووعَدَنِي والوَعْدُ مِنْهُ حَقٌ لا أبَالَكَا * كيف وهو النبِيُّ المحمودُ إلَاهِيَا
لَكَ مَا رَجَوْتَ واللهُ خَيْرَ مُأمَّلٍ * وعَلَيْكَ الأَمْرَ طُرَّاً كِتَابَتَها حَيَالِيَا
واجْمَعْ لي مِنْ المَشَاهِدِ كُلِّهَا * خُمسمائةً رأيتَ في المنَامِ وصَاحِيَا
ثُمَّ قُمْ صَلِّ بَيْنَ الوَرَىَ مُتَكَلِفَاً * ووَزْعْهَا بينهمْ ولا تَنْسَ نَصِيْبَك زَاهِيَا
ولا تَقُمْ مِنْهَا حَتَّى تُنْجِزَ أَمْرَهَا * ولا يُشْغِلَنَّكَ أَمْرٌ دونها أَمْرَنَا ونَوَاهِيَا
وجازِ بالمعْرُوفِ مَنْ هو أَهْلَهُ * وَصَلِّ بالنَّاسِ أبَدَ الدَّهْرِ جَوَازِيَا
وتذكر رؤياك لي ومَشْهَدَ قَافٍ * بالأُفُقِ المُبِينِ كُنْتَ مُدَّرِعَاً بِرِدَائِيا
أَتَيْتُكَ والخُطُوبَ تَجْلُو بَعْضُهَا هَمَّاً * فَصَدَقْتُكَ والوَعْدُ مِنِّي خِطَابِيَا
وما زِلْتَ تَدَّكِرُ المشاهِدَ في مَهْمَهٍ * وتأْوِيْلُكَ القُرْآَنَ كُلَّهُ فتَجْمَعْهُ وزاكيَا
والفِكْرَةُ الإنْسَانِيِّةُ بَعْضٌ مِنْ بَعْضِهَا * فالكُلُّ يُجْمَعُ خمْسُمَائةَ بَهْمٍ بَهَائِيَا
هذا أمْرُنَا إليْكَ والأمْرُ مُتَّبَعٌ * لا رَيْبَ بالقَوْلِ والفِعْلِ فاصْنَعُهُ تَوالِيَا
عَمَلاً وعِلْمَاً مِنْ لَدُنْهِ وحكمةً * لَعَلَّ اللهُ يُحْدِثُ بعْدَ ذاك أمراً خَافِيَا
قُمْ مِنْ سَاعَتِك التي بها كُنَّا * وانْشُرْ لِوَاءَكَ فِي البِلَادِ نَشْرَاً سَاعِيَا
فوجَدْتُني بَعْدَ لَبَانَةٍ مِنْ خاطِري * وقَدْ بزغَ الفجرُ نافلةً وضيائيا
ما أحلىَ قولُهُ والشَهِيُ مَذَاقُهُ * فَطَعْمِ الأمْرِ كطَعْمِ البيانِ وتالِيَا
لكَ الحمدُ رَبِي والشُكْرُ مِدَادُه * أبْحُرٌ سبْعٌ وأشجارُ أقلامُهَا مِدَادِيَا
فلا تُنْكِرَوا ضرْبِي له مثلاً شَرُودَاً * فاللهُ ضَرَبَ الأقَلَّ لنورِه مِصْبَاحِيَا
نورٌ على نُوْرٍ والمِشْكَاةُ كَأنَّهَا * والحَقُّ أَعَظَمُ فِي الأبْصَارِ زُجَاجِيا
فصَلِّ رَبِي على مُحَمَّدِنَا الذي * أَضَاءَ الوُجُودَ بِنِورِهِ هُنَاكَ لَيَالِيَا
مَا أَسْفَرَ الصُبْحُ البَهِيِجُ عَنْ سَرَىً * إلَّا صَلَّيتَ علَيْهِ بِمَا عَلِمْتَ سَرَائِيَا
وركِبْتُ من القَبْرِ المُنِيِف ورَوْضِهِ * رِكَابَاً أَظَلَتْنِي إليه عُيُونُ سَحَابِيَا
وحَدَوْتُ ومَا الحِداءُ لي بنافِعٍ * أُيَمِمُ شَطْرَ قافيةٍ حَسِبْتُهَا من حِدَائِيَا
أُبَلِّغُ النَّاسَ وحَيْهَلاً رأيتُ وتاقَنِي * ما بَيْنَ الجَلْهَتَيِنِ مِنْ حَقٍ ورَاعِيَا
والحَمْدُ للهِ ثُمَّ الصَّلاةُ والسلامُ قافيتي * وقافلتي تَعُجُّ بالذِكْرِ المُجِيبِ عَوَافِيَا
للنَبِيِ الأَشَمِ وآلهِ وصَحْبِهِ ما بَقِيَتْ * فِيَّ باقيةً حتَّى موعوده كان طوافِيَا
صلواتٌ تُزْكِيْ الأَنْفَ عِطْرَاً مُفَخَّمَاً * ما هَبَّتِ الرِيْحُ من نَجْدٍ كذاك صلاتِيَا
تَفُوقُ المِسْكَ رُوْحَاً ورَاحَاً وعَنْبَرَاً * شمِيمُها فالذَوقَ نَفْحُ قصِيْدَتِي ونوالِيَا
وبَارَكَ اللهُ قارئَهَا الذي بفُؤادِهِ * ذَاقَ وَمِيْضَهَا وتاليِهَا النَّجِيبَ دوائِيَا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف نجح الأمير الشاعر بدر بن عبدالمحسن طوال نصف قرن في تخليد


.. عمرو يوسف: أحمد فهمي قدم شخصيته بشكل مميز واتمني يشارك في ا




.. رحيل -مهندس الكلمة-.. الشاعر السعودي الأمير بدر بن عبد المحس


.. وفاة الأمير والشاعر بدر بن عبد المحسن عن عمر ناهز الـ 75 عام




.. الفلسطينيين بيستعملوا المياه خمس مرات ! فيلم حقيقي -إعادة تد